الشرطة الإسرائيلية تحقق في قتل مستوطنة قرب جنين

أم لستة أبناء وتحمل الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية

TT

الشرطة الإسرائيلية تحقق في قتل مستوطنة قرب جنين

تعهد وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس بأن تضع قواته يدها على «القاتل الشنيع» الذي قتل إسرائيلية قرب جنين. ووصف غانتس في تصريح له، قتل المستوطنة استر هورغان (52 عاما) بـ«المروع».
وكانت الشرطة الإسرائيلية عثرت أمس على هورغان مقتولة في غابة شمال الضفة الغربية، بعد أن ذهبت للركض بمفردها في اليوم السابق. وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المرأة أم لستة أبناء وتحمل الجنسيتين الإسرائيلية والفرنسية.
وحديث غانتس يشير إلى اتهام الفلسطينيين، لكن السلطات الإسرائيلية لم تجزم في الأمر، وقالت إنها تحقق في القضية كهجوم قومي محتمل وفي اتجاهات أخرى كذلك. وقالت الشرطة في بيان إن هناك علامات عنف على جسدها، وإن وفاة المرأة تعتبر جريمة قتل يشتبه بها. كما شارك جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) في التحقيق.
وهورغان مستوطنة من «تل منشيه» شمال الضفة، وشوهدت وهي تغادر المستوطنة الأحد بكاميرات المراقبة. وقال رئيس مجلس السامرة الإقليمي يوسي داغان لإذاعة «كان» الإسرائيلية، إن هورغان خرجت في فترة ما بعد الظهر لممارسة الرياضة على بعد دقيقة واحدة من منزلها، وتم العثور على جثتها حوالي الساعة 2 صباحًا في غابة ريحان في شمال الضفة الغربية.
وأعلن المسعفون وفاتها في مكان الحادث. وقالت الشرطة إنه تم استدعاؤها ومحققي مسرح الجريمة، إلى مكان الحادث وبدأوا في جمع الأدلة.
وطلبت الشرطة وحصلت على أمر حظر نشر قضائي، ما يمنع وسائل الإعلام من تحديد هوية أي مشتبه بهم أو أي تفاصيل أخرى عن التحقيق،
وقال أحد المسعفين من نجمة داود الحمراء: «عندما وصلنا، اقتادونا إلى مكان ترقد فيه امرأة فاقدة الوعي تبلغ من العمر نحو 52 عاما. أجرينا الفحوصات الطبية. كانت بلا نفس وبلا نبض وبدون أي علامات تدل على الحياة - وخلال وقت قصير كان علينا إعلان وفاتها».
ولاحقا لقي مستوطن مصرعه، وأصيب 4 آخرون، بسبب انحراف سيارتهم عن الطريق في أعقاب ملاحقتهم من قبل سيارة للشرطة الإسرائيلية قرب رام الله.
وقال موقع القناة العبرية السابعة، إن عدد من المستوطنين يشتبه بأنهم من حركة «فتيان التلال» الاستيطانية المتطرفة، ألقوا حجارة تجاه فلسطينيين قرب مستوطنة كوخاف هشهار، وبعد ملاحقتهم من قبل الشرطة الإسرائيلية انحرفت السيارة ما أدى لمصرع أحدهم وإصابة 4.
ووفقًا للموقع، فإن هناك اشتباها أن سيارة الشرطة اصطدمت بهم من الخلف ما أدى لوقوع الحادث. وذكرت الشرطة الإسرائيلية في بيان أنه «في أعقاب تلقي مركز الشرطة بلاغ حول إلقاء مسافرين داخل مركبة إسرائيلية الحجارة نحو مركبة فلسطينية بالقرب من مفرق مخماش، رصد أفراد شرطة سريون الذين تواجدوا في المكان المركبة المشتبه وطلبوا من سائقها التوقف إلى جانب الطريق». وأضاف بيان الشرطة، أن «السائق المشتبه به قام بالهرب من المكان والقيادة بسرعة فائقة، في الوقت الذي طارده أفراد الشرطة حتى انزلقت المركبة وانقلبت بالقرب من فرق ريمونيم مما أسفر عن إصابة 4 من مستقليها بجروح طفيفة وإقرار وفاة آخر متأثرا بجراحه (وفق مصادر طبية)».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».