صدر حديثاً عن دار أبي رقراق للطباعة والنشر مؤلف جديد بعنوان «سلا في القرن السابع عشر... جمهورية القراصنة» للكاتب والإعلامي المغربي محمد الصديق معنينو.
ويحاول هذا الكتاب، في 209 صفحات من الحجم المتوسط، «نفض الغبار عن النادر من الأخبار» في تاريخ المغرب، والانتقال من الأسطورة والخرافة إلى المقترب المعتمد على الحجج والوثائق.
ولم يعتمد معنينو في إنجاز هذا المؤلف على أدوات البحث العلمي الأكاديمي، بل على منهجية العمل الصحافي القائم على الاستقصاء، وهو في نهاية المطاف تحقيق صحافي في هيئة «شريط وثائقي»، يدعو القارئ إلى السفر، في الزمان والمكان، لمعرفة ماذا جرى على ضفتي أبي رقراق، خلال النصف الأول من القرن السابع عشر.
ويحكي الكتاب عن أحداث وقعت بهذه البقعة الصغيرة، طبعت تاريخ المغرب وكيفت سياسته ورهنت مستقبله، حيث حط الأندلسيون المهجرون، وتحرك القراصنة والمجاهدون مروراً بتأسيس «جمهورية القراصنة» وانتخاب أجهزتها التنفيذية والتشريعية.
ويتناول الكتاب أيضاً محطات من حياة المجاهد العياشي، وكيف رابطت على مدخل الوادي الأساطيل الأوروبية إلى جانب وصول المبعوثين والسفراء، وكيف تقاطر التجار والقناصلة والمغامرون والوسطاء على المدينة بحثاً عن المال والغنى السريع.
ويرى الكاتب أن ذلك النشاط السياسي والبحري والدبلوماسي والاقتصادي ما زال مغموراً، ويتطلب المزيد من التنقيب والتقصي حفاظاً على «الذاكرة الوطنية»، وإغناء للبحث العلمي لفترة فريدة من تاريخ المغرب.
وفي مقدمة الكتاب التي جاءت بعنوان «قبيلة المؤرخين» يقول هذا المؤلف: «محاولة للتذكير بإحدى الفترات التي طبعت تاريخ مصب نهر أبي رقراق إبان ما عرف (بالقرصنة السلاوية)، وما عاشه ميناؤه من حركة نشيطة، سواء على مستوى التبادل التجاري أو النشاط الدبلوماسي أو القرصنة البحرية أو التنافس على السلطة والجاه».
ويعتبر الكاتب أن تلك الفترة تعد من أغنى فترات تاريخ مدينة سلا المجاورة للرباط، مبرزاً اهتمامه بالوثائق المرتبطة بحوالي خمسين سنة، من تاريخ المغرب، انطلاقاً من بداية القرن السابع عشر، وما عاشه مصب أبي رقراق من وقائع وأحداث... يتكون الكتاب الذي اشتمل على صور ووثائق وكرونولوجيا تاريخية، من تسعة فصول تناولت مواضيع من قبيل القرصنة والجهاد، و«الجمهوريات السلاوية» و«الأطماع الإنجليزية».
«سلا في القرن الـ17... جمهورية القراصنة» للمغربي الصديق معنينو
«سلا في القرن الـ17... جمهورية القراصنة» للمغربي الصديق معنينو
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة