رأى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنه من المبكر الحديث عن العلاقات بين أنقرة وواشنطن في عهد الإدارة الأميركية الجديدة، قبل أن يتولى الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن السلطة بشكل رسمي. وقلل في الوقت ذاته من احتمالات تعرض بلاده للعقوبات بسبب صفقة صواريخ الدفاع الجوي الروسية «إس- 400».
وقال إردوغان إنه سيبحث «العلاقات المتوترة» مع الولايات المتحدة عندما يتولى بايدن السلطة، معتبراً أن الإدلاء بتصريح حول العلاقات الأميركية- التركية ما زال مبكراً. وتساءل إردوغان خلال مؤتمر صحافي في أنقرة أمس (الأربعاء) قبل توجهه إلى أذربيجان للمشاركة في احتفالية لجيشها تقام اليوم (الخميس) في باكو، عن سبب التصريحات غير اللائقة بحق تركيا من قبل حلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وخصوصاً الصادرة عن الولايات المتحدة، قائلاً: «عندما يبدأ السيد بايدن في مهامه، سنجلس ونتحدث حول بعض الأمور، كما فعلنا ذلك في السابق»، مشيراً إلى أنه يعرف بايدن جيداً منذ عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، وعلاقته بهما جيدة.
وأضاف: «بعضهم يزعم استياء إدارة جو بايدن من تركيا؛ لكنها ادعاءات خاطئة من بعض وسائل الإعلام. سأتحدث مع بايدن عندما يتولى منصبه».
وسبق أن وصف بايدن في مقابلة صحافية، في يناير (كانون الثاني) الماضي، إردوغان بأنه «مستبد»، وقال إن الولايات المتحدة يمكن أن تدعم المعارضة التركية في أن تكون قادرة على مواجهة إردوغان وهزيمته في صناديق الانتخابات.
وقبل ذلك، قال بايدن عقب قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المفاجئ بالانسحاب من شمال سوريا، إن تركيا هي «المشكلة الحقيقية»، وإنه سيجعل إردوغان «يدفع ثمناً باهظاً لما فعله».
وتضررت العلاقات بين الجانبين بسبب شراء تركيا أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الروسية «إس- 400» في نهاية عام 2017، واختلافاتهما في السياسة حيال سوريا، واعتقال موظفين محليين في القنصلية الأميركية في تركيا، فضلاً عن دعم واشنطن لأكراد سوريا الذين تراهم تركيا تهديداً لها، ورفضها تسليم الداعية التركي فتح الله غولن، حليف إردوغان الوثيق سابقاً وأكبر خصومه حالياً، بسبب عدم تقديم أنقرة أدلة دامغة للقضاء الأميركي تؤكد ادعاءاتها بأنه مدبر محاولة الانقلاب الفاشلة ضد إردوغان في 15 يوليو (تموز) 2016.
وقال إردوغان: «لا نستحسن تصريحات الإدارة الأميركية وأفعالها فيما يتعلق بمشترياتنا من الأسلحة. ولا نرى نهجهم في شمال سوريا صحيحاً؛ لكن دعوا السيد بايدن يتولى السلطة أولاً. بمجرد أن يتولى السلطة سنجلس بالتأكيد ونناقش أموراً معينة معه، تماماً كما جلسنا وتحدثنا في الولايات المتحدة أو تركيا من قبل».
وفي سياق متصل، وافق مجلس النواب الأميركي على مشروع الميزانية الدفاعية للولايات المتحدة الذي يتضمن عقوبات على تركيا، ومن المقرر طرح المشروع للتصويت في مجلس الشيوخ.
ومن المنتظر عرض مشروع الميزانية على الرئيس دونالد ترمب بعد إقرارها في الكونغرس، للتوقيع عليها؛ حيث تضمن بنوداً خاصة بتركيا وفرض عقوبات عليها، والبحث عن بدائل لشركاتها في إطار المشروع المشترك متعدد الأطراف لتصنيع المقاتلة «إف- 35» الذي ينفذ تحت إشراف «ناتو»، بينما أشار ترمب إلى احتمالية استخدام حق النقض (فيتو)، إذ دافع خلال فترته في الرئاسة عن موقف تركيا، محملاً إدارة سلفه باراك أوباما المسؤولية عن توجهها إلى روسيا لاقتناء منظومة للدفاع الجوي، لرفض إدارته منحها منظومة «باتريوت» الأميركية.
وبحسب المشروع، فإن العقوبات ستفرض وفق قانون «مكافحة خصوم الولايات بالعقوبات» (كاتسا) الذي يتضمن مواد يستخدمها الرئيس لمعاقبة الدول التي تشتري أسلحة من روسيا، على أن تدخل العقوبات حيز التنفيذ بعد 30 يوماً من المصادقة على الميزانية.
وكان شراء تركيا منظومة «إس- 400» من روسيا قد أدى إلى تراجع العلاقات مع الولايات المتحدة، وأثار قلق «ناتو»، بسبب خطورة ربط المنظومة بمنظومة حلف «ناتو» وخطورتها على مقاتلات «إف- 35» التي سعت تركيا لاقتناء 100 منها بموجب مشروع الإنتاج المشترك.
ورفضت تركيا التراجع عن موقفها، متذرعة بأنها طلبت شراء صواريخ «باتريوت» الأميركية ولم يسمح لها بذلك، وأجرت التجارب على الصواريخ الروسية لكنها لم تقدم بعد على خطوة تفعيلها بسبب الضغوط الأميركية.
إردوغان يعول على رصيد علاقته مع بايدن لتجاوز الخلافات
إردوغان يعول على رصيد علاقته مع بايدن لتجاوز الخلافات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة