مبادرة حكومية مصرية تتلقى 50 ألف شكوى خلال عامين

تعلقت بالتعديات على أراضي الدولة و«مخالفات البناء» والفساد

TT

مبادرة حكومية مصرية تتلقى 50 ألف شكوى خلال عامين

أعلنت وزارة التنمية المحلية في مصر «تلقي مبادرة (صوتك مسموع) الحكومية، منذ انطلاقها في أكتوبر (تشرين أول) عام 2018 أكثر من 245 ألف رسالة، منها 50 ألف شكوى، تم حل أكثر من 47 ألف شكوى بنسبة 95 في المائة، وجار حل باقي الشكاوى»، لافتة إلى أن «المبادرة تعمل على 5 محاور هي، القمامة، والإشغالات، و(مخالفات البناء)، والتعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، وشكاوى الفساد». فيما ذكر مصدر مطلع أن «(صوتك مسموع) مبادرة حكومية، تهدف إلى تعزيز مشاركة المواطنين المصريين في الشأن العام، وفتح قنوات تواصل معهم، والتحرك السريع لحل المشكلات والشكاوى التي تصل منهم».
وقال وزير التنمية المحلية المصري، محمود شعراوي، أمس، إن «المبادرة تعمل منذ انطلاقها على قدم وساق لحل شكاوى المواطنين، وإحداث نقلة نوعية في هذه الخدمة بسرعة توصيل صوتهم، من خلال وسائل التواصل المختلفة التي تتيحها المبادرة عن طريق الخط الساخن، أو خدمة الـ(واتساب)، أو البريد الإلكتروني، أو صفحة (الفيسبوك)، وذلك للتيسير على المواطنين المصريين في إرسال شكاواهم وحلها»، لافتاً إلى أن «المبادرة قضت على العناء والجهد الذي كان يبذله المواطن في الذهاب إلى مقر مكاتب الشكوى والتزاحم أمامها والوقت الكبير في تلقي وحل الشكوى».
ووفق شعراوي فقد «تلقت المبادرة خلال نوفمبر (تشرين ثاني) الماضي، 13 ألف و749 رسالة، منها 2359 شكوى، تم الرد منها على 1882 شكوى بنسبة 79.8 في المائة، وجار حل 477 شكوى»، مؤكداً أن «الهدف الرئيسي في خطة عمل قيادات الإدارة المحلية، هو تحقيق رضا المواطنين عن الخدمات المقدمة إليهم بجميع المحافظات، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي».
وقال شعراوي أمس، إن «مبادرة (صوتك مسموع) منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، وحتى الآن، وهي تعمل على تلقي شكاوى المواطنين فيما يخص تنفيذ قرارات (مجلس الوزراء المصري) لمجابهة فيروس (كورنا المستجد)، والتي من أهمها، إيقاف تقديم (الشيشة) في المطاعم والكافيهات والمقاهي، وإغلاق مراكز الدروس الخصوصية والتعليمية، ومواجهة التعديات على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، ومواجهة (مخالفات البناء)».
في غضون ذلك، أكد وزير التنمية المحلية المصري أمس، «تمسك الدولة المصرية بسيادة القانون ورفض جميع أشكال وصور الفساد، وترسيخ قيم النزاهة والشفافية في جميع عناصر الجهاز الإداري»، مشدداً على «وجود إرادة سياسية حقيقية وقوية لمجابهة الفساد، والسعي نحو تحقيق أهداف (التنمية المستدامة 2030)، والارتقاء بالحياة المعيشية للمواطنين وتحسين الخدمات المقدمة إليهم»، مشيراً إلى «توجيهات الرئيس السيسي المستمرة بمواجهة الفساد بكل قوة و(حسم)، وأن جميع العاملين بالدولة مهما كانت منصابهم ودون أي استثناء، كلهم سواء أمام القانون».



«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
TT

«الرئاسي اليمني» يُطلق حرباً على الفساد في المؤسسات الحكومية

مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)
مجلس القيادة الرئاسي في اليمن يبدأ حملة واسعة لمكافحة الفساد وحماية المال العام (سبأ)

في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى مواجهة الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية وحماية المال العام، أعلن مجلس القيادة الرئاسي في اليمن حزمة من الإجراءات المنسقة لمكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتعزيز المركز القانوني للدولة، وذلك بعد تلقي المجلس تقارير من الأجهزة الرقابية والقضائية حول قضايا فساد كبرى وقعت في الأعوام الأخيرة.

وأفاد الإعلام الرسمي بأنه، بناءً على توصيات من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، صدرت توجيهات مستعجلة لاستكمال إجراءات التحقيق في القضايا قيد النظر، مع متابعة الجهات المتخلفة عن التعاون مع الأجهزة الرقابية.

وشدد مجلس الحكم اليمني على إحالة القضايا المتعلقة بالفساد إلى السلطة القضائية، مع توجيهات صريحة بملاحقة المتهمين داخل البلاد وخارجها عبر «الإنتربول» الدولي.

رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي (سبأ)

وأمر العليمي -حسب المصادر الرسمية- بتشكيل فريق لتقييم أداء هيئة أراضي الدولة وعقاراتها، التي تواجه اتهامات بتسهيل الاستيلاء على أراضيها من قِبل شخصيات نافذة. كما شدد على إلغاء جميع التصرفات المخالفة للقانون وملاحقة المتورطين.

وبينما تشير هذه الخطوات الجادة من مجلس القيادة الرئاسي إلى التزام الحكومة اليمنية بمكافحة الفساد، وتحسين الأداء المؤسسي، وتعزيز الشفافية، يتطلّع الشارع اليمني إلى رؤية تأثير ملموس لهذه الإجراءات في بناء دولة القانون، وحماية موارد البلاد من العبث والاستغلال.

النيابة تحرّك 20 قضية

ووفقاً لتقرير النائب العام اليمني، تم تحريك الدعوى الجزائية في أكثر من 20 قضية تشمل جرائم الفساد المالي، وغسل الأموال، وتمويل الإرهاب، والتهرب الضريبي. ومن بين القضايا التي أُحيلت إلى محاكم الأموال العامة، هناك قضايا تتعلّق بعدم التزام بنوك وشركات صرافة بالقوانين المالية؛ مما أدى إلى إدانات قضائية وغرامات بملايين الريالات.

كما تناولت النيابة العامة ملفات فساد في عقود تنفيذ مشروعات حيوية، وعقود إيجار لتوليد الطاقة، والتعدي على أراضي الدولة، وقضايا تتعلق بمحاولة الاستيلاء على مشتقات نفطية بطرق غير مشروعة.

مبنى المجمع القضائي في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن (سبأ)

ومع ذلك، اشتكت النيابة من عدم تجاوب بعض الجهات الحكومية مع طلبات توفير الأدلة والوثائق، مما أدى إلى تعثر التصرف في قضايا مهمة.

وأوردت النيابة العامة مثالاً على ذلك بقضية الإضرار بمصلحة الدولة والتهرب الجمركي من قبل محافظ سابق قالت إنه لا يزال يرفض المثول أمام القضاء حتى اليوم، بعد أن تمّ تجميد نحو 27 مليار ريال يمني من أرصدته مع استمرار ملاحقته لتوريد عشرات المليارات المختلسة من الأموال العامة. (الدولار يساوي نحو 2000 ريال في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية).

وعلى صعيد التعاون الدولي، أوضحت النيابة العامة أنها تلقت طلبات لتجميد أرصدة أشخاص وكيانات متورطين في غسل الأموال وتمويل الإرهاب. وبينما أصدرت النيابة قرارات تجميد لبعض الحسابات المرتبطة بميليشيات الحوثي، طلبت أدلة إضافية من وزارة الخزانة الأميركية لتعزيز قراراتها.

تجاوزات مالية وإدارية

وكشف الجهاز المركزي اليمني للرقابة والمحاسبة، في تقريره المقدم إلى مجلس القيادة الرئاسي، عن خروقات جسيمة في أداء البنك المركزي منذ نقله إلى عدن في 2016 وحتى نهاية 2021. وتضمنت التجاوزات التلاعب في الموارد المالية، والتحصيل غير القانوني للرسوم القنصلية، وتوريد إيرادات غير مكتملة في القنصلية العامة بجدة وسفارتي اليمن في مصر والأردن.

وأفاد الجهاز الرقابي بأن التجاوزات في القنصلية اليمنية في جدة بلغت 156 مليون ريال سعودي، تم توريد 12 مليون ريال فقط منها إيرادات عامة، في حين استولت جهات أخرى على الفارق. أما في مصر فتم الكشف عن استيلاء موظفين في السفارة على 268 ألف دولار من إيرادات الدخل القنصلي باستخدام وثائق مزورة.

وفي قطاع الكهرباء، كشف تقرير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة عن مخالفات جسيمة في عقود توفير المشتقات النفطية، تضمّنت تضخيم تكلفة التعاقدات وإهدار المال العام بقيمة تزيد على 285 مليون دولار. كما أشار التقرير إلى اختلالات في عقود السفينة العائمة لتوليد الطاقة التي تضمنت بنوداً مجحفة وإعفاءات ضريبية وجمركية للشركة المتعاقد معها.

وتحدّث الجهاز الرقابي اليمني عن اعتداءات ممنهجة على أراضي الدولة، تشمل مساحة تزيد على 476 مليون متر مربع، وقال إن هذه الاعتداءات نُفّذت بواسطة مجاميع مسلحة وشخصيات نافذة استغلّت ظروف الحرب لنهب ممتلكات الدولة. كما تم تسليم أراضٍ لمستثمرين غير جادين تحت ذرائع قانونية؛ مما تسبّب في إهدار أصول حكومية ضخمة.

وحسب التقارير الرقابية، تواجه شركة «بترومسيلة» التي أُنشئت لتشغيل قطاع 14 النفطي في حضرموت (شرق اليمن)، اتهامات بتجاوز نطاق عملها الأساسي نحو مشروعات أخرى دون شفافية، إلى جانب اتهامها بتحويل أكثر من مليار دولار إلى حساباتها الخارجية، مع غياب الرقابة من وزارة النفط والجهاز المركزي.