«ناتو» مستعد لتعزيز آلية تخفيف التوتر بين أنقرة وأثينا

بومبيو يتهم تركيا بـ«الاستفزاز» في شرق المتوسط وليبيا وسوريا وقره باغ

أمين عام الـ«ناتو» أكد أن حل النزاع التركي اليوناني يعتمد على جهود الوساطة التي تقودها ألمانيا والإرادة السياسية للبلدين (إ.ب.أ)
أمين عام الـ«ناتو» أكد أن حل النزاع التركي اليوناني يعتمد على جهود الوساطة التي تقودها ألمانيا والإرادة السياسية للبلدين (إ.ب.أ)
TT

«ناتو» مستعد لتعزيز آلية تخفيف التوتر بين أنقرة وأثينا

أمين عام الـ«ناتو» أكد أن حل النزاع التركي اليوناني يعتمد على جهود الوساطة التي تقودها ألمانيا والإرادة السياسية للبلدين (إ.ب.أ)
أمين عام الـ«ناتو» أكد أن حل النزاع التركي اليوناني يعتمد على جهود الوساطة التي تقودها ألمانيا والإرادة السياسية للبلدين (إ.ب.أ)

وقع تراشق بين وزيري خارجية الولايات المتحدة وتركيا خلال الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (ناتو) على خلفية الرفض الأميركي للتدخلات والمواقف التركية في شرق المتوسط وليبيا وسوريا وقره باغ. بينما أبدى الأمين العام لـ«ناتو» استعداده مجدداً لبذل الجهود من أجل تخفيف التوتر بين أنقرة وأثينا، وأعلنت أنقرة استعدادها لحوار غير مشروط.
وانتقد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، تركيا واتهمها بعدم الالتزام بمبادئ وأعمال الناتو وتقويض تماسكه، ووصف أنشطتها في شرق المتوسط وليبيا وسوريا وقرة باغ بـ«الاستفزازية»، مشيراً إلى أن «امتلاك تركيا لمنظومة صواريخ «إس 400» كان بمثابة هدية لروسيا، من حليف في الـ«ناتو». وقال بومبيو، في كلمته خلال الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الـ«ناتو»، ليل الثلاثاء الأربعاء، إن آلية «عدم التضارب» العسكرية المتفق عليها بين أثينا وأنقرة، في أكتوبر (تشرين الأول)، معطلة بسبب تركيا.
في المقابل، اتهم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو نظيره الأميركي بالاتصال بالحلفاء الأوروبيين وحثهم على التحالف ضد تركيا، والانحياز الأعمى لليونان في النزاعات الإقليمية، ورفض بيع أسلحة «باتريوت» الأميركية المضادة للطائرات لأنقرة، مما اضطرها للتوجه لشراء منظومة «إس 400» من روسيا.
وقال جاويش أوغلو إن الولايات المتحدة تدعم ما سماه «المنظمات الإرهابية الكردية» في سوريا، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية، بينما تحارب تركيا «داعش»، وأن الولايات المتحدة وفرنسا ساهمتا في تفاقم الصراع في إقليم قره باغ، من خلال دعم أرمينيا، في الحرب التي حسمتها أذربيجان بدعم عسكري تركي. ورداً على اتهام جاويش أوغلو لبومبيو والولايات المتحدة، باتخاذ موقف متطرف لصالح اليونان، فيما يتعلق بالصراعات في شرق المتوسط​، رد وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس بأنه «إذا كان الموقف اليوناني متطرفاً، فإن القانون الدولي يكون متطرفاً كذلك».
في السياق ذاته، قال رئيس مركز الاتصالات بالرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن بلاده تلقت معاملة «عدائية» غير مسبوقة من واشنطن في السنوات الأخيرة، وإن نظرة أنقرة للولايات المتحدة كحليف لها في الـ«ناتو» لم تتغير رغم ذلك. وعبر ألطون، في كلمة أمام منتدى إعلامي في إسطنبول، عن أمله في أن تستعيد الولايات المتحدة، مع الإدارة الأميركية الجديدة، علاقاتها المتوترة مع حلفائها التقليديين وإبداء الاحترام الواجب لمصالحهم الحيوية.
من ناحية أخرى، أشاد جاويش بألمانيا لقيامها بدور «الوسيط النزيه» في محاولتها التوسط في النزاعات في البحر المتوسط​، لكنه اتهمهما في الوقت ذاته بـ«القرصنة»، بسبب تفتيش الفرقاطة الألمانية «هامبورغ»، التابعة لعملية «إيريني» الأوروبية لمراقبة حظر السلاح على ليبيا، سفينة شحن تركية، قبالة السواحل الليبية. وبدوره، تحاشى الأمين العام لحلف الـ«ناتو»، ينس ستولتنبرغ، التعليق على تبادل بومبيو وجاويش أوغلو، وأشار بدلاً عن ذلك إلى أن آلية عدم التضارب للـ«ناتو» ساعدت في تخفيف حدة الصراع بين أثينا وأنقرة. وقال ستولتنبرغ: «لقد رأينا أن آلية عدم التضارب ساعدت في تقليل مخاطر الحوادث بين الجيشين اليوناني والتركي»، موضحاً أن تلك الآلية لا تساعد على حل المشكلة الأساسية. وأكد أن ذلك الحل يعتمد على جهود الوساطة التي تقودها ألمانيا والإرادة السياسية لليونان وتركيا.
وأعرب ستولتنبرغ، عن استعداده لتعزيز آلية فض النزاع بين تركيا واليونان، لمنع وقوع حوادث شرق المتوسط، والتي نجحت في تقليل الحوادث وإلغاء بعض المناورات المتبادلة، لافتاً إلى أن هناك محادثات فنية بين البلدين في الـ«ناتو»، ويمكننا زيادة عدد المناورات الملغاة، ووضع قيود جغرافية. هناك احتمالات مختلفة، لكن كل هذا يتطلب إرادة سياسية. في السياق ذاته، كرر جاويش أوغلو، في كلمة خلال منتدى إعلامي في إسطنبول أمس (الأربعاء) أن الهدف الأساسي لأنقرة يتمثل في حماية حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك شرق البحر المتوسط، بينما تحاول اليونان وقبرص فرض أمر واقع عبر نهج متطرف أحادي الجانب.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة تؤيد «حواراً غير مشروط» مع اليونان بشأن القضايا الخلافية بين البلدين. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حاكي أكصوي، في بيان، إن تركيا تؤيد من البداية الحوار غير المشروط مع اليونان.
وأشار إلى أنه تم الاتفاق في السابق على استئناف المباحثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا، إلا أن الأخيرة تراجعت لاحقاً، وتذرعت بوجود سفينة «أوروتش رئيس» التركية للمسح الزلزالي، في شرق المتوسط، وبالتالي لم يتحدد تاريخ انطلاق هذه المباحثات. وأضاف أن وزارة الطاقة والموارد الطبيعية التركية، أعلنت عودة السفينة إلى ميناء أنطاليا التركي في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بعد استكمال أنشطتها.



واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
TT

واشنطن: تهديدات بوتين النووية الجديدة «غير مسؤولة على الإطلاق»

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ف.ب)

عدَّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، التهديدات الجديدة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن الأسلحة النووية «غير مسؤولة على الإطلاق»، وذلك غداة إعلانه خططاً لتوسيع قواعد بلاده المتعلّقة باستخدامها.

وقال بلينكن، لمحطة «إم إس إن بي سي» الأميركية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن ما أعلنه بوتين «غير مسؤول على الإطلاق، وأظن أن كثيرين في العالم تحدثوا بوضوح عن ذلك سابقاً، كلما لوّح بالسيف النووي، بما يشمل الصين».

وحذّر الرئيس الروسي الغرب، أمس الأربعاء، من أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية إذا تعرضت لضربات بصواريخ تقليدية، وأن موسكو ستَعدّ أي هجوم عليها، بدعم من قوة نووية، هجوماً مشتركاً.

وقرار تعديل العقيدة النووية الرسمية لروسيا هو رد «الكرملين» على المشاورات في الولايات المتحدة وبريطانيا حول السماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ غربية تقليدية على روسيا.

وقال بوتين، في بداية اجتماع لمجلس الأمن الروسي، إن التعديل جاء رداً على المشهد العالمي المتغير بسرعة، الذي واجه روسيا بتهديدات ومخاطر جديدة، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال بوتين (71 عاماً)، وهو صانع القرار الرئيسي في الترسانة النووية الضخمة لروسيا، إنه يريد تأكيد تغيير رئيسي واحد تحديداً. وأضاف: «من المقترح عدُّ العدوان على روسيا من أي دولة غير نووية، ولكن بمشاركة أو دعم دولة نووية، بمثابة هجوم مشترك على روسيا الاتحادية».

وأضاف: «شروط انتقال روسيا إلى استخدام الأسلحة النووية محددة بوضوح أيضاً»، وقال إن موسكو ستدرس هذه الخطوة، إذا رصدت بداية إطلاق مكثف لصواريخ أو طائرات مُقاتلة أو مُسيّرة نحوها.

وأشار إلى أن روسيا تحتفظ أيضاً بالحق في استخدام الأسلحة النووية، إذا تعرضت هي أو بيلاروسيا لأي عدوان، بما في ذلك الاعتداءات باستخدام الأسلحة التقليدية.

وقال بوتين إن التوضيحات مدروسة بعناية ومتناسبة مع التهديدات العسكرية الحديثة التي تواجهها روسيا في تأكيد أن العقيدة النووية تتغير.

وعقب إعلان الرئيس الروسي، اتهمت أوكرانيا القيادة في موسكو بـ«الابتزاز النووي».

وقال أندري يرماك، كبير مسؤولي مكتب الرئيس الأوكراني، عبر تطبيق «تلغرام»، الأربعاء: «لم يتبقّ لروسيا سوى الابتزاز النووي. ليست لديها أي وسيلة أخرى لترويع العالم»، مضيفاً أن محاولة الترويع لن تجدي نفعاً.

وتنصُّ العقيدة النووية الروسية، المنشورة حالياً وفق مرسوم أصدره بوتين عام 2020، على أن روسيا قد تستخدم الأسلحة النووية، في حال وقوع هجوم نووي من عدو أو هجوم تقليدي يهدد وجود الدولة.

وتشمل التغييرات الجديدة، التي حددها بوتين، توسيع نطاق التهديدات التي قد تجعل روسيا تفكر في توجيه ضربة نووية، وإدخال حليفتها بيلاروسيا تحت المظلة النووية، وفكرة عدّ أي قوة نووية منافسة تدعم توجيه ضربة تقليدية لروسيا، مشارِكة في الهجوم على روسيا أيضاً.