كريم فهمي: تعطش الجمهور للأعمال الرومانسية وراء نجاحها

قال إنه يتجاهل التعليقات السلبية على «السوشيال ميديا» عكس شقيقه

الفنان المصري كريم فهمي
الفنان المصري كريم فهمي
TT

كريم فهمي: تعطش الجمهور للأعمال الرومانسية وراء نجاحها

الفنان المصري كريم فهمي
الفنان المصري كريم فهمي

قال الفنان المصري كريم فهمي، إن تعطش الجمهور للأعمال الرومانسية وراء نجاحها خلال الآونة الأخيرة. وأكد في حواره مع «الشرق الأوسط» أن وجوده على «السوشيال ميديا» محسوب جداً؛ مشيراً إلى أنه يفضل عدم الرد على التعليقات المسيئة على صفحاته الرسمية على «السوشيال ميديا» عكس شقيقه أحمد فهمي الذي يدخل في سجالات عدة مع المتابعين. وأوضح كريم أن جائحة «كورونا» أفادت فيلم «ديدو»، المأخوذ عن قصة «عقلة الإصبع»، ومنحت صناعه الفرصة لتنفيذه بشكل جيد. ولفت إلى أنه يرفض طرحه سينمائياً خلال الفترة الجارية بسبب ضبابية الأوضاع في ظل «كورونا». وإلى نص الحوار:

> لماذا تحمست لتقديم فيلم «جارة القمر»؟
- تحمست له بعد أن عرض فكرته عليَّ المخرج هادي الباجوري الذي اكتشفني فنياً عندما قدمت معه مسلسل «عرض خاص» عام 2010، بجانب السيناريو الذي كتبه محمود زهران بشكل جيد جداً. وهذا الفيلم اعتبره أفضل عمل رومانسي قرأته. وتشاركني فيه ياسمين رئيس مع محمد الشرنوبي وبيومي فؤاد وسوسن بدر. وهو من إنتاج أحمد السبكي، ويظهر فيه الفنان أحمد حاتم كضيف شرف.
> هل نجاح مسلسل «ونحب تاني ليه» شجعك على تقديم مزيد من الأدوار الرومانسية؟
- لا على الإطلاق، فالأمر ليس له علاقة بنجاح المسلسل، فأنا كنت أبحث عن تقديم فيلم رومانسي، وقرأت أكثر من سيناريو قبل «جارة القمر» ولكنها لم تجذبني. ولأكون صريحاً فإن نجاح مسلسل «ونحب تاني ليه» بمشاركة ياسمين عبد العزيز وشريف منير أكد أن تفكيري كان صحيحاً، فالجمهور متعطش للأعمال الرومانسية، وعلينا أن نلبي طلباته.
> البعض يعتبر تصوير الأفلام السينمائية في الوقت الراهن نوعاً من المجازفة، فما رأيك؟
- المجازفة والمغامرة الحقيقية من جانب المنتج فقط؛ لأنه يدفع أموالاً ولا يعرف متى سيسترد الأرباح، وهو ما ينطبق أيضاً على أي موسم، فهو ليس لديه أي توقع عن حجم الأرباح التي سيجنيها أصلاً، فالوضع ضبابي جداً بالنسبة له. ولكن المنتج أحمد السبكي لديه ميزة كبيرة جداً، وهي وقوفه دوماً بجانب صناعة السينما المصرية؛ خصوصاً في أوقات الأزمات، وتاريخه معروف، فهو منتج «قلبه جامد» وجريء، وفي الوقت ذاته واعٍ، ويعرف التوقيت المناسب لطرح فيلمه، ويعرف كيف يقوم بتسويقه، ودوماً تجمعني حوارات ودية مع السبكي، وهو شخص ودود جداً ومتفاهم ويتسم بخبرة قوية جداً، ويعي متطلبات وطبيعة السوق بالنسبة للأمور الإنتاجية والتوزيعية، لذلك أنا على يقين من طرحه الأفلام في توقيت ملائم.
> وما سبب تأجيل فيلم «ديدو» طوال هذه المدة؟
- هذا الفيلم كان من المفترض طرحه في موسم إجازة منتصف العام الدراسي الماضي؛ لكن تأجل بسبب عدم انتهاء العمل به، فقصته مأخوذة عن حكاية «عقلة الإصبع» وتدور حول أشخاص يتعرضون للتصغير في الحجم، وتعتمد بالدرجة الأولى على الغرافيك، ثم جاءت جائحة «كورونا» فتسببت في مزيد من التأجيل.
وأعتقد أن الجائحة أفادت هذا الفيلم للغاية، فقد جعلتنا نعمل عليه بشكل أفضل ومريح، ونأخذ كامل الوقت لإخراجه في أفضل صورة.
وأنا على الصعيد الشخصي لست قلقاً بخصوص توقيتات عرض فيلمَي «جارة القمر» و«ديدو»؛ بل أشعر بقرب انتهاء جائحة «كورونا» وعودة الحياة لمسارها الطبيعي.
> لكن المتتبع لمسيرتك السينمائية يجد أنك تميل للأفكار الفانتازية؟
- لا أحب وصفها بالفانتازية، لأنها ليست كذلك بالضبط، ولكن أفضل وصفها بأنها أفكار خارج الصندوق ومختلفة عن السائد، مثل فيلم «هاتولي راجل» الذي يدور حول فكرة غير موجودة على أرض الواقع، ويستحيل حدوثها أصلاً، وفيلم «حسن وبقلظ»، وفي المقابل شاركت في كتابة أفلام ليست غريبة، مثل «زنقة ستات» و«بيبو وبشير» وهي أعمال أفكارها غير سائدة ومختلفة، وهذه النوعية من الأفكار نجد صعوبة كبيرة في إيجادها.
> وما تقييمك لمسلسل «ونحب تاني ليه» في موسم رمضان الماضي؟
- أعتبره ناجحاً بعدما حقق ردود فعل إيجابية للغاية، فقد تمت كتابته بشكل جيد، إذ توفر فيه كل عوامل الجذب الممكنة للمشاهد، فضلاً عن أنه دار في اتجاه اجتماعي رومانسي مختلف، وتوقيت عرضه كان جيداً جداً في الموسم الدرامي الأضخم على مدار العام، بالإضافة إلى أن الجمهور يفتقد العمل الرومانسي المصري الذي يقل تقديمه جداً، ولا أعلم الأسباب الحقيقية وراء ذلك. لذلك فعندما قدمنا لهم عملاً مصنوعاً باحترافية وجاذبية شاهدوه وتفاعلوا معه، فالجمهور له ذائقة ويحب التنوع أيضاً.
> وما رأيك في بعض الألقاب الرومانسية التي منحها الجمهور لك بعد المسلسل؟
- هي ألقاب لطيفة، وسعيد جداً بأنها خرجت من الجمهور نفسه؛ لأن هذا يعني نجاح الشخصية مع الناس؛ لكني لست من المهووسين بمسألة الألقاب، ودائماً المتتبع لمسيرة الفنانين الكبار يجد أنهم لم يختاروا لأنفسهم هذه الألقاب، ولكن الجمهور هو من أطلقها عليهم، وأنا كفنان أحاول دوماً التنوع في أدواري، ولا أتقيد بشكل أو نمط محدد.
> وهل تتعمد أن تكون مختلفاً عن شقيقك أحمد فهمي من حيث تعاملك على «السوشيال ميديا»؟
- لا طبعاً هذا ليس مقصوداً على الإطلاق، ولكنه نابع من اختلاف طبيعة وتفكير كل منا، فأحمد توجهاته واهتماماته مختلفة عني كلياً، وهذا واضح للناس من خلال «السوشيال ميديا» ومن خلال عملنا.
فأنا مثلاً وجودي دقيق ومحسوب، ولا أظهر ولا أكتب منشوراً إلا لغرض، ولا أنشر صورة إلا لسبب، وأخي كذلك ولكنه له منطقه الخاص، فمثلاً أنا عندما أتعرض لموقف سلبي على «السوشيال ميديا» أفضل الصمت، أما أخي فيفضل الرد.
> ولكن كثيرين يثنون عليك، ويتمنون أن يحذو أخاك حذوك الرصين.
- هذا جيد؛ لكن في المقابل هناك كثيرون يحبون أحمد فهمي للغاية، ويجدونه خفيف الظل وبسيطاً وقريباً من القلب وعفوياً، ويتفهمون مقاصده جداً، ولا يجب أن ننظر إلى الأمر من الشق السلبي فقط. ولا أنكر أنني في بعض الأوقات أنصحه بعدم الرد.



لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
TT

لماذا تعثرت خطوات مواهب المسابقات الغنائية؟

لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})
لقطة من برنامج إكس فاكتور ({يوتيوب})

رغم تمتع بعض متسابقي برامج اكتشاف المواهب الغنائية العربية بشهرة واسعة خلال عرض حلقاتها المتتابعة، فإن تلك الشهرة لم تصمد طويلاً وتوارت بفعل اختفاء بعض المواهب الصاعدة من الشاشات عقب انتهاء مواسم تلك البرامج، وفق موسيقيين تحدثوا إلى «الشرق الأوسط» وأثاروا تساؤلات بشأن أسباب تعثر خطوات المواهب الصغيرة والشابة وانطلاقها بشكل احترافي في عالم الغناء.

الناقد الفني المصري أحمد السماحي الذي كان مسؤولاً في أحد هذه البرامج أكد أن «الغرض من هذه البرامج هو الربح المادي وليس الاكتشاف الفني»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «بعض القنوات تستغل طموحات الشباب الباحثين عن الشهرة لتحقيق مكاسب دون إضافة حقيقية للفن، والدليل أن كثيراً من المواهب التي ظهرت من خلال هذه البرامج، وصوّت لها الملايين في أنحاء العالم العربي تعثرت بل واختفت في ظروف غامضة».

محمد عطية ({فيسبوك})

وتعددت برامج اكتشاف المواهب الغنائية عبر الفضائيات العربية خلال الألفية الجديدة ومنها «سوبر ستار»، و«ستار أكاديمي»، و«أراب أيدول»، و«ذا فويس»، و«ذا إكس فاكتور»، و«ستار ميكر».

ويوضح السماحي: «رغم أن كثيراً من هذه الأصوات رائعة، لكنها للأسف الشديد تجلس في البيوت، ولا تجد فرصة عمل، مثل المطرب الرائع الصوت محمود محيي الذي هاجر من مصر بعد حصوله على لقب (ستار أكاديمي) في الموسم التاسع عام 2014، حيث اضطر للتخلي عن حلمه بالغناء، متوجهاً للعمل موظفاً في إحدى الشركات».

نسمة محجوب ({فيسبوك})

ويؤكد الناقد الفني أن «هذه البرامج اكتشفت مواهب حقيقية، وسلطت الضوء على كثير من الأصوات الجيدة، لكن أين هم الآن في عالم النجوم؟».

ورغم أن «مسابقات الغناء كانت تركز على الدعاية والأنشطة التجارية، فإنها في الوقت نفسه قدمت فرصاً لكثيرين، فإن الحكم في النهاية يكون للكاريزما وحلاوة الصوت، ما يساعد على الانطلاق والمضي قدماً، وتحقيق جماهيرية بالاعتماد على النفس». وفق الشاعرة السورية راميا بدور.

محمد رشاد ({فيسبوك})

وأوضحت بدور في حديثها لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه البرامج كانت النقطة المحورية التي ساعدت بعض المواهب على الانتشار، لكنها ليست منصفة أحياناً وكلما خاضت الموهبة منافسات أكبر واستمرت ذاع صيتها، ولكن بالنهاية أين هم حاملو الألقاب؟».

في المقابل، يشدد الملحن المصري وليد منير على أن برامج مسابقات الغناء تسلط الضوء على المواهب وتمنحهم فرصة الظهور، لكن النجومية تأتي عقب الشهرة المبدئية. ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «صناعة قاعدة جماهيرية للمواهب أمر صعب، ويبقى الاعتماد على اجتهاد المطرب من خلال (السوشيال ميديا) لاستكمال الطريق بمفرده». وحققت كلٌّ من جويرية حمدي ولين الحايك ونور وسام وأشرقت، شهرة على مستوى العالم العربي عبر برنامج «ذا فويس كيدز»، لكن الأضواء توارت عن معظمهن.

أماني السويسي ({فيسبوك})

ويرى الناقد الفني اللبناني جمال فياض أن «جيل ما قبل الألفية الجديدة حقق علامة بارزة من خلال برامج اكتشاف المواهب في لبنان»، ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «هناك نجوم كثر خرجوا من هذه البرامج وأصبحوا نجوماً حتى اليوم، لكن البرامج التي أنتجت خلال الألفية الجديدة لم تؤثر مواهبها في الساحة باستثناء حالات نادرة». وأوضح فياض أن «سيمون أسمر صاحب برنامج (استوديو الفن) كان يرعى النجم فنياً بشكل شامل، ويقيم حفلات كبيرة لتفعيل علاقاته بالإعلام»، وأشار إلى أن «بعض المواهب هي اكتشافات ولدت ميتة، وقبل ذلك تركت بلا ظل ولا رعاية، لذلك لا بد أن يعي المشاركون أن نهاية البرنامج هي بداية المشوار بعد الشهرة والضجة».

فادي أندراوس ({إنستغرام})

وساهمت هذه البرامج في بروز أسماء فنية على الساحة خلال العقود الماضية، من بينها وليد توفيق، ماجدة الرومي، وائل كفوري، راغب علامة، غسان صليبا، نوال الزغبي، ديانا حداد، ميريام فارس، رامي عياش، علاء زلزلي، وائل جسار، إليسا، وإبراهيم الحكمي، وديانا كرزون، و ملحم زين، شادي أسود، رويدا عطية، شهد برمدا، سعود بن سلطان، سعد المجرد، وكارمن سليمان، ومحمد عساف، دنيا بطمة، ونداء شرارة، ومحمد عطية، هشام عبد الرحمن، جوزيف عطية، شذى حسون، نادر قيراط، عبد العزيز عبد الرحمن، ناصيف زيتون، نسمة محجوب، وفادي أندراوس، وأماني السويسي.

لكن موسيقيين يفرقون بين برامج الألفية القديمة التي كانت تعتني بالمواهب وتدعمها حتى تكون قادرة على المنافسة، وبرامج الألفية الجديدة التي كانت تهتم بـ«الشو» على حساب دعم المواهب.

ويؤكد الناقد الفني المصري أمجد مصطفى أن «سيمون أسمر عندما قدم برنامجه (استوديو الفن)، كان الأوحد في العالم العربي، وكانت نتائجه واضحة، لكن عندما انتشرت برامج أخرى لم يكن هدفها اكتشاف أصوات بل التجارة». على حد تعبيره.

ويرى مصطفى أن «(السوشيال ميديا) سحبت البساط من برامج المسابقات التي يعدها (موضة) انتهت». فيما يرهن الملحن المصري يحيى الموجي نجاح برامج اكتشاف المواهب بوجود شركة إنتاج تدعمها أو إنتاج ذاتي لاستكمال المشوار، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «هذه البرامج إذا كانت جادة فعليها أن تتبنى المواهب وتنتج لهم أغانيّ، لكن ذلك لم يحدث مطلقاً، والنتيجة تعثرهم وعدم وجودهم على الساحة».