عقوبات أميركية على «سفير» إيران لدى الحوثيين وجامعة «تجند» عناصر لـ«الحرس»

مبعوث طهران إلى الحوثيين خلال مناسبة للجماعة في صنعاء نهاية أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
مبعوث طهران إلى الحوثيين خلال مناسبة للجماعة في صنعاء نهاية أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
TT

عقوبات أميركية على «سفير» إيران لدى الحوثيين وجامعة «تجند» عناصر لـ«الحرس»

مبعوث طهران إلى الحوثيين خلال مناسبة للجماعة في صنعاء نهاية أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)
مبعوث طهران إلى الحوثيين خلال مناسبة للجماعة في صنعاء نهاية أكتوبر الماضي (إ.ب.أ)

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أمس، إدراج المسؤول في «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري» الإيراني «سفير» إيران لدى الحوثيين في صنعاء حسن إيرلو على لائحة الإرهاب بتهمة العمل لـ«زعزعة الاستقرار في اليمن».
وشمل القرار الأميركي «جامعة المصطفى الدولية» التي قالت الوزارة إنها قامت عبر فروعها الخارجية بـ«أدوار في تسهيل تجنيد أشخاص لصالح (الحرس الثوري) والميليشيات الأجنبية التي يقودها»، إضافة إلى الباكستاني المقيم في إيران يوسف علي موراج بتهمة دعم «الحرس» عبر «تخطيط وتنفيذ عمليات في منطقة الشرق الأوسط وفي الولايات المتحدة».
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن مينوتشن في بيان إن «قيام إيران بتعيين حسن إيرلو المسؤول في (الحرس الثوري) كسفير لدى المتمردين الحوثيين في اليمن يظهر عدم اكتراث النظام الإيراني بحل الصراع في اليمن، الأمر الذي أدى إلى معاناة ملايين اليمنيين على نطاق واسع».
ولفت بيان الخزانة إلى أن علاقات إيرلو وعمله في «الحرس الثوري» لـ«توفير أسلحة متطورة للحوثيين وتدريبهم وقيامه بتدريب أعضاء (حزب الله) في إيران، وعلاقة إيرلو بقائد (فيلق القدس) السابق قاسم سليماني».
وسبق للخزانة الأميركية أن أدرجت أيضاً سفير إيران لدى العراق إيرج مسجدي على قائمة العقوبات في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ضابط كبير في «الحرس الثوري» أشرف لسنوات على نشاطاته في العراق.
وفيما يخص «جامعة المصطفي الدولية» الإيرانية، قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها «تملك فروعاً في أكثر من خمسين دولة، ويقوم (فيلق القدس) من خلال الجامعة باستهداف أعداد كبيرة من الطلبة الأجانب والأميركيين لأغراض التجنيد، وتطوير برامج تبادل طلابي مع الجامعات الأجنبية لأغراض تجنيد الطلبة الأجانب وجمع معلومات استخباراتية منهم».
وقال مينوتشن: «يوضح تجنيد الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس للطلبة الأجانب في عمليات استخباراتية، درجة اختراق الجماعة للمجتمع من أجل تحقيق أهدافه المدمرة والدور الذي يلعبه الحرس الثوري وفيلق القدس في السياسة الخارجية الإيرانية، ما يؤدي إلى تآكل الثقة في المؤسسات الإيرانية العامة والخاصة».
وأوضح البيان أن «جامعة المصطفي قامت بإرسال مجندين إلى سوريا للقتال نيابة عن الميليشيات التي يقودها (الحرس الثوري) الإيراني»، لافتاً خصوصاً إلى ميليشيا «فاطميون» الأفغانية وميليشيا «زينبيون» الباكستانية. وأشار إلى «استخدام (الحرس الثوري) جامعة المصطفي كغطاء لتجنيد الطلبة الأفغان واستخدام حرمها في مدينة قم بإيران كأرض لتدريب الطلبة الباكستانيين وضمهم إلى ميليشيا زينبيون».
والمعروف عن إيرلو أنه لم يتقلد يوماً أي منصب سياسي، وعمل ضابطاً في «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس» وله خبرة في الأسلحة المضادة للطيران وقام بتدريب عناصر من «حزب الله» اللبناني منذ عام 1999، وهو شقيق حسين إيرلو أحد أبرز قادة «الحرس» الذي قُتل في الحرب العراقية - الإيرانية.
ورحبت الحكومة اليمنية بالخطوة الأميركية، معتبرة أنها «في الاتجاه الصحيح، وتشجع الدول الأخرى على فرض عقوبات مماثلة». وأكد المتحدث باسم الحكومة اليمنية راجح بادي أن «ما قام به النظام الإيراني يعد تصرف عصابات وليس تصرف دول»، مشيداً بالخطوة الأميركية بفرض عقوبات على «سفير» طهران لدى الحوثيين.
وأضاف بادي لـ«الشرق الأوسط» أن «الخطوة الأميركية نتيجة طبيعية لما قامت به إيران الذي يعد تصرف عصابات وليس سلوك دول طبيعية، ونتمنى أن تشجع هذه الخطوة الدول الأخرى على فرض عقوبات على النظام الإيراني وما سمي سفير إيران لدى الحوثيين في صنعاء».
وكانت الحكومة اليمنية اتهمت النظام الإيراني بالتدخل في شؤون اليمن سعياً لخلط الأوراق وعرقلة مسار عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة، وذلك غداة تهريب طهران إيرلو إلى صنعاء وتنصيبه «سفيراً فوق العادة» لدى الجماعة الحوثية الانقلابية.
ووصف اليمن الإعلان الإيراني بـ«الاستفزازي» الذي يهدف إلى نسف الأجواء الإيجابية التي سادت بعد تنفيذ المرحلة الأولى من عملية التبادل، وجاء تأكيداً للوصاية الإيرانية على القرار السياسي والعسكري لميليشيا الحوثي، وعدم تجاوزها في أي تحرك بالملف اليمني.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.