عجز التجارة الأميركي يتسع والبطالة تتزايد

الدولار يفاقم خسائره

عجز ميزان المعاملات الجارية في الولايات المتحدة يرتفع  في الربع الثالث مع انتعاش قياسي للإنفاق (رويترز)
عجز ميزان المعاملات الجارية في الولايات المتحدة يرتفع في الربع الثالث مع انتعاش قياسي للإنفاق (رويترز)
TT

عجز التجارة الأميركي يتسع والبطالة تتزايد

عجز ميزان المعاملات الجارية في الولايات المتحدة يرتفع  في الربع الثالث مع انتعاش قياسي للإنفاق (رويترز)
عجز ميزان المعاملات الجارية في الولايات المتحدة يرتفع في الربع الثالث مع انتعاش قياسي للإنفاق (رويترز)

قفز عجز ميزان المعاملات الجارية في الولايات المتحدة في الربع الثالث من العام، إذ أدى انتعاش قياسي للإنفاق إلى دفع الواردات للارتفاع، وهو ما فاق تعافيا للصادرات.
وقالت وزارة التجارة الأميركية الجمعة إن عجز ميزان المعاملات الجارية، الذي يقيس تدفق السلع والخدمات والاستثمارات إلى البلاد ومنها، زاد 10.6 في المائة إلى 178.5 مليار دولار في الربع الماضي.
وجرى تعديل بيانات الربع الثاني لتظهر عجزا بقيمة 161.4 مليار دولار، بدلا من 170.5 مليار دولار في القراءة السابقة. وكان خبراء اقتصاد استطلعت رويترز آراءهم توقعوا اتساع عجز ميزان المعاملات الجارية إلى 189 مليار دولار في ربع السنة الممتد بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) الماضيين.
ويأتي ذلك فيما فاقم الدولار خسائره الجمعة بعد أسبوع من التراجع دفعه لأدنى مستوى في عامين ونصف العام، إذ استقطب نزوله المزيد من البائعين على المكشوف الساعين لتحقيق ربح سهل.
وتعافى مؤشر الدولار خلال الجلسة وارتفع في أحدث تعاملات 0.2 في المائة عند ما يقل قليلا عن 90، لكنه ما زال يتجه صوب تسجيل انخفاض بنسبة واحد في المائة خلال الأسبوع. وبلغت العملة الأميركية أدنى مستوياتها في أكثر من عامين عند 89.723 يوم الخميس.
ويتوقع محللون ألا يكون لتحديثات بشأن السياسات من البنوك المركزية في الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا وسويسرا تأثير يذكر هذا الأسبوع لتغيير اتجاهات سوق العملة في الآونة الأخيرة والضعف الطويل الأمد للعملة الأميركية.
وفي سياق منفصل، كشفت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أن 885 ألف أميركي كتبوا الأسبوع الماضي لأول مرة طلبات للحصول على منح بطالة من الحكومة، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، في ضوء تفعيل قيود جديدة للسيطرة على الزيادة الحادة في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19» تسببت بدورها في تداعيات سلبية على سوق العمل.
وذكرت الصحيفة استنادا إلى بيانات من وزارة العمل الأميركية أن طلبات منح البطالة زادت بمقدار 23 ألفا من 862 ألفا بالأسبوع السابق... وقد توقع اقتصاديون زيادة الأرقام الحالية لا سيما بعد زيادة طلبات الحصول على مساعدة فيدرالية لمواجهة البطالة في ظل الجائحة بمقدار 40 ألفا حتى بلغت 455 ألفا و37 التماسا.
وقال غوشوا شابيرو، الخبير الاقتصادي في شركة «ماريا فيوريني راميريز» للاستشارات: «إنه مع وضع هذه الأرقام في منظورها الصحيح، ولو قورنت بفترة ما قبل الجائحة، فإنها أعلى معدل أسبوعي فردي على الإطلاق وهو ما لم يحدث منذ عام 1982»... وأضاف أن استمرار هذه الالتماسات بنفس معدلاتها المرتفعة هي في حقيقة الأمر أخبار سيئة.



ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.