«الحرس القديم» في «التيار» ينتفض ضد باسيل ويلتقي مع ابنتَي عون

TT
20

«الحرس القديم» في «التيار» ينتفض ضد باسيل ويلتقي مع ابنتَي عون

يشكل انعقاد المؤتمر التأسيسي للناشطين المنتمين إلى «الحرس القديم» في «التيار الوطني الحر» الذين كانوا غادروا مواقعهم السياسية فيه، أول خطوة على طريق التصدي للمنظومة السياسية والتخلص منها في الإعداد لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، لإعادة إنتاج السلطة، انطلاقاً من تقديرهم أن هذه المنظومة أوصلت البلد إلى الإفلاس على كافة المستويات، ولم يعد من جدوى للرهان عليها.
ويقول مصدر فاعل في «الحرس القديم» بأن معارضتهم تتجاوز رئيس «التيار» النائب جبران باسيل إلى شركائه في المنظومة السياسية التي لم تعد قادرة على توفير الحد الأدنى من الحلول، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن المسؤولية تقع على باسيل أسوة بغيره في هذه المنظومة التي انتفض عليها السواد الأعظم من اللبنانيين منذ أكثر من سنة، مطالبين بالتغيير الذي لن يتحقق إلا بإصلاح النظام السياسي.
ويؤكد: «إننا لا نتنكر لتاريخنا السياسي طوال فترات النضال في صفوف (التيار الوطني) وكنا جزءاً منه، ولم يكن خروجنا من التنظيم لأسباب شخصية وإنما سياسية بامتياز، بعد أن تفاقمت المشكلة مع باسيل الذي التحق بالمنظومة السياسية التي أُصيبت بأعطال دائمة، وباتت غير قادرة على الاستجابة لمطالب اللبنانيين الذين انتفضوا في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019».
ويلفت المصدر نفسه إلى أن «كل مرحلة من المراحل السياسية كانت تتطلب منا إجراء مراجعة نقدية وصولاً إلى تنقية توجهاتنا من الشوائب، وهذا ما لم يحصل، رغم أننا ارتأينا بادئ ذي بدء أن يأتي التغيير من داخل (التيار الوطني)» ويقول: «نحن كنا السباقين في دعوتنا لإعادة النظر في الأداء؛ لكننا لم نلقَ أي تجاوب لجهة ضرورة وضع خطة سياسية اقتصادية شاملة تأخذ بعين الاعتبار مواجهة التحديات؛ خصوصاً أننا كنا نتوقع انهيار البلد».
ويرى أن «(التيار الوطني) كان بأمس الحاجة لتقويم تجربتنا السياسية لتحديد أين أصبنا وأين أخطأنا، في ضوء توصلنا إلى ورقة تفاهم مع (حزب الله)، كنا نأمل السعي لتعميمها على الآخرين». ويسأل عن الأسباب التي حالت دون إعادة النظر في بعض بنودها، رغم أن هذا الأمر لا يزال مطروحاً، ويبقى الحديث عن الملاحظات في العموميات.
ويسأل المصدر نفسه: «لماذا تدهورت العلاقة مع تيار (المستقبل) بعد الاتفاق على التسوية السياسية التي سبقت انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية؟»، ويقول: «إن هذا السؤال ينسحب على حزب (القوات اللبنانية) في ضوء الإطاحة بإعلان معراب».
ويقول بأن «الرئيس عون يتحمل مسؤولية في مكان ما حيال ما أصاب (التيار الوطني) من أعطال بغياب المحاسبة، ويحمِّل الفريق الاستشاري المحيط به مسؤولية حيال استمرارها؛ خصوصاً بعد أن أصبح عبئاً عليه، وكان يُفترض أن يعاونه بدلاً من أن يعطبه سياسياً».
ويوضح أن الذين تداعوا للقاء الذي عُقد أخيراً يسعون لإعادة «التيار الوطني» إلى خطه التاريخي، ويؤكد أن التنسيق قائم مع النائب شامل روكز وآخرين، ويؤكد أن ابنتَي رئيس الجمهورية كلودين عون روكز، وميراي عون الهاشم، معنا في الفكر.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أن ما يسمى «الحرس القديم» لا يزال يتمتع بحضور داخل «التيار الوطني»، وتحديداً في بلاد الاغتراب، وهم على تواصل مع المنسقيات في كبرى الدول التي تحتضن المغتربين اللبنانيين.
وعليه، فإن «الحرس القديم» ماضٍ في انتفاضته ضد باسيل، ويأخذ على رئيس الجمهورية عدم تدخله في الوقت المناسب لإعادة إصلاح ذات البين داخل «التيار الوطني» من جهة، ولقطع الطريق على صهره الذي يتمادى في استغلال نفوذه وبات يتصرف على أنه رئيس الظل من جهة أخرى، ما أقحم «العهد القوي» في اشتباكات سياسية متنقلة، شملت جميع الأطراف باستثناء حليفه «حزب الله».
لذلك لم يبقَ من خطوط دفاعية لدى عون، ومن خلاله باسيل، تتولى الوقوف إلى جانبه وترد عنه الضربات السياسية سوى «حزب الله»، وهذا ما بات يشكل له إحراجاً على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع أن الحزب يعد للعشرة قبل أن ينخرط في معركة تستهدف حليفه الآخر، أي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأكبر مثال على ذلك معارضته لادعاء المحقق العدلي في انفجار المرفأ القاضي فادي صوان، على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وثلاثة وزراء سابقين، واصفاً إياه بالاستهداف السياسي.
وبكلام آخر، فإن الحزب لا يغطي المحاولات الرامية لاستهداف بري، أكانت من عون أو باسيل الذي يتصرف على أنه وريثه السياسي، وبغطاء مباشر منه؛ خصوصاً أنه صاحب الحل والربط في نقاط الخلاف، وآخرها تشكيل الحكومة الجديدة.



السيسي والسوداني يتناولان جهود الإعداد لـ«قمة بغداد»

اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتناول الإعداد لقمة بغداد (الرئاسة المصرية)
اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتناول الإعداد لقمة بغداد (الرئاسة المصرية)
TT
20

السيسي والسوداني يتناولان جهود الإعداد لـ«قمة بغداد»

اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتناول الإعداد لقمة بغداد (الرئاسة المصرية)
اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يتناول الإعداد لقمة بغداد (الرئاسة المصرية)

بموازاة زيارة وفد من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى العراق لبحث الترتيبات النهائية للقمة العربية المرتقبة في بغداد، تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، تناول جهود الإعداد للقمة المقرر انعقادها في 17 مايو (أيار) المقبل.

وأكد السيسي حرص مصر على نجاح القمة، معرباً عن ثقته في «قدرة العراق على قيادة العمل العربي المشترك خلال العام المقبل، خصوصاً في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه المنطقة العربية، التي تستدعي تعزيز التعاون والتكاتف بين الدول العربية»، حسب إفادة رسمية من المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير محمد الشناوي.

وقال المتحدث الرئاسي في إفادته إن رئيس الوزراء العراقي شدد على حرص بلاده على تحقيق توافق عربي شامل حول القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

وأوضح أن الاتصال تناول أيضاً سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بالإضافة إلى قطاعات البنية التحتية والنقل.

وتناولت المحادثات بين السيسي والسوداني مستجدات الأوضاع الإقليمية، خصوصاً في قطاع غزة، حيث استعرضا الجهود المصرية لوقف إطلاق النار، والتأكيد على أهمية تنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار غزة، مع رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

وأشار الشناوي إلى أن الاتصال تناول أيضاً الأوضاع في سوريا، وضرورة الحفاظ على وحدتها واستقرارها وسلامة أراضيها.

وفد من الجامعة

جاء الاتصال تزامناً مع زيارة وفد رفيع المستوى من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية إلى العراق، الثلاثاء، برئاسة السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد ورئيس اللجنة التحضيرية للقمة، بهدف التواصل مع الجانب العراقي والوقوف على التحضيرات والاستعدادات النهائية لاستضافة القمتين العربيتين العادية الرابعة والثلاثين، والتنموية الاقتصادية والاجتماعية الخامسة المزمع عقدهما في العراق الشهر المقبل.

وأوضح زكي، في تصريحات صحافية قبيل مغادرة القاهرة، أن الوفد سيجري سلسلة من اللقاءات مع القيادات والجهات المعنية بتحضيرات القمتين العربيتين، وما يسبقهما من اجتماعات تحضيرية على المستوى الوزاري وكبار المسؤولين والمندوبين الدائمين.

واستضافت القاهرة الأسبوع الماضي اجتماعاً لوزراء الخارجية العرب في إطار التحضيرات للقمة. وأكد زكي في تصريحات متلفزة، الخميس الماضي، أن القمة العربية المقررة في بغداد ستبحث عدداً من الملفات السياسية والتنموية ذات الأولوية على الساحة العربية.

ولفت إلى أن القمة ستسبقها سلسلة من الاجتماعات التحضيرية الفنية واللوجيستية «بما يضمن جاهزية الوفود والملفات كافة، ويعكس الجدية في الإعداد لأعمالها».

وأوضح أن جدول الأعمال يتضمن «قضايا سياسية محورية، على رأسها القضية الفلسطينية بكافة أبعادها، بالإضافة إلى أوضاع الأزمات في سوريا وليبيا واليمن والسودان ولبنان، إلى جانب ملفات التضامن العربي، والتحديات التنموية والاجتماعية».

ومن المقرر أن تعقد الدورة الخامسة للقمة التنموية العربية بالتزامن مع القمة العربية، لبحث الموضوعات الاجتماعية والتنموية، وذلك في إطار دعم جهود التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الدول العربية.

وتواصل الجامعة العربية، بالتنسيق مع دولة العراق، الاستعدادات اللوجستية والفنية للقمة على كل الأصعدة.