أفضل 25 فيلماً عربياً وأجنبياً لـ2020

شوهدت رغم كل الظروف

الفيلم المغربي «آدم» لمريم التوزاني
الفيلم المغربي «آدم» لمريم التوزاني
TT

أفضل 25 فيلماً عربياً وأجنبياً لـ2020

الفيلم المغربي «آدم» لمريم التوزاني
الفيلم المغربي «آدم» لمريم التوزاني

184 هو عدد الأفلام الجديدة التي شاهدها هذا الناقد سنة 2020 وهذا أقل مما شاهده في العام السابق، 2019، بـ106 أفلام الذي كان أقل مما شاهده في العام الأسبق، 2018 بـ23 فيلما.
ما حدث بالطبع هو شيء اسمه كورونا تحول اسمه إلى «كوڤيد 19» ونشاهد اليوم تحولاً جديداً له حيث يبدو أن فصيلاً جديداً منه بات منتشراً بفعل ذلك المجهول الذي أطلق الوباء لأول مرة.
وفي حين كانت معظم المشاهدات السابقة تتم في صالات السينما بمعدل أربعة إلى خمسة أفلام في الأسبوع فإن معظم المشاهدات تحولت، مع انتشار الوباء، إلى شاشات المنازل الأصغر حجماً. والنقاد الذين كانوا يتفاخرون دوماً بأنهم زبائن مخلصون للفيلم المعروض فوق شاشة تمتد عرض الصالة اضطروا لمزاولة نشاطاتهم من وراء مكتب يحتوي على «مونيتور» عريض موصول بالكومبيوتر مما يعوض بعض الخسارة الناتجة عن هذا التنازل.
كذلك اضطر معظمنا إلى هجران المهرجانات باختلاف أحجامها واهتماماتها وبلدانها بالتالي قل عدد الأفلام الجديدة المتاحة بنسبة كبيرة ولو أن ما أنقذ الوضع إلى حد ما في العام 2020 قيام مهرجاني برلين وفنيسيا بتحدي الوباء والانطلاق بلا خوف أو وجل. في المقابل امتنع العديد من مهرجانات السينما عن إقامة دوراتها المعتادة إما كلياً أو بالتحول إلى ما يعرف بالعروض الافتراضية. احتجاجات بعض المنتجين والمخرجين القلقين حول مستقبل أفلامهم التجارية غيبت بعض تلك الأفلام لكن الكثير منها تم إرساله كـ«لينكات» للنقاد الذين اعتادت المهرجانات استقبالهم كل سنة. هذا ما منح النقاد المثابرين الفرصة للخروج بقوائم أفلام نهاية السنة. تلك «التوب تن» الأفضل حسب كل ناقد والتي اعتدنا عليها هنا أيضاً مع ملاحظة أن التشتت واضح في أكثر من قائمة وردت حتى الآن نظراً لأن غالب هذه الأعمال المصورة لم تتح للجميع معاً وعلى قدر متساو من الفرص كما الحال في كل سنة.
الناتج تبعاً لذلك، هو تقسيم الأفلام المفضلة إلى ثلاث قوائم: خمسة عربية، عشرة ناطقة بالإنجليزية وعشرة من باقي أنحاء العالم غير الناطقة بالإنجليزية علماً بأن نسبة كبيرة من أفلام القائمة تكونت من إنتاجات شوهدت في الأسابيع القليلة الماضية بسبب موسم الجوائز السنوي المعتاد والذي لم يشأ بدوره الاستسلام للظرف الحالي.
ويشمل هذا الموسم، جوائز غولدن غلوبز وبافتا ولندن فيلم سيركل وسيزار الفرنسي على نحو أساسي.
تداولت السينما العالمية عدداً مهماً من المضامين والقضايا التي عاد بعضها إلى نبش أحداث الماضي أو وضع حكايته بين دفتيه، ودار بعضها الآخر حول مواضيع وأحداث آنية، مع ملاحظة أن مواضيع حول أفلام عن الوباء الحالي ليس من بين ما تم إنتاجه بعد. هناك مشاريع أوروبية وأميركية وبينها بعض المشاريع العربية التي تدور حول زمن الكورونا لكن لا شيء عرض منها بعد في أي مكان لا تجارياً (في البلدان التي عادت ففتحت أبواب صالاتها مثل الصين) ولا مهرجانيا.
ملاحظة أخرى، هي أنه ورغم خروج عدد من الأفلام العربية التي تستحق التنويه إلا أن عدد هذه الأفلام جاء محدوداً في نهاية المطاف خصوصاً وأن المهرجانات العربية الكبيرة إما عقدت في أجواء الحذر ما استوجب الاستغناء عن حضورها (الجونا، القاهرة) أو تم إلغاؤها بسبب الأزمة الصحية (مهرجان البحر الأحمر، مراكش) أو تحويلها إلى استعادات من الأمس (أيام قرطاج السينمائية).
أفضل 5 أفلام عربية
1 - آدم | مريم التوزاني (المغرب)
أرملة وابنتها تستقبلان امرأة حاملا بلا مأوى اضطراراً بادئ الأمر ثم تطلبان منها البقاء. تجول المخرجة جيداً في أرجاء الوضع على الصعيدين الفردي والاجتماعي جيداً.
2 - الرجل الذي باع ظهره | كوثر بن هنية (تونس)
دراما اجتماعية تحيط بوضع فريد حول شاب قبل بتحويل ظهره إلى لوحات مقابل الهجرة من البلاد. جديد وأفضل أفلام مخرجته بن هنية.
3 - سيدة البحر | شهد أمين (السعودية)
الفيلم الروائي الطويل الأول يحتوي على فرادة أسلوب المخرجة في تعاملها مع حكاياتها. بطلة الفيلم تسعى لحقها في مواجهة تقاليد اجتماعية تجمع بين الواقع والأسطورة.
4 - القصة الخامسة | أحمد عبد (العراق)
فيلم تسجيلي يتابع فيه المخرج حياة والده الذي اختار العيش بعيداً عن المدن. اللقاء بينهما يثمر عن فتح نوافذ على الماضي وحروبه وعلى الحاضر وأوضاعه.
5 - 200 متر | أمين نايفة (الأردن)
على بطل الفيلم الانطلاق في رحلة تستغرق أكثر من يوم علماً بأن المسافة بينه وبين منزل زوجته لا تعدو 200 متر لكي يلتقي بعائلته تبعاً للجدار القائم. يحيط المخرج بالموضوع جيداً.
أفضل 10 أفلام ناطقة بالإنجليزية
American Factory | ستيفن بوغنار، جوليا رايكهارت (الولايات المتحدة)
1 - مصنع أميركي يشتريه صيني ويضم إليه عمالا صينيين. يرصد الفيلم التباين في الثقافات والمفاهيم وتأثير ذلك على اليد الأميركية العاملة. ضروري لفهم سياسي - اقتصادي عميق.
2 - Da 5 Bloods | سبايك لي (الولايات المتحدة)
خمسة أميركيين سود يعودون إلى فيتنام للبحث عن كنز دفنوه معا خلال الحرب. يسبر المخرج غور شخصياته المتباين بأسلوبه الفريد في توفير بطانات لشخصياته ومواضيع أعماله‪.‬
The Duke - 3 | روجر ميتشل (بريطانيا)
عن حادثة واقعية يروي روجر بمعالجة كوميدية ناجحة حكاية اللص الذي ادعى سرقة لوحة لغويا من المتحف لكي يبرئ ابنه من الجريمة. يغلف المخرج وممثله (جيم برودبنت) الفيلم برصانتهما.
Hunter Hunter - 4| ستيڤن ليندن (الولايات المتحدة)
- لولا نهاية غير ضرورية لانتقل الفيلم إلى مصاف أفضل أفلام الرعب في نصف قرن. هذا لا يمنع من أن الحكاية ذاتها تتضمن مفاجآت غير محسوبة والفيلم يملك وتيرة تشويق رائعة.
Klaus - 5| سيرجيو بابلوس (إسبانيا)
استحق هذا الفيلم الأنيميشن (إسباني ناطق بالإنجليزية) البافتا التي حصل عليها مطلع هذه السنة. شاب يتم إرساله كموظف بريد إلى أرض محفوفة بالمخاطر. رسم ممتاز التنفيذ والألوان.
Mank - 6| ديفيد فينشر (الولايات المتحدة)
سيرة لمرحلة من حياة الكاتب هرمان مانكويتز والقضية غير المبتوتة بعد حول من كتب «المواطن كين». غاري أولدمن ممتاز في الدور تحت رعاية مخرج استمد ماضي هوليوود بتميز.
Minari - 7 | لي آيزاك تشنغ (الولايات المتحدة)
يوفر المخرج الكوري الأصل دراما بالغة الرقة وبعيدة المعاني حول عائلة نزحت لريف أركنسا بحثاً عن حياة أفضل. يحيط الفيلم بالحياة العائلية وتأثير البيئة الجديدة عليها جيداً.
Nomadland - 8 «كليو زاو» (الولايات المتحدة)
يسرد هذا الفيلم وضع امرأة (فرنسيس مكدورمند) تختار العيش متنقلة بين البيئات غير المستقرة التي تعيش في سياراتها المنزلية. أسلوب عمل يجمع الروائي والتسجيلي جيداً.
Social Dilemma‪، ‬ The - 8 | جف أورلوڤسكي (الولايات المتحدة)
تسجيلي عن أزمة الإنسان مع التطورات التقنية التي حولته إلى رقم في حوزة المؤسسات الضخمة (فايس بوك، غوغل الخ…) وقد وظفه لخدمتها. فيلم مطلع وجيد على أكثر من نحو.
Tenet - 10 | كريستوفر نولان (الولايات المتحدة)
رغم غياب الحميمية في استعراضه لحكاية تشويقية، إلا أن فيلم نولان إضافة جديدة جيدة لمجمل أعماله التي طالما بحثت في الزمن الذي نعيش وذلك الذي نلجأ إليه. تقنياً مبهر.
الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية
Dear Comrades - 1 | أندريه كونتشالوڤسكي (روسيا)
يستلهم هذا المخرج العتيد حادثاً وقع في الحقبة الشيوعية لروسيا عندما ثار عمال أحد المصانع ضد أوضاعهم فجوبهوا بالقوة. للمخرج باع طويل في معالجة مواضيع شائلة جيداً.
2 - Berlin Alexanderplatz | برهان قرباني (ألمانيا)
مهاجر أفريقي يبني ثروته في ترويج المخدرات ويبحث عن هوية ينتمي إليها. الرواية التي انتقلت إلى الشاشة أكثر من مرة في معالجة عصرية جيدة لمخرج هو بدوره مهاجر أفغاني.
Deux - 3 | فيليبو منيغنيتي (فرنسا)
رقة متناهية ومعالجة رصينة لحكاية علاقة بين امرأتين واحدة مسنة والأخرى تجاوزت، على أي حال، سن الشباب. أداء رائع من الألمانية باربرا سوكوڤا ومارتين شيڤالييه.
4 - Fear | إيڤاليو كريستوڤ (بلغاريا)
امرأة بلغارية متعصبة تعيش في بلدة صغيرة تأسر أفريقيا غير شرعي وتتعاطف معه ما يجلب نقمة أهل البلدة عليها. رائع في توظيف المكان لخدمة المضمون ونقد العنصرية والتعصب.
‫5 - La Llorona | جايرو بستامنتي (غواتيمالا)‬
عمل فريد من نوعه هذا العام: سياسي حول ديكتاتور نكل بهنود المايان ويختبئ وعائلته محاصراً في منزله، ومعالجة بصرية فذة وجماليات مفاجئة في جودتها ووقعها.
‫6 - Man Standing Next، The | وو من - هو (كوريا الجنوبية)‬
الأيام السابقة لاغتيال رئيس الجمهورية الكوري سنة 1979 (اقرأ «شاشة الناقد»).
7 - Once Upon a Time in Venezuela | أنابل رودريغيز ريوس (ڤنزويلا).
تسجيلي عن الحياة المدقعة في بيئة ملوثة ووعود المسؤولين التي لا تتحقق. بين ما شوهد من أفلام تسجيلية هذا العام هذا واحد من بين أفضلها ولأسباب فنية أيضاً.
8 - Que Vadis‪، ‬ Aida‪?‬ | ياسميلا زبانيتش (بوسنيا)
المذبحة التي ارتكبتها القوات الصربية بحق مئات من البوسنيين الأبرياء دفعت المخرجة لفتح ملفها إنما بشروط سيناريو تحققه بنجاح رائع على صعوبة إنتاجه وتنفيذه.
9 - Rifleman‪، ‬ The | دزنتارس درايبرغ (لاتڤيا)
الإسهام الذي قام به جنود لاتڤيا في مقاومة النازيين المتوغلين في البلاد خلال الحرب. يحيط المخرج موضوعه باهتمامات فردية وبمشاهد قتال ممتازة رغم حكاية تقليدية.
10 - Stories From the Chestnut Woods | غريغور بوزيتز (سلوڤانيا)
معالجة إنسانية مبهرة لحياة نجار عجوز بعد الحرب العالمية الثانية يهب ثروته القليلة لشابة لمساعدتها على الهجرة من قرية لا مستقبل فيها. رائع السمات والتصوير.


مقالات ذات صلة

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق الفيلم يتناول مخاطرة صحافيين بحياتهم لتغطية «سياسات المخدّرات» في المكسيك (الشرق الأوسط)

«حالة من الصمت» يحصد «جائزة الشرق الوثائقية»

فاز الفيلم الوثائقي «حالة من الصمت» للمخرج سانتياغو مازا بالنسخة الثانية من جائزة «الشرق الوثائقية».

«الشرق الأوسط» (جدة)
سينما «من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة

محمد رُضا‬ (سانتا باربرا - كاليفورنيا)

هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
TT

هوليوود ترغب في صحافيين أقل بالمهرجانات

جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)
جوني دَب خلال تصوير فيلمه الجديد (مودي بيكتشرز)

عاش نقادُ وصحافيو السينما المنتمون «لجمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» (كنت من بينهم لقرابة 20 سنة) نعمة دامت لأكثر من 40 عاماً، منذ تأسيسها تحديداً في السنوات الممتدة من التسعينات وحتى بُعيد منتصف العشرية الثانية من العقد الحالي؛ خلال هذه الفترة تمتع المنتمون إليها بمزايا لم تتوفّر لأي جمعية أو مؤسسة صحافية أخرى.

لقاءات صحافية مع الممثلين والمنتجين والمخرجين طوال العام (بمعدل 3-4 مقابلات في الأسبوع).

هذه المقابلات كانت تتم بسهولة يُحسد عليها الأعضاء: شركات التوزيع والإنتاج تدعو المنتسبين إلى القيام بها. ما على الأعضاء الراغبين سوى الموافقة وتسجيل حضورهم إلكترونياً.

هذا إلى جانب دعوات لحضور تصوير الأفلام الكبيرة التي كانت متاحة أيضاً، كذلك حضور الجمعية الحفلات في أفضل وأغلى الفنادق، وحضور عروض الأفلام التي بدورها كانت توازي عدد اللقاءات.

عبر خطّة وُضعت ونُفّذت بنجاح، أُغلقت هذه الفوائد الجمّة وحُوّلت الجائزة السنوية التي كانت الجمعية تمنحها باسم «غولدن غلوبز» لمؤسسة تجارية لها مصالح مختلفة. اليوم لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة بعدما فُكّكت وخلعت أضراسها.

نيكول كيدمان في لقطة من «بايبي غيرل» (24A)

مفاجأة هوليوودية

ما حدث للجمعية يبدو اليوم تمهيداً لقطع العلاقة الفعلية بين السينمائيين والإعلام على نحو شائع. بعضنا نجا من حالة اللامبالاة لتوفير المقابلات بسبب معرفة سابقة ووطيدة مع المؤسسات الإعلامية المكلّفة بإدارة هذه المقابلات، لكن معظم الآخرين باتوا يشهدون تقليداً جديداً انطلق من مهرجان «ڤينيسيا» العام الحالي وامتد ليشمل مهرجانات أخرى.

فخلال إقامة مهرجان «ڤينيسيا» في الشهر التاسع من العام الحالي، فُوجئ عدد كبير من الصحافيين برفض مَنحِهم المقابلات التي اعتادوا القيام بها في رحاب هذه المناسبة. أُبلغوا باللجوء إلى المؤتمرات الصحافية الرّسمية علماً بأن هذه لا تمنح الصحافيين أي ميزة شخصية ولا تمنح الصحافي ميزة مهنية ما. هذا ما ترك الصحافيين في حالة غضب وإحباط.

تبلور هذا الموقف عندما حضرت أنجلينا جولي المهرجان الإيطالي تبعاً لعرض أحد فيلمين جديدين لها العام الحالي، هو «ماريا» والآخر هو («Without Blood» الذي أخرجته وأنتجته وشهد عرضه الأول في مهرجان «تورونتو» هذه السنة). غالبية طلبات الصحافة لمقابلاتها رُفضت بالمطلق ومن دون الكشف عن سبب حقيقي واحد (قيل لبعضهم إن الممثلة ممتنعة لكن لاحقاً تبيّن أن ذلك ليس صحيحاً).

دانيال غريغ في «كوير» (24A)

الأمر نفسه حدث مع دانيال كريغ الذي طار من مهرجان لآخر هذا العام دعماً لفيلمه الجديد «Queer». بدءاً بـ«ڤينيسيا»، حيث أقيم العرض العالمي الأول لهذا الفيلم. وجد الراغبون في مقابلة كريغ الباب موصداً أمامهم من دون سبب مقبول. كما تكرر الوضع نفسه عند عرض فيلم «Babygirl» من بطولة نيكول كيدمان حيث اضطر معظم الصحافيين للاكتفاء بنقل ما صرّحت به في الندوة التي أقيمت لها.

لكن الحقيقة في هذه المسألة هي أن شركات الإنتاج والتوزيع هي التي طلبت من مندوبيها المسؤولين عن تنظيم العلاقة مع الإعلاميين ورفض منح غالبية الصحافيين أي مقابلات مع نجوم أفلامهم في موقف غير واضح بعد، ولو أن مسألة تحديد النفقات قد تكون أحد الأسباب.

نتيجة ذلك وجّه نحو 50 صحافياً رسالة احتجاج لمدير مهرجان «ڤينيسيا» ألبرتو باربيرا الذي أصدر بياناً قال فيه إنه على اتصال مع شركات هوليوود لحلّ هذه الأزمة. وكذلك كانت ردّة فعل عدد آخر من مديري المهرجانات الأوروبية الذين يَرون أن حصول الصحافيين على المقابلات حقٌ مكتسب وضروري للمهرجان نفسه.

لا تمثّل «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» إلّا قدراً محدوداً من نشاطاتها السابقة

امتعاض

ما بدأ في «ڤينيسيا» تكرّر، بعد نحو شهر، في مهرجان «سان سيباستيان» عندما حضر الممثل جوني دَب المهرجان الإسباني لترويج فيلمه الجديد (Modi‪:‬ Three Days on the Wings of Madness) «مودي: ثلاثة أيام على جناح الجنون»، حيث حُدّد عدد الصحافيين الذين يستطيعون إجراء مقابلات منفردة، كما قُلّصت مدّة المقابلة بحدود 10 دقائق كحد أقصى هي بالكاد تكفي للخروج بحديث يستحق النشر.

نتيجة القرار هذه دفعت عدداً من الصحافيين للخروج من قاعة المؤتمرات الصحافية حال دخول جوني دَب في رسالة واضحة للشركة المنتجة. بعض الأنباء التي وردت من هناك أن الممثل تساءل ممتعضاً عن السبب في وقت هو في حاجة ماسة لترويج فيلمه الذي أخرجه.

مديرو المهرجانات يَنفون مسؤولياتهم عن هذا الوضع ويتواصلون حالياً مع هوليوود لحل المسألة. الاختبار المقبل هو مهرجان «برلين» الذي سيُقام في الشهر الثاني من 2025.

المديرة الجديدة للمهرجان، تريشيا تاتل تؤيد الصحافيين في موقفهم. تقول في اتصال مع مجلة «سكرين» البريطانية: «الصحافيون مهمّون جداً لمهرجان برلين. هم عادة شغوفو سينما يغطون عدداً كبيراً من الأفلام».

يحدث كل ذلك في وقت تعرّضت فيه الصحافة الورقية شرقاً وغرباً، التي كانت المساحة المفضّلة للنشاطات الثقافية كافة، إلى حالة غريبة مفادها كثرة المواقع الإلكترونية وقلّة عدد تلك ذات الاهتمامات الثقافية ومن يعمل على تغطيتها. في السابق، على سبيل المثال، كان الصحافيون السّاعون لإجراء المقابلات أقل عدداً من صحافيي المواقع السريعة الحاليين الذين يجرون وراء المقابلات نفسها في مواقع أغلبها ليس ذا قيمة.

الحل المناسب، كما يرى بعض مسؤولي هوليوود اليوم، هو في تحديد عدد الصحافيين المشتركين في المهرجانات. أمر لن ترضى به تلك المهرجانات لاعتمادها عليهم لترويج نشاطاتها المختلفة.