المشرعون يتحدون «فيتو» ترامب ويلتزمون تمرير التمويل الدفاعي

جورجيا تتحول إلى حلبة صراع جمهوري ـ جمهوري

ترمب يتحدث للإعلام بعد تقديمه ميدالية الحرية للاعب كرة القدم السابق لو هولتز أمس (إ.ب.أ)
ترمب يتحدث للإعلام بعد تقديمه ميدالية الحرية للاعب كرة القدم السابق لو هولتز أمس (إ.ب.أ)
TT

المشرعون يتحدون «فيتو» ترامب ويلتزمون تمرير التمويل الدفاعي

ترمب يتحدث للإعلام بعد تقديمه ميدالية الحرية للاعب كرة القدم السابق لو هولتز أمس (إ.ب.أ)
ترمب يتحدث للإعلام بعد تقديمه ميدالية الحرية للاعب كرة القدم السابق لو هولتز أمس (إ.ب.أ)

يواجه الرئيس الأميركي دونالد ترمب تحدياً جديداً في «الكونغرس». هذه المرة من قبل حزبه الجمهوري.
ففي موقف نادر من قبل الجمهوريين، رفض هؤلاء دعوات ترمب إلى تضمين مشروع خطة التمويل الدفاعي تعديلاً متعلقاً بفرض قيود على وسائل التواصل الاجتماعي. وقرر المشرعون الديمقراطيون والجمهوريون المضي قدماً والمباشرة بتمرير المشروع، رغم تهديد ترمب باستعمال «الفيتو» ضده.
وقد ترأّس هذه المواجهة رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري جيم أنهوف الذي أكد أنه لن يرضخ لمطالب ترمب، معتبراً أن ما يريده الرئيس «غير مرتبط بالجيش الأميركي، لا من قريب ولا من بعيد».
وقال أنهوف، وهو معروف بعلاقته الطيبة مع ترمب: «لا يمكنك فعل هذا بالمشروع. هذا ليس جزءاً منه». وعلى ما يبدو، فإن أنهوف أبلغ ترمب باستحالة تنفيذ مطالبه، فتحدث معه عبر الهاتف، وأبلغه أن المشروع لن يتطرق إلى ملف وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه ستضمن كذلك بنداً لإعادة تسمية القواعد الأميركية العسكرية التي تحمل أسماء كونفدرالية، وهو أمر يعارضه ترمب.
وبما أن الرئيس الأميركي يعلم أهمية هذا المشروع الذي يضع أسس تمويل وزارة الدفاع ويتضمن زيادة في رواتب الجيش وغيرها من الأمور التي تهم البنتاغون بشكل كبير، فهو سعى أكثر من مرة للتلويح بنقض المشروع بهدف إدراج بنود تهمه فيه. المرة الأولى كانت عندما أراد شطب بند تغيير أسماء القواعد العسكرية إثر تصعيد كبير في الحساسيات الداخلية المتعلقة بالأسماء الكونفدرالية والعنصرية في الولايات المتحدة، والمرة الثانية عندما طالب بتعديل ما يسمى بالمادة 230، التي توفر الحماية لوسائل التواصل الاجتماعي بعد مواجهة بينه وبين مواقع التواصل كـ«تويتر» و«فيسبوك» على خلفية نتيجة الانتخابات.
من جهتهم، يتهم الديمقراطيون ترمب باللعب بالنار، ويتحدث كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جاك ريد عن الأمر، فيقول: «هذا يجري في اللحظات الأخيرة... هو تهديد فجائي عبر استعمال بند لا يشكل جزءاً من مشروع الدفاع... لا يمكننا الحديث عن هذا بطريقة منطقية أبداً». وتابع ريد: «يبدو أنه (ترمب) يقوم بذلك للاستفزاز فقط». أما السيناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال فلم يخفِ غضبه من تهديد الرئيس، ووصفه بالخطير للغاية و«الغبي».
ويسعى المشرعون من خلال تحدي الرئيس إلى اختبار جديته في استعمال «الفيتو»، لكن الوقت يداهمهم في تمرير المشروع قبل نهاية العام، وقد لا يتمكنون حتى من التصويت لتخطي «الفيتو» الرئاسي، في حال نفذ الرئيس تهديداته، قبل تسلم «الكونغرس» الجديد أعماله مطلع العام المقبل. فمما لا شك فيه أن أصوات تخطي النقض موجودة في المجلسين، وهي أغلبية ثلثي الأصوات، وسيكون بمقدرة الكونغرس المضي قدماً بالتمويل رغم معارضة الرئيس. لكن المشكلة هي أن الكونغرس أمامه كمّ هائل من القضايا التي يجب أن تحل قبل نهاية العام. وقد يلجأ المشرعون إلى الانتظار حتى تسلم بايدن سدة الرئاسة قبل التصرف.
وقد بدا امتعاض الجمهوريين من تصرف ترمب في هذا المجال واضحاً من خلال تصريحاتهم، فقال جون ثون وهو أحد القيادات البارزة في مجلس الشيوخ: «آمل أن يتم إقرار المشروع والتوقيع عليه ليصبح قانوناً من دون كثير من الدراما». فيما ذكّر السيناتور مايك راوندز ترمب، وهو حليف آخر له، بأهمية التمويل الدفاعي فقال: «هذا المشروع مهم للغاية لقواتنا الأميركية، ولا يجب أن يشكل البند المذكور مادة حتى للتهديد بـ(الفيتو). آمل أن يعيد الرئيس النظر في موقفه».
وتطور الموقف الجمهوري المعارض لترمب ليصل إلى دعوات منهم لرص الصفوف مع الديمقراطيين في تمرير المشروع الذي مرره «الكونغرس» من دون عوائق تُذكر على مدى 59 عاماً؛ فقال كبير الجمهوريين في لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب ماك ثورنبري: «لطالما كان هدف هذا المشروع دعم قواتنا وحماية أمن الولايات المتحدة القومي. ولطالما وضعنا كل الخلافات جانباً فيما يتعلق به. هذا العام يجب ألا يكون مختلفاً».
وفيما يوافق الجمهوريون على أهمية تعديل البند 230، فإنهم يعارضون بشدة ربطه بمشروع التمويل الدفاعي الذي يُعدّ من المشاريع القليلة للغاية التي تحظى بإجماع الحزبين.
أزمة جورجيا
يخشى الجمهوريون من أن تؤدي مواقفهم المعارضة لترمب في هذا الإطار إلى استفزازه، وهذا يقلقهم خاصة مع قرب الجولة الثانية في انتخابات مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا التي ستحسم الأغلبية في المجلس. فالجمهوريون لا يزالون بحاجة إلى ترمب، الذي أعلن أنه سيتوجه إلى الولاية يوم السبت، ويقلقون من أن يؤدي أي استفزاز له في هذا الوقت الحاسم إلى دفعه نحو العمل على إيذاء حظوظهم في الاحتفاظ بالأغلبية.
فقد سبق أن أعرب هؤلاء الجمهوريون عن قلقهم البالغ من أن تؤدي تصريحات ترمب المشككة بنزاهة الانتخابات إلى امتناع الناخبين من التوجه إلى صناديق الاقتراع. ويخشى هؤلاء أن يكرر ترمب ادعاءاته هذا في زيارته للولاية، وأن يصعد هجومه على حاكمها الجمهوري براين كيمب وسكرتير الولاية الجمهوري براد رافنسبرغر، بسبب مصادقتهما على نتائج الولاية لصالح بايدن.
وقد عزز خوف الجمهوريين هذا موقف المحامين التابعين لحملة ترمب، لين وود وسيدني باول اللذين دعيا الناخبين في جورجيا إلى عدم التصويت. وقالت باول: «أنا أشجع كل أهل جورجيا إلى الإعلان أنهم لن يصوتوا أبداً حتى التأكد من أن صوتهم آمن، بغض النظر عن الحزب».
تصريح صعق الجمهوريين، ودفع برئيس مجلس النواب السابق الجمهوري المحافظ نيوت غينغريتش إلى اللجوء إلى «تويتر» ومهاجمة كل من وود وباول، قائلاً: «تصريحات لين وود وسيدني باول مدمرة. كل شخص محافظ من جورجيا يكترث لأميركا يجب أن يصوت في هذه الانتخابات. إن سياستهم بعدم التصويت ستشلّ أميركا».



«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.