التضخم الجامح يضرب تركيا مجدداً ويهدد آمال التعافي

سجَّل أعلى مستوى في عام

ارتفع معدل التضخم في تركيا بشكل غير متوقع لأكثر من 14 % (رويترز)
ارتفع معدل التضخم في تركيا بشكل غير متوقع لأكثر من 14 % (رويترز)
TT

التضخم الجامح يضرب تركيا مجدداً ويهدد آمال التعافي

ارتفع معدل التضخم في تركيا بشكل غير متوقع لأكثر من 14 % (رويترز)
ارتفع معدل التضخم في تركيا بشكل غير متوقع لأكثر من 14 % (رويترز)

عاد التضخم ليضرب بقوة في تركيا، على الرغم من توالي التصريحات حول جهود تخفيضه تخفيفاً للأعباء على المواطنين. وقفز معدل التضخم السنوي إلى أعلى من المتوقع، مسجلاً 14.03 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس (آب) 2019، بسبب تدهور سعر صرف الليرة التركية أمام العملات الأجنبية.
وتبقي الأرقام الجديدة للتضخم الضغوط التي تدفع باتجاه تشديد السياسة النقدية، بعد خطوة البنك المركزي التركي تحت القيادة الجديدة برفع سعر الفائدة بشكل كبير الشهر الماضي.
وأظهرت بيانات معهد الإحصاء التركي، الخميس، ارتفاع أسعار المستهلكين بنسبة 2.3 في المائة على أساس شهري، مقارنة مع شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وكان المتوقع على أساس سنوي أن يقف التضخم عند معدل 12.6 في المائة، حسب استطلاع سابق لـ«رويترز».
ويدور معدل التضخم في تركيا حول 12 في المائة منذ بداية العام الحالي، رغم تراجع اقتصادي حاد في الربع الثاني من العام، بسبب تشديد إجراءات مكافحة الموجة الأولى من تفشي فيروس «كورونا».
وتسبب تدهور الليرة التركية أمام الدولار وفقدها نحو 30 في المائة من قيمتها منذ بداية العام، في ارتفاع الأسعار عبر الاستيراد بالعملة الصعبة، وأبقى التضخم قرب 12 في المائة طوال العام.
وأشارت البيانات إلى صعود مؤشر أسعار المنتجين 4.08 في المائة على أساس شهري في نوفمبر، مسجلاً زيادة سنوية 23.11 في المائة. وعلق وزير الخزانة والمالية التركي لطفي إلوان، على المعطيات الجديدة للتضخم، قائلاً إن وزارته تعمل بكل طاقتها لتقليل آثار التضخم المرتفع على المواطنين.
وأقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الشهر الماضي رئيس البنك المركزي مراد أويصال، وعين وزير الخزانة والمالية الأسبق ناجي أغبال بدلاً عنه، كما استقال صهره وزير الخزانة والمالية برات ألبيراق، وحل محله لطفي إلوان، وهو وزير في حكومات إردوغان السابقة. واتخذ الفريق الجديد إجراءات للسيطرة على سعر الصرف كان أهمها رفع سعر الفائدة بواقع 475 نقطة أساس إلى 15 في المائة، وتغيير بعض قواعد الإقراض التي وضعها ألبيراق الذي استنفد خلال عامين قسماً كبيراً من احتياطي تركيا من النقد الأجنبي في الدفاع عن الليرة.
ويعتزم صندوق الثروة السيادي التركي إصدار سندات في 2021، بعد أن أرجأ أول إصدار لسندات دولية في أكتوبر الماضي. وكان الصندوق الذي يشرف على أصول بقيمة 240 مليار دولار العام الماضي، ويرأسه الرئيس رجب طيب إردوغان، قد قال إنه أجل إصداره المزمع لسندات مقومة بالدولار «بسبب ظروف السوق». وأطاح إردوغان الأسبوع الماضي بصهره ألبيراق من الصندوق؛ حيث كان يتولى منصب نائب الرئيس.
ومن المقرر أن يبدأ الصندوق إصدار سندات كل 18 إلى 24 شهراً. وباع الصندوق الأسبوع الماضي حصة 10 في المائة من بورصة إسطنبول إلى جهاز الاستثمار في قطر، في خطوة أشعلت غضب المعارضة التركية مجدداً، بسبب بيع كثير من الأصول إلى قطر خلال الأعوام الأخيرة. واتهم رئيس حزب «المستقبل» التركي المعارض، أحمد داود أوغلو، إردوغان بـ«خيانة الأمانة»، وطالبه بـ«العودة إلى رشده».



السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.