تغيّر المناخ يصيب الدلافين بمرض جلدي قاتل

فحص أحد الدلافين النافقة  (جامعة ميردوخ)
فحص أحد الدلافين النافقة (جامعة ميردوخ)
TT

تغيّر المناخ يصيب الدلافين بمرض جلدي قاتل

فحص أحد الدلافين النافقة  (جامعة ميردوخ)
فحص أحد الدلافين النافقة (جامعة ميردوخ)

بالقرب من مدينة نيو أورليانز، أكبر مدن ولاية لويزيانا الأميركية، لوحظ بعد إعصار كاترينا في عام 2005. وفاة عدد من الدلافين بسبب مرض جلدي مميت، ثم تكررت هذه الحادثة في أنحاء مختلفة من العالم، ولم يُعرف السبب الدقيق لهذا المرض الغامض.
بعد نحو 15 عاماً، وبفضل بحث جديد أجراه باحثون من مركز الثدييات البحرية في سوساليتو بكاليفورنيا وجامعة ميردوخ بأستراليا، ونشر في العدد الأخير من دورية «ساينتفيك ريبورتيز»، أصبح هناك تفسير لهذه الحالة قائم على التغيرات البيئية المرتبطة بتغير المناخ في الموائل البحرية للدلافين.
ووفقاً للتحليل الذي أجراه العلماء والذي ربط بين الأحوال المناخية وحالات نفوق الدلافين بسبب المرض الجلدي، وجد الباحثون أن القاسم المشترك بين كل حالات النفوق سواء التي حدثت في أميركا، وتكررت في أماكن أخرى من العالم مثل أستراليا، أنها تحدث في أعقاب العواصف الشديدة مثل الأعاصير، التي يسقط فيها حجم هائل من أمطار المياه العذبة على الأرض وتصل كميات كبيرة منها إلى البحار والمحيطات.
ووجدت الدراسة أن خطر أحداث الطوفان المفاجئة في أنها تقلل بسرعة من ملوحة مياه البحار والمحيطات التي تعيش فيها الدلافين الساحلية، مما ينتج عنه ظروف منخفضة الملوحة يمكن أن تستمر لأسابيع أو شهور، كما تظهر بيانات المراقبة البيئية من المواقع الأسترالية.وأوضحت الدراسة أنه يمكن للدلافين أن تتحمل ظروف نقص الملوحة، ولكن لفترة قصيرة فقط، ولكن مع التعرض الطويل للمياه العذبة يؤدي ذلك إلى مجموعة من التغييرات في جلد الحيوانات وكيمياء الدم، مما يؤدي إلى التهاب الجلد والآفات والضغوط الفسيولوجية الأخرى، مصحوبة باستغلال الطحالب والفطريات، والبكتيريا ظروف ضعف الدلافين لإصابتها.
ويقول ستيفنز الباحث الرئيسي بالدراسة من جامعة ميردوخ الأسترالية في تقرير نشره أول من أمس موقع «ساينس أليرت»: «تتسبب التهابات الجلد في إحداث الشقوق التي تؤدي إلى فقدان الدلافين للأيونات والبروتينات الحيوية من أجسامهم مما يسبب التورم والقرحة».
ويضيف أن ما يحدث في الجلد يعادل حروقاً من الدرجة الثالثة في البشر، وهي إصابة مروعة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة بسرعة كبيرة، فهي تقتلهم لأنها تسبب اضطرابات بالكهرباء في مجرى الدم وينتهي الأمر بفشل الأعضاء في النهاية.


مقالات ذات صلة

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

يوميات الشرق طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق تشعر فعلاً بالألم (غيتي)

الكركند والسرطانات «تتألم»... ودعوة إلى «طهوها إنسانياً»

دعا علماء إلى اتّباع طرق إنسانية للتعامل مع السرطانات والكركند والمحاريات الأخرى داخل المطبخ، بعدما كشفوا للمرّة الأولى عن أنّ القشريات تشعر فعلاً بالألم.

«الشرق الأوسط» (غوتنبرغ)
يوميات الشرق العلماء الدوليون ألكسندر ويرث (من اليسار) وجوي ريدنبرغ ومايكل دينك يدرسون حوتاً ذكراً ذا أسنان مجرفية قبل تشريحه في مركز إنفيرماي الزراعي «موسغيل» بالقرب من دنيدن بنيوزيلندا 2 ديسمبر 2024 (أ.ب)

علماء يحاولون كشف لغز الحوت الأندر في العالم

يجري علماء دراسة عن أندر حوت في العالم لم يتم رصد سوى سبعة من نوعه على الإطلاق، وتتمحور حول حوت مجرفي وصل نافقاً مؤخراً إلى أحد شواطئ نيوزيلندا.

«الشرق الأوسط» (ويلنغتون (نيوزيلندا))
يوميات الشرق صورة تعبيرية لديناصورين في  بداية العصر الجوراسي (أ.ب)

أمعاء الديناصورات تكشف كيفية هيمنتها على عالم الحيوانات

أظهرت دراسة حديثة أن عيَّنات من البراز والقيء وبقايا أطعمة متحجرة في أمعاء الديناصورات توفّر مؤشرات إلى كيفية هيمنة الديناصورات على عالم الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق يشكو وحدة الحال (أدوب ستوك)

دلفين وحيد ببحر البلطيق يتكلَّم مع نفسه!

قال العلماء إنّ الأصوات التي يصدرها الدلفين «ديل» قد تكون «إشارات عاطفية» أو أصوات تؤدّي وظائف لا علاقة لها بالتواصل.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
TT

الذكاء الصناعي قيد التحقيق والضحية المستهلك

مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)
مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين (غيتي)

تطلق هيئة مراقبة المنافسة في المملكة المتحدة مراجعة لسوق الذكاء الصناعي للتأكد من حماية المستهلكين، حسب (بي بي سي). وسوف ينظر التحقيق في البرنامج الكامن خلف روبوتات الدردشة مثل «شات جي بي تي».
وتواجه صناعة الذكاء الصناعي التدقيق في الوتيرة التي تعمل بها على تطوير التكنولوجيا لمحاكاة السلوك البشري.
وسوف تستكشف هيئة المنافسة والأسواق ما إذا كان الذكاء الصناعي يقدم ميزة غير منصفة للشركات القادرة على تحمل تكاليف هذه التكنولوجيا.
وقالت سارة كارديل، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنافسة والأسواق، إن ما يسمى بنماذج التأسيس مثل برنامج «شات جي بي تي» تملك القدرة على «تحويل الطريقة التي تتنافس بها الشركات فضلا عن دفع النمو الاقتصادي الكبير».
إلا أنها قالت إنه من المهم للغاية أن تكون الفوائد المحتملة «متاحة بسهولة للشركات والمستهلكين البريطانيين بينما يظل الناس محميين من قضايا مثل المعلومات الكاذبة أو المضللة». ويأتي ذلك في أعقاب المخاوف بشأن تطوير الذكاء الصناعي التوليدي للتكنولوجيا القادرة على إنتاج الصور أو النصوص التي تكاد لا يمكن تمييزها عن أعمال البشر.
وقد حذر البعض من أن أدوات مثل «شات جي بي تي» -عبارة عن روبوت للدردشة قادر على كتابة المقالات، وترميز البرمجة الحاسوبية، بل وحتى إجراء محادثات بطريقة أشبه بما يمارسه البشر- قد تؤدي في نهاية المطاف إلى إلغاء مئات الملايين من فرص العمل.
في وقت سابق من هذا الأسبوع، حذر جيفري هينتون، الذي ينظر إليه بنطاق واسع باعتباره الأب الروحي للذكاء الصناعي، من المخاطر المتزايدة الناجمة عن التطورات في هذا المجال عندما ترك منصبه في غوغل.
وقال السيد هينتون لهيئة الإذاعة البريطانية إن بعض المخاطر الناجمة عن برامج الدردشة بالذكاء الصناعي كانت «مخيفة للغاية»، وإنها قريبا سوف تتجاوز مستوى المعلومات الموجود في دماغ الإنسان.
«في الوقت الحالي، هم ليسوا أكثر ذكاء منا، على حد علمي. ولكنني أعتقد أنهم قد يبلغون ذلك المستوى قريبا». ودعت شخصيات بارزة في مجال الذكاء الصناعي، في مارس (آذار) الماضي، إلى وقف عمل أنظمة الذكاء الصناعي القوية لمدة 6 أشهر على الأقل، وسط مخاوف من التهديدات التي تشكلها.
وكان رئيس تويتر إيلون ماسك وستيف وزنياك مؤسس شركة آبل من بين الموقعين على الرسالة المفتوحة التي تحذر من تلك المخاطر، وتقول إن السباق لتطوير أنظمة الذكاء الصناعي بات خارجا عن السيطرة.