دعوات إلى التحقيق مع العبادي حول تصريحاته بشأن اغتيال سليماني

رئيس الوزراء العراقي الأسبق تجاهل الضجة التي أثارها

رئيس وزراء العراق الأسبق حيدر العبادي (أ.ف.ب)
رئيس وزراء العراق الأسبق حيدر العبادي (أ.ف.ب)
TT

دعوات إلى التحقيق مع العبادي حول تصريحاته بشأن اغتيال سليماني

رئيس وزراء العراق الأسبق حيدر العبادي (أ.ف.ب)
رئيس وزراء العراق الأسبق حيدر العبادي (أ.ف.ب)

في وقت أصدر رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي بيانا طويلا مفصلا ينفي فيه اتهامات سلفه حيدر العبادي بشأن منح الموافقة للطائرة الأميركية التي قتلت قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس مطلع العام الحالي، فإن العبادي تجاهل الضجة التي أثارتها تصريحاته.
التصريحات لا تزال تتفاعل في مختلف الأوساط السياسية، فيما أظهرت وثيقة ما بدا تأكيدا لمصداقية ما صرح به العبادي بشأن الحادث الذي تقترب ذكراه الأولى مع توتر عالي المستوى سواء في العراق أو إيران. وجاء في الوثيقة الموقعة من قبل قائد الدفاع الجوي العراقي الفريق جبار عبيد كاظم بتاريخ 3 يناير (كانون الثاني) الماضي (بعد ساعات من العملية) أن «هناك ثلاث طائرات مسيرة دخلت أجواء العاصمة بغداد قبل ساعات من العملية واتجهت نحو المطار بعد منتصف الليل نهار 3 يناير 2020 وبعد العملية غادرت الأجواء».
في سياق ذلك، أكدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي على لسان العضو فيها عن ائتلاف دولة القانون كاطع الركابي، تعليقا على تلك الوثيقة، أن «المعلومات لدينا تؤكد عدم السماح لأي طائرة بالتحليق في السماء العراقية من دون الموافقات الحكومة»، مبينا أن «الموافقات تكون مختلفة بين الحين والآخر سواء من القائد العام للقوات المسلحة أو تكون من خلال وزير الدفاع ومرة من خلال قائد منظومة الدفاع الجوي». وأوضح الركابي، أن «أي طائرة لا يمكنها الدخول من دون موافقة عراقية». وبين الركابي، «أنه خلال استضافة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي (وقت حصول الحادثة)، أكد حصول اختراق للأجواء من خلال الطائرات الأجنبية سواء إميريية أو غيرها، في الفترة الأخيرة من حكومته». وأوضح أن «التصريحات بهذا الشأن فيها تناقض، وهنالك حديث عن موافقة لدخول الطائرات وأخرى تنفي صحة الموافقة على دخول الطائرات». وشدد بالقول «ليس لي علم عن صحة الوثيقة أو لا والجهات الرسمية مسؤولة عن تدقيقها».
إلى ذلك، دعا تحالف الفتح بزعامة هادي العامري الجهات القضائية والأمنية المختصة إلى التحقيق مع رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، بشأن تصريحاته. وقال القيادي في التحالف معين الكاظمي في تصريح أمس السبت إن «الموافقة العراقية كانت على دخول الطائرة الأميركية التي قامت باغتيال سليماني والمهندس، وليس الموافقة على عملية الاغتيال»، مشيرا إلى أن «الجانب الأميركي خرق السيادة العراقية والقانون الدولي». وبين الكاظمي أن «الجهة التي أعطت الموافقة العراقية على دخول الطائرة الأميركية، لم نر منها أي اعتراض واضح بشان ما جرى من اختراق واضح للسيادة العراقية، وهذه الجهة هي وزارة الدفاع وقيادة العمليات المشتركة»، موضحا أن «رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، منح هاتين الجهتين صلاحية الموافقة على دخول الطائرات الأجنبية». وأكد القيادي في تحالف الفتح أنه «ليس من المستبعد تورط أطراف عراقية عميلة للجانب الأميركي بعملية اغتيال سليماني والمهندس». وشدد على أنه «يفترض بالجهات القضائية والأمنية المختصة استضافة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، للاستفسار منه حول تصريحاته بشأن الموافقة العراقية وكل معلومة يملكها حول اغتيال سليماني والمهندس».
من جهته، دعا رئيس الوزراء الأسبق عادل عبد المهدي، وبعد بيان طويل ومفصل لإبراء ذمته من دم سليماني والمهندس، إلى عدم ترك مثل هذه الأمور. وقال إن «هذه مواضيع حساسة وتمس المصالح العليا للبلاد ويجب عدم إهمالها من جهة أو تحويلها بقصد أو دون قصد إلى مضاربات كلامية من جهة أخرى لكيلا تختلط الأوراق وتضيع خيوط القضية».



السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.