مسلحون حوثيون يضربون يمنية حتى الموت أمام أطفالها

ابنا القتيلة يبكيانها بعد اعتداء الحوثيين عليها (وسائل التواصل الاجتماعي)
ابنا القتيلة يبكيانها بعد اعتداء الحوثيين عليها (وسائل التواصل الاجتماعي)
TT

مسلحون حوثيون يضربون يمنية حتى الموت أمام أطفالها

ابنا القتيلة يبكيانها بعد اعتداء الحوثيين عليها (وسائل التواصل الاجتماعي)
ابنا القتيلة يبكيانها بعد اعتداء الحوثيين عليها (وسائل التواصل الاجتماعي)

فجع اليمنيون بتداول نبأ عن إقدام مسلحين قال ناشطون إنهم حوثيون ومشرفهم معهم على دهم منزل والاعتداء بالضرب على امرأة حامل في مدينة العدين بمحافظة إب، وانتهت الحادثة بمقتل ربة المنزل أحلام العشاري أمام أطفالها.
سكان محليون قالوا لـ«الشرق الأوسط» إن قائد المجموعة الحوثية ويدعى «أبو بشار» زعم عند دهم المنزل أنه يبحث عن زوج القتيلة البالغة من العمر 25 عاما والذي لم يكن بالمنزل، واتهم الزوجة بالتستر عليه قبل أن يطلق مسلحيه لضربها بأعقاب البنادق بدم بارد، ويعود منتشيا لإبلاغ مشرفه الأمني بإنجاز المهمة.
مصادر مقربة من الضحية أحلام أبلغت أنها كانت في شهور حملها، وأن والدها قام بنقلها للمستشفى لكنها فارقت الحياة متأثرة بإصاباتها جراء الضرب أمام أعين أطفالها الذين لم يردع صراخهم وحشية المجموعة الحوثية المؤلفة من خمسة عناصر.
الحادثة التي وقعت قبل حلول فجر يوم الخميس، فجرت سخطا واسعا في أوساط الناشطين اليمنيين والسكان المحليين والجهات الحقوقية فيما سارع والد المرأة القتيلة علي محمد العشاري إلى تقديم شكوى إلى مشرف الحوثيين في العدين يطالب فيها بمعاقبة القتلة وتشريح جثة ابنته التي أودت بسبب الضرب المبرح وبسبب انتهاك حرمة منزلها من قبل الجماعة الانقلابية.
الناشطون اليمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا صورا مؤلمة أظهرت أطفال المرأة وهم يرتمون على جثمانها بعد أن فارقت الحياة، كما أظهر مقطع فيديو تجمع الأهالي وهم يطالبون زعيم الجماعة الحوثية بمعاقبة أتباعه القتلة.
وصف ناشطون ما قامت به الجماعة الحوثية بأنه «عمل نازي يؤكد همجية ووحشية المليشيا الحوثية، وتعاملها اللاإنساني مع المواطنين يستدعي تدخل المجتمع الدولي لتصنيف الميليشيات جماعة إرهابية».
وعلق ناشطون بالقول «هذا هو واقع الحال في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، حيث لا حصانة لكرامة الإنسان، ولا مجال للمظلوم إلا أن يقول حسبنا الله ونعم الوكيل».
الناشطة الحقوقية شروق القاسمي قالت في تغريدة على «تويتر» «لم يظلم المرأة اليمنية أحد كما فعلت وتفعل جماعة الحوثي، تهجير، تلغيم، تفجير منازل، خطف، ترهيب، ابتزاز مالي، وحتى فرض نوع اللباس بالقوة».
وتابعت بالقول «أي مشروع لا يحارب الانقلاب صراحة، ويكن العداء لمشروع الجماعة، لا يمكنه ادعاء دعم حقوق المرأة أو المزايدة على فكرة المواطنة المتساوية».
وعلى وقع التنديد الحقوقي الواسع بالجريمة، دعا الناشطون اليمنيون السكان في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية إلى الانتفاض في وجه بطش الميليشيات وعدم السكوت على الظلم، كما دعوا الحكومة الشرعية إلى الإسراع بتحريك جبهات القتال لاستكمال تحرير المدن اليمنية من جبروت الجماعة الانقلابية وطغيانها.
هذه الجريمة بحق النساء اليمنيات لم تكن الأولى، فقد سبقها عشرات الحوادث الموثقة التي اقتحم فيها مسلحو الميليشيات المنازل وقاموا فيها بقتل النساء كما حدث في قصص مشابهة في الضالع وحجة والبيضاء وإب.
وتزداد حجم المعاناة التي تكابدها آلاف النساء اليمنيات بسبب تضييق الميليشيات الحوثية الخناق عليهن وحرمانهن من حق الحياة والعيش الكريم ومضاعفة أعبائهن الأسرية.
وتتهم تقارير محلية وأخرى دولية الجماعة الانقلابية بارتكاب انتهاكات ممنهجة بحق النساء من بينها الاعتقال القسري والتعذيب. وتشير التقارير إلى أن النساء اليمنيات ما زلن يتعرضن في ظل إجرام الحوثيين لمختلف أنواع القمع وأشكال الانتهاكات والإذلال، كما تحدثت عن وجود آلاف القصص المؤلمة التي تجسد حجم تلك المعاناة التي يعيشها النساء بمناطق السيطرة الحوثية.
وفيما تتهم مصادر حقوقية يمنية الجماعة الحوثية بإخفاء أكثر من 500 امرأة يمنية ما زلن يقبعن بالسجون ويتعرضن يوميا لشتى أنواع الإذلال والتعذيب، كان دليل التنمية الدولي لعام 2019 أشار إلى أن المرأة تحت حكم الحوثيين لا تزال تعاني من التهميش والإذلال، وباتت المساواة بين الجنسين في اليمن الأسوأ في العالم.
وسبق أن طالب بيان مشترك صادر عن كل من رابطة أمهات المختطفين وشبكة نساء من أجل اليمن، مجلس الأمن الدولي بإلزام الميليشيات بإطلاق سراح النساء المختطفات والمعتقلات تعسفاً بشكل عاجل ومن دون قيد أو شرط.
كما كشف تقرير لفريق الخبراء الأمميين التابعين لمجلس الأمن بشأن اليمن عن صنوف من الانتهاكات التي يتعرض لها النساء اليمنيات في المعتقلات الحوثية، كما أورد التقرير أسماء قادة في الجماعة قال إنهم مسؤولون عن تلك الانتهاكات، وأخيرا فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات بحق خمسة منهم بعد اتهامهم بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.