تعاون سعودي ـ هندي في الأمن الغذائي وتقنيات الإنتاج المبتكرة

ندوة افتراضية تبحث زيادة الاستثمار في القطاع

بحث التعاون المشترك بين السعودية والهند في قطاع الأمن الغذائي السعودي (واس)
بحث التعاون المشترك بين السعودية والهند في قطاع الأمن الغذائي السعودي (واس)
TT

تعاون سعودي ـ هندي في الأمن الغذائي وتقنيات الإنتاج المبتكرة

بحث التعاون المشترك بين السعودية والهند في قطاع الأمن الغذائي السعودي (واس)
بحث التعاون المشترك بين السعودية والهند في قطاع الأمن الغذائي السعودي (واس)

تتطلع السعودية والهند لتعزيز الشراكات في القطاع الغذائي الزراعي، وذلك من خلال إيجاد مناطق مشتركة وتقنية مبتكرة لتعزيز الإنتاجية وزيادة الاستثمار والصادرات الغذائية الزراعية، إضافة إلى رفع التعاون بمجالات التكنولوجيا والمعدات والأبحاث والتطوير، وتنمية المهارات بين البلدين.
وأكد مسؤولون في البلدين على أهمية الاستراتيجية التي تقوم بها كل من الرياض ونيودلهي لتعظيم التعاون بين البلدين، لتحقيق التنمية المستدامة في قطاع الأغذية الزراعية.
وتشكل السعودية رابع أكبر شريك تجاري للهند، ومصدراً رئيسياً للطاقة فيها. وزاد التبادل التجاري بين البلدين بين عامي 2018 و2019 بنسبة 24 في المائة، بما يُقدّر بـ130 مليار ريال (34.6 مليار دولار).
وجاءت تلك التأكيدات خلال ندوة افتراضية نظمتها السفارة الهندية بالرياض، تحت عنوان «التعاون بين الهند والسعودية في قطاع الغذاء وآفاق المستقبل»، بمشاركة عدد كبير من ممثلي المؤسسات الحكومية والشركات الخاصة من البلدين.
وأكد أتول ساكسينا الأمين المشترك لـ«وزارة الهند لتجهيز الأغذية والصناعة» على توفر فرص التعاون بين البلدين في قطاع معالجة وصناعات الأغذية. ومن جهته، أكد الدكتور سامي الصقر نائب الرئيس لقطاع العمليات للهيئة العامة للغذاء والدواء على الشراكة القوية القائمة بين البلدين في قطاع الأغذية، وأهمية تعظيم طرق تعزيزها.
فيما شدّد الدكتور أوصاف سعيد السفير الهندي لدى السعودية في حديثه على الأسس المتينة للتجارة التاريخية في قطاع الأغذية القائمة بين البلدين، والتعاون المثمر في هذا القطاع الخاص الموجود حالياً، مشيراً إلى أن رؤية «السعودية 2030» و«سياسة الهند الزراعية»، ساهمتا في توفير عدد من فرص التعاون في عالم ديناميكي، وخاصة في المجالات المحتملة لاستكشاف الشراكة فيما يتعلق بمرافق تخزين المواد الغذائية، وصناعات الغذاء المعالج، وبرامج التدريب والبحث التعاوني ونقل التكنولوجيا.
وقال السفير الهندي: «بسبب حدوث نكسات غير مسبوقة مثل (كوفيد - 19)، وواقع التغير المناخي، يتحتم علينا التكاتف من أجل ضمان الأمن الغذائي للأجيال المقبلة، حيث عكس التعاون بين السعودية والهند التنسيق النموذجي خلال فترة الوباء للتأكد من استمرار سلاسل التوريد للمنتجات الأساسية سواء كانت منتجات غذائية أو طبية».
ولفت سعيد إلى قيام مجموعات العمل المشتركة بأعمالها بصفة مستمرة في إطار مجلس الشراكة الاستراتيجي، منوهاً بالاجتماعات الناجحة التي عقدتها مجموعة العمل المشتركة حول الزراعة، ومشيداً في الوقت ذاته بالنجاحات التي حققتها السعودية لدى رئاستها قمة مجموعة العشرين، رغم التحديات، لافتاً إلى أن الوقت بات مناسب للشراكة بين البلدين لتحقيق أهدافهما.
وشددت الندوة على أهمية الاستراتيجية التي يقوم بها كلا البلدين لتعظيم التعاون الثنائي؛ ففي حين تركز السعودية تعزيز الأمن الغذائي والاستثمار لخلق قيمة مستدامة وتوفير تقنية مبتكرة لتعزيز الإنتاجية، فضلاً عن معالجة نظم الري المكثف وتكنولوجيا الزراعة الحديثة، تقوم الهند بالتنمية المستدامة لقطاع الأغذية الزراعية، مع الاستفادة من الشراكات العالمية لدفع الإنتاجية والبنية التحتية، فضلاً عن العمل على الحد من خسائر ما بعد الحصاد وهدر الطعام، بالإضافة إلى زيادة الصادرات الغذائية الزراعية.
ونوه المشاركين بحزمة من الفرص المساعدة لتعزيز التعاون بين الهند والسعودية في القطاع تتمثل في التكنولوجيا والمعدات وتطوير البنية التحتية، فضلاً عن الأبحاث والتطوير وتنمية المهارات، بالإضافة إلى مواد التعبئة والآلات، مشددةً على أن الاستراتيجية التي تقوم عليها عملية الاستثمارات في البلدين، تبين ارتفاع نمو الاستثمار الأجنبي المباشر بين عامي 2018 و2019 إلى 4 أضعاف ما كان عليه في السابق، مع تسهيل أعمال 53 شركة بقيمة تبلغ 2.5 مليار دولار، في ظل رصد 11 مليار دولار استثماراً استرشادياً بموجب تسهيل من قبل مكتب السعودية.
ولفتت الندوة إلى أن قطاع تجهيز الأغذية بالهند يُقدّر بقيمة 535 مليار دولار بمعدل نمو يبلغ 8 في المائة، في ظل تقديرات بأن يبلغ حجم سوق التجزئة إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2021 بمعدل نمو يبلغ 11.6 في المائة، في وقت بلغت فيه الصادرات 32.7 مليار دولار في عام 2019 - 2020.


مقالات ذات صلة

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

الاقتصاد مستثمر أمام شعار شركة «تداول» السعودية (الشرق الأوسط)

رئيس «تداول»: رفع «موديز» التصنيف الائتماني للسعودية يعزز ثقة المستثمرين

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «تداول» السعودية، المهندس خالد الحصان، إن إعلان وكالة «موديز» رفع التصنيف الائتماني للمملكة إلى «إيه إيه 3» يعزز ثقة المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
TT

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)
مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

رفعت وكالة التصنيفات الائتمانية «موديز» تصنيفها للسعودية بالعملتين المحلية والأجنبية عند «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1» مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، وذلك نظراً لتقدم المملكة المستمر في التنويع الاقتصادي والنمو المتصاعد لقطاعها غير النفطي.

هذا التصنيف الذي يعني أن الدولة ذات جودة عالية ومخاطر ائتمانية منخفضة للغاية، هو رابع أعلى تصنيف لـ«موديز»، ويتجاوز تصنيفات وكالتي «فيتش» و«ستاندرد آند بورز».

وقالت «موديز» في تقريرها إن رفعها لتصنيف المملكة الائتماني، مع نظرة مستقبلية «مستقرة»، يأتي نتيجة لتقدمها المستمر في التنوع الاقتصادي، والنمو المتصاعد للقطاع غير النفطي في المملكة، والذي، مع مرور الوقت، سيقلل ارتباط تطورات سوق النفط باقتصادها وماليتها العامة.

ترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته

وأشادت «موديز» بالتخطيط المالي الذي اتخذته الحكومة السعودية في إطار الحيّز المالي، والتزامها بترتيب أولويات الإنفاق ورفع كفاءته، بالإضافة إلى الجهود المستمرة التي تبذلها ومواصلتها استثمار المـوارد الماليـة المتاحـة لتنويـع القاعـدة الاقتصاديـة عـن طريـق الإنفـاق التحولي؛ مما يدعم التنمية المستدامة للاقتصاد غير النفطي في المملكة، والحفاظ على مركز مالي قوي.

وقالت «موديز» إن عملية «إعادة معايرة وإعادة ترتيب أولويات مشاريع التنويع -التي ستتم مراجعتها بشكل دوري- ستوفر بيئة أكثر ملاءمة للتنمية المستدامة للاقتصاد غير الهيدروكربوني في المملكة، وتساعد في الحفاظ على القوة النسبية لموازنة الدولة»، مشيرة إلى أن الاستثمارات والاستهلاك الخاص يدعمان النمو في القطاع الخاص غير النفطي، ومتوقعةً أن تبقى النفقات الاستثمارية والاستثمارات المحلية لـ«صندوق الاستثمارات العامة» مرتفعة نسبياً خلال السنوات المقبلة.

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن الولايات المتحدة (رويترز)

وقد وضّحت الوكالة في تقريرها استنادها على هذا التخطيط والالتزام في توقعها لعجز مالي مستقر نسبياً والذي من الممكن أن يصل إلى ما يقرب من 2 - 3 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي.

وسجل الناتج المحلي الإجمالي للمملكة نمواً بمعدل 2.8 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام الحالي، مدعوماً بنمو القطاع غير النفطي الذي نما بواقع 4.2 في المائة، وفقاً لبيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية الصادرة الشهر الماضي.

زخم نمو الاقتصاد غير النفطي

وتوقعت «موديز» أن ينمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي للقطاع الخاص بالسعودية بنسبة تتراوح بين 4 - 5 في المائة في السنوات المقبلة، والتي تعتبر من بين أعلى المعدلات في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، معتبرةً أنه دلالة على استمرار التقدم في التنوع الاقتصادي الذي سيقلل ارتباط اقتصاد المملكة بتطورات أسواق النفط.

وكان وزير المالية، محمد الجدعان، قال في منتدى «مبادرة مستقبل الاستثمار» الشهر الماضي إن القطاع غير النفطي بات يشكل 52 في المائة من الاقتصاد بفضل «رؤية 2030».

وقال وزير الاقتصاد فيصل الإبراهيم إنه «منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 نما اقتصادنا غير النفطي بنسبة 20 في المائة، وشهدنا زيادة بنسبة 70 في المائة في الاستثمار الخاص في القطاعات غير النفطية، ومهد ذلك للانفتاح والمشاركات الكثيرة مع الأعمال والشركات والمستثمرين».

وأشارت «موديز» إلى أن التقدم في التنويع الاقتصادي إلى جانب الإصلاحات المالية السابقة كل ذلك أدى إلى وصول «الاقتصاد والمالية الحكومية في السعودية إلى وضع أقوى يسمح لهما بتحمل صدمة كبيرة في أسعار النفط مقارنة بعام 2015».

وتوقعت «موديز» أن يكون نمو الاستهلاك الخاص «قوياً»، حيث يتضمن تصميم العديد من المشاريع الجارية، بما في ذلك تلك الضخمة «مراحل تسويق من شأنها تعزيز القدرة على جانب العرض في قطاع الخدمات، وخاصة في مجالات الضيافة والترفيه والتسلية وتجارة التجزئة والمطاعم».

وبحسب تقرير «موديز»، تشير النظرة المستقبلية «المستقرة» إلى توازن المخاطر المتعلقة بالتصنيف على المستوى العالي، مشيرة إلى أن «المزيد من التقدم في مشاريع التنويع الكبيرة قد يستقطب القطاع الخاص ويُحفّز تطوير القطاعات غير الهيدروكربونية بوتيرة أسرع مما نفترضه حالياً».

النفط

تفترض «موديز» بلوغ متوسط ​​سعر النفط 75 دولاراً للبرميل في 2025، و70 دولاراً في الفترة 2026 - 2027، بانخفاض عن متوسط ​​يبلغ نحو 82 - 83 دولاراً للبرميل في 2023 - 2024.

وترجح وكالة التصنيف تمكّن السعودية من العودة لزيادة إنتاج النفط تدريجياً بدءاً من 2025، بما يتماشى مع الإعلان الأخير لمنظمة البلدان المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك بلس».

وترى «موديز» أن «التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في المنطقة، والتي لها تأثير محدود على السعودية حتى الآن، لن تتصاعد إلى صراع عسكري واسع النطاق بين إسرائيل وإيران مع آثار جانبية قد تؤثر على قدرة المملكة على تصدير النفط أو إعاقة استثمارات القطاع الخاص التي تدعم زخم التنويع». وأشارت في الوقت نفسه إلى أن الصراع الجيوسياسي المستمر في المنطقة يمثل «خطراً على التطورات الاقتصادية على المدى القريب».

تصنيفات سابقة

تجدر الإشارة إلى أن المملكة حصلت خلال العامين الحالي والماضي على عدد من الترقيات في تصنيفها الائتماني من الوكالات العالمية، والتي تأتي انعكاساً لاستمرار جهـود المملكـة نحـو التحـول الاقتصـادي فـي ظـل الإصلاحـات الهيكليـة المتبعـة، وتبنـّي سياسـات ماليـة تسـاهم فـي المحافظـة علـى الاستدامة الماليـة وتعزز كفـاءة التخطيـط المالي وقوة ومتانة المركز المالي للمملكة. ​

ففي سبتمبر (أيلول)، عدلت «ستاندرد آند بورز» توقعاتها للمملكة العربية السعودية من «مستقرة» إلى «إيجابية» على خلفية توقعات النمو القوي غير النفطي والمرونة الاقتصادية. وقالت إن هذه الخطوة تعكس التوقعات بأن تؤدي الإصلاحات والاستثمارات واسعة النطاق التي تنفذها الحكومة السعودية إلى تعزيز تنمية الاقتصاد غير النفطي مع الحفاظ على استدامة المالية العامة.

وفي فبراير (شباط) الماضي، أكدت وكالة «فيتش» تصنيفها الائتماني للمملكة عند «إيه +» مع نظرة مستقبلية «مستقرة».