موسكو صامتة بعد اشتباكات قرب الرقة بين موالين لأنقرة وحلفاء لواشنطن

فصائل يدعمها الجيش التركي شنت هجوماً على ريف عين عيسى

دورية للشرطة العسكرية الروسية قرب عين عيسى في شمال شرقي سوريا (الشرق الاوسط)
دورية للشرطة العسكرية الروسية قرب عين عيسى في شمال شرقي سوريا (الشرق الاوسط)
TT
20

موسكو صامتة بعد اشتباكات قرب الرقة بين موالين لأنقرة وحلفاء لواشنطن

دورية للشرطة العسكرية الروسية قرب عين عيسى في شمال شرقي سوريا (الشرق الاوسط)
دورية للشرطة العسكرية الروسية قرب عين عيسى في شمال شرقي سوريا (الشرق الاوسط)

تواصلت الاشتباكات أمس، في عين عيسى في شمال محافظة الرقة السورية مع توالي الأنباء عن احتمالات شن القوات التركية عملية موسعة للسيطرة على البلدة الخاضعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) وسط غموض في الموقف الروسي.
ووقعت اشتباكات عنيفة طوال الليلة قبل الماضية وصباح أمس (الجمعة)، على قريتي جهبل ومشيرفة شرق عين عيسى، بعد هجوم عنيف شنته فصائل «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا، بإسناد مدفعي مكثف من القوات التركية وتحليق لطيران استطلاع وطائرات مسيّرة تركية في أجواء المنطقة.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 10 من عناصر الفصائل جراء انفجار لغم في مجموعة منهم بالإضافة للاشتباكات مع تحالف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في المنطقة، وتواصل القصف والاستهدافات المتبادلة خلال ساعات يوم أمس بين الجانبين، بينما نشر فصيل «تجمع أحرار الشرقية» المنتمي إلى «الجيش الوطني السوري» الموالي لتركيا في ساعة متأخرة الليلة قبل الماضية مقطع فيديو أعلن فيه سيطرته على القريتين.
وأكدت مصادر «المرصد» أنه لا صحة لما يتم ترويجه عن انسحاب القوات الروسية من البلدة الواقعة شمال محافظة الرقة، مشيراً إلى مظاهرة خرج بها من تبقى من أهالي وسكان البلدة، أمام القاعدة الروسية في المنطقة، تنديداً بالتصعيد العسكري التركي والصمت الروسي حياله.
كانت روسيا قد تقدمت بعرض إلى تركيا يتضمن انسحاب «قسد» وتسليم البلدة لقوات النظام مع بقاء مؤسسات الإدارة الذاتية، إلا أن الجانب التركي لم يصدر عنه رد حتى الآن. ويشير استمرار التصعيد إلى تعثر الاتفاق واستمرار سعي تركيا للسيطرة على البلدة التي تحتل موقعاً استراتيجياً على مفترق طرق يؤدي إلى مدينة الرقة من جهة وتل أبيض وريف الحسكة الواقعة ضمن مناطق «نبع السلام» التي تسيطر عليها تركيا والفصائل الموالية لها من جهة، وعين العرب (كوباني) ومنبج من جهة أخرى، وستضمن السيطرة عليها إتمام فصل تل أبيض والمناطق الحدودية شمال الرقة عن باقي مناطق سيطرة «قسد».
واستقدمت «قسد»، أمس، تعزيزات عسكرية إلى مواقعها في عين عيسى بالتزامن مع المعارك العنيفة في قريتي جهبل ومشيرفة، الواقعتين على بُعد كيلومترين فقط من عين عيسى واللتين تحاول الفصائل الموالية لتركيا السيطرة عليهما، وذلك بعد يوم واحد من استقدام القوات التركية والفصائل تعزيزات مؤلفة من دبابات ومدافع وعربات جند وسيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة إلى قرى أبو خرزة وسلوم ورمانة المقابلة لقريتي الهوشان والخالدية المحاذية لطريق «إم 4» الرابط بين حلب والحسكة شرق عين عيسى.
وتواصل الفصائل تحركاتها المكثفة في مناطق التماس مع «قسد» بين تل تمر ورأس العين الخاضعة لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان، إنه تم «تحييد» اثنين من عناصر وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات «قسد»، في أثناء محاولتهما تنفيذ هجوم في منطقة عملية «نبع السلام» شمال شرقي سوريا، وإن قوات الكوماندوز التركية تمكنت بعد تدخل ناجح من القضاء عليهما.
وقال رياض الخلف، قائد «مجلس تل أبيض العسكري» المنضوي في صفوف قوات «قسد»، إن الفصائل السورية بدعم وتغطية نارية من المدفعية التركية، «شنت هجوماً أمس في محيط صوامع عين عيسى، وهي قاعدة روسية، كما توجد نقطة للقوات الحكومية بالقرب منها، والفصائل تعمدت إطلاق القذائف على محيط النقطة علماً بأنه يوجد فيها جنود روس وقوات النظام».
وتتعرض عين عيسى منذ نهاية الشهر الماضي لهجوم عنيف من الجيش التركي والفصائل الموالية له، وسيطرت الأخيرة على قرية شركراك بداية الشهر الحالي وعلى صوامعها ومواقعها الموجودة بالقرب من الطريق الدولي، كما نقل سكان المنطقة أن البلدة استُهدفت بقذائف المدفعية، التي سقطت على قريتي معلك وصيدا ومخيم عين عيسى وأطراف البلدة.
وقال الخلف إن الروس أبلغوهم بأن الهجوم التركي جدّي ويجب أن تسحب قواتهم إلى عمق 5 كلم جنوبي البلدة، وتُخلي نقاطها ومواقعها العسكرية للجيش السوري، وأضاف: «أبلغنا الروس أن اتفاقهم مع الجانب التركي يشمل الانسحاب بعمق 32 كلم، وعين عيسى تبعد عن ذلك وفي حال انسحبنا من المنطقة ستسيطر الفصائل السورية والجيش التركي على هذه المناطق».

واتفق الجيش الروسي والقوات الحكومية وقيادة «قوات سوريا الديمقراطية»، بعد الانتشار في مناطق التماس وشكّلت 3 نقاط ومواقع عسكرية مشتركة على نقاط التماس بين الجيش السوري و«قسد» تحت رقابة روسية بمحيط بلدة عين عيسى، تتمركز أولاها في شرق البلدة مقابل صوامع الحبوب، والثانية على الطريق الدولية السريعة «M4»، والثالثة بالجهة الغربية في محيط مخيم عين عيسى سابقاً.
وتعد عين عيسى الشريان الرئيسي الذي يوصل مناطق الإدارة الذاتية شرقي الفرات بغربه، ومطلة على الطريق السريع الذي يربط محافظات حلب والحسكة والرقة شمال شرقي سوريا، كما تتحكم بشبكة طرق رئيسية وفرعية توصل مدينتي عين العرب «كوباني» ومنبج بريف حلب الشرقي، وبلدة العريمة بريف الباب، ببلدات ومدن الطبقة والرقة ودير الزور.



الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».