مواقف لندن والاتحاد الأوروبي ما زالت «متباعدة جداً»

حددا الأحد موعداً نهائياً لإبرام اتفاق تجاري

رئيس وزراء بريطانيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية (أ.ب)
رئيس وزراء بريطانيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية (أ.ب)
TT

مواقف لندن والاتحاد الأوروبي ما زالت «متباعدة جداً»

رئيس وزراء بريطانيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية (أ.ب)
رئيس وزراء بريطانيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية (أ.ب)

العشاء الذي جمع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في الساعات الأخيرة، من أجل التوصل إلى اتفاق لمرحلة ما بعد «بريكست»، سادته فقط «الصراحة»، حسب إجماع معظم المراقبين؛ لكن مواقفهما ما زالت «متباعدة جداً»، وذلك قبل ثلاثة أسابيع من خروج لندن من فلك الاتحاد الأوروبي التجاري، وحددا الأحد المقبل لإبرام اتفاق تجاري جديد، بعد الفشل في التغلب على الخلافات بين الجانبين.
وفي بيان أرسل إلى الصحافيين بعد دقائق من مغادرة جونسون مقر مفوضية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال مصدر بارز في الحكومة البريطانية إن المسؤولين أجريا «مناقشة صريحة» لكن لا تزال هناك عقبات كبيرة في المفاوضات. وقال المصدر: «لا تزال هناك فجوات كبيرة للغاية بين الجانبين، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان يمكن سدها». وأضاف: «وافق رئيس الوزراء وفون دير لاين على إجراء مزيد من المناقشات خلال الأيام القليلة المقبلة بين فريقي التفاوض»، وأشار إلى أنهما اتفقا على أنه بحلول يوم الأحد ينبغي اتخاذ قرار حازم بشأن مستقبل المحادثات.
وبدورها، حذرت فون دير لاين من أن مواقف بروكسل ولندن لا تزال «متباعدة جداً» فيما يتعلق بشروط الاتفاقية التجارية لمرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت فون دير لاين في بيان، بعد عشاء العمل مع جونسون: «أجرينا مناقشة حيوية ومثيرة للاهتمام. لقد اكتسب كل منا فهماً واضحاً لموقف الآخر. هي لا تزال متباعدة». وأضافت: «اتفقنا على أن تجتمع فِرَق (التفاوض) على الفور لمحاولة حل هذه القضايا الأساسية. وسنتخذ قراراً بحلول عطلة نهاية الأسبوع».
ومن شأن الفشل في الاتفاق على قواعد جديدة تحكم كل شيء من العلاقات التجارية إلى الطاقة، أن يحدث اضطراباً في حركة المرور عند الحدود، ويصدم الأسواق المالية، وينشر الفوضى عبر سلاسل التوريد في عالم يجد بالفعل صعوبة في مواجهة الآثار الاقتصادية لـ«كوفيد- 19».
ومع ازدياد المخاوف من انتهاء أزمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المستمرة منذ خمس سنوات نهاية فوضوية في ظل عدم التوصل لاتفاق، قال مصدر رفيع في الحكومة البريطانية، إن مناقشات القادة في بروكسل كانت «صريحة». وقال المصدر الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لـ«رويترز»: «لا تزال هناك فجوات كبيرة للغاية بين الجانبين، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان من الممكن سدها».
ويختلف الجانبان بشدة على مصايد الأسماك، وهو موضوع حساس سياسياً بالنسبة لفرنسا، وكذلك على طرق تسوية النزاعات التجارية المستقبلية. ويعرِّض عدم التوصل لاتفاق للخطر ما يقارب تريليون دولار من التجارة السنوية التي لا تخضع حالياً لرسوم أو حصص.
وقال جونسون يوم الأربعاء، إن بروكسل تريد أن تمتثل بريطانيا لقوانين الاتحاد الأوروبي الجديدة في المستقبل أو أن تعاقب تلقائياً، وإن الاتحاد يصر على تخلي لندن عن السيطرة السيادية على مياه الصيد البريطانية. وقال أمام البرلمان البريطاني وسط هتافات المشرعين من حزبه المحافظ: «لا أعتقد أن هذه شروط يجب أن يقبلها أي رئيس وزراء في هذا البلد». غير أنه أضاف أنه لا يزال من الممكن إبرام «اتفاق جيد» إذا ألغى الاتحاد الأوروبي مطالبه؛ لكن بريطانيا ستزدهر في ظل اتفاق تجاري مع التكتل المكون من 27 دولة أو من دونه.
كانت بريطانيا قد غادرت الاتحاد الأوروبي رسمياً في يناير (كانون الثاني)؛ لكنها منذ ذلك الحين في فترة انتقالية تبقيها ضمن السوق الموحدة والاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي، ما أدى لبقاء القواعد الخاصة بالتجارة والسفر والشركات كما هي؛ لكن هذا ينتهي في 31 ديسمبر (كانون الأول).
وفي سياق متصل، أعلنت وزيرة التجارة الدولية البريطانية ليز تروس، أمس الخميس، توقيع بريطانيا اتفاقاً للتجارة الحرة مع سنغافورة. وكتبت تروس على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «اليوم وقَّعت اتفاقاً مع سنغافورة يغطي تجارة بقيمة 6.‏17 مليار جنيه إسترليني، وهو ثاني أكبر اتفاق نوقعه في منطقة آسيا والمحيط الهادي». ونشرت صورة تظهر فيها تروس إلى جانب وزير التجارة السنغافوري شان شون.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.