مصر تعيد تشغيل «مستشفيات العزل» الجامعية

«الصحة» تنسّق لتوزيع «اللقاح الصيني» لمجابهة الفيروس

الاجتماع الأول للجنة العليا للدواء في مصر (وزارة الصحة)
الاجتماع الأول للجنة العليا للدواء في مصر (وزارة الصحة)
TT

مصر تعيد تشغيل «مستشفيات العزل» الجامعية

الاجتماع الأول للجنة العليا للدواء في مصر (وزارة الصحة)
الاجتماع الأول للجنة العليا للدواء في مصر (وزارة الصحة)

أعلنت الحكومة المصرية «إعادة تشغيل مستشفيات العزل الجامعية»، تزامناً مع ارتفاع إصابات «كورونا المستجد». وقال الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، أمس، إنه «تقرر إعادة تشغيل 25 مستشفى جامعياً، بسعة استيعابية 2377 سريراً بالأقسام الداخلية، و523 سريراً للرعاية المركزة، و418 جهاز تنفس صناعي، فضلاً عن توفير أماكن لعزل للأطفال».
وتواصل الحكومة متابعة أزمة العالقين في الخارج، عقب تعليق الطيران في عدد من الدول، للحد من انتشار الموجة الثانية من فيروس «كورونا المستجد». وأكدت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، أنها «تتابع موقف المصريين العالقين بالخارج، وتتواصل مع رموز الجالية المصرية في عدد من الدول لمساعدتهم في إطار مبادرة (خلينا سند لبعض)».
إلى ذلك، عقدت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان في مصر، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية المصري، اجتماعاً عبر تقنية «الفيديو كونفرنس» أمس، مع المحافظين على مستوى ربوع البلاد، بشأن توزيع «اللقاح الصيني» للفيروس. وقال الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية، إنه «جارٍ الاتفاق على منشآت تابعة لوزارة الصحة بالمحافظات تكون مركزاً رئيسياً لتلقي جرعات لقاح الفيروس للفئات المستحقة من المواطنين»، لافتاً أن «اللقاح الصيني (سينوفارم) الذي تم توفيره، جاء بموافقة لجنة تضم ممثلين من الخدمات الطبية بالقوات المسلحة، ووزارة التعليم العالي، وهيئة الدواء المصرية، ومنظمة الصحة العالمية»، لافتاً إلى أنه «تجري إتاحة جرعات اللقاح للمواطنين بعد تسلمها من معامل هيئة الدواء المصرية؛ حيث إن اللقاح يخضع لـ4 أنواع من التحاليل بعد تسلم الشحنات، وتتم بشكل دقيق، وتستغرق أكثر من أسبوعين».
وأكد وزير التنمية المحلية أهمية «تطبيق الإجراءات الاحترازية لمواجهة الفيروس بكل حزم»، مشيراً إلى «تكثيف الحملات على وسائل النقل، للتأكد من التزام المواطنين بارتداء الكمامات، وفرض الغرامات على المخالفين». يأتي هذا في وقت شدد فيه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، على «ضرورة المتابعة المستمرة من قبل الجهات المعنية للتأكد من توفر الأدوية والمستلزمات الطبية في المستشفيات، وخصوصاً ما يتعلق بالتعامل مع الفيروس، وكذا التأكد من انتظام عمل الأطقم الطبية، بما يسهم في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين على الوجه الأكمل». ونوه رئيس الوزراء المصري خلال ترؤسه الاجتماع الأول لـ«اللجنة العليا للدواء»، أمس، بـ«أهمية وجود مسار آمن داخل المستشفيات لاستقبال مصابي (كورونا المستجد)، بحيث يكون هناك فصل تام عن مرتادي المستشفى للتخصصات الأخرى، وكذا بالنسبة للرعاية المركزة».
من جهته، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على «وجود أقسام عزل بسعة استيعابية مناسبة بكافة المستشفيات الجامعية، بخلاف المستشفيات الجامعية المخصصة بالكامل للعزل، كما تم اعتماد البروتوكول العلاجي الذي أعدته اللجنة العليا للفيروسات التنفسية، بالتنسيق مع اللجنة العلمية بوزارة الصحة والسكان، والتأكيد على توفر الأدوية والمستلزمات والواقيات الشخصية لجميع المستشفيات الجامعية، بما يوازي استهلاك شهرين مقدماً، واستمرار المستشفيات الجامعية في القيام بدورها في استقبال حالات قوائم الانتظار».
وكانت «الصحة المصرية» قد أعلنت في أحدث إفادة لها «تسجيل 911 حالة جديدة، ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، و24 حالة وفاة جديدة». ووفق «الصحة»، فإن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 127972 حالة، من ضمنها 107961 حالة تم شفاؤها، و7209 حالات وفاة».
إلى ذلك، أكد عصام سالم، المتحدث الرسمي لنادي الزمالك المصري، أمس: «وفاة المستشار أحمد البكري، رئيس اللجنة المؤقتة لإدارة نادي الزمالك، متأثراً بالفيروس».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.