تنفيذ الشق العسكري لـ«اتفاق الرياض» يمهّد لإعلان الحكومة الجديدة

البركاني لـ«الشرق الأوسط»: البرلمان سيمنحها الثقة في عدن

TT

تنفيذ الشق العسكري لـ«اتفاق الرياض» يمهّد لإعلان الحكومة الجديدة

أكد مسؤول يمني رفيع استمرار تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض وأنه يسير بوتيرة جيدة، مبيناً أن إعلان الحكومة سيتم فور الإعلان عن انتهاء تطبيق الشق العسكري مباشرة.
من جانبه، أكد تحالف دعم الشرعية في اليمن أن تنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض شارف على الانتهاء وفق الخطط العسكرية الموضوعة، وهو ما يمهد لإعلان الحكومة الجديدة في غضون الساعات المقبلة.
وأوضح التحالف في بيان يوم أمس أن «عملية فصل القوات في محافظة أبين (جنوب) وخروجها من عدن تمت بانضباطية والتزام من الطرفين». مشيراً إلى أن «نجاح تنفيذ الشق العسكري يمهد الطريق لإعلان تشكيل الحكومة اليمنية».
ووصف سلطان البركاني رئيس البرلمان اليمني في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» الأجواء المحيطة بتنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض بـ«الإيجابية»، متوقعاً أن تعلن الحكومة الجديدة خلال الساعات القادمة. وكشف البركاني عن عودة مرتقبة لرئاسة البرلمان وأعضائه إلى العاصمة المؤقتة عدن خلال الأيام القادمة، في إطار التحضير لمنح الحكومة الجديدة والبرنامج الخاص بها الثقة بشكل رسمي.
وبحسب البركاني فإن الدستور اليمني يلزم البرلمان بمنح الحكومة الجديدة وبرنامجها الثقة خلال 25 يوماً من إعلانها، وهو ما يتوجب أن يكون البرلمان برئاسته وأعضائه في العاصمة المؤقتة عدن قبل هذه الفترة استعداداً للقيام بدوره الدستوري.
وأضاف «الأمور تسير على الجانب العسكري بشكل جيد، وننتظر خلال الساعات القادمة أن يكتمل الجانب العسكري ثم إعلان الحكومة، الأجواء فوق الإيجابية، وفور اكتمال الجانب العسكري ستعلن الحكومة والأمور على خير ما يرام».
وتابع رئيس البرلمان حديثه بالقول: «نحن (مجلس النواب) ملزمون أن نمنح الثقة للحكومة وأن تقدم برنامجها للمجلس خلال 25 يوماً من إعلانها، لا بد أن نكون موجودين في العاصمة المؤقتة عدن قبل انتهاء هذه المدة بخمسة أيام على الأقل، ونقوم حالياً بإجراء الترتيبات للعودة وتوفير السكن والأمن».
وأفاد رئيس البرلمان اليمني بأن رئاسة مجلس النواب عقدت يوم أمس اجتماعاً مع رئيس الحكومة ورؤساء الكتل السياسية لمناقشة الأوضاع الاقتصادية المرتبطة بحياة الناس والبحث في معالجات سريعة وعاجلة.
ومن المنتظر أن تشكل عودة الحكومة اليمنية الجديدة في غضون الأيام القادمة مرحلة جديدة في إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في المناطق المحررة تحديداً، وعلى امتداد خريطة الجغرافيا اليمنية عموماً.
ويعتقد همدان العليي الكاتب السياسي اليمني بأن عودة الحكومة للبلاد في هذا التوقيت سيمثل أحد أهم الإنجازات في إطار المعركة التي يخوضها اليمنيون ضد الميليشيات الحوثية الموالية لإيران.
وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «نحن بحاجة لأن تعود الشرعية بكل مكوناتها الحكومة والبرلمان والرئاسة وكافة قيادات الدولة، العودة للأراضي اليمنية سيكون أحد أهم الإنجازات التي توقفت منذ سنوات في إطار المعركة مع الحوثية».
وتابع «هذا الأمر مهم إلى درجة عالية جداً خاصة مع التغيرات السياسية الدولية التي إن لم يتم الإعداد لها بشكل حقيقي ربما ستنعكس علينا بشكل سلبي».
وكان محمد آل جابر، السفير السعودي لدى اليمن، أكد أن الالتزام والتعاون لتنفيذ اتفاق الرياض، سيجني ثمارها اليمنيون نحو السلام والأمن والاستقرار والتنمية ومستقبل واعد.
على المستوى الداخلي - بحسب همدان العليي - فإن عودة الحكومة بشكل كامل سيسهم إلى حد كبير في حل الكثير من الإشكاليات وعلى رأسها الجانب الاقتصادي واستقرار العملة وهذا ما يهم الناس، على حد تعبيره.
وأضاف «ما يهم اليمنيين بشكل عام التحديات المتعلقة بالعملة والأسعار والمرتبات، هذه مسائل يجب ألا يتأخر القائمون على الحكومة في حلها وتقديم حلول سريعة لإعادة الاستقرار المالي ومراعاة مصالح الناس».
من جهته، يرى زين عيديد وهو رجل أعمال من عدن أن استقرار الأوضاع في العاصمة المؤقتة عدن والجنوب عامة مرتبط بشكل مباشر بتشكيل الحكومة وعودتها لممارسة مهامها وانعكاس ذلك على عودة الأعمال التجارية ونهضتها.
وأضاف عيديد في تصريح هاتفي لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «كما يقال رأس المال جبان والتاجر يبحث عن الاستقرار لتطوير تجارته وتحقيق الأرباح، ولا يتحقق ذلك في المناطق غير المستقرة اقتصادياً وأمنياً».
وتابع «غياب الحكومة ساهم بشكل كبير بتدهور العملة والتلاعب بها، وأضر أصحاب رؤوس الأموال، وعودتها رسالة طمأنة واضحة وقوية للتجار لفرض النظام وعودة الاستقرار لما كان عليه سابقاً».


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.