الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بتسديد جباياتها لحساب السلطة الفلسطينية

تقرير: مسؤولو إسرائيل رفضوا استقبال وزيرة خارجية السويد

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بتسديد جباياتها لحساب السلطة الفلسطينية
TT

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بتسديد جباياتها لحساب السلطة الفلسطينية

الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بتسديد جباياتها لحساب السلطة الفلسطينية

طلبت الأمم المتحدة، أمس، من إسرائيل أن تستأنف «على الفور» تسديد الضرائب التي تجبيها لحساب السلطة الفلسطينية، بعد أن أوقفت تسديدها، ردا على انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية.
وخلال نقاش عام حول الشرق الأوسط في مجلس الأمن الدولي، أكد يانس أندرس تويبرغ فراندزن، مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، أن الإسرائيليين والفلسطينيين دخلوا «دوامة سلبية من الإجراءات والردود عليها»، داعيا الطرفين إلى «الامتناع عن أي عمل قد يفاقم الخلافات». وأضاف فراندزن «نطالب إسرائيل بأن تستأنف على الفور نقل المبالغ المجبية من الضرائب».
وكانت إسرائيل قد جمدت تسليم 106 ملايين يورو من الضرائب التي تجبيها لصالح السلطات الفلسطينية قبيل انضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهي خطوة تجيز لهم مقاضاة الدولة العبرية أمام هذه الهيئة ذات الصلاحية للنظر في قضايا جرائم الحرب.
وأضاف تويبرغ فراندزن أن «النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني دخل إلى المجهول ولا يبرز أي أمل في العودة إلى مفاوضات السلام في المستقبل القريب»، داعيا الطرفين إلى الترويج «لحل تفاوضي للنزاع يستند إلى حل على أساس دولتين».
من جهة ثانية، ذكر تقرير للإذاعة السويدية، أمس، أن قرار ستوكهولم مؤخرا بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين لا يزال يؤثر سلبيا على العلاقات مع إسرائيل، حيث كانت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالشتروم تعتزم زيارة إسرائيل أمس، ولكن الوزارة أعلنت إلغاء الزيارة لأسباب تتعلق بالمواعيد. إلا أن تقريرا للإذاعة السويدية أفاد بأن السبب الحقيقي هو أن مسؤولي إسرائيل رفضوا لقاء فالشتروم، وأنه كان سيكون من المحرج أن تزور وزيرة الخارجية البلاد بصورة غير رسمية.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون أن فالشتروم لن تتمكن من مقابلة نظيرها الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا قامت بزيارة إسرائيل في الموعد المحدد. وأضاف موضحا «أعتقد أن جميع صانعي القرار في إسرائيل اتفقوا على أن قرار السويد هو تصرف غير ودي لدرجة كبيرة».
كما أوضح للإذاعة السويدية أنه لا يخفى على أحد أن إسرائيل تعتبر اعتراف السويد بفلسطين تصرفا غير ودي ضدها.
وكانت إسرائيل قد استدعت سفيرها في ستوكهولم لعدة أسابيع احتجاجا على قرار السويد.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.