بومبيو: مستوى العنف في أفغانستان مرتفع لدرجة غير مقبولةhttps://aawsat.com/home/article/2666511/%D8%A8%D9%88%D9%85%D8%A8%D9%8A%D9%88-%D9%85%D8%B3%D8%AA%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%86%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%D9%85%D8%B1%D8%AA%D9%81%D8%B9-%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%AC%D8%A9-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D9%85%D9%82%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%A9
بومبيو: مستوى العنف في أفغانستان مرتفع لدرجة غير مقبولة
مجلس المصالحة الوطنية يجتمع سعياً إلى تحقيق توافق سياسي
بومبيو خلال مشاركته في مؤتمر أمني سنوي (إ.ب.أ)
كابل:«الشرق الأوسط»
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
كابل:«الشرق الأوسط»
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
بومبيو: مستوى العنف في أفغانستان مرتفع لدرجة غير مقبولة
بومبيو خلال مشاركته في مؤتمر أمني سنوي (إ.ب.أ)
طالب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، طرفي النزاع في أفغانستان، حكومة كابل وحركة «طالبان»، بضرورة خفض مستويات العنف، وتابع قائلاً: «أوضحت لهم أن مستويات العنف لا يمكن أن تستمر بينما تجري مفاوضات السلام بينهما في الدوحة. لن يفلح ذلك». وأشار بومبيو إلى أنه التقى مع فرق التفاوض خلال زيارة للدوحة في 21 نوفمبر (تشرين الثاني). وقال بومبيو، «طلبنا منهم جميعاً التراجع والانسحاب بشكل فعلي»، وأضاف أنه يأمل في أن يبدأ الجانبان في معالجة بعض القضايا الأساسية، بما في ذلك وقف إطلاق النار على مستوى البلاد. وقال وزير الخارجية الأميركي، إن أعمال العنف التي تشهدها أفغانستان حالياً عند مستوى «مرتفع لدرجة غير مقبولة». تأتي تصريحات بومبيو التي أدلى بها خلال حوار المنامة، وهو مؤتمر أمني سنوي، بعد يومين من توصل مفاوضين مدعومين من كابل و«طالبان» إلى اتفاق في الدوحة لمواصلة المحادثات من أجل تسوية سياسية للصراع المستمر منذ عقود. وكان من المقرر أن تبدأ المفاوضات في 10 مارس (آذار) بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة و«طالبان» لانسحاب القوات الأميركية. لكنها تأخرت بسبب خلافات حول إطلاق سراح السجناء وقواعد وإجراءات المحادثات وسط تصاعد أعمال العنف. وفي الأمس عقدت لجنة القيادة بمجلس المصالحة الوطنية الأفغاني أول جمعية عامة لها على الإطلاق، في محاولة لحشد إجماع سياسي مطلوب لعملية السلام الهشة. وقال رئيس المجلس، عبد الله عبد الله، إن عقد الجمعية خطوة مهمة في حشد الدعم السياسي لعملية السلام، ومشورة كبار القادة السياسيين الأفغان، مرغوبة للغاية كجزء من العملية. وشكر عبد الله عبد الله «طالبان» على موافقتها على المشاركة في المحادثات، وقال «يجب ألا تكون لدينا رؤية هادفة للربح فيما يتعلق بعملية السلام. في الحرب، لن يستفيد أحد». من جهة أخرى، قال الرئيس الأفغاني أشرف غني، إن المرحلة الأولى من المحادثات كانت صعبة، لكنها اكتملت، والعملية الآن في مرحلتها الثانية. وأضاف غني: «العملية تحتاج الآن إلى مشورة مستمرة، وعلينا الاتفاق على المزيد من الخطوات التي نتخذها». وأعلن القادة السياسيون البارزون الذين حضروا الاجتماع عن دعمهم لهذه العملية. ومن بين المسؤوليات الأخرى، تم تكليف اللجنة بقيادة فريق التفاوض الأفغاني المكون من 21 عضواً، ومقره الدوحة، في المحادثات المباشرة مع «طالبان». وقبل الاجتماع، قال مجيب رحيمي المتحدث باسم عبد الله، إن اللجنة ستوفر دعماً سياسياً مستقراً لفريق التفاوض الأفغاني. تأتي المحادثات في إطار اتفاق تم التوصل إليه بين «طالبان» والولايات المتحدة في فبراير (شباط)، في محاولة لإنهاء ما يقرب من عقدين من الحرب في أفغانستان، وفتح الطريق أمام انسحاب جميع القوات الدولية من البلاد.
2025... عام ملء الفراغات؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5098475-2025-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%AA%D8%9F
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.
يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟
بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.
دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.
بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».
حال العالم
في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.
في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.
وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.
يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟
إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.
شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.
التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ
مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.
تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.
في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟