مومياء لأنثى ذئب تكشف أسراراً عمرها 57 ألف عام

المومياء الكاملة لأنثى الذئب
المومياء الكاملة لأنثى الذئب
TT

مومياء لأنثى ذئب تكشف أسراراً عمرها 57 ألف عام

المومياء الكاملة لأنثى الذئب
المومياء الكاملة لأنثى الذئب

قبل نحو 4 أعوام اكتشف عامل منجم للذهب كان يحفر التربة الصقيعية في مقاطعة يوكون الكندية، تم الحفاظ عليها كاملة، لأنها ظلت محبوسة في التربة الصقيعية منذ العصر الجليدي «قبل 57 ألف عام».
وأعلن فريق بحثي أميركي، أول من أمس، عن بعض أسرار هذا الحيوان، بما في ذلك عمره وطعامه وكيفية وفاته، وذلك بعد دراسة استخدم فيها التأريخ بالكربون المشع، والأشعة السينية للهيكل العظمي والأسنان، وأخذ عينات من الحمض النووي، وقياسات مستويات نظائر الأكسجين عند الوفاة، ونُشرت في العدد الأخير من دورية «كرنت بيولوجي».
وتقول المؤلفة الرئيسية للدراسة جولي ميتشين، الأستاذة المساعدة في علم التشريح بجامعة (دي موين) بولاية أيوا الأميركية في تقرير نشره موقع (لايف ساينس) بالتزامن مع نشر الدراسة، أول من أمس: «إنها أكثر عينة ذئاب اكتمالاً تم العثور عليها من العصر الجليدي، فكل أنسجتها الرخوة وشعرها وجلدها وحتى أنفها الصغير، ما زالت موجودة، وهذا نادر حقاً». وتضيف: «من أبرز المعلومات التي حصلنا عليها أن أنثى الذئب كانت تبلغ من العمر 7 أسابيع فقط قبل أن تلقى نهايتها المبكرة». وكانت هذه المومياء مهمة بشكل خاص للباحثين لأنه تم اكتشافها في أميركا الشمالية.
وتقول ميتشين: «يمكن أن تكون هذه الأنواع من العينات الشائعة إلى حد ما في سيبيريا، وقد وفّرت لنا العينة فرصة نادرة لمعرفة كيف نشأت الذئاب في أميركا الشمالية».
وأعادت ميتشين وزملاؤها بناء جينوم الميتوكوندريا الخاص بالذئب، وهو الجينوم الموجود في الهياكل المنتجة للطاقة في الخلايا، والتي يتم تمريرها عن طريق الأم، ووجدوا أوجه تشابه مع كل من ذئاب (بيرنجيان)، وهي مجموعة منقرضة عاشت في يوكون وألاسكا القديمة، وذهبوا في دراستهم إلى أن علاقة الذئب بأفرادٍ من كلٍّ من أميركا الشمالية وأوراسيا هي دليل على الاختلاط القاري القديم عبر جسر (بيرنغ لاند)، وهو جسر بري قديم كان يربط بين ألاسكا وروسيا.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.