القرعة الضعيفة تثير التساؤلات القديمة حول التصفيات الأوروبية

النظام المستخدم يمنع اصطدام العمالقة... وتشيفرين: شكاوى المنتخبات الكبيرة والصغيرة مستمرة

TT

القرعة الضعيفة تثير التساؤلات القديمة حول التصفيات الأوروبية

ربما تتسبب القرعة الضعيفة للتصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2022 لكرة القدم في إثارة التساؤلات القديمة حول الشكل المستخدم من الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) والذي يشعر كثيرون بأنه يجعل المهمة سهلة على منتخبات القمة ويتسبب في كثير جداً من المواجهات غير المتكافئة.
ورغم أن قرعة، أول من أمس الاثنين، في زيوريخ أسفرت عن بعض المواجهات المرتقبة من الجانب التاريخي، مثل مباريات إنجلترا أمام بولندا والمجر، فإنه لا يوجد مجال لاصطدام العمالقة ضمن هذه التصفيات.
حدث ذلك بسبب تصميم شكل القرعة، وليس بسبب الصدفة، حيث ابتعدت منتخبات القمة بعضها عن بعض بسبب نظام التصنيف، لتصبح الطريق ممهدة أمام كل الكبار للظهور في قطر.
وحتى إذا أخفقت المنتخبات الكبيرة مثل إسبانيا وإيطاليا وفرنسا والبرتغال وألمانيا وهولندا وبلجيكا وإنجلترا في تصدر مجموعاتها، فإنها ستملك فرصة أخرى للتأهل بخوض ملحق التصفيات.
ووفقاً للنظام الأوروبي، يجري تقسيم 55 منتخباً على 10 مجموعات؛ بحيث تضم كل مجموعة 5 أو 6 منتخبات، مما أسفر يوم الاثنين عن مواجهات على سبيل المثال لألمانيا مع ليختنشتاين وإنجلترا مع سان مارينو وهولندا مع جبل طارق. وهذا بالتالي يتسبب في انتشار فكرة أن التوقف الدولي يكون «مملاً ولا يكون مرحباً بظهوره خلال منافسات الأندية الأوروبية». ولم يكن صعود إنجلترا إلى كأس العالم الأخيرة ببعيد؛ حيث إنه بعد الفوز 1 - صفر على سلوفينيا وضمان التأهل إلى «روسيا»، ألقى المشجعون الذين يشعرون بالملل طائرات ورقية في الملعب بدلاً من الاحتفال.
لكن في بعض مناطق أخرى من العالم، يكون التوقف الدولي مرتقباً، وهو ما يحدث بالفعل في أميركا الجنوبية التي وجدت التصميم المثالي.
ومع تنافس 10 منتخبات وعدم وجود فرق متواضعة، تستعين أميركا الجنوبية بأسهل وأعدل نظام ممكن، وهو وجود كل الفرق في مجموعة واحدة؛ حيث يلعب كل منتخب مع الآخر مباراتي ذهاب وإياب.
وعندما ظهر هذا النظام لأول مرة في تصفيات كأس العالم 1998، أعتقد البعض أنه ربما يكون مملاً ويشهد عدداً ضخماً من المباريات، لكنه في الواقع أثبت نجاحه وإثارته.
ومع وجود كثير من مباريات القمة مثل البرازيل مع الأرجنتين وبيرو مع تشيلي والأرجنتين مع أوروغواي، وبتوفر مجموعة من أفضل لاعبي العالم، بات من المعتاد حضور الإثارة والجدل في التصفيات.
وسمح ذلك للمنتخبات الأضعف مثل فنزويلا والإكوادور بالتطور بشكل كبير بسبب الاحتكاك بفرق قوية.
أما في أفريقيا وآسيا واتحاد منطقة أميركا الشمالية والوسطى ودول الكاريبي (الكونكاكاف)، فيتم استخدام نظام الأدوار؛ حيث تلعب الفرق الضعيفة أولاً في الأدوار التمهيدية، ثم تدخل الفرق الأكبر في أدوار تالية.
وفي الكونكاكاف، أسفر هذا النظام عن إقامة دور أخير يضم 6 منتخبات، وتقام منافسات مثيرة ومتقاربة بينها، ولا تسير النتائج فيها باستمرار في مصلحة الولايات المتحدة والمكسيك.
وعارضت أوروبا هذا الشكل، ويعتقد «يويفا» أن المنتخبات الصغيرة تملك الحق في مواجهة المنتخبات الكبيرة.
لكن المثير أنه في 2018 استحدث «يويفا» بطولة جديدة؛ وهي دوري الأمم، حيث يجري تقسيم المنتخبات إلى أقسام وفقاً لتصنيفها.
ورغم النظام المعقد بعض الشيء، فإن المسابقة الجديدة حظيت بإشادة؛ سواء من المنتخبات الكبيرة التي تملك فرصة مواجهة بعضها بعضاً، والمنتخبات الصغيرة التي تخوض مباريات متقاربة المستوى.
وخلال هذه المسابقة، فاز منتخب جبل طارق وكوسوفو لأول مرة على الإطلاق في مباراة دولية، وتصدرت كوسوفو مجموعتها دون أي خسارة.
وقال ألكسندر تشيفرين، رئيس «يويفا»: «لدينا دائماً شكوى من المنتخبات الكبيرة كروياً بخصوص اللعب أمام المنتخبات الصغيرة (بدلاً من) مواجهة بعضها بعضاً، وشكوى من المنتخبات الصغيرة أنها لا تفوز مطلقاً. الآن كل مباراة تكون مثيرة».
لكن في تصفيات بطولة أوروبا، وتصفيات كأس العالم، يصر «يويفا» على النظام التقليدي القديم الذي أصبح أقل تنافسية، خصوصاً مع إقامة نهائيات البطولات بمشاركة عدد أكبر من المنتخبات، مما يجعل التصفيات أسهل على الفرق الكبيرة.
وتلعب جميع المنتخبات في دور المجموعات مباريات ذهاباً وإياباً بعضها مع بعض، في الفترة الممتدة بين مارس (آذار) ونوفمبر (تشرين الثاني) 2021.
ويتأهل بطل كل من المجموعات العشر مباشرة إلى النهائيات، أما المنتخبات أصحاب المركز الثاني في المجموعات العشر، فتخوض ملحقاً يضمّ أفضل منتخبين في دور المجموعات ضمن دوري الأمم 2020 - 2021 لم يحالفهما الحظ بالتأهل عبر التصفيات التقليدية.
وفي الملحق، تتوزع المنتخبات الـ12 على 3 مسارات مختلفة من مباريات إقصائية مباشرة، بحيث يتأهل إلى المونديال من يفوز في مباراتين توالياً. ومن المقرّر أن تنطلق التصفيات بـ3 جولات في مارس المقبل، قبل توقفها إفساحاً في المجال أمام كأس أوروبا التي تأجلت من 2020 إلى صيف 2021 في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز).
واستناداً إلى قرار من اللجنة التنفيذية للاتحاد القاري وبسبب النزاعات السياسية، جنبت القرعة وقوع أرمينيا - أذربيجان، جبل طارق - إسبانيا، كوسوفو - البوسنة والهرسك، كوسوفو - روسيا، كوسوفو - صربيا، وأوكرانيا – روسيا، في المجموعة نفسها.
كما جنبت القرعة وقوع أكثر من دولتين تتمتعان بظروف مناخية قاسية شتاء في المجموعة نفسها من أجل تجنب تعطيل كبير في المباريات خلال شهر مارس بالتحديد بما أنه يشهد 3 جولات من التصفيات، كما لحظت القرعة الدول التي تفصل بينها مسافات كبيرة وجنبتها أن تقع في المجموعة نفسها.
وجاءت البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو ضمن المجموعة الأولى التي تضم صربيا وآيرلندا ولوكسمبورغ وأذربيجان، فيما وقعت إسبانيا في المجموعة الثانية بجانب السويد واليونان وجورجيا وكوسوفو. وبعد خيبة الغياب عن نهائيات روسيا 2018، سيكون كل من المنتخبين الإيطالي والهولندي عازماً على تجنب الفشل مرة أخرى، ويستهلان حملتهما نحو العودة بقيادة مدربين شابين هما روبرتو دونادوني وفرنك دي بور.
ووقع المنتخب الإيطالي بطل العالم 4 مرات في المجموعة الثالثة إلى جانب سويسرا وآيرلندا الشمالية وبلغاريا وليتوانيا، فيما جاءت هولندا في مجموعة لا يستهان بها هي السابعة؛ إذ تضم تركيا والنرويج ومونتينيغرو ولاتفيا وجبل طارق. ووقعت بلجيكا في المجموعة الخامسة بصحبة ويلز وتشيكيا وبيلاروسيا وإستونيا.
وبعد أن جددت الثقة بالمدرب يواكيم لوف الذي قادها إلى لقبها العالمي الرابع عام 2014، ستسعى ألمانيا إلى محو صورتها المهزوزة وخيبة الخروج من الدور الأول للمونديال الروسي، بدءاً من التصفيات التي جمعتها في المجموعة العاشرة بكل من رومانيا وآيسلندا ومقدونيا الشمالية وأرمينيا وليشتنشتاين. أما المجموعة السادسة، فتضم الدنمارك والنمسا وأسكوتلندا وإسرائيل وجزر فارو ومولدافيا، فيما تضم الثامنة كلاً من كرواتيا وسلوفاكيا وروسيا وقبرص ومالطا.
وكانت تصفيات المونديال قد بدأت في قارات أخرى، مثل أميركا الجنوبية القوية؛ حيث تخوض المنتخبات العشرة مباريات ذهاب وإياب في مجموعة موحدة.
وأقيمت حتى الآن 146 مباراة من أصل 900 في التصفيات التي يتنافس فيها 191 بلداً على 31 مقعداً، بالإضافة إلى قطر المضيفة التي تفتتح على «استاد البيت» نهائيات جدلية، رافقتها مزاعم فساد حول ملف الاستضافة.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: الفاعلية سلاح آرسنال للفوز على سبورتنغ لشبونة

رياضة عالمية ميكل أرتيتا (إ.ب.أ)

أرتيتا: الفاعلية سلاح آرسنال للفوز على سبورتنغ لشبونة

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن فريقه بحاجة لمزيد من القوة والفاعلية ليحقق الفوز على مضيفه سبورتنغ لشبونة، ويضع حداً لمسيرته السلبية خارج أرضه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية هانز فليك مدرب برشلونة (أ.ف.ب)

فليك: أداء برشلونة تأثر بغياب يامال

اعترف هانز فليك، مدرب برشلونة، الاثنين، بأنه قلق للغاية من تراجع أداء ونتائج فريقه.

«الشرق الأوسط» (برشلونة)
رياضة عالمية رود فان نيستلروي (أ.ب)

نيستلروي مرشح لتدريب هامبورغ وليستر سيتي

ذكرت تقارير إعلامية، اليوم الاثنين، أن فريقيْ هامبورغ الألماني وليستر سيتي الإنجليزي يتنافسان على التعاقد مع المهاجم الهولندي السابق رود فان نيستلروي.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
رياضة عالمية مارتن تيرير (إ.ب.أ)

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

انضم المهاجم مارتن تيرير إلى القائمة المطوَّلة للاعبين المصابين في صفوف فريق باير ليفركوزن حامل لقب الدوري الألماني، قبل ملاقاة ريد بول سالزبورغ النمساوي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف)
رياضة عالمية ألمانيا ستلتقي إيطاليا في ربع نهائي «دوري الأمم» (د.ب.أ)

دوري الأمم الأوروبية: ألمانيا تصطدم بإيطاليا... وإسبانيا تلتقي هولندا

أسفرت قرعة الدور ربع النهائي من دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم التي أُجريت في نيون السويسرية الجمعة، عن مواجهات نارية أبرزها مواجهة بين ألمانيا وإيطاليا،…

«الشرق الأوسط» (نيون)

البرازيلي ميكالي يوقع عقود تدريب منتخب مصر للشباب

البرازيلي روجيرو ميكالي مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (الاتحاد المصري)
البرازيلي روجيرو ميكالي مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (الاتحاد المصري)
TT

البرازيلي ميكالي يوقع عقود تدريب منتخب مصر للشباب

البرازيلي روجيرو ميكالي مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (الاتحاد المصري)
البرازيلي روجيرو ميكالي مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (الاتحاد المصري)

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم عن توقيع البرازيلي روجيرو ميكالي، المدير الفني السابق للمنتخب الأولمبي، على عقود تعيينه مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (مواليد 2005).

وذكر المركز الإعلامي للاتحاد المصري لكرة القدم، الأحد، أن مجلس إدارة الاتحاد عقد جلسة مع ميكالي، تم الاتفاق خلالها على تفاصيل العمل خلال المرحلة المقبلة.

وحقق ميكالي إنجازاً تاريخياً مع المنتخب الأولمبي المصري، بقيادته للتأهل إلى قبل النهائي في أولمبياد باريس 2024، مما دفع الاتحاد المصري للتعاقد معه لقيادة جيل جديد، استعداداً لأولمبياد لوس أنجليس 2028.