شبح بوكيتينو يطارد سولسكاير... ويونايتد يدفع ثمن الإدارة الفاشلة

المدير الفني النرويجي يتعرض لضغوط كبيرة بعد الخروج من «أبطال أوروبا»... والتغيير ضروري من أجل معركة المستقبل

TT

شبح بوكيتينو يطارد سولسكاير... ويونايتد يدفع ثمن الإدارة الفاشلة

أصبحت الأمور تدور في دائرة مفرغة ومألوفة بالنسبة للمدير الفني النرويجي أولي غونار سولسكاير، حيث يُمكن لمانشستر يونايتد تحت قيادته أن يحقق الفوز، بل وأحياناً يفوز بعد تقديم مستويات رائعة، وعادة ما يكون السبب في ذلك هو النجم البرتغالي برونو فرنانديز أو النجم الإنجليزي الشاب ماركوس راشفورد، لكن بمجرد أن يخسر الفريق تبدأ المطالبات على الفور - خصوصاً على وسائل التواصل الاجتماعي - بإقالة المدرب من منصبه.
وعادةً ما تكون المطالبات بإقالة سولسكاير مصحوبة بالإشارة إلى المدير الفني السابق لتوتنهام، ماوريسيو بوكيتينو، الذي لا يتولى تدريب أي فريق في الوقت الحالي، الذي ينظر إليه الكثيرون على أنه الخليفة المنتظر للنرويجي. لقد كان هذا هو الوضع الفعلي خلال معظم فترات العام الحالي - سولسكاير يتعرض لانتقادات كبيرة، ومطالبات بتعيين بوكيتينو على رأس القيادة الفنية للشياطين الحمر بدلاً منه.
لقد انتظر بوكيتينو لبعض الوقت دون أن يتولى تدريب أي فريق، لكن يبدو من الواضح أنه لا يريد أن يعمل سوى في نادٍ كبير، وهو الأمر الذي يعتقد أنه يستحقه تماماً بعد العمل الرائع الذي قام به مع توتنهام. ولا يعني ذلك بالضرورة أنه سيتولى قيادة مانشستر يونايتد - فهناك اهتمام أيضاً من جانب ريال مدريد - لكنه يعلم تماماً أن أصحاب النفوذ في ملعب «أولد ترافورد» كانوا يريدون التعاقد معه في عام 2016 عندما كانوا يبحثون عن بديل للمدير الفني الهولندي لويس فان غال. وتجب الإشارة إلى أن هذا كان قبل أن يحقق بوكيتينو نتائج رائعة مع توتنهام. وفي نهاية المطاف، فضل مانشستر يونايتد الخيار الأكثر أماناً من خلال التعاقد مع مدير فني لديه خبرات كبيرة؛ وهو البرتغالي جوزيه مورينيو.
ويجب أن نعلم أن بوكيتينو ليس في عجلة من أمره، خصوصاً أنه لا يزال يتقاضى راتبه من توتنهام، الذي أقاله من منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، بعد أول فترة من تراجع النتائج منذ وقت طويل. ومن المؤكد أن المدير الفني الأرجنتيني كان يمكنه العودة لعالم التدريب الآن، نظراً لأنه تلقى بالفعل العديد من العروض، لكنه لم يحصل حتى الآن على العرض الذي يجعله يشعر بالرضا.
لقد حقق بوكيتينو كثيراً من الإنجازات مع توتنهام هوتسبير، حيث كون فريقاً قوياً للغاية وجعل النادي يحتل مكانة ثابتة بين المراكز الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، ولم يفقد حماسه وشغفه بمرور الوقت. وبالتالي، فإن المدير الفني الأرجنتيني يملك كل المقومات التي تجعله المرشح الأبرز لخلافة سولسكاير في «مسرح الأحلام».
وتجب الإشارة إلى أن أي مدير فني لمانشستر يونايتد سيكون مطالباً بتحقيق الفوز في كل أسبوع. قد لا يكون هذا منطقياً في عالم كرة القدم الآن، لكن كرة القدم على مستوى النخبة لا تهتم بمثل هذه التفاصيل. ولو كان مانشستر يونايتد قد خسر في مباراة الديربي الأخيرة أمام مانشستر سيتي - التي انتهت بالتعادل السلبي - لازدادت الضغوط أكثر على سولسكاير، ولازدادت المطالبات بالتعاقد مع بوكيتينو، الذي أصبح يمثل شبحاً للمدير الفني النرويجي.
لقد كان سولسكاير هو المدير الفني المؤقت المفضل لدى الجميع، حيث كانت مسيرته مع الفريق عندما تولى القيادة خلفاً لمورينيو تقترب من الكمال، ولم يعكر صفو هذه المسيرة إلا الخسارة أمام آرسنال في الدوري الإنجليزي الممتاز، ثم الخروج من الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي عقب الهزيمة أمام وولفرهامبتون واندررز - وكانت هاتان المباراتان قبل تعيينه مديراً فنياً دائماً في مارس (آذار) 2019. لكن حتى في ذلك الحين، كان هناك من يشكك في قدرة سولسكاير على قيادة الفريق وكان يطالب باستمراره مديراً فنياً مؤقتاً حتى نهاية الموسم.
ومنذ تعيين سولسكاير مديراً فنياً دائماً وهو يواجه كثيراً من الضغوط والانتقادات، ربما باستثناء الفترة التي أعقبت استئناف الموسم الذي كان قد توقف بسبب تفشي فيروس كورونا، عندما استعاد لاعبو مانشستر يونايتد عافيتهم ولياقتهم وكان الفريق يقدم مستويات جيدة ويحقق نتائج ممتازه قفزت به إلى المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.
وغالباً ما يقدم مانشستر يونايتد أداء جيداً عندما يلعب بسرعة، كما أن النجم البرتغالي برونو فرنانديز لديه القدرات والإمكانات التي تساعده في قيادة الفريق بشكل جيد للغاية داخل الملعب. وحتى نكون منصفين، يجب أن نشير إلى أن سولسكاير قد نجح في تطوير أداء الفريق عما كان عليه تحت قيادة كل من ديفيد مويس ولويس فان غال وجوزيه مورينيو. وكان من الواضح أن مانشستر يونايتد يعاني من نقص حاد في اللياقة البدنية في أول جولتين من الموسم الحالي، لكن سرعان ما استعاد الفريق عافيته وبات قادراً على خلق الفرص - باستثناء المباراة المملة التي خسرها على ملعبه أمام آرسنال بهدف دون رد.
ومنذ فترة التوقف الدولي في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حصل مانشستر يونايتد على 16 نقطة من 21 نقطة متاحة، ولا يبتعد عن صدارة جدول الترتيب سوى بخمس نقاط، مع العلم بأن له مباراة مؤجلة.
لكن لا يبدو أن هناك من يتحدث بهذه الطريقة. وبدلاً من ذلك، يتعرض لسولسكاير لضغوط هائلة وسط المطالبات بإقالته وتعيين بوكيتينو بدلاً منه. ولا يكفي أن يقول مجلس إدارة النادي إنه يقف وراء سولسكاير بكل قوة، لأن المدير الفني النرويجي يتعرض لضغوط هائلة تجعله غير قادر على العمل بهدوء وتؤثر عليه في نهاية المطاف.
لقد أصبح الأمر يبدو كما لو كانت الانتصارات التي يحققها الفريق هي مجرد وسيلة لإبعاد الذئب عن الباب، والبقاء على قيد الحياة، وليس لبناء فريق قوي ووضع خطة طويلة الأجل. وعندما يحدث ذلك لأي مدير فني، فإنه لا يمكنه التفكير في المستقبل ووضع تصور على المدى الطويل.
لكن شعور جماهير مانشستر يونايتد بالتشاؤم يعود في الأساس إلى الطبيعة الفوضوية التي يظهر عليها الفريق في كثير من المباريات. وتريد الجماهير أن يقدم الفريق مستويات ثابتة ويتحكم في زمام الأمور أمام المنافسين، وأن تكون هناك رؤية واضحة لما يحدث داخل النادي. لكن ربما يكون من الصعب الشعور بتلك الأمور تحت قيادة سولسكاير، لأننا غالباً ما نرى الفريق وهو يلعب كرد فعل وليس كمبادر ومتحكم في إيقاع المباريات. وعندما لا يعتمد الفريق على الهجمات المرتدة السريعة، فإنه يجد صعوبات هائلة في اختراق دفاعات الفرق المنافسة. وعلى الرغم من أن مانشستر يونايتد تحت قيادة سولسكاير قد أظهر القدرة على العودة في بعض المباريات بعدما يكون متأخراً في النتيجة، فإن هذا الأمر لا يعد شيئاً ثابتاً ومستمراً، وإنما نراه على فترات بعيدة.
وعلاوة على ذلك، من الصعب التكهن بشكل مانشستر يونايتد من مباراة لأخرى، بل ومن شوط لآخر، وبات الأمر يبدو كأن الأدوار قد انعكست في مدينة مانشستر، حيث أصبح مانشستر سيتي يتمتع في الوقت الحالي بالاستقرار، وأصبح الفريق له شكل واضح وهوية محددة داخل الملعب، على عكس الوضع تماماً في يونايتد.
وحتى أفضل الانتصارات التي يحققها مانشستر يونايتد يكون السبب فيها هو الروح العالية التي يستمدها اللاعبون من تقاليد النادي الراسخة وعدم الاستسلام، لكن في المقابل يتعرض الفريق لانتكاسات كارثية ويعاني من كوارث دفاعية واضحة للجميع، خصوصاً خلال الموسم الجاري، التي كان آخرها أمام لايبزيغ الألماني في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي. وقد أدى كل هذا إلى طرح أسئلة مشروعة حول البراعة التكتيكية والخططية لسولسكاير. فعندما يعاني الفريق من المشاكل نفسها بشكل مستمر ودون إيجاد حلول لها - البدايات البطيئة، والفوضى وعدم التنظيم - تنهار الثقة بالمدير الفني في نهاية المطاف.
هناك بعض الأندية التي يبدو أنها دائماً ما تبحث عن ضحية توجه له أصابع الاتهام في أعقاب أي فشل كبير، ويمكن القول إن مانشستر يونايتد يعد أحد هذه الأندية في الوقت الحالي. وكان الخروج من دوري أبطال أوروبا يعني كثيراً من الأمور ليونايتد وجمهوره، فهو عار بالنسبة لمشجعي النادي، وضربة قوية للميزانية العمومية، وفرصة ضائعة بعد فوز الفريق على باريس سان جيرمان في الجولة الافتتاحية لدور المجموعات. لكنه كان أيضاً فرصة لا تُفوَّت لتوجيه اللوم المستحق للبعض.
وكما الحال دائماً، كان قلب الدفاع هاري ماغواير أول من يستحق توجيه اللوم إليه بسبب المستويات الضعيفة التي يقدمها في الآونة الأخيرة. وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، أصبح من المعتاد أن نرى قائد مانشستر يونايتد وهو يظهر على شاشة شبكة «بي تي سبورت» الرياضية بعد هزيمة فريقه يحاول الوصول إلى تبرير. وظهر ماغواير مرة أخرى وهو يبدي ندمه الشديد على ما حدث، كأنه طالب بالبحرية ذهب للتجول في غرفة الصواريخ على متن بارجة باحثاً عن بعض الطعام، فإذا به يطلق طوربيداً بطريق الخطأ على تايوان!
لقد بدا ماغواير حريصاً على تحمل نصيبه من اللوم والمسؤولية، ولكي نكون منصفين فإن المدافع الدولي يقدم مستويات سيئة داخل الملعب تجعله يستحق هذا القدر من اللوم بكل تأكيد! كان يتعين عليه أمام لايبزيغ إبعاد الكرة العرضية التي سجل منها جاستن كلويفرت الهدف الثالث والحاسم للفريق الألماني، كما أنه المسؤول عن توجيه وتنظيم خط دفاع فريقه الذي استقبل 27 هدفاً في 16 مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا هذا الموسم.
لذا دعونا نلقي بعض اللوم على قلب الدفاع وقائد الفريق. لكن ماذا عن حارس المرمى الإسباني ديفيد دي خيا، الذي كان بطيئاً للغاية في التعامل مع الكرة التي أحرز منها كلويفرت الهدف، الذي أصبح يرتكب كثيراً من الأخطاء على مدار العامين أو الثلاثة أعوام الماضية؟ إن الفرق التي تسعى للمنافسة على البطولات والألقاب لا بد أن يكون لديها حارس مرمى عملاق، وعلى الرغم من أن دي خيا لديه القدرة على التصدي للتسديدات وإنقاذ الفرص الصعبة، فإنه يبدو من نوعية الحراس التي تتألق فقط تحت سقف المرمى، لكنه لا يبالي بما يحدث في المساحات الأخرى من الملعب. لذلك، دعونا نلقي عليه بعض اللوم هو الآخر.
ويأتي بعد ذلك بالطبع لاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا، الذي «يثير كثيراً من المشاكل» في «أولد ترافورد» بشكل لم نكن نراه عندما كان يلعب مع يوفنتوس الإيطالي. ويتفق الجميع على أن بوغبا لم يقدم الأداء المنتظر منه مع مانشستر يونايتد، بالإضافة إلى أنه يركض بلا مبالاة داخل المستطيل الأخضر، ولديه وكيل أعمال غير محبوب، وكلف خزينة النادي 90 مليون جنيه إسترليني، لذلك فإنه يستحق نصيبه من اللوم أيضاً. ولا يتعين علينا أن نوجه بعض اللوم للظهير الأيمن للفريق، آرون وان بيساكا، الذي يتعامل ببراعة مع المواقف الصعبة والهجمات الخطيرة، لكنه لا يملك القدرة على التنبؤ بما سيحدث - كما ظهر واضحاً خلال الهدف الأول لنادي لايبزيغ.
وفي الوقت نفسه، أعتقد أنه يتعين علينا أن نلوم كلاً من ميسون غرينوود وماركوس راشفورد لفشلهما في استغلال الفرص التي أتيحت لهما أمام المرمى، ونوجه بعض اللوم أيضاً لكل من لوك شو وأليكس تيليس لفشلهما في التعامل بشكل صحيح مع أمادو هايدارا في الهدف الثاني للايبزيغ، وكذلك لفيكتور لينديلوف الذي يواصل تقديم مستوياته السيئة، والأمر نفسه ينطبق أيضاً على لاعب الوسط نيمانيا ماتيتش. ويجب أن نوجه بعض اللوم والانتقادات أيضاً لسكوت مكتوميناي، لأنه لا يفكر أبداً في تمرير الكرة إلى الأمام، ما دام أن هناك فرصة لتمريرها بعرض الملعب!
ويقودنا كل هذا إلى طرح السؤال التالي: كيف يمكن لفريق أن يلعب بشكل جيد ولديه كل هذا العدد من اللاعبين الذين يقدمون مستويات ضعيفة في الوقت نفسه؟ كان سولسكاير، قد أكد من قبل أن «مسؤولية المدير الفني هي أن يجعل جميع اللاعبين مستعدين للعب بشكل جيد»، لكن يبدو أن الحال لم يكن كذلك تماماً، والدليل أن شباك الفريق قد اهتزت بعد مرور 109 ثوانٍ فقط من بداية اللقاء أمام لايبزيغ! وعلاوة على ذلك، تشير الأرقام والإحصائيات إلى أن مانشستر يونايتد كان متأخراً في النتيجة في سبع مباريات من مبارياته التسع الماضية، ويبدو الفريق ضعيفاً من الناحية التكتيكية ومهلهلاً للغاية. عجز المدير الفني النرويجي على تحفيز لاعبيه داخل الملعب يجعله يستحق اللوم أيضاً.
لكن ذلك يجعلنا نطرح عدداً من الأسئلة: من الذي عين سولسكاير على رأس القيادة الفنية لمانشستر يونايتد؟ ومن الذي يصر على إبقائه في منصبه رغم تراجع النتائج؟ ومن الذي قرر التعاقد مع البرازيلي تيليس، وعدم السماح لبراندون ويليامز باللعب لفريق آخر على سبيل الإعارة؟ ومن الذي يقضي معظم فترة انتقالات اللاعبين يلهث خلف مهاجم بوروسيا دورتموند، جادون سانشو، ولا يسعى للتعاقد مع قلب دفاع يحل المشاكل الواضحة التي يعاني منها الفريق؟ ومن المسؤول عن استمرار كل من ماركوس روخو، وجيسي لينغارد، وأوديون إيغالو، وفيل جونز، وخوان ماتا، وإريك بايي، رغم أنهم لا يلعبون مع الفريق؟ ومن كان صاحب فكرة التعاقد سابقاً مع أليكسيس سانشيز؟
ويأخذنا هذا إلى طرح السؤال التالي أيضاً: ما مدى قوة مانشستر يونايتد في الوقت الحالي؟ من المؤكد والواضح أن الفريق يعاني من خلل كبير، لكن سولسكاير ليس المسؤول الوحيد عن الفشل في التعاقد مع قلب دفاع وجناح على مستوى عالٍ خلال فترة الانتقالات الأخيرة. ومن المؤكد أن سولسكاير بحاجة إلى الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، أو على الأقل المنافسة على اللقب بقوة، لكن هل يستطيع الفريق منافسة أندية بقوة ليفربول ومانشستر سيتي؟
من المؤكد أن المسؤول عن مشاكل يونايتد عدم وجود مدير رياضي للنادي رغم ما يتردد منذ عشر سنوات بأنه يرغب ويبحث عن تعيينه دون نتيجة! من الواضح للجميع أن معظم القرارات التي أشرنا إليها سابقاً لم تكن مدروسة، وإنما كانت قرارات متسرعة وفوضوية نتيجة الركود البيروقراطي والإدارة السيئة من عائلة غليزر الأميركية المالكة للنادي، والرئيس التنفيذي، إد وودوارد.
وتكمن المشكلة التي يواجهها مانشستر يونايتد - من نواحٍ كثيرة - في أن هذا النادي ليس نادياً عادياً، لكنه نادٍ عملاق وغني للغاية وناجح للغاية، وبالتالي فإن ما يحدث الآن لا يتناسب على الإطلاق مع نادٍ بهذا الحجم وبهذه الإمكانات الهائلة. بحلول عام 2013، كان مانشستر يونايتد قد أصبح علامة تجارية عالمية بفضل مدير فني عبقري يتحكم في كل شيء، وهو السير أليكس فيرغسون. وبالتالي، كانت هناك حاجة إلى بناء هيكل كامل قادر على أن يحل محل المدير الفني الاسكوتلندي القدير عندما قرر التقاعد، وليس مجرد البحث عن شخص آخر يشغل منصب المدير الفني للفريق.
من المؤكد أن كل نادٍ يخطئ، وكل عمل تجاري يواجه كثيراً من الصعوبات والتحديات، لكن مانشستر يونايتد كان بحاجة إلى هيكل إداري كامل وعدد من العقول الذكية التي تضع استراتيجية واضحة، لا تقلل الأخطاء فحسب، ولكن تتعلم منها أيضاً وتحاول تجنب حدوثها مرة أخرى في المستقبل.
والآن، ربما يكون جمهور مانشستر يونايتد هو الأمل الأخير للنادي للخروج من هذه الظروف الصعبة. لقد شهد العقد الماضي إقالة 110 من المديرين الفنيين من مناصبهم في الدوري الإنجليزي الممتاز. وحتى الآن في عام 2020، لم يرحل سوى مدير فني واحد من منصبه وهو نايغل بيرسون الذي كان يتولى القيادة الفنية لنادي واتفورد. مما لا شك فيه أن هذا أمر جيد على عدة مستويات، لكن هذا يجعلنا نتساءل عما إذا كان السبب وراء ذلك هو إقامة المباريات دون جمهور، وبالتالي لا توجد ضغوط كبيرة على مجالس الإدارات وصناع القرار في الأندية.
وتجب الإشارة في هذا الصدد إلى المقولة الشهيرة بأن الجمهور هو من يحدد مصير المديرين الفنيين في نهاية المطاف. فلو كانت المباريات تقام على ملعب «أولد ترافورد» وسط حضور جماهيري غفير، فإن صوت الجمهور كان سيمثل مؤشراً قوياً للغاية على حالة الغضب والإحباط والملل بين عشاق مانشستر يونايتد. ومن المؤكد أن هذا الجمهور لم يكن ليبقى صامتاً بعد انهيار الفريق وتلقيه خسارة مذلة أمام توتنهام هوتسبير بستة أهداف مقابل هدف وحيد.
ورغم أن حلم دوري أبطال أوروبا قد انتهى لموسم آخر، فإن الفريق لا يزال ينافس على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، حتى إن كانت الأرقام والإحصائيات والمستويات التي يقدمها تشير إلى صعوبة ذلك. أما على المدى المتوسط، فلا يوجد مفر - سواء عاجلاً أم آجلاً - من تغيير المدير الفني، ووضع استراتيجية واضحة. ورغم أن مانشستر يونايتد لم يخسر حاضره بعد، فإن المعركة من أجل المستقبل ربما تكون قد بدأت بالفعل!


مقالات ذات صلة

5 نقاط رئيسية تحسم مباراة ليفربول ومانشستر سيتي

رياضة عالمية يمتلك محمد صلاح سجلا رائعا أمام مانشستر سيتي (رويترز)

5 نقاط رئيسية تحسم مباراة ليفربول ومانشستر سيتي

من الحماقة التقليل من شأن سيتي حتى بعد خوضه 6 مباريات دون فوز بشكل لم يكن أحد يتوقعه قبل شهر من الآن

رياضة عالمية فان نيستلروي وقت أن كان مدرباً مؤقتاً لمانشستر يونايتد وكوبر قبل إقالته بعد المواجهة التي فاز فيها يونايتد على ليستر سيتي (رويترز)

ماذا يمكن أن يقدم فان نيستلروي لليستر سيتي؟

تعاقد ليستر سيتي مع فان نيستلروي الذي لم يعمل على مستوى الفريق الأول إلا لموسم واحد مع آيندهوفن

رياضة عالمية من المواجهة التي جمعت برايتون وساوثهامبتون (أ.ف.ب)

الدوري الإنجليزي: ساوثهامبتون يحرم برايتون من الوصافة

أهدر برايتون فرصة الارتقاء الى المركز الثاني مؤقتا بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع جاره الجنوبي ساوثمبتون الجمعة في افتتاح المرحلة الثالثة عشرة من الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية نيستلروي عقب توقيعه العقد مع ليستر سيتي (حساب ليستر سيتي)

ليستر سيتي يستنجد بنيستلروي مدرباً جديداً لإنقاذه

أعلن ليستر سيتي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، تعيين رود فان نيستلروي مدربا جديدا له خلفا لستيف كوبر بعقد يمتد حتى يونيو حزيران 2027.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كوناتي لن يتمكن من المشاركة في القمة الإنجليزية (أ.ف.ب)

كوناتي يقطع الشك: لن أشارك أمام مانشستر سيتي

ثارت شكوك حول احتمال غياب إبراهيما كوناتي، مدافع فريق ليفربول الإنجليزي، عن مباراة فريقه أمام مانشستر سيتي المقرر إقامتها الأحد في الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.