روحاني يبدي «ثقته» بتخطي العقوبات بعد تأكيد فوز بايدن

خامنئي يضع شروطاً على تعديل مشروع الموازنة

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من جلسة التصويت على إصلاح قانون الانتخابات الرئاسية أمس
صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من جلسة التصويت على إصلاح قانون الانتخابات الرئاسية أمس
TT

روحاني يبدي «ثقته» بتخطي العقوبات بعد تأكيد فوز بايدن

صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من جلسة التصويت على إصلاح قانون الانتخابات الرئاسية أمس
صورة نشرها موقع البرلمان الإيراني من جلسة التصويت على إصلاح قانون الانتخابات الرئاسية أمس

بعد ساعات قليلة من الإعلان الرسمي عن فوز جو بايدن في الانتخابات الأميركية، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني عن ثقته بتخطي العقوبات المفروضة من قبل واشنطن على مدى عامين ونصف لتعديل سلوك طهران، عادّاً أن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، دونالد ترمب، «لم يكن على دراية بقدرات وإمكانات» إيران، وأنه «عمل بناءً على أوهامه». ووجه روحاني في اجتماع أسبوعي تعقده الحكومة لبحث تطورات الأزمة الاقتصادية، «نصيحة» إلى من «يعتقدون أنهم يحاولون هزيمة إيران في خلال إجراءات مثل العقوبات»، بترك «النهج الخاطئ والفاشل في متحف التاريخ إلى الأبد»، قبل أن يوجه كلامه بشكل مباشر إلى الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، قائلاً: «ترمب... لم يعرف ترمب قدرات وإمكانات الجمهورية الإسلامية على الإطلاق، وعمل بناءً على أوهامه»، وأعاد هزيمة نظيره الأميركي إلى «فشل البيت الأبيض في مواجهة إيران بعد عامين ونصف من الحرب الاقتصادية، فضلاً عن فشل سياساته الدولية».
وكان روحاني قد عرض مرة أخرى، خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس، للعودة إلى الاتفاق النووي، مقابل التزام الولايات المتحدة بشروط الاتفاق، كما وجه رسالة إلى نواب البرلمان بعد تمرير قانون يلزم الحكومة بطرد المفتشين الدوليين ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة، للضغط على الإدارة الأميركية والدول الأوروبية لتوفير المطالب الإيرانية من الاتفاق النووي، بينما تنتهك إيران شروطاً أساسية في الاتفاق منذ مايو (أيار) 2019.
وتعهد روحاني بعدم السماح بتأخير رفع العقوبات لحظة واحدة، وأغلق الباب بصفة نهائية حول تجديد التفاوض على الاتفاق النووي، وعدّ ملفي «البرنامج الصاروخي» و«الدور الإقليمي» «غير مرتبطين بالاتفاق النووي»، لكنه تراجع بشكل ملحوظ عن شروط وردت على لسان مسؤولين بالحكومة حول ضرورة تعويض خسائر الاتفاق النووي. وفي الوقت ذاته، طمأن روحاني الإيرانيين بقدرة بلاده على تصدير نحو مليونين و300 ألف برميل يومياً، خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وكانت وكالة «إرنا» الحكومية، قبل المؤتمر الصحافي لروحاني بيوم، قد ذكرت أن «المرشد» الإيراني سمح لـ«مجلس تشخيص مصلحة النظام»، بإعادة النقاش حول مشروع الانضمام إلى مجموعة «فاتف» الدولية المعنية بمراقبة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والتي أعادت إيران إلى القائمة السوداء في وقت سابق من هذا العام.
ولم يصدر تعليق من مكتب خامنئي أو «مجلس تشخيص مصلحة النظام»، لكن الخطوة تلمح إلى تقارب المواقف بين خامنئي وروحاني حول رفع العقوبات، رغم قرار البرلمان الأخير الذي يهدد بنسف تطلعات روحاني.
ودافع روحاني، أمس، عن مقترح الموازنة العامة للعام الإيراني الجديد الذي يبدأ في 21 مارس (آذار) المقبل، لافتاً إلى أن مشروع الموازنة قائم على «الحقائق الدولية، وطاقات البلد، وتحليل دقيق للمعطيات الداخلية»، ورأى أن منتقدي الموازنة «يرتكبون أخطاء استراتيجية بتجاهل طاقات وإمكانات البلد». وقال: «على خلاف من يتصورون أن تدوين الموازنة جرى بناء على التطورات الدولية ونتائج الانتخابات الأميركية، فإنه وجب التأكيد على أن موازنة العام المقبل تعتمد على طاقات الاقتصاد الإيراني».
من جانبها، انتقدت صحيفة «كيهان» المقربة من مكتب «المرشد» الإيراني، عدم توجيه دعوة لبعض وسائل الإعلام في المؤتمر الصحافي لروحاني، وأبدت استغرابها من تقديم الرئيس الإيراني «أرقاماً وإحصاءات» في الدفاع عن أدائه على مدى 7 سنوات.
في الأثناء، نشرت وكالة «مهر» الحكومية مرسوماً من مكتب «المرشد» الإيراني يضع شروطاً للموافقة على طلب قدمه روحاني لتعديل حصة الصندوق السيادي في مسودة الموازنة. وذكرت صحيفة «إيران» الناطقة باسم الحكومة عبر موقعها الإلكتروني، أن خامنئي منع «الإنفاق من الصندوق السيادي»، وذلك في رد على رسالة من روحاني طلب فيها خفض حصة الصندوق السيادي الوطني إلى 20 في المائة.
وقالت الصحيفة إن خامنئي «لم يسمح سوى بأخذ نحو مليون برميل لليوم الواحد، إضافة إلى الـ20 في المائة المخصصة لصندوق السيادة». وفي هذا الصدد، قال محسن زنغنه، عضو لجنة الموازنة والتخطيط في البرلمان الإيراني، إن «المرشد» علي خامنئي سمح للحكومة بأن تحصل على 18 في المائة من أصل 38 في المائة مخصصة لصندوق السيادة الوطني من موارد النفط، موضحاً أن خامنئي سمح للحكومة أيضاً بأخذ نحو مليون برميل من مشتقات النفط. وبحسب النائب، فإن «حصة (الشركة الوطنية للنفط) من الصندوق السيادي الإيراني تبلغ 20 في المائة»، وفي حال رصدت الحكومة أكثر من الحصة المقررة، ويتعين عليها أن تحصل على موافقة «المرشد» الذي يخضع الصندوق السيادي لصلاحياته.
من جهة ثانية، أشارت وكالة «مهر» إلى تحفظ خامنئي بشأن لجوء الحكومة إلى الصندوق السيادي لتعويض عجز الموازنة. وقالت إن «السحب من الصندوق السيادي لتغطية عجز الموازنة سيؤدي إلى تسارع نمو التضخم بشكل متزايد، مما يؤدى إلى مزيد من الاضطرابات في سوق العملة والذهب والعقارات».
في شأن متصل، كشفت منظمة الموازنة والتخطيط عن زيادة ديون الحكومة للقطاع المصرفي بنسبة 520 في المائة منذ عام 2013 وحتى سبتمبر (أيلول) الماضي، منوهة بأن «عدم وفاء الحكومة بالتعهدات أدى إلى تجميد ممتلكات البنوك».
من جانبه، قال رئيس «مركز أبحاث البرلمان»، علي رضا زاكاني، إن البرلمان الحالي «سيتخذ إجراءات خاصة لإنقاذ الاقتصاد»، مضيفاً أن ممتلكات الإيرانيين «تراجعت إلى الربع» في غضون العامين الماضيين.
وقال النائب المعارض لحكومة روحاني إن «البرلمان يريد إعادة الاستقرار للاقتصاد في الخطوة الأولى». وأضاف أن «الأثرياء يحصلون على الدعم الحكومي للطاقة بنسبة 23 ضعف الفقراء، وسيقوم البرلمان بتعديل ذلك لصالح الفقراء».
وقدر التهريب الضريبي بـ«200 ألف مليار تومان» وتابع: «التهرب الضريبي في البلاد، بلغ اليوم أعلى مستوياته»، ونوه بأن البرلمان «يعمل بجدية على إصلاح النظام الصحي. يجب ألا يعاني الناس من أوجاع المرض وقلة المال».
وينوي البرلمان تقديم مشروع يقضي ببناء نحو 4 ملايين منزل على مدى 4 سنوات. وأضاف: «سيذوق الناس طعم العدالة والرفاه».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، توقع النائب عن مدينة طهران، إحسان خاندوزي، أن يتجه البرلمان لرفض الموازنة الحالية. وأوضح في تغريدة عبر «تويتر» أن موازنة العام المقبل سجلت «أرقاماً قياسية» مقارنة بموازنة الحالي، مشيراً إلى أن الموازنة العامة لنفقات الحكومة زادت بنسبة 45 في المائة، ورصدت الحكومة نمواً في بيع النفط بنسبة 250 في المائة، ونمو رواتب موظفي الحكومة بنسبة 25 في المائة، ورصدت حصة للضرائب بنسبة 29 في المائة وهي الأقل في العقود الماضية، حسب النائب الإيراني.
وبداية الشهر الحالي، قدمت الحكومة مشروع الموازنة الجديدة في غياب روحاني ورئيس البرلمان محمد باقر قاليباف. وبلغت قيمة النفقات الحكومية المقترحة 8410 تريليونات ريال، من بين موازنة إجمالية للدولة بنحو 24350 تريليون ريال، تعادل نحو 97.4 مليار دولار حسب السوق الحرة، وفقاً لحسابات وكالة «بلومبرغ».
ورصدت الحكومة الموازنة الجديدة بناء على سعر 40 دولاراً للبرميل. وتقدر قيمة الموازنة بزيادة 74 في المائة على العام الماضي بالعملة الإيرانية، لكنها أقل من ميزانية العام الماضي البالغة 38.8 مليار دولار بالعملة الصعبة نظراً للانخفاض الحاد في قيمة الريال الإيراني.



إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
TT

إسرائيل توافق على خطة لزيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين

آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)
آليات إسرائيلية عند هضبة الجولان قرب بلدة مجدل شمس (أ.ب)

وافقت إسرائيل ، اليوم (الأحد)، على زيادة عدد سكانها في هضبة الجولان المحتلة إلى المثلين، قائلة إن التهديدات التي تواجهها من سوريا لا تزال قائمة رغم النبرة المعتدلة لقادة قوات المعارضة الذين أطاحوا بالرئيس بشار الأسد قبل أسبوع، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.

وذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في البيان، أن «تقوية الجولان هي تقوية لدولة إسرائيل، وهي مهمة على نحو خاص في هذا التوقيت. سنواصل التمسك بها وسنجعلها تزدهر ونستقر فيها».

وانتزعت إسرائيل السيطرة على معظم هضبة الجولان من سوريا خلال حرب عام 1967، قبل أن تضمها إليها عام 1981.

وفي 2019، أعلن الرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب دعم الولايات المتحدة للسيادة الإسرائيلية على الجولان، لكن عملية الضم لم تحظَ باعتراف معظم الدول. وتطالب سوريا إسرائيل بالانسحاب منها، لكن الأخيرة ترفض ذلك متعللة مخاوف أمنية. وباءت جهود سلام كثيرة بالفشل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، في بيان اليوم (الأحد)، لمسؤولين يدققون في ميزانية إسرائيل الدفاعية: «المخاطر المباشرة التي تواجه البلاد لم تختفِ والتطورات الحديثة في سوريا تزيد من قوة التهديد، على الرغم من الصورة المعتدلة التي يدعيها زعماء المعارضة».

وقال مكتب نتنياهو إن الحكومة وافقت بالإجماع على خطة تزيد قيمتها على 40 مليون شيقل (11 مليون دولار) لتشجيع النمو السكاني في هضبة الجولان.

وأضاف أن نتنياهو قدم الخطة للحكومة «في ضوء الحرب والجبهة الجديدة مع سوريا ورغبة في زيادة عدد سكان الجولان إلى المثلين».

وقال المحلل في مركز الأبحاث الإسرائيلي (ألما) أبراهام ليفين، المتخصص في التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل على حدودها الشمالية، إن نحو 31 ألفاً من الإسرائيليين استقروا في هضبة الجولان، وإن كثيراً منهم يعملون في قطاعي الزراعة، الذي يشمل مزارع الكروم، والسياحة.

وأضاف أن هضبة الجولان موطن أيضاً لما يصل إلى 24 ألفاً من الدروز السوريين.

بعيداً عن أي مغامرات غير محسوبة

وكان قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع، قال إن إسرائيل تستخدم ذرائع كاذبة لتبرير هجماتها على سوريا، لكنه ليس مهتماً بالانخراط في صراعات جديدة، في الوقت الذي تركز فيه البلاد على إعادة الإعمار.

ويقود الشرع، المعروف باسم «أبو محمد الجولاني»، «هيئة تحرير الشام» التي قادت فصائل مسلحة أطاحت بالأسد من السلطة، يوم الأحد الماضي، منهية حكم العائلة الذي استمر 5 عقود من الزمن.

ومنذ ذلك الحين، توغلت إسرائيل داخل منطقة منزوعة السلاح في سوريا أقيمت بعد حرب عام 1973، بما في ذلك الجانب السوري من جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق، حيث سيطرت قواتها على موقع عسكري سوري مهجور.

كما نفذت إسرائيل مئات الضربات على مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا، غير أنها تقول إنها لا تنوي البقاء هناك، وتصف التوغل في الأراضي السورية بأنه إجراء محدود ومؤقت لضمان أمن الحدود.

وقالت إنها تدمر الأسلحة الاستراتيجية والبنية التحتية العسكرية لمنع استخدامها من قبل جماعات المعارضة المسلحة التي أطاحت بالأسد من السلطة، وبعضها نشأ من رحم جماعات متشددة مرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش».

ونددت دول عربية عدة، بينها السعودية ومصر والإمارات والأردن، بما وصفته باستيلاء إسرائيل على المنطقة العازلة في هضبة الجولان.

وقال الشرع، في مقابلة نشرت على موقع تلفزيون سوريا، وهي قناة مؤيدة للمعارضة، إن الوضع السوري المنهك بعد سنوات من الحرب والصراعات لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة. وأضاف أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى صراعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار.

وذكر أن الحلول الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لضمان الأمن والاستقرار «بعيداً عن أي مغامرات عسكرية غير محسوبة».