السعودية: مصفاة ينبع «ياسرف» تصدر 300 ألف برميل من الديزل في أولى شحناتها

تستهدف السوق العالمية بطاقة تكرير 1.2 مليون برميل يوميا

السعودية: مصفاة ينبع «ياسرف» تصدر 300 ألف برميل من الديزل في أولى شحناتها
TT

السعودية: مصفاة ينبع «ياسرف» تصدر 300 ألف برميل من الديزل في أولى شحناتها

السعودية: مصفاة ينبع «ياسرف» تصدر 300 ألف برميل من الديزل في أولى شحناتها

دخلت السعودية وبقوة إلى سوق المنتجات النفطية عبر الوقود الأهم عالميا، حيث دشنت شركة ياسرف (شركة ينبع أرامكو سينوبك للتكرير المحدودة)، يوم أمس (الخميس)، أولى شحناتها من منتجات المصفاة الواقعة في مدينة ينبع الصناعية، التي احتوت على 300 ألف برميل من وقود الديزل النقي. وتعد مصفاة ياسرف المصفاة الثانية في السعودية التي تعلن عن تصدير شحنات من الديزل إلى الخارج، ففي يناير (كانون الثاني) من العام الماضي، أعلنت مصفاة ساتورب، ومقرها مدينة الجبيل الصناعية، تصدير أول شحنة من الوقود إلى كينيا.
وبحسب مراقبين ومحللين في قطاع الطاقة، فإن السعودية الآن تجني ثمار خطة التحول من تسويق النفط الخام إلى تسويق المنتجات التي تعطي عائدا أكبر وتضمن لها الأسواق المستهلكة.
وقال سداد الحسيني، المحلل النفطي السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الكميات المصدرة ضخمة وعلى المستوى العالمي، ولا يوجد دول يمكنها أن تنافس السعودية في هذا القطاع، وستزيد الكميات المصدرة مع مرور الوقت ودخول مصفاة جازان مرحلة التشغيل».
يشار إلى أن السعودية خططت لبناء 3 مصاف ضخمة، بطاقة تكريرية تبلغ 1.2 مليون برميل يوميا، أنجزت اثنتين «ساتورب وياسرف»، والثالثة مصفاة جازان في طور الإنجاز، وجميع المصافي الثلاث تستهدف الأسواق الخارجية.
وكانت السعودية تستورد ما بين 2.2 إلى 3 ملايين برميل شهريا من وقود الديزل، وحققت الاكتفاء منه في مطلع عام 2014.
وقال المهندس خالد جاسم البوعينين، رئيس مجلس إدارة شركة ياسرف: «تعد الشركة من أكبر المصافي العالمية وأكثرها تطورا، وتتميز بأنها مصفاة تحويلية متكاملة، تنتج أجود أنواع الوقود البترولي النقي حسب أعلى وأدق المعايير والمواصفات الدولية». وأضاف: «والمصفاة امتداد لاستراتيجية أرامكو السعودية لتكرير النفط الخام للحصول على أعلى قيمة مضافة للثروة الطبيعية التي تتمتع بها البلاد، وتفي بمتطلبات الأسواق المحلية والعالمية، بمنتجات ذات قدرة تنافسية تضمن إمدادات مستقرة، وكذلك كإحدى ركائز الشراكة الاستراتيجية مع (سينوبك)، أكبر عملاء أرامكو السعودية في أسواق النفط الخام».
بدوره قال المهندس محمد الشمري، رئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة ياسرف: «اليوم نشهد نتاج ثمار جهد سنوات من التخطيط والتصميم وعمليات الإنشاء والتشغيل المعقدة للحصول على منتجات ذات قيمة مضافة من النفط الخام، يتمثل في انطلاق الشحنة الأولى من وقود الديزل النقي وعالي الجودة، التي تلتزم بالمواصفات العالمية الأكثر صرامة، حيث ستتبعها شحنات أخرى من منتجات عدة تلبي متطلبات الأسواق المحلية والعالمية، وستكون المصفاة بمثابة مشروع محوري لتوسعة قاعدة الصناعات في مدينة ينبع الصناعية على وجه الخصوص، والسعودية بشكل عام».
جدير بالذكر أن «ياسرف» مشروع مشترك بين «أرامكو» السعودية وشركة تشاينا بتروكيميكال كوربوريشن (سينوبك)، وتشغل مساحة قدرها 5.2 مليون متر مربع في مدينة ينبع الصناعية التي تقع على البحر الأحمر.
وتعد «ياسرف» من أحدث معامل التكرير العالمية التي تتمتع بقدرة تنافسية كبيرة على الصعيد الدولي من خلال طاقتها الإنتاجية في القدرة على تكرير نحو 400 ألف برميل من الخام العربي الثقيل يوميا، وتحويلها بالكامل إلى منتجات بترولية نقية وعالية الجودة، مثل: الجازولين، والديزل، والبنزين، وحبيبات الكبريت، والفحم البترولي، وفق أعلى المواصفات العالمية، وتبلغ حصة «أرامكو» السعودية فيها 62.5 في المائة، وحصة سينوبك 37.5 في المائة.
يشار إلى أن مصفاة ياسرف وفرت فرصا وظيفية تقدر بنحو 1200 وظيفة مباشرة و5 آلاف وظيفة غير مباشرة، حيث بلغ معدل السعودية أكثر من 73 في المائة، كما صرفت نسبة كبيرة من إجمالي قيمة المشروع داخل السعودية، من خلال أعمال هندسية تفصيلية، وتوريد المواد من مصنعين وموردين محليين.



الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.