خبراء يكشفون تفاصيل جديدة عن «المرض الغامض» في الهند

رصاص ونيكل في دماء المرضى... ومن الأعراض الغثيان وفقدان الوعي

طفل محمول بواسطة أحد أقاربه في مدينة إيلورو الهندية وهو مصاب بالمرض الغامض (أ.ب)
طفل محمول بواسطة أحد أقاربه في مدينة إيلورو الهندية وهو مصاب بالمرض الغامض (أ.ب)
TT

خبراء يكشفون تفاصيل جديدة عن «المرض الغامض» في الهند

طفل محمول بواسطة أحد أقاربه في مدينة إيلورو الهندية وهو مصاب بالمرض الغامض (أ.ب)
طفل محمول بواسطة أحد أقاربه في مدينة إيلورو الهندية وهو مصاب بالمرض الغامض (أ.ب)

قال مسؤولون بالصحة في الهند إنهم عثروا على آثار للنيكل والرصاص في بضع عينات دم مأخوذة من مئات المرضى الذين نُقلوا إلى المستشفى بسبب مرض غامض في ولاية جنوب البلاد.
وقالت حكومة ولاية أندرا براديش، في بيان، مساء أمس (الثلاثاء)، إن التحقيقات التي أجراها خبراء من معهد الهند للعلوم الطبية لم تتمكن من التأكد من المصدر المحتمل للنيكل المفرط وجسيمات الرصاص في دم المرضى.
وذكر البيان أن التقارير من الاختبارات الأخرى التي أجراها خبراء في المعهد الهندي للتكنولوجيا الكيميائية، بما في ذلك تقارير السموم وثقافات الدم، ما زالت قيد الانتظار.
ولا يزال مسؤولو الصحة والخبراء في حيرة من أمرهم من كيفية دخول المعادن الثقيلة إلى دماء المرضى، وما إذا كان هذا بالفعل سبب المرض الغامض الذي خلّف أكثر من 585 شخصاً في المستشفى وتوفي شخص واحد في ولاية أندرا براديش الهندية، حسبما أفاد تقرير لوكالة «أسوشييتد برس».
وتم اكتشاف المرض لأول مرة مساء السبت الماضي في مدينة إيلورو، وهي مدينة قديمة مشهورة بمنتجات المنسوجات اليدوية.
وقال هيمانشو شوكلا، وهو مسؤول في الإدارة المحلية ببلدة إيلورو، إن هناك 370 شخصاً تماثلوا للشفاء من بين المصابين البالغ عددهم 505، بينما يخضع الآخرون للعلاج في المستشفيات.
وأوضح شوكلا أنه لم يتضح بعد السبب الذي أدى إلى ارتفاع نسب الرصاص والنيكل في عينات دم المرضى، مشيراً إلى أن التحقيقات ما زالت جارية.
وقالت غيتا براساديني، مسؤولة الصحة بالولاية، إن المصابين بالمرض بدأوا في التشنجات دون أي تحذير.
وعقد رئيس وزراء ولاية أندرا براديش، جاغانموهان ريدي، اجتماعاً افتراضياً اليوم (الأربعاء)، مع مسؤولين من بينهم خبراء من أفضل المعاهد العلمية الهندية. وقال ريدي إن 502 من المصابين بالمرض خرجوا من المستشفى بعد تحسنهم.
وظهرت على المرضى أعراض تتراوح بين الغثيان والقلق وفقدان الوعي.
ما يربك الخبراء أنه لا يبدو أن هناك أي صلة مشتركة بين مئات الأشخاص الذين أُصيبوا بالمرض. تم اختبار جميع المرضى سلبياً لفيروس «كورونا» والأمراض الفيروسية الأخرى مثل حمى الضنك والشيكونغونيا (داء فيروسي ينقله البعوض) والهربس. ولا يرتبط المرضى بعضهم ببعض ولا يعيشون جميعاً في نفس المنطقة، وهم من فئات عمرية مختلفة، بما في ذلك نحو 70 طفلاً، لكن قلة قليلة منهم من كبار السن.
في البداية، تم الاشتباه في تلوث المياه. لكن مكتب رئيس الوزراء أكد أن الأشخاص الذين لا يستخدمون إمدادات المياه البلدية قد أُصيبوا بالمرض أيضاً، وأن الاختبارات الأولية لعينات المياه لم تكشف عن أي مواد كيميائية ضارة.
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الهند محاربة وباء كورونا، وهي تسجل ثاني أعلى عدد من حالات الإصابة بالفيروس في العالم.
وكانت ولاية أندرا براديش واحدة من أكثر الولايات تضرراً في البلاد، وسجل فيها أكثر من 800 ألف حالة إصابة.


مقالات ذات صلة

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

يوميات الشرق الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو (أ.ف.ب)

آل باتشينو: نبضي توقف دقائق إثر إصابتي بـ«كورونا» والجميع اعتقد أنني مت

كشف الممثل الأميركي الشهير آل باتشينو أنه كاد يموت في عام 2020، إثر إصابته بفيروس «كورونا»، قائلاً إنه «لم يكن لديه نبض» عدة دقائق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فيروس كورونا أدى إلى انخفاض مستمر في الذاكرة والإدراك (أ.ف.ب)

دراسة: «كورونا» تسبب في ضعف إدراكي مستمر للمرضى

وجدت دراسة فريدة من نوعها أن فيروس كورونا أدى إلى انخفاض بسيط، لكنه مستمر في الذاكرة والإدراك لعدد من الأشخاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق اعترف غالبية المشاركين بالدراسة بالحنين إلى الماضي (جامعة كوبنهاغن)

العاملون من المنزل يعانون «نوبات الحنين» لما قبل «كورونا»

أفادت دراسة أميركية بأنّ العاملين من المنزل يشعرون بالضيق ويتوقون إلى ماضٍ متخيَّل لِما قبل انتشار وباء «كوفيد–19»، حيث كانوا يشعرون بالاستقرار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك العلماء يعتقدون أن الإنفلونزا أكبر تهديد وبائي في العالم (رويترز)

أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل دون إبر

وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أمس (الجمعة) على أول لقاح للإنفلونزا يمكن تعاطيه ذاتياً في المنزل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك أجهزة الاستشعار الورقية الجديدة سريعة وسهلة الاستخدام (جامعة كرانفيلد)

تقنية جديدة تكشف أمراضاً معدية بالصرف الصحي

توصّل باحثون في بريطانيا إلى طريقة لتحديد العلامات البيولوجية للأمراض المعدية في مياه الصرف الصحي باستخدام أجهزة استشعار ورقية بتقنية الأوريغامي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

احتجاجات حول العالم تطالب بوقف الحرب في الشرق الأوسط

متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
TT

احتجاجات حول العالم تطالب بوقف الحرب في الشرق الأوسط

متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)
متظاهرون في برشلونة يطالبون بـ«وقف الإبادة» 6 أكتوبر (إ.ب.أ)

خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في عدة مدن رئيسية بأنحاء العالم، السبت، للمطالبة بوقف إراقة الدماء في قطاع غزة ولبنان ومنطقة الشرق الأوسط، مع اقتراب حلول الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب، بعد الهجوم الذي قادته حركة «حماس» على إسرائيل. وشارك نحو 40 ألف متظاهر في مسيرة بوسط لندن، وتجمّع آلاف آخرون في باريس وروما ومانيلا وكيب تاون ومدينة نيويورك. وأقيمت مظاهرات أيضاً بالقرب من البيت الأبيض في واشنطن؛ احتجاجاً على دعم الولايات المتحدة حليفتها إسرائيل في الحملتين العسكريتين بغزة ولبنان، كما نقلت وكالة «رويترز».

احتجاجات... واحتجاجات مضادة

وردّد المتظاهرون في ساحة «تايمز سكوير» بنيويورك هتافات، مثل: «غزة ولبنان ستنتفضان، والشعب معكما». ورفعوا أيضاً لافتات تطالب بمنع تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.

متظاهرون خارج البيت الأبيض بواشنطن يطالبون بوقف تصدير الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل 5 أكتوبر (رويترز)

واندلعت أحدث حلقة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، المستمر منذ عشرات السنين، بعدما هاجم مسلَّحون، تقودهم حركة «حماس»، جنوب إسرائيل، في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وأدى الهجوم إلى مقتل 1200 شخص، واحتجاز 250 رهينة، وفقاً لإحصاءات إسرائيلية. وأسفرت الحملة العسكرية الإسرائيلية اللاحقة على غزة، عن مقتل ما يقرب من 42 ألف فلسطيني، وفقاً لوزارة الصحة الفلسطينية في القطاع، فضلاً عن نزوح كل السكان تقريباً، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وفي جاكرتا، عاصمة إندونيسيا، أكبر دولة مسلمة في العالم من حيث عدد السكان، تجمّع ما لا يقل عن 1000 متظاهر مؤيد للفلسطينيين، صباح الأحد، بالقرب من السفارة الأميركية، مطالبين واشنطن بالتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة. وفي لندن، لوَّح مؤيدون لإسرائيل، السبت، بأعلام، خلال مرور محتجّين مؤيدين للفلسطينيين. وقالت الشرطة إنها اعتقلت 15 شخصاً، على هامش الاحتجاجات، ولم تُحدّد إلى أي فريق من المؤيدين ينتمي المُعتقَلون.

اشتباكات بين متظاهرين والشرطة في روما 5 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي روما، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع، واستخدمت مدافع المياه بعد اندلاع اشتباكات. وتحدّى نحو ستة آلاف محتجّ حظراً على تنظيم مسيرات في وسط المدينة، قبيل ذكرى السابع من أكتوبر. وفي برلين، اجتذب احتجاج نحو ألف مشارك حملوا أعلاماً فلسطينية وهتفوا: «عام من الإبادة الجماعية»، وهو مصطلح تُعارضه إسرائيل وتقول إنها تدافع عن نفسها. وانتقد محتجّون أيضاً ما قالوا إنه عنف الشرطة ضد المؤيدين للفلسطينيين في ألمانيا. وشارك مؤيدون لإسرائيل أيضاً ببرلين في احتجاج على تنامي معاداة السامية، واندلعت مناوشات بين الشرطة وأشخاص يعارضون احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

غضب واسع

وعلى مدار العام المنصرم، أثار حجم القتل والدمار في غزة بعضاً من أكبر الاحتجاجات على مستوى العالم منذ سنوات، في موجة من الغضب قال مدافعون عن إسرائيل إنها خلقت «مناخاً معادياً للسامية». وفي باريس، قال المتظاهر اللبناني الفرنسي حسام حسين: «نخشى اندلاع حرب إقليمية؛ لأن هناك توترات مع إيران في الوقت الراهن، وربما مع العراق واليمن». وأضاف: «نحن بحاجة حقاً إلى وقف الحرب؛ لأنه لا يمكن تحمل وطأتها بعد الآن».

مظاهرة في مانشستر مؤيّدة لإسرائيل الأحد 6 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي حين يقول حلفاء إسرائيل، مثل الولايات المتحدة، إنهم يؤيدون حقها في الدفاع عن نفسها، تُواجه إسرائيل تنديدات دولية واسعة النطاق بسبب سياساتها في غزة، والآن بسبب قصفها المتواصل للبنان. ورفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الانتقادات، وقال إن طريقة حكومته في إدارة الحرب تهدف لمنع تكرار الهجوم الذي شنته «حماس» قبل عام تقريباً.

تحذير بريطاني

عَدَّ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، الأحد، أن الحرب في قطاع غزة والتصعيد الدامي في لبنان أدّيا إلى إطلاق «شرارة في مجتمعاتنا»، مُندّداً بالأعمال المعادية للسامية وللإسلام في المملكة المتحدة منذ 7 أكتوبر 2023.

جانب من المظاهرات في لندن المطالبة بوقف الحرب 5 أكتوبر (إ.ب.أ)

وفي مقال نشرته صحيفة «صنداي تايمز»، كتب زعيم حزب العمال أن «نيران هذا النزاع الدامي تُهدّد الآن بإحراق المنطقة، والشرارات تتطاير في مجتمعاتنا، هنا في بلادنا». وأضاف: «ثمة أشخاص يستغلون دائماً النزاعات في الخارج لتأجيج الصراعات عندنا. منذ 7 أكتوبر 2023، شهدنا تنامي كراهية مُشينة في مجتمعاتنا ضد اليهود والمسلمين»؛ في إشارة إلى ازدياد حدة الأعمال المعادية للسامية والإسلاموفوبيا. وفي المقال الطويل دعا زعيم حزب العمل، من جديد، «جميع الأطراف إلى ضبط النفس، والعودة إلى الحلول السياسية وغير العسكرية». وأكّد أن «ذكرى هجمات السابع من أكتوبر يجب أن تُذكّرنا بتكلفة الفشل السياسي». كما دعا ستارمر إلى الإفراج عن الرهائن المحتجَزين في غزة، وعَدَّ أن حلّ الدولتين هو «الوحيد القابل للتطبيق» لإنهاء الصراع، وأنه «لن نحصل على مستقبل أفضل مع إلحاق صدمة بجيل آخر أو تيتيمه أو تشريده». وفي رسالة مفتوحة نُشرت، الأحد، دعا رئيس أساقفة كانتربري جوستان ويلبي، والحاخام الأكبر في المملكة المتحدة إفرايم ميرفيس، ورئيس المجلس الاستشاري الوطني للمساجد والأئمة قاري عاصم، الشعب البريطاني إلى نبذ «الكراهية بجميع أشكالها».