منذ بدء عرض حلقات الموسم الرابع من مسلسل «ذا كراون»، عبر شبكة «نتفليكس»، امتلأ فضاء الموضة والأناقة بتصريحات غريبة عن الرغبة في العودة إلى الياقات العريضة والسترات الصوفية والفساتين المزدانة بالأزهار ذات الأكمام المنتفخة، والسترات العريضة التي سادت ثمانينات القرن الماضي، وخلَّدتها الأميرة ديانا مع صعودها إلى عالم النجومية والأضواء، وكذلك الأميرة آن.
وسرعان ما أعقب ذلك استفسارات حول كيفية الحصول على هذا المظهر.
إلا أن إشباع هذه الرغبات الخيالية ليس من السهل، لأنه ببساطة يعني السفر عبر الزمن، أو - على الأقل - البحث دونما جدوى عبر صفحات مجلة «فوغ» في نسختها البريطانية أو الأميركية والمنشورات التي تظهر على صفحات «المؤثرين» عبر شبكات التواصل الاجتماعي. ومع هذا، فإنه هذه المرة على وجه التحديد هناك إجابة.
وتكمن الإجابة داخل بناية في فيتزروي سكوير بقلب لندن، حيث تعيش شيارا ميناج، سيدة أنيقة تبلغ 54 عاماً سبق لها العمل في الإنتاج السينمائي وتدير حالياً متجراً عبر الإنترنت للملابس القديمة الكلاسيكية من على طاولة في مطبخ منزلها. ويحمل المتجر اسم «ميناج مودرن فينتاج». حتى هذه اللحظة، هي الموظفة الوحيدة في المتجر. وحتى اكتشاف إيمي روبرتس، مصممة الملابس لـ«ذا كراون»، للمخزون الذي تملكه ميناج من ملابس تعود لسبعينات وثمانينات وتسعينات القرن الماضي، ظلت ميناج بمثابة كنز لم يكتشفه سوى القليلين للغاية. (حتى الآن، لا يزيد عدد متابعي ميناج على 1800 متابع فقط عبر «إنستغرام»).
ومع ذلك، ماذا عن الفستان ذي الياقة الزهرية المزينة بالورود الذي ارتدته ديانا عندما قدم الأمير تشارلز لها عرض الزواج المشؤوم؟ جرى الحصول عليه من «ميناج مودرن فينتاج»، وكذلك الحال مع البدلة الصفراء الشاحبة ذات الأكمام المنفوخة والتنورة متوسطة الطول التي ارتدتها ديانا لحضور اجتماع الغداء مع كاميلا، والبدلة الحمراء التي ارتدتها ديانا في طريقها إلى حفل الكريسماس في ختام الحلقات.
ويعني ذلك أن المتجر ومؤسسته على وشك الدخول في دائرة الضوء الملكية. وفي تلك الأثناء، وافقت شيارا ميناج على الخروج على استحياء وفي هدوء من الظل للكشف عن بعض أسرارها عبر تطبيق «زوم».
> كيف أصبحت المصدر الأكبر للموضة الملكية؟
- قضيتُ 20 عاماً في العمل في أفلام مستقلة، بعد ذلك أنجبت ثلاثة صبية ورغبت في تغيير مساري. ودائماً ما عشقت الملابس، ومع ذلك لم أشترِ أي ملابس جديدة منذ عام 2000 تقريباً. حالياً، أعيش قرب ماريلبون، وهي منطقة هادئة يقطنها الأثرياء. وقد تسوَّقتُ عبر أرجاء المتاجر الخيرية، واكتشفت أن الناس يلقون بملابس رائعة من تصميم «جيفنشي» لم أكن يوماً لأملك القدرة على شرائها.
أعتقد أنه من الأسهل بكثير العثور على قطعة تحبها بالصدفة، بدلاً عن الذهاب إلى متجر مثل «سيلفريدجز»، حاملاً قائمة في يدك. إذا ذهبت إلى متجر خيري، فإن شيئاً ما يقفز عليك، ويصر على أنك تمتلكه. في وقت لاحق أصبحت أكثر اهتماماً بجانب الاستدامة للأشياء. أنا لا أفهم لماذا قد تشتري أي شيء جديد، بخلاف الملابس الداخلية.
وبذلك، جمعت كثيراً من الملابس، ثم قبل نحو عامين قالت لي ابنة أحد الأصدقاء: «لماذا لا تنشئين موقعاً على شبكة الإنترنت؟»، وقال أصدقائي أيضاً إن لديهم الكثير من الملابس لا يعرفون ماذا يفعلون بها. وحينها فكرت في الأمر وقلت في نفسي: «لمَ لا؟». أنا فقط قمتُ بإعداد الأمر على نحو مبهج، ولم يكن لدي أي فكرة عما كنت أفعله.
> ماذا تقصدين من «مودرن فينتاج»؟
- تشير كلمة «فينتاج» إلى أي شيء تجاوز عمره 20 عاماً. وتشكل الألفية مقياساً معيارياً مفيداً هنا. ومع هذا، يحاول كثيرون اليوم توسيع نطاق استخدام الكلمة ويشيرون بها إلى أشياء لا تُعتبر «فينتاج» على الإطلاق.
بدأتُ ببدلة قطنية مطرزة بألوان قوس قزح من تصميم رفعت أوزبك، وهي واحدة من اثنتين فقط تم صنعهما على الإطلاق (الأخرى تنتمي إلى جريس جونز) وحصلت على هذه البدلة بعد تصوير أحد مقاطع الفيديو الخاصة بها.
وقد حضرت الكثير من الحفلات مرتدية هذه البدلة، لكنها ظلت فترة طويلة سجينة في غرفة العلية. وكانت من أولى الأشياء التي بعتها لأحد هواة اقتناء الملابس القديمة، الأمر الذي وفر لي المال اللازم لإنشاء استوديو صغير في الطابق السفلي بمنزلي باستخدام كاميرا مستعارة وأشياء أخرى أحتاجها للعمل. كما علمني هذا الموقف الكثير عن التخلي والتجاوز. ورغم أن هذا العمل لن يجعلني ثرية، فإنه منحني فرصة مقابلة كثير من الأشخاص المثيرين للاهتمام.
> مثل مَن؟
- كان لديّ عميلة كانت أميرة سابقة. كما التقيت ساندي باول، مصممة الأزياء، أثناء فترة الحظر بسبب جائحة فيروس «كورونا» لأنها كانت في المنزل أخيراً للمرة الأولى منذ عصور. وكان لديها تصفية كبرى، وأعطتني 60 قطعة. لذا، قررنا بيع كل شيء لصالح مؤسسة «رفيودج» الخيرية، لأننا شعرنا بأننا محظوظتان للغاية.
وفي إحدى دورات «فوتوشوب»، التقيت فتاة قالت لي: «لقد رحلت جدتي، فهلا ساعدتِني في تصفية ملابسها؟» وبالفعل، اصطحبتني إلى منزل جدتها، واتضح أنه منزل فخم للغاية وبه جزء كامل مخصص للملابس فقط، معظمها من الخمسينات. وانتهى الحال بكثير من القطع في مسلسل «ذي كراون». والآن، ترسل لي هذه الشابة رسائل تقول لي فيها إنها تشعر بانبهار ودهشة لرؤية ملابس جدتها ترتديها الأميرة ديانا.
> بمناسبة الحديث عن «ذا كراون»؛ كيف تعاونت مع القائمين على العمل؟
- تعرفت عليهم من خلال صديق مشترك عرفني بمصممة الأزياء إيمي روبرتس. وكنت حينها قد تسلمتُ للتو خمس وحدات كبيرة لتخزين الملابس، كانت تخص سيدة تُوفِّيَت وكانت مدمنة بشدة على شراء الملابس. وكانت تقيم في فندق وتتسوق متاجر مثل «بالنسياغا» و«هيرميس». وكانت تشتري حقائب سفر من «لوي فيتون». واستغرق الأمر مني شهوراً لرؤية كل ما تملكه.
وجدنا بعض الحقائب مليئة بسمك السلمون المدخن البالغ من العمر 12 عاماً، وكمبيالات من فندق «دورشيستر» بقيمة 14 مليون جنيه. كانت الملابس جديدة تماماً، ومعظمها لم يتمّ ارتداؤه قط. وعليه، جاءت إيمي لإلقاء نظرة ثم قالت إنها ستخصص يوماً كاملاً لفحص هذه الملابس بمعاونة مساعدتها، وهي أيضاً ابنتها. وانتهى بها الأمر إلى القدوم ثلاث مرات، وأخذت ما بين 80 و100 قطعة.
> هل هناك قطع تعتبرينها خاصة؟
- هناك كثير من القطع التي أحبها! مثلاً، نشرتُ للتو منشوراً عن بيجامة من قطعتي حرير زهري من «أونغارو». وقد استخدمها مسلسل «ذا كراون». وقلتُ في نفسي حين رأيتها: «أودّ حقاً استعادة هذه القطعة»، لكني لا أملك أسلوب الحياة الملائم لها. وهناك أيضاً بدلة من تصميم أرابيلا بولين تمزج بين اللونين الأبيض والأخضر. وكنت سعيدة للغاية أن أرابيلا كانت تصمم ملابس للأميرة ديانا.
أما البدلة الحمراء من تصميم فالنتينو التي ارتدتها ديانا في المسلسل؛ فكنتُ قد بعتُها بالفعل لشخص من إيطاليا، ولم تُشحَن إليه بعد. بعد ذلك، رأت إيمي أنها مناسبة للعمل، فاضطررت للاتصال بالمشتري واستئذانه في الاحتفاظ بها. هذا كل شيء. وكم كان رائعاً رؤية قطع الملابس بينما يرتديها أشخاص بالفعل في مشاهد المسلسل.
- خدمة «نيويورك تايمز»
أزياء الثمانينات تعود بقوة... بفضل مصممة ملابس «ذا كراون»
أزياء الثمانينات تعود بقوة... بفضل مصممة ملابس «ذا كراون»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة