وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة وروسيا، تسعى الإدارة الحالية إلى إغلاق قنصليتين في روسيا والإبقاء على السفارة في موسكو، كبعثة دبلوماسية وحيدة في البلد الذي له تاريخ طويل في العداء مع أميركا، وتسريح نحو 33 موظفا محليا في تلك القنصليات.
واتخذت إدارة الرئيس دونالد ترمب هذه الخطوة بعدما أخطرت الكونغرس الأسبوع الماضي برسالة من وزارة الخارجية، مبينة أنها عازمة على إغلاق القنصلية في فاليديفوستوك وهي مدينة ساحلية في أقصى شرق روسيا، وتعليق عملها مؤقتاً في قنصلية يكاترينبورغ شرق جبال الأورال، وسيؤدي إغلاق هذه القنصليات إلى ترك موقع دبلوماسي واحد متبقٍ للولايات المتحدة في روسيا، وهي السفارة في العاصمة موسكو.
وبحسب تقارير إعلامية أميركية، فإن الإشعار من وزارة الخارجية الأميركية تم إرساله إلى الكونغرس قبل أيام من ظهور تقارير عن هجوم إلكتروني روسي مشتبه به ضد العديد من الوكالات والشركات الفيدرالية، الذي أدان فيه مايك بومبيو وزير الخارجية روسيا بالتورط في هذا الهجوم الإلكتروني، قائلاً: «يمكننا أن نقول بوضوح تام إن الروس هم من شاركوا في هذا النشاط».
ولم يتم الكشف عن التوقيت الدقيق لعمليات الإغلاق، وليس من الواضح ما إذا كانت ستحدث قبل أن يتولى الرئيس المنتخب جوزيف بايدن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني)، الذي سيرث تركة ثقيلة من إدارة الرئيس ترمب في السياسة الخارجية.
ووفقًا للإخطار المقدم إلى الكونغرس، فإن الإغلاق للقنصليات يأتي بسبب القيود التي فرضتها السلطات الروسية في عام 2017 على عدد الدبلوماسيين الأميركيين المسموح لهم بالعمل في البلاد. وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية لوسائل الإعلام، إن الوزير بومبيو، بالتشاور مع جون سوليفان السفير الأميركي لدى روسيا، قرر إغلاق القنصليتين الأميركيتين في روسيا لضمان سلامة وأمن البعثة الدبلوماسية الأميركية في البلاد، وكذلك لتبسيط عمل الدبلوماسيين الأميركيين.
ووفقًا لإخطار وزارة الخارجية، سيتم إعادة تعيين عشرة دبلوماسيين للعمل في السفارة بموسكو، وسيتم الاستغناء عن 33 موظفًا محليًا، وقد تم إغلاق القنصلية في فاليديفوستوك منذ مارس (آذار) الماضي بسبب تفشي جائحة فيروس كورونا، ومن المتوقع أن يوفر إغلاقها الدائم 3.2 مليون دولار سنويًا، وفقًا لتقديرات وزارة الخارجية.
ومن المحتمل أيضاً أن يتسبب إغلاق القنصلية، الذي أوردته وكالة أسوشييتد برس في وقت سابق، في مضايقات كبيرة للمسافرين الأميركيين والروس في منطقة الشرق الأقصى للبلاد، إذ سيتم الآن تشغيل جميع الخدمات القنصلية المخطط لها بما في ذلك طلبات التأشيرة وغيرها من أشكال دعم السفر للأميركيين في البلاد، من السفارة في موسكو.
يذكر أنه في عام 2018، أمر المسؤولون الروس القنصلية الأميركية في سانت بطرسبرغ بالإغلاق، وكان هذا انتقاما لقرار الولايات المتحدة إغلاق قنصلية روسية في سياتل بسبب تقارير تفيد بتورط البلاد في تسميم جاسوس روسي سابق في بريطانيا.
أميركا تغلق قنصليتين في روسيا وتُبقي على السفارة
أميركا تغلق قنصليتين في روسيا وتُبقي على السفارة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة