شاشة الناقد

من «الحياة القادمة»
من «الحياة القادمة»
TT

شاشة الناقد

من «الحياة القادمة»
من «الحياة القادمة»

The Life Ahead
حكاية روزا ومحمد
- التقييم: (**) وسط
- إخراج: ‪إدواردو بونتي‬
- إيطالي- أميركي
النوع: دراما عاطفية (2020)
صوفيا لورين في السادسة والثمانين من عمرها. صاحبة رصيد كبير من الأعمال (نحو 90 فيلماً ودزينة من الإنتاجات التلفزيونية) وحضور في تاريخ السينما تتمناه لنفسها أكثر من ممثلة. فهي وُلدت نجمة وتبوأت النجومية لعقود وما زال لها اسم رنّان إلى اليوم.
«الحياة القادمة» لن يدخل التاريخ كأحد أفضل أفلامها، لكنه على الأقل برهان على أنها ما زالت تستطيع استلهام اللحظات العاطفية والتعبير عنها على النحو الذي اعتادت عليه. هناك صدق في تعابيرها ورقّة مشهودة حين تتواصل مع شخصيتها أو مع الشخصيات المحيطة بها.
«الحياة المقبلة» مأخوذ عن حكاية وضعها رومان غاري وأوغو شيتي بعنوان «مدام روزا» وأقدم المخرج الإسرائيلي موشي مزراحي على تحويلها إلى فيلم بالعنوان نفسه سنة 1977 الذي توّجته أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في العام التالي بأوسكار أفضل فيلم أجنبي.
في صلبها هي حكاية صبي مسلم (جزائري في فيلم مزراحي وأفريقي أسود هنا) يعيش في بلدة باري الإيطالية (عوض باريس) في الزمن الحالي (عوض الأمس غير البعيد). اسمه الحقيقي محمد (يؤديه جيداً إبراهام غواي) ولو أنه يفضل أن يُنادى باسم مومو. هناك طبيب طيّب اسمه كووَن يحاول مساعدته فيأخذه إلى بيت مومس سابقاً اسمها مدام روزا (لورين في الدور الذي لعبته سيمون سنيوريه في الفيلم السابق) التي ترفض رعايته لكنها توافق مقابل 750 يورو في الشهر ولمدة شهرين فقط.
كالمعتاد في مثل هذه الحالات، فإن كل من الشخصيتين روزا ومومو متناقضان والعلاقة بينهما تبدأ بمشاكل متوالية. ليس فقط إنها يهودية وهو مسلم (ولو إنه لا يمارس شعائر دينه) بل أساساً لأنه يكره الناس ويؤمن بأن تحقيق ذاته لا يتم إلا بالقتال. هناك رجل مسلم صاحب دكان تحف ومخطوطات (باباك كريمي) يحاول إرشاده لكن الصبي يفضل التحوّل إلى مروّج وبائع مخدرات لإيطالي اسمه كاربنييه. في هذه المرحلة الشاملة من الفيلم فإن الكثير من الدراما تأتي مثقلة بالمواقف غير القابلة للتصديق وبينها أن مومو يتصرّف بسلوكيات ومفاهيم من هم أكبر سناً منه.
الفيلم يحمل تعليقاً بصوت مومو مكتوب لمن هم أكبر سناً وأكثر تجربة منه. لكن الأهم هو أن ثلثي الفيلم يبدو سياحياً وبلاستيكياً في أحداثه وفي مشاعر شخصياته. عند الثلث الأخير ترتفع رسالته فإذا بمدام روزا تحتاج إلى محمد، ومحمد يحتاج إلى روزا في لقاء ذي زاوية لا يمكن إلا الترحيب بها.

(*) لا يستحق
(**) وسط
(***) جيد
(****) ممتاز
(*****) تحفة


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
TT

نجم بوليوود عامر خان يصرف النظر عن الاعتزال ويواصل التمثيل والإنتاج

نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)
نجم بوليوود عامر خان (أ.ف.ب)

خطرت فكرة اعتزال السينما في بال نجم بوليوود، عامر خان، في خضمّ فترة التأمل التي أمضاها خلال جائحة كوفيد-19، لكنّ الممثل والمنتج الهندي بدّل رأيه مذّاك ويعتزم مواصلة مسيرته المهنية الغنية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين.

وقال خان لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، خلال مقابلة أجرتها معه في لندن، إنه مرّ قبل بضع سنوات بمرحلة إعادة نظر ذاتية.

وأضاف: «كان ذلك خلال أزمة كوفيد، وكنت أفكر في كثير من الأمور، وأدركت أنني قضيت حياتي بأكملها في عالم السينما السحري هذا منذ أن أصبحت بالغاً».

وتولى عامر خان بطولة عدد كبير من الأفلام التي حققت نجاحاً تجارياً واسعاً في بلده، ومنها «3 بلهاء» و«دانغال»، و«نجوم على الأرض»، كما اشتهر عامر خان بإنتاج وبطولة فيلم «لاغان Lagaan» الذي كان بين الأعمال المرشحة لجائزة الأوسكار للأفلام الأجنبية عام 2002.

وتابع خان الذي بدأت مسيرته التمثيلية منذ الطفولة في السبعينات، وأصبح لاسمه ارتباط وثيق ببوليوود: «لقد أدركت أنني لم أعطِ حياتي الشخصية الأهمية التي كنت أرغب فيها».

وزاد: «واجهتُ صعوبة في التغلب على الشعور بأنني أهدرت الكثير من الوقت، وكنت أشعر بالكثير من الذنب... كان رد فعلي الأول القول إنني اكتفيت من السينما».

لكنّ عائلته، وخصوصاً ابنه وابنته، أقنعته بالعدول عن الاعتزال. وقال: «في رأسي كنت أقول سأتوقف. ثم لم أفعل ذلك».

والآن، مع اقتراب عيد ميلاده الستين في مارس (آذار)، يريد عامر خان، الذي يعيش في مومباي، «مواصلة التمثيل والإنتاج لبعض الوقت».

«أحب أن أفاجئ جمهوري»

ويعتزم النجم الهندي أيضاً جعل شركته للإنتاج «عامر خان بروداكشنز» منصة «لتشجيع المواهب الجديدة التي تكون أحاسيسها قريبة» من أحساسيسه و«تريد أن تروي القصص» التي تهمه.

ومن ذلك مثلاً فيلم «لاباتا ليديز» Laapataa Ladies الكوميدي عن شابتين من منطقة ريفية في الهند، يطرح موضوع الزواج ووضع المرأة في بلده، وقد شارك في إنتاجه مع زوجته السابقة كيران راو، وحضر أخيراً إلى لندن للترويج له.

ويتناول عدد من أفلام عامر خان قضايا اجتماعية، مثل حقوق المرأة في المناطق الريفية، أو الصناعة الرياضية، أو الضغط المفرط في التعليم العالي أو حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.

لكن خان يرفض أن يحبس نفسه في نوع واحد فقط من الأفلام أو الأدوار، وقال في هذا الصدد: «أحب التنويع والتطرق إلى قصص مختلفة. أحب أن أفاجئ نفسي وجمهوري».

ولم يتردد النجم البوليوودي في انتقاد نفسه أيضاً، مشيراً إلى أنه «غير راضٍ» عن أدائه في فيلم «لا سينغ شادا» Laal Singh Chaddha الهندي المقتبس من فيلم «فورست غامب» تم إنتاجه عام 2022، لكنه لم يحظَ بالاستحسان المألوف الذي تُقابَل به أعماله.

وأما في «أن يكون هذا الفيلم أفضل»، في إشارة إلى عمله الجديد «سيتار زامين بار» Sitaare Zameen Par الذي يُطرَح قريباً.

ورغم فوزه بالعشرات من الجوائز السينمائية في الهند بالإضافة إلى ثالث أعلى وسام مدني في بلده، فإن عامر خان يحرص على تقويم كل فيلم من أفلامه.

وشدّد على أن «إخراج فيلم أمر بالغ الصعوبة». وقال: «عندما أنظر إلى الفيلم الذي أخرجناه، ثم إلى السيناريو الذي كتبناه، أتساءل هل حقق الفيلم الأهداف التي حددناها».

وأضاف: «إذا وصلنا إلى ما أردناه، وصنعنا الفيلم الذي أردناه، فيشكّل ذلك ارتياحاً كبيراً».