قاطعت المعارضة الرئيسية في فنزويلا الانتخابات التي وصلت نسبة الامتناع عن التصويت فيها 69 في المائة، وسط تلبية دعوة «البقاء في المنازل»، على نطاق واسع.
وقالت السلطات الانتخابية في فنزويلا، في وقت مبكر من صباح أمس الاثنين، إن 67.6 في المائة من الأصوات التي بلغ عددها 5.2 مليون كانت لصالح مرشحين موالين للرئيس نيكولاس مادورو.
ودخل زعيم المعارضة رئيس البرلمان خوان غوايدو، في صراع على السلطة مع الرئيس مادورو في يناير (كانون الثاني) 2019، واعترفت به عشرات الدول كرئيس مؤقت لفنزويلا. وقالت إنديرا ألفونسو رئيسة اللجنة الانتخابية في تصريحات بثها التلفزيون الرسمي، إن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 31 في المائة ممن يحق لهم التصويت. وحصلت بعض أحزاب المعارضة التي قررت خوض المنافسة على ما يقرب من 32 في المائة من الأصوات. ومن شأن فوز حزب مادورو الاشتراكي أن يضع المؤسسة الحكومية الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد بين يديه. ولم تحدد ألفونسو توزيع المقاعد البالغ عددها 277، التي كان يُفترض أن يصوت عليها 20 مليون ناخب مسجل. وأوضحت أن قسماً صغيراً من المعارضة شارك في الانتخابات حصل على 18 في المائة من الأصوات. واعتبر غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة للبلاد، ويحظى بدعم أكثر من خمسين دولة، على رأسها الولايات المتحدة، أن «رفض أكثرية الشعب الفنزويلي كان واضحاً (...) فنزويلا أدارت ظهرها لمادورو وفساده».
وفي الانتخابات التشريعية عام 2015، عندما أنهت المعارضة 15 عاماً من هيمنة الحزب «التشافي»، الذي يحمل اسم الرئيس الاشتراكي الراحل هوغو تشافيز، على البرلمان، بلغت نسبة المشاركة في التصويت 71 في المائة. ووصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الأحد، الانتخابات التشريعية في فنزويلا، بـ«المهزلة»، فكتب على «تويتر»: «ما يحصل في فنزويلا اليوم هو تزوير ومهزلة». وأضاف أن «النتائج التي أعلنها نظام نيكولاس مادورو غير الشرعي لن تعكس إرادة الشعب الفنزويلي».
ورد وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريزا على بومبيو، بالقول إن «ميتاً حياً تحدث!»، مضيفاً: «نأمل أن تعود الدبلوماسية إلى وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض»، في إشارة إلى هزيمة الرئيس دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية. بالإضافة إلى واشنطن، أعلنت منظمة الدول الأميركية، الأحد، عدم اعترافها بصحة الانتخابات التشريعية التي دعا الاتحاد الأوروبي، لكن من دون جدوى، إلى إرجائها، معتبراً أنها ليست لا «شفافة» ولا «موثوقة». ووصف وزير الخارجية البرازيلي إرنستو أروجو، الاثنين، عملية الاقتراع بأنها «خدعة انتخابية» حاولت خلالها «ديكتاتورية» مادورو «تشريع» سلطتها. وأعلنت كندا وكولومبيا وكوستاريكا وبنما، الأحد، أنها لن تعترف بنتائج الانتخابات. وأفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية بأن مراكز الاقتراع كانت غير مزدحمة طوال النهار، باستثناء تلك الواقعة في أحياء كراكاس المؤيدة بشكل علني للحزب التشافي.
في سائر أنحاء البلاد، كانت طوابير السيارات أمام محطات الوقود أطول من طوابير الناخبين أمام مراكز الاقتراع، ما يعكس الأزمة الخطيرة التي تمر بها الدولة التي كانت أول منتج للنفط في أميركا اللاتينية. وقال خوسيه ألبيرتو الذي كان ينتظر منذ ساعات أمام محطة وقود، لوكالة الصحافة الفرنسية، «هذا إذلال»، مؤكداً أنه لن يصوت.
وجرت هذه الانتخابات في بلد يشهد أزمة سياسية واقتصادية عميقة، يخنقه تضخم متزايد، وتشله طوابير لا نهاية لها للحصول على الوقود، وأنهكه نقص المياه والغاز والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وترزح فنزويلا تحت وطأة عقوبات اقتصادية أميركية تهدف إلى الإطاحة بخلف تشافيز، من بينها حظر نفطي مطبق منذ أبريل (نيسان) 2019 يتسبب بنقص في الوقود. إلا أن غوايدو، وهو رئيس البرلمان منذ عام 2015، يدعو إلى «توسيع» هذه العقوبات.
وسيجري، الاثنين، «مشاورة شعبية» ينوي الاعتماد عليها لتمديد ولايته إلى ما بعد تاريخ انتهائها في الخامس من يناير، باختياره مرة أخرى مقاطعة الاقتراع الذي يعتبر أنه غير مضمون، بعد أن قاطع الانتخابات الرئاسية عام 2018 والتصويت على جمعية تأسيسية عام 2017، يجازف زعيم المعارضة بكل شيء في هذه المشاورة الذي لا يمكن التكهن بعواقبها. ويبدو غوايدو الذي تراجعت شعبيته واثقاً بنفسه. وقال «لدي أكثر من تفاؤل، لدي يقين»، لكن لم يُعرف ما إذا كانت السلطات ستسمح بإجراء التشاور الذي دعا إليه.
69 % يقاطعون انتخابات فنزويلا... ومادورو يعلن فوزه
وزير الخارجية الأميركي يصفها بـ«المهزلة»
69 % يقاطعون انتخابات فنزويلا... ومادورو يعلن فوزه
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة