بريطانيا تبدأ حملة التطعيم غداً... والملكة تتلقى اللقاح علناً

أول دولة في العالم تستخدم مصل شركتي «فايزر» و«بيونتك»

الممرضون يتدربون على طريقة استخدام لقاح «فايزر» قبل بدء حملة التطعيم (أ.ف.ب)
الممرضون يتدربون على طريقة استخدام لقاح «فايزر» قبل بدء حملة التطعيم (أ.ف.ب)
TT
20

بريطانيا تبدأ حملة التطعيم غداً... والملكة تتلقى اللقاح علناً

الممرضون يتدربون على طريقة استخدام لقاح «فايزر» قبل بدء حملة التطعيم (أ.ف.ب)
الممرضون يتدربون على طريقة استخدام لقاح «فايزر» قبل بدء حملة التطعيم (أ.ف.ب)

تبدأ بريطانيا غداً (الثلاثاء) حملة التطعيم ضد مرض «كوفيد19»، مستخدمة اللقاح الذي طورته شركتا «فايزر» و«بيونتك» في الولايات المتحدة، لتصبح بذلك أول دولة في العالم تستخدم هذا اللقاح. وقالت الحكومة البريطانية، أمس، إن اللقاح سيكون متاحاً في البداية بالمستشفيات، قبل توزيع المخزونات على عيادات الأطباء، على أن تعطي «هيئة الصحة الوطنية» أولوية قصوى لتطعيم من تجاوز سنهم 80 عاماً، وأيضاً للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وموظفي دور الرعاية والمقيمين فيها.
كما ستتلقى الملكة إليزابيث الثانية في الأسابيع المقبلة اللقاح نفسه؛ الذي حصل للتو على الضوء الأخضر من السلطات الصحية البريطانية لمكافحة فيروس «كورونا».
وذكرت صحيفتا «ميل أون صنداي» و«صنداي تايمز» أن الملكة (94 عاماً) وزوجها الأمير فيليب (99 عاماً) سيكونان من بين أول أشخاص يتلقون اللقاح. وأشارت «ميل أون صنداي» إلى أنه سيتم تطعيمهما على أساس الأولوية نظراً لسنّيهما، وليس بموجب معاملة تفضيلية. ووفقاً للصحيفة؛ فإنّ هذين العضوين الأكبر سناً في العائلة المالكة سيتلقّيان هذا التطعيم بشكل علني من أجل «تشجيع أكبر عدد من الناس على تلقّيه»، في وقتٍ تخشى فيه السلطات من أن النشطاء المناهضين للقاح سيثيرون الشكوك حوله بين السكان.
وأعطت بريطانيا الضوء الأخضر للقاح فيروس «كورونا» الذي طورته «فايزر - بيونتك»، وذلك استعداداً لحملة تطعيم ستبدأ بكبار السن ومن يُعدّون الأكثر ضعفاً، بدءاً من الثلاثاء؛ بحسب السلطات الصحية. وأفادت صحيفة «ديلي ميرور» من جهتها بأن كثيراً من المشاهير في بريطانيا التزموا بتلقي اللقاح علناً من أجل دعم حملة التطعيم.
ورفض «قصر باكنغهام» التعليق على الأمر عندما تواصلت معه وكالة الصحافة الفرنسية، وأشار متحدث باسم القصر إلى الطابع «الشخصي» للقرارات الطبية.
وأعطت بريطانيا الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح الذي طورته شركتا «فايزر» و«بيونتك»، الأسبوع الماضي لتتصدر السباق العالمي لبدء برنامج التطعيم الجماعي الأكثر أهمية في التاريخ. وفي المجمل، طلبت بريطانيا 40 مليون جرعة، وهو ما يكفي لتطعيم 20 مليون نسمة بواقع جرعتين للشخص الواحد في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 67 مليون نسمة. ومن المتوقع توفر نحو 800 ألف جرعة خلال الأسبوع الأول. وقالت وزارة الصحة البريطانية إن الجرعات الأولية التي وصلت من بلجيكا تُخزن في مواقع آمنة في جميع أنحاء البلاد حيث تُفحص جودتها.
ويأتي طرح اللقاح في لحظة حاسمة محفوفة بالمخاطر في المفاوضات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي حول اتفاق تجاري لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وستنتهي فترة أمر واقع انتقالية يوم 31 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وسيتسبب سيناريو عدم التوصل إلى اتفاق في اضطرابات كبيرة في حركة البضائع بين بريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي.
وذكرت صحيفة «أوبزرفر» البريطانية، أمس، أنه من الممكن نقل عشرات ملايين الجرعات إلى بريطانيا بالطائرات الحربية بموجب خطط طوارئ وضعتها الحكومة البريطانية لتجنب عمليات التأخير في الموانئ بسبب «بريكست». وفي مقابلة مع تلفزيون «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، قالت جون رين، رئيسة «هيئة تنظيم الأدوية» التي وافقت على اللقاح، لدى سؤالها عمّا إذا كانت تخشى أن يتسبب عدم التوصل إلى اتفاق في تعطيل الطرح: «لقد بدأنا. نحن مستعدون. نحن جاهزون تماماً لأي نتيجة ممكنة».
يذكر أن لقاح «فايزر - بيونتك» له متطلبات تخزين مرهقة؛ إذ يجب حفظه في درجة حرارة تبلغ 70 درجة مئوية تحت الصفر، ويبقى 5 أيام فقط في المبرد العادي. لهذا السبب، قالت وزارة الصحة إن اللقاح سيُعطى أولاً في 50 مستشفى، موضحة أن تخليص اللقاح من الثلج وإعداده للاستخدام يستغرق ساعات قلائل.
وكتبت «هيئة الصحة الوطنية» إلى الممارسين العامين تطلب منهم الاستعداد لبدء عمليات التطعيم من خلال الأطباء المحليين بدءاً من 14 ديسمبر الحالي. وبريطانيا من أوائل الدول التي تطرح لقاحاً على نطاق واسع، مما يبعث على الأمل في أن تتحول الدفة قريباً ضد الفيروس الذي أودى بحياة نحو 1.5 مليون إنسان في العالم وأنهك الاقتصاد العالمي.
من جهة أخرى، بدأ الأمير ويليام، حفيد الملكة والثاني في ترتيب ارتقاء العرش، وزوجته كيت، جولة في بريطانيا بالقطار، أمس، للقاء العاملين في الخطوط الأمامية للتصدي لـ«كوفيد19» وموظفي دور الرعاية والمدرسين، لشكرهم على جهودهم خلال الجائحة. وتعدّ بريطانيا أكثر دول أوروبا تضرراً من «كوفيد19» مع تسجيلها أكثر من 60 ألف حالة وفاة.
في غضون ذلك، ارتفع إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفيروس «كورونا» المستجد في بريطانيا إلى 71.‏1 مليون حالة، بحسب بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأميركية ووكالة «بلومبرغ» للأنباء. وأظهرت البيانات أن إجمالي الوفيات في البلاد جراء الإصابة بمرض «كوفيد19»، وصل إلى 61 ألفاً و111 حالة، بينما شفي 3650 شخصاً. وكان أُعلن عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس «كورونا» في بريطانيا قبل نحو 44 أسبوعاً.


مقالات ذات صلة

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

آسيا رجل يمر أمام مجسمَيْن لفيروس «كورونا» (رويترز)

الصين: «كوفيد - 19» نشأ في الولايات المتحدة

أعادت الصين تكرار مزاعمها بأن «كوفيد - 19» ربما نشأ في الولايات المتحدة، وذلك في تقرير أصدرته أمس الأربعاء حول استجابتها للجائحة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ب)

ترمب يُروِّج لنظرية «تسرب كورونا من المختبر» عبر موقع «كوفيد» الحكومي

يدعم موقع إلكتروني اتحادي متخصص في فيروس «كوفيد-19»، كان يعرض معلومات عن اللقاحات والفحوصات والعلاج، الآن، نظرية أن الوباء نشأ نتيجة تسرب من مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ تعرض الصفحة التي تشبه ملصقاً لأحد أفلام هوليوود عنواناً وهو «تسريب المختبر» (البيت الأبيض)

البيت الأبيض يدشن صفحة تدعم نظرية نشوء «كورونا» داخل مختبر

دشّن البيت الأبيض، الجمعة، صفحة إلكترونية جديدة حول أصول نشأة فيروس كورونا، على موقعه الرسمي يدعم فيها النظرية القائلة بأن «كوفيد-19» نشأ داخل مختبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم أحد أفراد الطاقم الطبي يعتني بمريض مصاب بفيروس «كورونا المستجد» بقسم «كوفيد - 19» داخل مستشفى في بيرغامو... 3 أبريل 2020 (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تضع اللمسات الأخيرة على «اتفاق الجوائح»

تجتمع الدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية، اليوم (الثلاثاء) في جنيف، على أمل وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق الجوائح، بعد التوصل إلى اتفاق «مبدئي» الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم مقر «منظمة الصحة العالمية» في جنيف (أ.ف.ب)

أعضاء «منظمة الصحة العالمية» يقتربون من اتفاق لمواجهة الأوبئة

يقترب أعضاء «منظمة الصحة العالمية» من التوصل إلى اتفاق بشأن معاهدة للاستعداد للأوبئة التي قد تحدث في المستقبل.


تقرير: ترمب يهدد بعدم حضور قمة حلف الناتو

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين أثناء مغادرته البيت الأبيض بواشنطن في طريقه لحضور فعالية بولاية ميشيغان، 29 أبريل 2025 (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين أثناء مغادرته البيت الأبيض بواشنطن في طريقه لحضور فعالية بولاية ميشيغان، 29 أبريل 2025 (أ.ب)
TT
20

تقرير: ترمب يهدد بعدم حضور قمة حلف الناتو

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين أثناء مغادرته البيت الأبيض بواشنطن في طريقه لحضور فعالية بولاية ميشيغان، 29 أبريل 2025 (أ.ب)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث إلى الصحافيين أثناء مغادرته البيت الأبيض بواشنطن في طريقه لحضور فعالية بولاية ميشيغان، 29 أبريل 2025 (أ.ب)

نقلت مجلة «شبيغل» الألمانية، اليوم الجمعة، عن مصادر دبلوماسية أوروبية قولها إن مبعوث واشنطن حذّر من أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يغيب عن قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) المقبلة إذا لم تتخذ الدول الأعضاء في الحلف إجراءات بشأن تقاسم الأعباء.

وأضاف التقرير أن ألمانيا على وجه التحديد تعرضت لضغوط لزيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير، إذ تحدث وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث إلى نظيره الألماني بوريس بيستوريوس حول تلك المسألة الأسبوع الماضي، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.