النيجر: مقتل 7 جنود على الأقل في هجوم إرهابي

وحدة من الجيش وقعت في كمين ولكنها قتلت 11 متطرفاً خلال الاشتباك

TT

النيجر: مقتل 7 جنود على الأقل في هجوم إرهابي

قتل سبعة جنود من جيش النيجر، خلال معارك عنيفة وقعت يوم الاثنين الماضي، أعلنت وزارة الدفاع النيجرية حصيلتها أمس (الخميس)، وقالت إنها أسفرت في المقابل عن سقوط 11 قتيلاً في صفوف مجموعة «إرهابية» نصبت كميناً لدورية للجيش، جنوب غربي البلاد.
وقالت وزارة الدفاع في بيان صحافي جرى بثه عبر التلفزيون الحكومي إن دورية للقوات المسلحة النيجرية «تعرضت لكمين من قبل عناصر إرهابية مدججة بالسلاح، كانت تتحرك على متن دراجات نارية ومركبات»، وأضافت الوزارة أن الكمين وقع في قطاع (تارون)، التابع لمنطقة (تيلابيري)، الواقعة بالقرب من الحدود مع دولة مالي.
وأضافت الوزارة أن الهجوم الإرهابي أسفر عن مقتل 7 جنود في صفوف الجيش، وإصابة ثلاثة آخرين من ضمنهم جنديان ومدني واحد، وواحد من المصابين وضعيته الصحية حرجة، ولكن الوزارة أكدت في بيانها أن «الدورية العسكرية نجحت في التصدي للعناصر الإرهابية وإلحاق الهزيمة بهم، وإرغامهم على التراجع والفرار»، وقالت الوزارة إن «11 قتيلاً سقطوا في صفوف العدو».
وأعلنت وزارة الدفاع النيجرية أن دورية الجيش صادرت سيارات ودراجات نارية وأسلحة ثقيلة كانت بحوزة منفذي الهجوم، فيما بدأت دوريات عسكرية متعددة عمليات تمشيط واسعة في المنطقة بحثاً عن منفذي الهجوم، أو أي قواعد إرهابية في المنطقة.
وقال وزير الدفاع في النيجر يوسفو كاتامبي، تعليقاً على الهجوم الإرهابي، إنه «يوجه التحية والتشجيع إلى قوات الدفاع والأمن في مهمتها لحماية الحوزة الترابية»، قبل أن يتوجه بالشكر أيضاً إلى «القوات الحليفة في مجال محاربة الإرهاب»، وذلك في إشارة إلى قوات فرنسية وأمريكية توجد في النيجر لدعم جهود محاربة الإرهاب.
ولم يكشف الجيش في النيجر أو وزارة الدفاع أي معلومات بخصوص مساهمة فرنسية أو أمريكية، في مواجهة الإرهابيين خلال الكمين، ولكن في هجمات مماثلة وقعت خلال السنوات الماضية، وفر الأمريكيون المعلومات الاستخباراتية، بينما حرك الفرنسيون طائراتهم وقدموا دعماً جوياً للقوات النيجرية الموجودة على الأرض.
وتعد منطقة (تيلابيري) التي وقعت فيها المعارك، واحدة من أكثر مناطق النيجر تعرضاً لهجمات مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى»، وسبق أن قتل في نفس المنطقة ثلاثة عناصر من القوات الخاصة الأمريكية قبل سنوات، وهو الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش». ويتحرك الإرهابيون في هذه المنطقة على متن الدراجات النارية، ويتخفون وسط الغابات والأحراش، مستغلين انتشار المستنقعات والجداول القادمة من نهر النيجر، في منطقة وعرة ويصعب التحرك فيها على متن السيارات، وسبق أن قررت سلطات النيجر، يناير (كانون الثاني) الماضي، منع التحرك في هذه المنطقة على متن الدراجات النارية، بسبب استخدامها بكثرة من طرف الإرهابيين. وتحاذي منطقة (تيلابيري) المثلث الحدودي بين النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وهي المنطقة التي توصف بأنها الخاصرة الرخوة لدول الساحل، وسبق أن قتل فيها 13 جندياً فرنسياً نهاية العام الماضي، خلال تصادم مروحيتين عسكريتين، وأعلن تنظيم «داعش» أنه يقف وراء الحادث. وبحسب الأمم المتحدة فإن أربعة آلاف قتيل سقطوا في النيجر ومالي وبوركينا فاسو، خلال هجمات إرهابية وقعت عام 2019 وحده. ولكن الهجوم الأخير يأتي قبل انتخابات رئاسية ستنظم في البلد يوم الأحد المقبل، تخيم عليها التحديات الأمنية في بلد يواجه وضعاً أمنياً صعباً، إذ تحده من الغرب مالي وبوركينا فاسو حيث توجد «القاعدة» و«داعش»، ومن الجنوب نيجيريا حيث تنشط بوكو حرام، ومن الشمال ليبيا، حيث تنتشر جماعات تهريب الأسلحة والمخدرات.



موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
TT

موسكو تلعب على التصعيد النووي في انتظار عودة ترمب إلى البيت الأبيض

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع في موسكو 21 نوفمبر 2024 (رويترز)

يشكّل تحديث العقيدة النووية لروسيا الذي أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخراً، تحذيراً للغرب، وفتحاً ﻟ«نافذة استراتيجية» قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب البيت الأبيض، وفق تحليل لصحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

«إن تحديث العقيدة النووية الروسية يستبعد احتمال تعرّض الجيش الروسي للهزيمة في ساحة المعركة»، بيان صادر عن رئيس الاستخبارات الخارجية الروسية، سيرغي ناريتشكين، لا يمكن أن يكون بياناً عادياً، حسب «لوفيغارو». فمن الواضح، حسب هذا التصريح الموجه إلى الغربيين، أنه من غير المجدي محاولة هزيمة الجيش الروسي على الأرض، لأن الخيار النووي واقعي. هذه هي الرسالة الرئيسة التي بعث بها فلاديمير بوتين، الثلاثاء، عندما وقّع مرسوم تحديث العقيدة النووية الروسية المعتمد في عام 2020.

ويدرك الاستراتيجيون الجيوسياسيون الحقيقة الآتية جيداً: الردع هو مسألة غموض (فيما يتعلّق باندلاع حريق نووي) ومسألة تواصل. «وفي موسكو، يمكننا أن نرى بوضوح الذعر العالمي الذي يحدث في كل مرة يتم فيها نطق كلمة نووي. ولا يتردد فلاديمير بوتين في ذكر ذلك بانتظام، وفي كل مرة بالنتيجة المتوقعة»، حسب الصحيفة. ومرة أخرى يوم الثلاثاء، وبعد توقيع المرسوم الرئاسي، انتشرت موجة الصدمة من قمة مجموعة العشرين في كييف إلى بكين؛ حيث حثّت الحكومة الصينية التي كانت دائماً شديدة الحساسية تجاه مبادرات جيرانها في ما يتصل بالمسائل النووية، على «الهدوء» وضبط النفس. فالتأثير الخارق الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه لا يرتبط بالجوهر، إذ إن العقيدة النووية الروسية الجديدة ليست ثورية مقارنة بالمبدأ السابق، بقدر ارتباطها بالتوقيت الذي اختارته موسكو لهذا الإعلان.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية في الأول من مارس 2024 اختبار إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات تابع لقوات الردع النووي في البلاد (أ.ف.ب)

العقيدة النووية الروسية

في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي حين شنّت قوات كييف في أغسطس (آب) توغلاً غير مسبوق في منطقة كورسك في الأراضي الروسية، رد فلاديمير بوتين بتحديد أنه يمكن استخدام الأسلحة النووية ضد دولة غير نووية تتلقى دعماً من دولة نووية، في إشارة واضحة إلى أوكرانيا والولايات المتحدة. لكن في نسخة 2020 من الميثاق النووي الروسي، احتفظت موسكو بإمكانية استخدام الأسلحة الذرية أولاً، لا سيما في حالة «العدوان الذي تم تنفيذه ضد روسيا بأسلحة تقليدية ذات طبيعة تهدّد وجود الدولة ذاته».

وجاء التعديل الثاني في العقيدة النووية الروسية، الثلاثاء الماضي، عندما سمحت واشنطن لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى: رئيس الكرملين يضع ختمه على العقيدة النووية الجديدة التي تنص على أن روسيا ستكون الآن قادرة على استخدام الأسلحة النووية «إذا تلقت معلومات موثوقة عن بدء هجوم جوي واسع النطاق عبر الحدود، عن طريق الطيران الاستراتيجي والتكتيكي وصواريخ كروز والطائرات من دون طيار والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت». وحسب المتخصصة في قضايا الردع في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (إيفري)، هيلواز فايت، فإن هذا يعني توسيع شروط استخدام السلاح النووي الروسي.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصافح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال اجتماع على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان 28 يونيو 2019 (رويترز)

انتظار عودة ترمب

لفترة طويلة، لاحظ صقور الاستراتيجية الجيوستراتيجية الروسية أن الردع الروسي تلاشى. وبالنسبة إليهم، فقد حان الوقت لموسكو لإعادة تأكيد خطوطها الحمراء من خلال «إعادة ترسيخ الخوف» من الأسلحة النووية، على حد تعبير سيرغي كاراجانوف، الخبير الذي يحظى باهتمام فلاديمير بوتين. ةمن هذا المنظار أيضاً، يرى هؤلاء المختصون اندلاع الحرب في أوكرانيا، في 24 فبراير (شباط) 2022، متحدثين عن «عدوان» من الغرب لم تكن الترسانة النووية الروسية قادرة على ردعه. بالنسبة إلى هؤلاء المتعصبين النوويين، ينبغي عدم حظر التصعيد، بل على العكس تماماً. ومن الناحية الرسمية، فإن العقيدة الروسية ليست واضحة في هذا الصدد. لا تزال نسخة 2020 من العقيدة النووية الروسية تستحضر «تصعيداً لخفض التصعيد» غامضاً، بما في ذلك استخدام الوسائل غير النووية.

وحسب قناة «رايبار» المقربة من الجيش الروسي على «تلغرام»، فإنه كان من الضروري إجراء تحديث لهذه العقيدة؛ لأن «التحذيرات الروسية الأخيرة لم تُؤخذ على محمل الجد».

ومن خلال محاولته إعادة ترسيخ الغموض في الردع، فإن فلاديمير بوتين سيسعى بالتالي إلى تثبيط الجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وفي ظل حملة عسكرية مكلفة للغاية على الأرض، يرغب رئيس «الكرملين» في الاستفادة من الفترة الاستراتيجية الفاصلة بين نهاية إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ووصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، الذي يتوقع منه بوتين مبادرات سلام محتملة لإنهاء الحرب.

يسعى بوتين، وفق الباحثة في مؤسسة «كارنيغي»، تاتيانا ستانوفايا، لوضع الغرب أمام خيارين جذريين: «إذا كنت تريد حرباً نووية، فستحصل عليها»، أو «دعونا ننهي هذه الحرب بشروط روسيا».