في خضم الواقع الجيوسياسي المتغير، اتخذت الهند خطوات مهمة لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج، إذ قامت مؤخراً بزيارات رفيعة المستوى، حيث ألقى وزير الخارجية الهندي، سوبرامانيام يشانكار، كلمة أمام قادة مجلس التعاون الخليجي في إطار الحوار السياسي السنوي الذي جرى الشهر الماضي.
كما زار يشانكار، البحرين والإمارات، فيما زار قائد الجيش الهندي، الجنرال مانوج نارافان، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات. ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، إن المشاركة مع دول الخليج العربي أصبحت أكثر عمقاً، واصفاً الهند بأنها «امتداد للخليج».
وذكرت مصادر في وزارة الدفاع الهندية، أن التدريبات العسكرية المشتركة المنتظمة، إلى جانب الإنتاج المشترك لمعدات الدفاع، تشكل بعض الأهداف التي تسعى الهند والسعودية والإمارات إلى تحقيقها، والتي عززتها زيارة قائد الجيش الهندي التي استغرقت أسبوعاً إلى الدولتين الرئيسيتين في الشرق الأوسط، والتي وصفها المراقبون بـ«التاريخية».
وفي أكتوبر (تشرين الأول) 2019، أعلنت كل من الهند والمملكة العربية السعودية عن أول تدريبات بحرية مشتركة تجرى في مارس (آذار) 2020، لكنها تأجلت بسبب وباء «كوفيد - 19». وفي مارس (آذار) 2018، أجرت الهند والإمارات العربية المتحدة أول تدريبات بحرية تحت عنوان «نجم الخليج الأول»، لتوسع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وزار رئيس الوزراء الهندي، نارندرا مودي، سلطنة عمان، في فبراير (شباط) 2018، ووقع البلدان اتفاقات في مجالات مختلفة، منها الصحة، واستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، والسياحة، والتعاون العسكري. كما أعطت حكومة مودي أسبقية خاصة للعلاقات بين الهند والبحرين، حيث كان مودي أول رئيس وزراء هندي يزور دولة خليجية العام الماضي. وشرعت منظمة أبحاث الفضاء الهندية ISRO)) و«وكالة علوم الفضاء الوطنية» في البحرين في عمل أبحاث مشتركة في مجال تكنولوجيا الفضاء في عدد من المشاريع.
وتُعَد المملكة العربية السعودية رابع أكبر شريك تجاري للهند، إذ تستورد الهند نحو 18 في المائة من احتياجاتها من النفط الخام من المملكة. وتقوم حالياً السعودية والإمارات ببناء مصنع بتروكيميائي ضخم بقيمة 42 مليار دولار في ولاية مهاراشترا الهندية، حيث تعتبر الهند مستهلكاً رئيسياً للطاقة.
وتضم دول الخليج ما يقرب من 7 ملايين عامل هندي يساهمون بقدر كبير من التحويلات المالية التي يبلغ حجمها نحو 80 مليار دولار تضخ في خزانة الاقتصاد الهندي كل عام. وتعد الإمارات موطناً لأكبر عدد من الهنود في الخليج، حيث بلغ عددهم 3.4 مليون نسمة.
الهند تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج
الهند تسعى لتعزيز علاقاتها مع دول الخليج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة