«مجموعة السبع» تساند الحاجة لتنظيم العملات الرقمية

الصين تفتتح السباق العالمي

أشارت تقارير إلى إطلاق الصين أول دفعات «اليوان الرقمي» (رويترز)
أشارت تقارير إلى إطلاق الصين أول دفعات «اليوان الرقمي» (رويترز)
TT

«مجموعة السبع» تساند الحاجة لتنظيم العملات الرقمية

أشارت تقارير إلى إطلاق الصين أول دفعات «اليوان الرقمي» (رويترز)
أشارت تقارير إلى إطلاق الصين أول دفعات «اليوان الرقمي» (رويترز)

قالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، بعد اجتماع افتراضي عقده وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة السبع للاقتصادات المتقدمة الاثنين، إنهم أيدوا بقوة الحاجة إلى تنظيم العملات الرقمية.
وقال البيان إن المسؤولين الماليين ناقشوا أيضاً الإجراءات الاقتصادية، المحلية والدولية، الجاري اتخاذها للتصدي لجائحة فيروس كورونا، واستراتيجيات تحقيق تعافٍ عالمي متين.
ويأتي تحرك مجموعة السبع بينما ذكرت تقارير أن الصين قد بدأت بإتاحة استخدام العملات الرقمية بشكل رسمي في البلاد، وإجراء عمليات الشراء باستخدامها، وذلك بعد قيام البنك المركزي الصيني بإصدار عملات رقمية بقيمة 10 ملايين يوان لـ500 مستخدم يجري اختيارهم عشوائياً.
وبحسب مجلة «فاينانشيال ورلد» الأميركية، فإن موقع «جي دي دوت كوم» الصيني للتسوق الإلكتروني أصبح أول موقع للتسوق في العالم يبدأ قبول العملات الرقمية لبعض عمليات الشراء، ومن المقرر أن تتوسع مواقع التسوق الإلكتروني الأخرى في الصين في قبول تلك العملات.
وعلى عكس العملات المشفرة التقليدية، مثل البتكوين وغيرها، يتحكم البنك المركزي الصيني في اليوان الرقمي، حيث ستمنح هذه الخطوة الصين توفير وضع أكثر استقراراً من الأوضاع المتقلبة، مثل تلك التي تحدث للبتكوين.
وستتبع دول مثل اليابان وفنزويلا الصين في استخدام العملات الرقمية الخاصة بها، الأمر الذي يجعل الصين تعد أول دولة في العالم تتعامل بالنقد الافتراضي.
وأجرت الصين، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أول اختبار عام في البلاد لنظام الدفع الرقمي باليوان، حيث أصبح بوسع أي شخص في مدينة شنغن (جنوب الصين) التقدم بطلب للانضمام إلى برنامج الـ10 ملايين يوان رقمي، عبر أكبر 4 بنوك في البلاد، للفوز بمبلغ 200 يوان، من خلال قرعة يتم تنظيمها حسب الحكومة المحلية والبنوك.
وعلى جانب آخر، يترقب العالم عملة «فيسبوك» الجديدة (ليبرا) التي تستعد للانطلاق في يناير (كانون الثاني) المقبل، بحسب ما أشارت إليه صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية الأسبوع الماضي، نقلاً عن 3 مصادر لم تسمها من المشاركين في المشروع.
وقالت «فاينانشيال تايمز»، نقلاً عن أحد المصادر، إن «رابطة (ليبرا)، ومقرها جنيف، التي ستصدر عملة (ليبرا) وتشرف عليها تعتزم إطلاق عملة رقمية موحدة مدعومة بالدولار».
وتسعى رابطة «ليبرا» التي تضم «فيسبوك» ضمن أعضائها البالغ عددهم 27 عضواً، إلى الحصول على الضوء الأخضر من جهة معنية بمراقبة الأسواق في سويسرا لإصدار سلسلة من العملات المستقرة المدعومة بعملات تقليدية معينة، وذلك إلى جانب عملة رمزية تعتمد على عملات مستقرة مربوطة بعملات تقليدية.
لكن «فاينانشيال تايمز» قالت إنه «وفق الخطة الجديدة للكيان، فإنه من المقرر طرح عملات أخرى مدعومة بعملات تقليدية في وقت لاحق». ولم تعطِ هيئة الإشراف على السوق المالية في سويسرا توضيحاً أكثر مما تضمنه بيان صادر في أبريل (نيسان) الماضي، يؤكد تسلم طلب «ليبرا» للحصول على رخصة لإجراء المدفوعات.
والعملات المستقرة صممت من أجل تفادي الطبيعة التقلبية للعملات المشفرة، مثل «بتكوين»، ما يجعلها نظرياً أكثر ملاءمة للمدفوعات والتحويلات النقدية.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.