رابطة المحترفين الإنجليزية وفرصة إعادة اكتشاف نفسها بعد فترة تايلور

الرئيس التنفيذي أعلن مؤخراً نيته الرحيل ليحين وقت السير على نهج سترلينغ وراشفورد

رابطة المحترفين الإنجليزية وفرصة إعادة اكتشاف نفسها بعد فترة تايلور
TT

رابطة المحترفين الإنجليزية وفرصة إعادة اكتشاف نفسها بعد فترة تايلور

رابطة المحترفين الإنجليزية وفرصة إعادة اكتشاف نفسها بعد فترة تايلور

ربما حان الوقت لكي نقول وداعا للمدير التنفيذي لرابطة اللاعبين المحترفين، جوردون تايلور، الذي قد يرحل حقا هذه المرة، حيث أعلن أنه سيترك منصبه قريبا، بعد 39 عاما (فقط) من توليه هذا المنصب! ومن المؤكد أن المراقبين سينظرون إلى هذه الخطوة بحذر شديد.
وربما كانت أفضل صفة في تايلور خلال السنوات الأخيرة هي قدرته على الصمود ووقوفه في وجه الأزمات والصعاب والتحديات بكل قوة، وكأنه كائن لا يمكن تدميره. ولم يتمكن تايلور من النجاة من الدعاية السيئة والأخطاء والمعارضة الانتخابية فحسب، لكنه استمر أيضا في منصبه رغم أنه نفسه قد أعلن في عام 2018 أنه سيرحل!
إن رحيل تايلور في نهاية المطاف بشروطه الخاصة يعد تكريما له على مثابرته وإرادته القوية ونجاحه في مجالات معينة، وعلى الأخص الأمور المتعلقة بالدخل المالي الذي تحققه الرابطة. ولا يعد هذا شيئا سيئا في حد ذاته، حيث يفترض على كل رؤساء الروابط والنقابات أن يعملوا على تحسين الموارد المالية للهيئات التي يتولون قيادتها. لكن يجب الإشارة إلى أن هذا الأمر - في حالة تايلور - قد استمر لفترة أطول من اللازم وأثر بالسلب على قيامه بمهامه الأخرى.
في الحقيقة، تتطلب رابطة اللاعبين المحترفين منا جميعا مزيدا من الاهتمام في الوقت الحالي، نظرا لأن الأثر السلبي الأكثر وضوحا للاحتفاظ بشخص يبلغ من العمر 75 عاما في دور قيادي رئيسي على مدى 4 عقود من التغيير الجذري، قد أصاب الرابطة بحالة من الركود الشديد.
وربما كانت أكثر السمات وضوحا للرابطة تحت قيادة تايلور خلال العامين الماضيين تتمثل في أن هذه الرابطة قد تخلفت كثيرا عن ركب العالم الحديث. ففي تلك الفترة أصبح نجم مانشستر سيتي رحيم سترلينغ، ونجم مانشستر يونايتد، ماركوس راشفورد، هما أكثر الشخصيات نفوذاً وتأثيراً في الحملات التي تهدف إلى تعزيز مكانة لاعبي النخبة.
فهل نتخيل ما كان يمكن أن يحدث لو كانت هذه الرابطة تتحلى بنفس حضور وإمكانيات لاعب مثل سترلينغ في حملته التي تهدف لمواجهة العنصرية، رغم أنه لا يعتمد في ذلك إلا على ذكائه وحسابه على وسائل التواصل الاجتماعي؟ أو لو كانت هذه الرابطة يمكنها توجيه مثل الرسائل التي يوجهها راشفورد والتي تتميز بالوضوح الشديد بشأن القضايا الاجتماعية التي تخاطب الكثير من الناس؟
من المؤكد أن الخيال مطلوب في مثل هذه الأمور، لكن من الصعب للغاية أن نتخيل عمل تايلور وراشفورد معا من خلال نفس المنصة، نظرا لأن الرابطة التي يتولى قيادتها تايلور، والتي كان يجب أن تحدث تأثيرا حقيقيا ملموسا، كانت تعاني من الضعف والعجز، في الوقت الذي ينجح فيه لاعب شاب بمفرده في القيام بأشياء رائعة تثير إعجاب الجميع. وقبل بضع سنوات، وصف جوي بارتون تايلور بأنه «ملك عجوز بدين»، لكن الحقيقة أن تايلور ليس بدينا!
لكن يجب أن نطرح سؤالين بكل وضوح في الوقت الحالي: ما الذي يمكن استخلاصه من فترة تايلور التي امتدت إلى عدة عصور؟ أما السؤال الأكثر إلحاحا فهو: ما الخطوة التالية التي ستتخذها الرابطة؟
أولا، يجب أن نتفق ولأسباب مختلفة، ليس أقلها أن تايلور يفتقر للجاذبية والكاريزما، أنه سيكون هناك شكل من أشكال الاحتفال برحيل تايلور، وستكون هناك رغبة في الإشارة فقط إلى الإخفاقات الواضحة التي حدثت في عهده، بالإضافة إلى الحديث عن راتبه الضخم، فكرة القدم الإنجليزية مهووسة بالحديث عن هذه النقطة بالتحديد!
لكن دعونا نتحدث عن الإيجابيات أولا. سوف يترك تايلور رابطة اللاعبين المحترفين ولديها موارد مالية هائلة وفي وضع يسمح لها بالتفاوض لإبرام صفقات جيدة أخرى. إن تهديد تايلور بالإضراب في عام 1992 هو الذي أدى إلى ربط رابطة اللاعبين المحترفين بالتدفقات المالية التي يحصل عليها الدوري الإنجليزي الممتاز. كما أن هذا السلوك المماثل هو الذي أدى إلى الحصول على صفقات جيدة من ريتشارد سكودامور، الذي لا يعطي بشكل تلقائي وإنما يحتاج لضغط هائل لكي يقوم بذلك.
وعلاوة على ذلك، كان تايلور «معتدلا وليس صامتا» فيما يتعلق بالحملات التي تظهر بين الحين والآخر، فقد ساعد في تأسيس منظمة «كيك إت أوت» لمناهضة العنصرية، وهي فكرة جيدة للغاية، لكنها تعاني من نقص التمويل والموظفين. لكن توجد قضيتان ستحددان الكيفية التي سنتذكره بها على المدى القصير. ففي الآونة الأخيرة، ظهرت أدلة متزايدة على إصابة الكثير من اللاعبين السابقين بالخرف نتيجة تسديد الكرة بالرأس، وهو الأمر الذي أثار شكلا من أشكال الغضب بسبب نقص الدعم لمثل هؤلاء اللاعبين. وفي الحقيقة، يجب الاعتناء بمثل هؤلاء اللاعبين من قبل الأندية والجهات الإدارية المسؤولة، لكن في نفس الوقت كان بإمكان أي رابطة فاعلة أن تفعل المزيد من أجل حماية ومساعدة أعضائها.
لقد كان عام 2020 ومن قبل فرض إجراءات الإغلاق بسبب تفشي وباء فيروس «كورونا»، واحدا من المواسم الأسوأ التي تعرض خلالها اللاعبون أصحاب البشرة السمراء لإساءات وتجاوزات لمجرد أن بشرتهم داكنة، وأنه يبدون براعة فيما يفعلونه، على جميع مستويات اللعبة. من روميلو لوكاكو في كالياري إلى ما تعرض له ماريو بالوتيلي من جماهير لاتسيو، إلى طرد تايسون، لاعب شاختار دونتسك، بسبب رد فعله على إساءات عنصرية تعرض لها، إلى الإساءات التي تعرض لها لاعبا المنتخب الإنجليزي من أصحاب البشرة الداكنة سترلينغ وراشفورد وغيرهما في بلغاريا. ومن إقدام توم لويزو، مدرب هارينجي بورو، على سحب لاعبيه من الملعب خلال مباراة في بطولة كأس الاتحاد الإنجليزي بعد تعرضهم لتجاوزات عنصرية، إلى جوناثان ليكو، من وست بروميتش ألبيون، الذي انتظر ما يقرب من 6 شهور كي يثبت أمام المسؤولين أنه يعي جيدا معنى ما سمعه من أحد لاعبي ليدز. وهناك كذلك سايرس كريستي، لاعب فولهام، الذي تعرضت شقيقته للضرب واعتداءات عنصرية في المدرجات، بينما كان يلعب في أرض الملعب، أو التجاوزات التي استهدفت ثيو روبنسون، وكان في ساوثيند حينها، وأسرته هناك.
إننا جميعا نتوق شوقا لرؤية الجماهير تعود إلى الاستادات. وخلال الفترة القادمة، سيستمر الحديث حول حركة «حياة السود مهمة» ـ وهذا ما يجب أن يحدث. ونأمل أن يستمر إصرار اللاعبين على أن يجثو على ركبهم للتعبير عن الاعتراض خلال الموسم الجديد، وأن نعلي جميعا نبرة حاسمة ضد أي تساهل حيال العنصرية.
ونأتي بعد ذلك للحديث عن الراتب، حيث يحصل تايلور على نحو مليوني جنيه إسترليني سنويا، وهو راتب أعلى بكثير من راتب أي زعيم نقابي آخر. وقد كانت هذه نقطة مقارنة دائمة بالمبالغ التي تم إنفاقها لدعم أعضاء الرابطة والقضايا التي تستحق الدعم والاهتمام. وفي دفاعه عن ذلك الأمر، قد يشير تايلور إلى الجنون المالي لكرة القدم بشكل عام - سكودامور، على سبيل المثال، حصل على مبلغ مالي يصل إلى 5 ملايين جنيه إسترليني عند رحيله عن منصبه! كما يحصل اللاعب الألماني مسعود أوزيل على 18 مليون جنيه إسترليني سنويا، وبالتالي لا يوجد شيء منطقي في هذا الصدد.
ويجب الإشارة إلى أن رابطة اللاعبين المحترفين هي هيئة دائما ما تضع الموارد المالية في صميم عملها. لقد تأسست الرابطة عام 1907 كوسيلة لتمديد الحد الأقصى للأجور ثم ألغي، وهو ما نجحت أخيرا في تنفيذه تحت قيادة جيمي هيل، الذي لم يكن يحصل على أي أجر. ومن هنا يأتي الوضع الغريب الحالي، حيث حدث انحراف هائل في الشؤون المالية لكرة القدم على مدار الـ30 عاما الماضية حتى وجدت الرابطة نفسها الآن تعمل لصالح أصحاب الملايين في الدوري الإنجليزي الممتاز، وأن لاعبي الدوريات الأدنى الذين يحصلون على رواتب بسيطة للغاية، وجميع هؤلاء اللاعبين يدفعون نفس قيمة الاشتراك في الرابطة والذي يصل إلى 100 جنيه إسترليني!
وبالتالي، لم يكن من الغريب أن يرتفع راتب تايلور بهذا الشكل على مدار تلك السنوات الطويلة، وأن تبدو هذه الرابطة بهذا الشكل الغريب وغير المتوازن، لأنها في المقام الأول والأخير تعكس الصناعة التي تمثلها، وهي كرة القدم، التي تمر أيضا بمرحلة من التخبط وعدم التوازن.
وفي النهاية، يجب أن تدرك الرابطة أن الوقت مناسب الآن لكي تعيد بناء نفسها من جديد. لكن الشيء المؤكد الآن هو أن تايلور قد استمر لفترة طويلة وأطول من اللازم، حتى لو تمكن خلال تلك الفترة من جمع مبالغ مالية ضخمة للرابطة. وقد وعدت الرابطة بإجراء مراجعة شاملة للشؤون المالية. وفي هذه الأثناء، يجدر التفكير فيما يمكن أن يفعله قائد جديد ذو رؤية حقيقية وحماسة شديدة في منصب كان تايلور يشغله فقط لكنه لم يكن يقوم بمهام هذا المنصب كما ينبغي!


مقالات ذات صلة

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد عقده لعامين مقبلين (أ.ف.ب)

ماذا يعني بقاء بيب غوارديولا لمانشستر سيتي؟

في وقت تسود فيه حالة كبيرة من عدم اليقين حول مانشستر سيتي والدوري الإنجليزي الممتاز، فإن العقد الجديد لبيب غوارديولا يمثل دفعة كبيرة للنادي.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا مدد تعاقده مع سيتي معلنا التحدي بإعادة الفريق للقمة سريعا (رويترز)

غوارديولا أكد قدرته على التحدي بقرار تمديد عقده مع مانشستر سيتي

يُظهر توقيع جوسيب غوارديولا على عقد جديد لمدة عام واحد مع مانشستر سيتي أن المدير الفني الإسباني لديه رغبة كبيرة في التغلب على التحديات الكثيرة التي تواجه فريقه

جيمي جاكسون (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.