جديد العلاقة الأميركية ـ الروسية... وقديمها

فيتالي نعومكين
فيتالي نعومكين
TT

جديد العلاقة الأميركية ـ الروسية... وقديمها

فيتالي نعومكين
فيتالي نعومكين

سيبقى عام 2020 في تاريخ العالم عام الأحداث الدرامية التي أثّرت على مصير غالبية سكان كوكبنا، بمن فيهم أولئك الذين يعيشون في دول الشرق الأوسط. وربما تكون جائحة فيروس كورونا، التي باتت تشكل تهديداً هائلاً للبشرية جمعاء، هي أهم هذه الأحداث، رغم أنها ليست الحدث الوحيد. أما في المجال السياسي، فإن الانتخابات الأميركية كان لها أثرها أيضاً على مصالح العديد من الأشخاص. وبالنسبة لهؤلاء الأشخاص لن يكون الشكل الذي ستتطور به العلاقات بين أميركا والقوة النووية الثانية في العالم، أي روسيا، في ظل الرئيس الجديد للبيت الأبيض أمراً غير مكترث به.
روسيا لا تتوقع تغييرات جذرية في سياسة الولايات المتحدة على المسار الروسي. ذلك لأنه، أولاً: وكما يرى المحللون المحليون، تصريحات بايدن نفسه وأعضاء فريقه العديدة تتحدث عن ذلك. ثانياً: ستعمل الإدارة الجديدة في بيئة يسممها الترهيب من روسيا المتجذر في أوساط النخبة الأميركية، وهذه البيئة إلى حد كبير هي التي ستحدد مسار السياسة الخارجية الأميركية. ثالثاً: ستحافظ على نفوذها في الكونغرس الأميركي، مجموعة أعضاء مجلسي النواب والشيوخ من الذين دافعوا عن موقف متشدد تجاه موسكو، التي يعتبرونها عدواً لأميركا. بشكل عام، لم تختف الترمبية، التي تعتبر معارضة روسيا جزءاً لا يتجزأ من فكرها؛ إذ إنها لا تزال تحافظ على قاعدة دعم واسعة جداً. رابعاً: بالإضافة إلى ذلك، من بين الفروق الدقيقة الجديدة التي يُرجح أن تميز السياسة الخارجية للإدارة الجديدة عن سياسة سابقتها، سيكون التوجه للاعتماد على القيم التي يتسم بها الديمقراطيون، مع التركيز على نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، الأمر الذي على الأغلب لن يسهل تحسين العلاقات مع موسكو، حتى ولو كان هناك بعض الإرادة السياسية للقيام بذلك. بشكل عام، ستفسح نزعة ترمب التجارية المجال لنهج بايدن ذي الدوافع الآيديولوجية.
من المرجح أن تظل منطقة الشرق الأوسط منصة تتضارب فيها بشدة وتتقارب في آن واحد مصالح الولايات المتحدة وروسيا. لكن، وبغض النظر عن هذا، لا يمكن تفسير سياسة هؤلاء اللاعبين العالميين في المنطقة (كما هو الحال في الواقع حتى الآن) على أنها تنافس على النفوذ. ومن المؤكد أن موسكو لن تحاول إزاحة واشنطن ولن تسعى لتقويض موقف الأميركيين هناك، حيث يُنظر إلى وجودها ونفوذها على أنه ضروري لدول معينة في المنطقة، خاصة في تلك الحالات التي ترى فيها هذه الدول الولايات المتحدة مصدراً للأمن. إذ إنه ليس لدى موسكو لا الموارد الكافية لهذا الغرض ولا الحاجة الملحة ولا الرغبة في ذلك. يؤكد السياسيون الأميركيون، حتى من بين منتقدي السياسة الروسية في الشرق الأوسط، أنه لا وجود بين مهام بلادهم لفكرة إزاحة روسيا من المواقع التي تشغلها. ويمكن رؤية هذا، على وجه الخصوص، في مقابلة أجراها جيمس جيفري مؤخراً مع «الشرق الأوسط»، حيث ذكر أنه، وفقاً للتسوية السياسية في سوريا، يجب سحب القوات التركية والإيرانية وقوات الولايات المتحدة وإسرائيل من هذا البلد، لكن ليس الروسية.
يعتقد معظم الروس أن سياسة العقوبات الأميركية على بلادهم ستستمر في عهد بايدن. إن الانقسام العميق في المجتمع الدولي، في ظروف حيث واجه العالم في العام الذي أشرف على نهايته جائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى التهديدات المألوفة من النزاعات المسلحة والإرهاب الدولي والمخدرات والجرائم الإلكترونية، يعوق التصدي لها. الوزير سيرغي لافروف يؤكد أن «العالم قد سئم من خطوط الانقسام، وتقسيم الدول إلى (أقرباء) و(غرباء)، وفي حاجة إلى تنمية تعاون ومساعدة متبادلة متعددة الجوانب». ولكن حتى في مجال مثل إنتاج اللقاحات، من الملاحظ أن المصالح التجارية والسياسية غالباً ما تسود على المصالح الإنسانية العامة. لكن هناك أمثلة مشجعة، من بينها التعاون بين الشركات الروسية والبريطانية في استكشاف إمكانية إنتاج لقاح مشترك ضد فيروس كورونا يعتمد على لقاح أسترازينكا (AstraZeneca) ولقاح سبوتنيك - في (Sputnik - V) الروسي. من المتوقع استخدام هذا اللقاح المركب في الأسواق الخارجية. وتخطط مجموعة شركات أر - فارم (R - Pharm) الروسية، بحسب وكالة آر بي كا (RBC)، لإنتاج لقاح بريطاني في روسيا وتوريده إلى أكثر من 30 دولة في العالم، بما في ذلك إلى دول في الشرق الأوسط. في الوقت نفسه، كما صرحت ماريا زاخاروفا، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، بأنه إلى هذه اللحظة «لا نرى أي توحيد عالمي للجهود». بالإضافة إلى ذلك، إن ما يعيق التعاون أيضاً هو التدفق الكبير للمعلومات المضللة التي يتم إلقاؤها في وسائل الإعلام والشبكات الاجتماعية.
في حين أن الولايات المتحدة تقيم حالة الاقتصاد الروسي بأنها حرجة للغاية، على أمل زيادة إضعافه من خلال العقوبات التي لا نهاية لها، نرى أنه في روسيا يشيرون إلى علامات ركود طويل الأمد في الاقتصاد الأميركي، يمكن مقارنته بالكساد العظيم في ثلاثينات القرن الماضي. إن الخبير الروسي المعروف في الاقتصاد الأميركي، فلاديمير فاسيليف، واثق من أن الأزمة الاقتصادية العميقة التي تشهدها الولايات المتحدة اليوم ستمتد على الأقل خلال النصف الأول من عشرينات القرن الحالي. في الوقت نفسه، يذكّر الخبراء أيضاً بأن عدد الوفيات بفيروس كورونا في هذه الدولة الأغنى في العالم يقترب من 300 ألف، وهو ما يتباين مع مؤشرات الصين التي تواجه الجائحة بنجاح. وفقاً لاستنتاج فاسيليف، «حتى لو دخل الاقتصاد الأميركي في مسار التنمية المستدامة في النصف الثاني من هذا العقد، فلن يتمكن من الوصول إلى معدل الناتج المحلي الإجمالي قبل الأزمة»، وستؤدي الصعوبات التي ستواجهها إلى تغييرات خطيرة في المجتمع الأميركي.
ومن المهم أيضاً بالنسبة لروسيا كيف ستتطور علاقات أميركا مع عملاق اقتصادي عالمي آخر هو الصين، في ظل الرئيس المنتخب. يمكن الافتراض أن نهج بايدن الأكثر عقلانية سيحل محل خطاب ترمب العدواني، وسيعود الطرفان إلى عملية التفاوض العادية. هل ستتخلى واشنطن الآن عن محاولاتها لإشراك موسكو في مواجهتها مع بكين؟ يعتقد خبير نادي فالداي ديمتري سوسلوف، أن الفكرة الأميركية بجر موسكو إلى هذه المواجهة هي فكرة خيالية، لكنها «راسخة في أذهان غالبية ممثلي نخبة السياسة الخارجية الأميركية».
مع ذلك، تتوقع روسيا بعض التغيرات من القيادة الأميركية الجديدة. والتي ستمس على وجه الخصوص مجالين: مجال سياسة الحد من التسلح ومجال السياسة في الشرق الأوسط. على سبيل المثال، تتوقع موسكو أن يوافق الرئيس المنتخب على تمديد معاهدة الأسلحة الاستراتيجية، والتي لم يتبق لها سوى القليل من الوقت. بشكل عام، سيُظهر بايدن، وفقاً لتقييمات عدد كبير من الخبراء، رغبة في إعادة البلاد إلى المجال القانوني الدولي، مما قد يمس أيضاً المعاهدات الأخرى التي خرج منها ترمب. هناك أساس للاعتقاد بأن بايدن سيرغب في العودة إلى «الصفقة النووية مع إيران» (خطة العمل الشاملة المشتركة)، وإخضاع مسار «الضغط الأقصى» لبعض المراجعة وتقديم الوعود لطهران برفع العقوبات. ومع ذلك، من المرجح أنه سيبذل جهداً لحث طهران على مناقشة برنامجها الصاروخي و«السلوك الإقليمي». أما تجاه تركيا فربما ستصبح سياسة واشنطن أكثر صرامة.
تجدر الإشارة إلى أن الدعوات إلى تعددية الأطراف الموجهة إلى بايدن، التي ينادي بها بعض السياسيين الأميركيين ممن هم على معرفة جيدة بالشرق الأوسط، تتوافق إلى حد ما مع مقاربات الدبلوماسية الروسية، الأمر الذي لا يلغي بالطبع التناقضات الأخرى. أعاد في هذا السياق الدبلوماسيان الأميركيان البارزان السابقان دانيال كيرتزر وآرون ميللر إلى التذكير بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، والذي قام بعده الراعيان المشاركان له - الولايات المتحدة وروسيا - بإطلاق عملية متعددة الأطراف في موسكو لحل المشاكل بين إسرائيل والدول العربية (حيث كان كلا الدبلوماسيين في فريق جيمس بيكر حينها). إذ عملت خمس مجموعات عمل في قضايا: المياه والبيئة واللاجئين والضبط الاقتصادي للحد من التسلح والأمن الإقليمي. فهل يمكن العودة اليوم إلى مثل هذه المفاوضات وبمشاركة الفلسطينيين؟ وماذا عن إيران؟ لا يزال من الصعب تخيل هذا. ومع ذلك، يمكن بناء الآمال على أن تستجيب الإدارة الجديدة لنداء الدبلوماسيين الأميركيين ذوي الخبرة لتطبيق «نموذج جديد متعدد الأطراف». إذ يمكن على الأغلب أنه سيلقى دعماً في موسكو أيضاً.
- خاص بـ«الشرق الأوسط»



التزام صربي - صيني بتعزيز العلاقات الثنائية

دعا شي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع صربيا (رويترز)
دعا شي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع صربيا (رويترز)
TT

التزام صربي - صيني بتعزيز العلاقات الثنائية

دعا شي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع صربيا (رويترز)
دعا شي لتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع صربيا (رويترز)

فرش الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش السجاد الأحمر، الأربعاء، للرئيس الصيني شي جينبينغ الذي يسعى إلى تعميق العلاقات السياسية والاقتصادية مع أحد البلدان الأكثر تودداً للصين في أوروبا. وأنفقت الصين المليارات في صربيا ودول البلقان المجاورة، خصوصاً في مجالَي التعدين والصناعة. ووقعت بكين وبلغراد العام الماضي اتفاقاً للتجارة الحرة. واستقبل فوتشيتش على السجاد الأحمر ضيفه شي وزوجته بينغ ليوان خارج المقر الرئيسي للحكومة في بلغراد، حيث استُقبل الزعيم الصيني بمراسم التحية بطلقات المدفعية، وبعزف النشيد الوطني الصيني، قبل أن يصافح مسؤولين من بينهم رئيس الوزراء ومحافظ البنك الوطني الصربي، كما ذكرت «وكالة الصحافة الفرنسية». وحيا الرئيسان من الشرفة عدة آلاف من الأشخاص الذين تجمعوا في الخارج، وبعضهم يلوح بالأعلام الصينية.

«صديق صربيا»

رحّب فوتشيتش بالرئيس شي، الذي وصفه بأنه «صديق صربيا». وأضاف «كل هذا القدر من الاحترام والحب الذي سيجده هنا في صربيا، لن يجده في أي مكان آخر». وقال للحشد بينما كان شي يصفق: «لدينا موقف واضح وبسيط فيما يتعلق بسلامة الأراضي الصينية. نعم، تايوان هي الصين». ولا شك أن هذه الكلمات كان لها وقع جيد على مسامع شي جينبينغ، لأن معظم القادة الأوروبيين، حتى لو كانت بلدانهم لا تعترف بتايوان، يمتنعون عادة عن الإدلاء بتصريحات مماثلة بهذه الصراحة والحزم. وكثّفت الصين في السنوات الأخيرة ضغوطها على تايوان، التي عجزت عن احتلالها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في عام 1949.

وقّع الرئيسان الصربي والصيني اتفاقيات في بلغراد 8 مايو (أ.ف.ب)

وتؤكد بكين أن الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي هي جزء من أراضيها، وهي لا تستبعد استخدام القوة لإخضاعها للسيطرة الصينية. وعندما جلس الرئيسان في مستهل اجتماعهما، بادر شي بالقول لفوتشيتش إن هناك «شعوراً قوياً بالصداقة بين بلدينا». على أثر ذلك وقّع الجانبان إعلاناً بشأن تعزيز علاقات البلدين الدبلوماسية، وشهدا على تقديم وعود تجارية مختلفة، مثل شراء قطارات صينية، وفتح خطوط جوية جديدة، وزيادة الواردات من المنتجات الصربية.

ووصل شي إلى العاصمة الصربية، التي ازدانت شوارعها بالأعلام الصينية ولافتات عبّرت عن «الترحيب الحار بالأصدقاء الصينيين»، ليل الثلاثاء بعد زيارة دولة لفرنسا تخللتها أحياناً نقاشات حادة نوعاً ما مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن قضايا، بينها التجارة ومواصلة الصين إقامة علاقات وثيقة مع روسيا رغم الحرب في أوكرانيا. لكنّ الدولتين الأخريين اللتين اختار شي التوقف فيهما في أول زيارة يقوم بها لأوروبا منذ عام 2019 تُعدّان من بين البلدان الأكثر تعاطفاً مع موسكو في أوروبا، إذ إنه سيزور المجر بعد صربيا.

رمزية تاريخية

وتتزامن زيارة شي لبلغراد مع ذكرى مرور 25 عاماً على قصف الولايات المتحدة عام 1999 مقر السفارة الصينية في العاصمة الصربية، في عملية أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقال فوتشيتش للحشود: «لا تنسوا أن أصدقاءنا الصينيين كانوا معنا قبل 25 عاماً، عندما تعرض هذا البلد للقصف والهدم. لقد دفعوا ثمناً باهظاً، لقد فقدوا أشخاصاً على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من هنا في هذا اليوم بالذات».

حظي شي باستقبال شعبي واسع في بلغراد 8 مايو (رويترز)

وتعرّضت السفارة للقصف خلال حملة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة استمرت أشهراً، واستهدفت قوات الأمن الصربية التي كانت تشن حرباً عنيفة ضد متمرّدين من العرقية الألبانية في كوسوفو. واعتذرت الولايات المتحدة لاحقاً، قائلة إن خرائط قديمة دفعت الطيار إلى ضرب الهدف الخطأ. وكتب شي في صحيفة «بوليتيكا» الصربية، الثلاثاء: «قبل 25 عاماً من اليوم، قصف الناتو بشكل صارخ السفارة الصينية في يوغوسلافيا»، مؤكداً أن بكين لن تسمح «بتكرار مثل هذا التاريخ المأساوي». كما أشاد «بالصداقة المتينة» بين الصين وصربيا، التي قال إنها «سُطّرت بدم أبناء بلدينا». وفي حديثه للصحافة، دعا شي جينبينغ من جديد الصين وصربيا إلى «أن تدعما بحزم المصالح الأساسية لبعضهما بعضاً».

قضيتا تايوان وكوسوفو

تدافع صربيا عن مطالب الصين في تايوان. وفي المقابل، تدعم بكين بلغراد بشأن كوسوفو، وهي المنطقة التي أعلنت استقلالها، ولكن ما زال وضعها محل نزاع. وقال شي جينبينغ، الأربعاء، إن «الصين تدعم صربيا... في جهودها لحماية سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها فيما يتعلق بقضية كوسوفو».

وقال ماركو تموسيتش، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بلغراد، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بالنسبة لصربيا، هذه بلا شك واحدة من أهم الزيارات... وضعها في مستوى واحد مع فرنسا التي تحتفل الصين معها بمرور 60 عاماً من العلاقات الدبلوماسية والمجر... هو بالتأكيد شرف عظيم لها». وأكد مواطنون في وسط بلغراد ترحيبهم بزيارة شي.

فوتشيتش لدى استقباله نظيره الصيني في بلغراد 8 مايو (رويترز)

في محطته الأولى في فرنسا، اجتمع شي مع ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. وحض كلاهما الرئيس الصيني على عدم السماح بتصدير أي تكنولوجيا يمكن أن تستخدمها روسيا في غزوها لأوكرانيا، والقيام بكل ما هو ممكن لإنهاء الحرب. من جانبه، حذّر شي الغرب من «تشويه سمعة» الصين على خلفية النزاع، ورفض الاتهامات بأن الطاقة الإنتاجية المفرطة في الصين تؤدي إلى اختلال الميزان التجاري العالمي. وبعد بلغراد، يتوجّه شي إلى المجر حيث استثمرت الصين بشكل كبير في مصانع كبيرة للبطاريات والسيارات الكهربائية.


أفغانستان: مقتل 3 عناصر شرطة في انفجار قنبلة بولاية بدخشان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

أفغانستان: مقتل 3 عناصر شرطة في انفجار قنبلة بولاية بدخشان

أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أحد أفراد أمن «طالبان» يقف في حراسة بينما تحرق السلطات المخدرات والمشروبات الكحولية في ضواحي مقاطعة غزنة في 5 مايو 2024 (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الداخلية الأفغانية، الأربعاء، مقتل 3 عناصر شرطة وإصابة 5 آخرين، عندما انفجرت قنبلة أثناء مرور قافلتهم في ولاية بدخشان شمال شرقي أفغانستان، بعد أيام من اشتباكات دامية بين حركة «طالبان» ومزارعي الخشخاش.

وفي الصباح، انفجرت قنبلة «موضوعة على دراجة نارية (...) في مدينة فايز آباد»، عاصمة ولاية بدخشان، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية عبد المتين قاني، على موقع «إكس». وأضاف قاني أن «العبوة انفجرت بينما كانت قافلة الشرطة في طريقها لتدمير محاصيل الخشخاش، ما أدى إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة وإصابة خمسة آخرين». وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى اعتقال عناصر في «طالبان» عشرات الأشخاص قرب مكان الهجوم، واقتيادهم إلى مركبات وتفتيش منازل.

وقال أمين الله، وهو شاهد لم يرغب، في ذكر اسمه الكامل، للوكالة، إنه سمع انفجاراً قوياً، ورأى قافلة لـ«طالبان» مستهدفة. وأضاف أن «القوات الأمنية منعت على الفور الوصول إلى منطقة الهجوم». وأظهرت صور نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي دراجة نارية متفحمة ومركبة عسكرية نخرها الرصاص. وشهدت نهاية الأسبوع الماضي مواجهات أسفرت عن مقتل شخصين في بدخشان بين المزارعين الذين قاوموا قوات مكافحة المخدرات التابعة لـ«طالبان»، التي فرضت القضاء على زراعة الخشخاش، المحظور منذ عام 2022.

وقال قرويون لوكالة الصحافة الفرنسية إن عناصر «طالبان» اقتحموا منازلهم، وكسروا الأبواب، وأطلقوا النار على كل مَن حاول المقاومة.

وتظاهر عشرات الرجال هاتفين «الموت للإمارة»، في إشارة إلى إمارة أفغانستان الإسلامية، كما نقلت الوكالة الفرنسية. وأرسلت الحكومة وفداً رفيع المستوى إلى المنطقة ثم أكدت عودة الهدوء. وأكد المتحدث باسم الحكومة، ذبيح الله مجاهد، مساء الثلاثاء، على موقع «إكس»، أن «المشاكل الناتجة عن حملة القضاء على حقول الخشخاش في بدخشان قد حُلّت». وتتعرض أفغانستان بانتظام أيضاً لهجمات يشنها تنظيم «داعش» الإرهابي، تستهدف بشكل خاص أبناء طائفة الهزارة الشيعية، وخلّفت مئات القتلى منذ عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021.


روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

TT

روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

روسيا تكشف تفاصيل مشروع قاعدة القمر النووية مع الصين: رحلة علمية أم تهديد جيوسياسي؟

في خطوة تعدّ مفصلية في رحلتها الفضائية، كشفت روسيا عن تفاصيل مثيرة حول مشروع مبتكر يعد بالتعاون مع الصين لبناء قاعدة قمرية نووية، مع تحذيرات من أنه قد يُعزز النفوذ الجيوسياسي للدولتين.

بحسب مجلة «نيوزويك»، أعلن رئيس وكالة الفضاء الروسية، يوري بوريسوف، عن الخطط الطموحة التي تضمنت تشييد مفاعل نووي على سطح القمر خلال العقد المقبل، وهو مشروع مشترك بين موسكو وبكين، يهدف لتشغيل قاعدة فضائية متطورة.

وفي مقال نشر في وكالة الأنباء الحكومية «ريا نوفوستي»، أكد بوريسوف أن التطوير التقني للمصنع جارٍ بخطى ثابتة، وأن المرحلة الأولى من إنشاء المحطة القمرية العلمية الدولية من المقرر أن تكتمل بين عامي 2025 و2035.

ويأتي هذا المشروع في وقت تزداد فيه التوترات الجيوسياسية بين القوى الفضائية العالمية، حيث تسلط الأضواء على العلاقات بين روسيا والصين، وتأثيراتها المحتملة على الساحة الدولية.

ومع تأكيد الولايات المتحدة وروسيا والصين التزامها بالاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، تثير هذه الخطوة تساؤلات حول مدى تأثيرها على الأمن القومي للدول الأخرى، خاصة في ظل التوترات الجارية بين القوى الفضائية.

وفي ظل الخلافات السياسية والاقتصادية بين روسيا والغرب، يشير بعض المراقبين إلى أن هذا المشروع قد يكون بمثابة استراتيجية بديلة لتعزيز النفوذ الروسي والصيني في المجال الفضائي، في حين يؤكد آخرون ضرورة إجراء تحليل دقيق للمخاطر المحتملة لهذا المشروع.

من المنتظر أن يثير هذا الإعلان مزيداً من النقاش حول دور القوى الفضائية الكبرى في تشكيل مستقبل الاستكشاف الفضائي وسياسته، وسط تزايد التنافس والتوترات الدولية في هذا المجال الحيوي.


الحرب الباردة الجديدة وسباق التسلّح النووي

صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
TT

الحرب الباردة الجديدة وسباق التسلّح النووي

صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)
صواريخ بالستية صينية من طراز «دي إف 41» في بكين (رويترز)

على وقع الحرب الأوكرانية التي تحولت بعد أكثر من سنتين إلى «حرب استنزاف» - أقلّه في المرحلة الراهنة -، ومع أهوال الحرب المدمّرة على غزة، وفي ظل التوترات المتواترة في مياه تايوان وبحر الصين الجنوبي، يسهل الحديث عن تنافس حاد بين القوى الكبرى... هذا وصف ملطّف لما يحدث في «الكوكب الأزرق»، لأن الواقع المرّ هو أن البشر يواجهون خطراً متزايداً لنشوب صراع بين الدول المسلحة نووياً، والتي تعمل كلها بشكل أو بآخر على تحديث ترساناتها استعداداً لثمانين عاماً أخرى من العصر النووي... العالم إذاً يشهد مجدداً سباق تسلح نووي.

لننسَ كل معاهدات النزع والحد من الانتشار، فالقوى الكبرى لم تقتنع بدروس الحربين العالميتين وما أعقبهما من حرب باردة لم تخلُ من سخونة أحرقت ساحات جانبية شهدت مواجهات بين «وكلاء» المعسكرين الكبيرين.

العلمان الأميركي والصيني (رويترز)

يقول جون إيراث مدير الأبحاث في مركز مراقبة الأسلحة والحد من انتشارها (واشنطن)، إن «احتمال نشوب حرب نووية ضئيل للغاية»، مستدركاً أنه لا يمكن في المقابل تجاهل الأخطار الكارثية والعواقب المحتملة حتى «للاستخدام المحدود» للأسلحة النووية. ويضيف أن روسيا تلوّح بـ«عصا» ترسانتها النووية بطريقة مضبوطة لثني الدول عن مساعدة أوكرانيا. واعتبر أن السلوك الروسي سيفضي، في حال انتصار موسكو في الحرب الأوكرانية، إلى تثبيت الابتزاز النووي كأداة من أدوات إدارة الدولة، مما يشكّل حافزاً إضافياً لامتلاك أسلحة نووية. ويخلص إلى أن نتيجة حرب أوكرانيا يمكن أن تحدد نمطاً لديناميات الأمن الدولي على امتداد العقود المتبقية من القرن الحادي والعشرين.

وقد أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – الذي بدأ ولاية رئاسية خامسة - بإطلاق تدريبات عسكرية على استخدام أسلحة نووية غير استراتيجية، رداً على تلويح بلدان غربية باحتمال إرسال قوات إلى أوكرانيا، والانخراط بشكل مباشر في الصراع. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن التدريبات تهدف إلى «رفع جاهزية الأفراد والمعدات في الوحدات المعنية بالاستخدام القتالي للأسلحة النووية التكتيكية، بهدف مواجهة أي تهديدات وضمان سلامة أراضي الدولة الروسية وسيادتها من دون قيد أو شرط».

صاروخ بالستي روسي خلال عرض عسكري في الساحة الحمراء بموسكو (أ.ف.ب)

يجدر بنا أن نشير هنا إلى أن معاهد الأبحاث تقدر عدد الرؤوس النووية في العالم بأكثر من 12 ألفاً، من بينها نحو 5500 في روسيا، ونحو 3700 في الولايات المتحدة، فيما تتوزع البقية في دول أخرى. ويُعتقد على نطاق واسع أن واشنطن وموسكو ليستا في صدد توسيع ترسانتيهما النوويتين، بينما يقال إن الصين تعمل على ذلك. وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أفاد التقرير السنوي لوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) بأنه اعتباراً من مايو (أيار) 2023، تمتلك الصين أكثر من 500 سلاح نووي نشط، وهو ما يتجاوز التقديرات السابقة التي كانت تشير إلى رقم 400.

وأضاف التقرير أنه تماشياً مع أهداف تحديث الجيش الصيني، يُتوقع أن تمتلك الصين أكثر من ألف سلاح نووي قابل للتشغيل بحلول عام 2030، على أن يصل الرقم إلى 1500 بحلول عام 2035، وفق الجدول الزمني الذي وضعته المؤسسة العسكرية الصينية لعملية التحديث. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي أن الصين تعمل على تجهيز منشأة عسكرية «لاختبار جيل جديد من الأسلحة النووية».

وتجدر الإشارة هنا إلى أن ثمة كلاماً عن كون روسيا تعمل على تطوير سلاح نووي في الفضاء، من شأنه إذا أبصر النور أن ينتهك معاهدة الفضاء الخارجي التي عُقدت عام 1967، وهي واحدة من معاهدات الحد من الأسلحة القليلة المتبقية «على قيد الحياة». وفي موازاة ذلك، تواصل الولايات المتحدة تطوير صاروخ كروز يطلَق من البحر ومجهز برؤوس نووية.

إطلاق صاروخ «توماهوك» من الغواصة الأميركية «نبراسكا» قبالة كاليفورنيا (رويترز)

*نبرة سياسية عالية

الجو العسكري المشحون يرافق في الواقع مواقف سياسية تصعيدية بدأت في الساحة الأوروبية قبل الحرب الأوكرانية (اندلعت عام 2022 أم فعلياً عام 2014؟)، واشتدت حماوتها في الساحة الآسيوية منذ ذلك المدّ الاقتصادي الذي جعل من العملاق الأصفر في غضون عقدين عملاقاً اقتصادياً يمثل تحدياً جيوسياسياً هائلاً للغرب.

من هنا، يمكن النظر إلى المخزون النووي المتزايد لدى الصين باعتباره مدفوعاً بعاملين: الأول، الحفاظ على مقدار معقول من الردع حيال الدول الأخرى المسلحة نووياً التي تتنافس معها، وتحديداً الولايات المتحدة والهند (200 رأس نووي). والعامل الثاني هو تحسين مكانة الصين العالمية كدولة عظمى تملك ردعاً نووياً فعالاً.

يقول نورييل روبيني الخبير الاقتصادي التركي المولد والإيراني الأصل والأميركي الجنسية، إن مجموعة السبع التي تضم الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي، حاولت في قمة هيروشيما التي عُقدت في مايو 2023 أن ترسم خطة لاحتواء الصين دون تصعيد الحرب الباردة الجديدة. وتوقع الرئيس الأميركي جو بايدن وقتذاك «ذوبان الجليد» في العلاقات مع الصين. لكن كل المؤشرات تنبئ بأن العلاقات تظل فاترة بدليل أن الرئيس الصيني شي جينبينغ قال في مارس (ىذار) 2023 إنّ «دولاً غربية، بقيادة الولايات المتّحدة، نفّذت سياسة احتواء وتطويق وقمعٍ ضدّ الصين، الأمر الذي أدّى إلى تحدّيات غير مسبوقة لتنمية بلادنا».

الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والصيني شي جينبينغ في مطار تارب بجنوب غرب فرنسا (أ.ف.ب)

ويؤكد روبيني أن الولايات المتحدة استراتيجية تنتهج بالفعل سياسة «الاحتواء الشامل والتطويق والقمع»، لافتاً إلى أن قمة هيروشيما بيّنت أن شركاء واشنطن يعتزمون توحيد الجهود لمواجهة الصين، وهو أمر لم تبدده زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ الأخيرة لفرنسا ولا زيارة وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين للصين في أبريل (نيسان) الماضي.

... ماذا يبقى من خيارات في بحث البشر عن الأمان؟

إجالة النظر في الوقائع والمؤشرات تخلص إلى نتيجة واحدة: نظرية الردع المتبادل المبنية على عقيدة عسكرية تقول إن الدمار الشامل الذي سينتج عن حرب نووية سيمنع نشوبها...

هل يكفي ذلك لضمان السلام أم إن «درع» الدمار الشامل وهم؟

لَربّ سائل هنا: هل منع امتلاك إسرائيل المؤكد لأسلحة نووية حركة «حماس» من القيام بعملية السابع من أكتوبر؟


فوز الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة بجائزة «الحرية» من فرنسا

المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
TT

فوز الصحافي الفلسطيني معتز عزايزة بجائزة «الحرية» من فرنسا

المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)
المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة (أ.ف.ب)

حصل المصور الصحافي والمؤثر الفلسطيني معتز عزايزة على جائزة الحرية عن «نضاله من أجل حرية الصحافة والحق في الحصول على المعلومة» على خلفية تغطيته الحرب في قطاع غزة، وفق ما أعلنت سلطات منطقة نورماندي الفرنسية الثلاثاء.

وحظي الشاب البالغ 25 عاماً بشعبية كبيرة لدى ملايين المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي من خلال تغطيته الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» الفلسطينية التي بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، من خلال مشاركته تجاربه الشخصية في القطاع المحاصر.

منذ بداية الحرب، قُتل 97 صحافياً وعاملاً في مجال الإعلام، من بينهم 92 فلسطينياً، وأصيب 16 آخرون. وقال منظمو جائزة «الحرية» في بيان إن معتز عزايزة تمكن من الخروج مع عائلته مع نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي إلى قطر، حيث يواصل «التزامه بحرية الصحافة وحماية الصحافيين».

وستسمح له هذه الجائزة البالغة قيمتها 25 ألف يورو بمواصلة هذه المهمة. وسيتم تقديمها له في 4 يونيو (حزيران) في كاين أمام المرشحَين الآخرين أو ممثليهما: المحامية السورية نورة غازي التي تناضل من أجل حقوق السجناء السياسيين، والمعارضة البيلاروسية المسجونة ماريا كولسنيكوفا التي ستمثلها شقيقتها تاتسيانا خوميتش.

سيحضر الحفل أيضاً نحو 4000 شاب، من بينهم الكثير من طلاب المدارس الثانوية من الولايات المتحدة وألمانيا، بالإضافة إلى نحو خمسين من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية، عشية الذكرى الثمانين لإنزال النورماندي.

وستؤدي الفائزة بالجائزة لعام 2021، مغنية الراب الأفغانية سونيتا علي زاده، أغنية «قف» التي كُتبت خصيصاً لهذه المناسبة مع راقصين ومغنين شباب من النورماندي.

استحدثت الجائزة في عام 2019 سلطات منطقة النورماندي مع المعهد الدولي لحقوق الإنسان والسلام، وهي تكافئ شخصاً أو منظمة ملتزمة بالدفاع عن الحريات. هذا العام، صوت 14265 شاباً من 116 دولة للاختيار بين المرشحين الثلاثة.


غوتيريش يطالب إسرائيل بفتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

غوتيريش يطالب إسرائيل بفتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم

أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)
أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يتحدث خلال مؤتمر صحافي في سانتياغو - تشيلي 2 مايو 2024 (أ.ف.ب)

طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إسرائيل، الثلاثاء، بإعادة فتح معبرَي رفح وكرم أبو سالم «على الفور» للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، داعياً حكومة الدولة العبرية إلى «وقف التصعيد»، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال غوتيريش للصحافيين إن «إغلاق معبرَي رفح وكرم أبو سالم في الوقت عينه يضرّ بشكل خاص بالحالة الإنسانية اليائسة أساساً. يجب أن يعاد فتحهما على الفور»، محذّراً من أن «هجوماً واسعاً» على رفح المكتظة بالسكان سيكون عبارة عن «كارثة إنسانية».


أستراليا تتّهم طائرة حربية صينية بسلوك «غير مقبول» فوق المياه الدولية

مروحية تابعة لوزارة الدفاع الأسترالية وهي تستعد للإقلاع من سطح السفينة «HMAS Hobart» أثناء انتشارها الإقليمي قبالة شمال أستراليا (أ.ب)
مروحية تابعة لوزارة الدفاع الأسترالية وهي تستعد للإقلاع من سطح السفينة «HMAS Hobart» أثناء انتشارها الإقليمي قبالة شمال أستراليا (أ.ب)
TT

أستراليا تتّهم طائرة حربية صينية بسلوك «غير مقبول» فوق المياه الدولية

مروحية تابعة لوزارة الدفاع الأسترالية وهي تستعد للإقلاع من سطح السفينة «HMAS Hobart» أثناء انتشارها الإقليمي قبالة شمال أستراليا (أ.ب)
مروحية تابعة لوزارة الدفاع الأسترالية وهي تستعد للإقلاع من سطح السفينة «HMAS Hobart» أثناء انتشارها الإقليمي قبالة شمال أستراليا (أ.ب)

انتقدت أستراليا الصين، اليوم (الثلاثاء)، بسبب قيامها بسلوك «غير مقبول» في المجال الجوي الدولي، متّهمة طائرة حربية صينية بإطلاق قنابل مضيئة باتجاه مسار مروحية تابعة للبحرية الأسترالية فوق المياه الدولية.

وأوضحت وزارة الدفاع الأسترالية مساء الاثنين، أن الأحداث وقعت في 4 مايو (أيار)، بينما كانت المروحية تحلق فوق البحر الأصفر في مهمة مراقبة للتأكد من تنفيذ كوريا الشمالية عقوبات فرضتها عليها الأمم المتحدة.

وسرعان ما «اعترضت» المروحية طائرة عسكرية صينية بإطلاق قنابل مضيئة على مسارها، ما عرضها للخطر، وفقاً لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وقال رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي لشبكة «ناين نتوورك» الأسترالية الثلاثاء: «لقد أوضحنا للصين أن هذا أمر غير مهني وغير مقبول».

وأضاف: «أعتبر أن الأستراليين ينتظرون تفسيراً لما حدث».

وأشار ألبانيزي إلى أن كانبرا أثارت مخاوفها لبكين عبر القنوات الدبلوماسية والعسكرية، لكنها لم تتلقَّ رداً بعد.

وقالت وزارة الخارجية الصينية وقتها إن الجيش الصيني «دائماً ما ينفذ عمليات احترافية بما يتوافق مع القانون الدولي».

وقام ألبانيزي بزيارة للصين العام الماضي، وأشاد بعودة العلاقات التجارية والدبلوماسية بعد سنوات من التباعد.

لكن التوترات الأمنية ما زالت موجودة مع تقارب أستراليا والولايات المتحدة للحد من نفوذ الصين المزداد في منطقة آسيا والمحيط الهادي.


الأمم المتحدة: أوامر إسرائيل بنقل الفلسطينيين من رفح «غير إنسانية»

الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس (رويترز)
الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: أوامر إسرائيل بنقل الفلسطينيين من رفح «غير إنسانية»

الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس (رويترز)
الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس (رويترز)

قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم (الاثنين) إن الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس.

وبحسب «رويترز»، أضاف تورك في بيان «لا يزال سكان غزة يتعرضون للقنابل والأمراض، بل والمجاعة. واليوم، قيل لهم إنه يتعين عليهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح... هذا غير إنساني».


تدريبات عسكرية فلبينية أميركية تحاكي تصدي «غزو» في بحر الصين الجنوبي

قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)
قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)
TT

تدريبات عسكرية فلبينية أميركية تحاكي تصدي «غزو» في بحر الصين الجنوبي

قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)
قوات أميركية تستعدّ للصعود إلى مروحيات عسكرية من طراز CH - 47 تابعة للجيش الأميركي في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي أثناء نقلها قوات أميركية وفلبينية خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

أطلقت قوات أميركية وفلبينية صواريخ وقذائف مدفعية في إطار مناورات تحاكي التصدي لعملية «غزو» عسكري أقيمت على الساحل الشمالي للفلبين، (الاثنين)، بعد أيام على احتجاج حكومتي البلدين على تحرّكات الصين «الخطيرة» في المياه الإقليمية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

تجري آلاف القوات مناورات برية وبحرية وجوية على وقع تزايد المواجهات بين السفن الصينية والفلبينية في محيط مناطق المياه الضحلة في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب به مانيلا وازدياد الأنشطة الجوية والبحرية الصينية في محيط تايوان القريبة التي تتمتع بالحكم الذاتي.

احتشدت القوات الأميركية في منطقة كثبان رملية على الساحل الشمالي الغربي لجزيرة لوزون، على بُعد نحو 400 كيلومتر جنوب تايوان، وأطلقت أكثر من 50 قذيفة عيار 155 مليمتراً على أهداف عائمة تبعد نحو خمسة كيلومترات عن الساحل، وفق ما شاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية».

أعقبتها القوات الفلبينية بإطلاق صواريخ تهدف لإنهاك المهاجمين قبل أن تنهي القوتان المهمة باستخدام الرشاشات وصواريخ «جافلين» والمزيد من القذائف المدفعية.

وقال قائد قوة المشاة البحرية الأميركية الأولى اللفتنانت جنرال مايكل سيدرهولم إن المناورات هدفها «الاستعداد للأسوأ» من خلال «تأمين منطقة بحرية رئيسية».

وأفاد الصحافيون من موقع التدريبات بأنها «مصممة للتصدي لغزو».

وقال مدير التدريبات عن الجانب الفلبيني الميجور جنرال مارفن ليسودين لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» قبيل إطلاق الذخيرة الحية في كثبان لا باز الرملية قرب مدينة لاوواغ: «الجانب الشمال الغربي لدينا هو الأكثر عرضة للخطر».

مروحية عسكرية تابعة للجيش الأميركي من طراز CH - 47 تحلّق فوق مقاطعة كاجايان بشمال الفلبين خلال مناورة عسكرية مشتركة الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

وأضاف: «بسبب المشاكل الإقليمية التي لدينا... علينا التمرّن بالفعل وتوجيه أنفسنا في أراضينا في هذه المناطق».

تطالب بكين ببحر الصين الجنوبي بأكمله تقريباً رغم صدور حكم دولي يشير إلى عدم وجود أساس قانوني لمطالبتها.

وتنشر مئات عناصر خفر السواحل وسلاح البحرية وغيرها من السفن ضمن دوريات لعسكرة المنطقة.

ولدى سؤالها عن مناورات الاثنين، حذّرت الخارجية الصينية من أن «أي تدريب عسكري يجب ألا يستهدف أو يضر بمصالح الأطراف الثالثة».

وقال الناطق باسم الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي دوري: «يمكن لجميع دول المنطقة أن ترى بوضوح من الطرف الذي يعمل حالياً على إثارة مواجهة عسكرية وتصعيد التوتر في المنطقة».

والأسبوع الماضي، أعلنت مانيلا أن خفر السواحل الصيني ألحق أضراراً بسفينة تابعة لخفر السواحل الفلبيني وسفينة حكومية أخرى في هجمات بخراطيم المياه في محيط منطقة سكاربورو شول الخاضعة لسيطرة الصين في بحر الصين الجنوبي بتاريخ 30 أبريل (نيسان).

وأكد الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس، (الاثنين)، أن بلاده لن ترد بالمثل على تحرّك الصين.

وقال ردّاً على سؤال بشأن إن كانت مانيلا تنوي بدء استخدام خراطيم المياه على متن مراكب خفر السواحل التابعة لها للرد على الصين: «لن نحذو حذو خفر السواحل الصيني والسفن الصينية».

وأضاف: «لا تتمثل مهمة سلاح البحرية لدينا وخفر سواحلنا ببدء أو زيادة التوتر... لا نية لدينا بمهاجمة أي طرف بخراطيم المياه أو غيرها من (المعدات) الهجومية».

وتابع أن «آخر» ما ترغب به الفلبين هو «تصعيد التوتر» في المياه المتنازع عليها.

يشارك أكثر من 16700 جندي فلبيني وأميركي في المناورات العسكرية السنوية التي يطلق عليها «باليكاتان» في عدة مواقع في أنحاء الأرخبيل الآسيوي.

مشاة من البحرية الأميركية يحملون معدات في محطة باريديس الجوية في باسوكوين بمقاطعة إيلوكوس نورتي خلال مناورة عسكرية مشتركة في شمال الفلبين الاثنين 6 مايو 2024 (أ.ب)

«سلوك مزعزع للاستقرار»

فاقمت المواجهات البحرية بين الصين والفلبين المخاوف من اندلاع نزاع أوسع نطاقاً يمكن أن يشمل الولايات المتحدة وحلفاء آخرين.

وجاءت مناورات الاثنين بعد أيام على اجتماع وزراء دفاع الفلبين والولايات المتحدة واليابان وأستراليا في هاواي وإصدارهم بياناً مشتركاً للتعبير عن احتجاجهم القوي على «السلوك الخطير والمزعزع للاستقرار» من قبل الصين في بحر الصين الجنوبي.

وناقش الوزراء «فرص تحقيق تقدّم أكبر في التعاون الدفاعي» و«العمل معاً لدعم الدول التي تمارس حقوقها وحرياتها في بحر الصين الجنوبي».

والأسبوع الماضي، أطلقت قوات أميركية تشارك في مناورات «باليكاتان» صواريخ «هيمارس» الدقيقة في بحر الصين الجنوبي من جزيرة بالاوان (غرب)، وهي أقرب مساحة برية رئيسية من جزر سبراتلي المتنازع عليها.

وأفادت قوات مشاة البحرية الأميركية بأن المناورات كانت عبارة عن تدريب على عملية نشر سريعة للمنظومة الصاروخية في أنحاء السواحل الفلبينية المطلة على بحر الصين الجنوبي من أجل «تأمين وحماية منطقة الفلبين البحرية ومياهها الإقليمية ومصالحها الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لها».

تأتي المواجهات بين الفلبين والصين في ظل تصاعد التوتر بين بكين وتايبيه التي تستعد لتنصيب رئيس جديد تعده الصين انفصالياً خطيراً.

وذكرت وزارة الدفاع التايوانية الجمعة أنها رصدت 26 طائرة صينية و5 مراكب تابعة لسلاح البحرية في محيط الجزيرة الخاضعة لحكم ذاتي خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال وزير الخارجية الفلبيني إنريكي مانالو في تصريحات نقلها عنه مساعد له الجمعة: «إلى حد ما، تعد المناورات العسكرية شكلاً من أشكال الردع... كلما قمنا بالمحاكاة أكثر، نقوم بالتفعيل بشكل أقل».


رئيس الصين: مستعدون للعمل مع الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر سلام بشأن غزة

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
TT

رئيس الصين: مستعدون للعمل مع الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر سلام بشأن غزة

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)

نقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن الرئيس شي جين بينغ، (اليوم) الاثنين، قوله إن بكين مستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي لدعم مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقا وأكثر موثوقية وفعالية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبحسب وكالة «رويترز»، قال شي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال اجتماع ثلاثي في قصر «الإليزيه» بالعاصمة الفرنسية باريس إن المهمة الملحة هي تحقيق وقف شامل لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإن الأولوية الرئيسية هي ضمان وصول المساعدة الإنسانية.