مشاورات مكثفة بين أعضاء {أوبك بلس} قبل «الاجتماع المؤجل»

أسواق النفط الحائرة شهدت تذبذباً حاداً

مشاورات مكثفة بين أعضاء {أوبك بلس} قبل «الاجتماع المؤجل»
TT

مشاورات مكثفة بين أعضاء {أوبك بلس} قبل «الاجتماع المؤجل»

مشاورات مكثفة بين أعضاء {أوبك بلس} قبل «الاجتماع المؤجل»

بينما ينتظر المتعاملون في أسواق النفط اجتماع أوبك بلس المؤجل للخميس، لحسم مستقبل اتفاق تخفيض إنتاج النفط في 2021، تتواصل المشاورات المكثفة هاتفياً بين أعضاء أوبك وغير الأعضاء حالياً، للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.
كانت أوبك أنهت اجتماع يوم الاثنين، على «توافق بتمديد الاتفاق 3 أشهر إضافية»، وفق وزير الطاقة الجزائري عبد المجيد عطار، الرئيس الحالي لأوبك، الذي أكد على ذلك، وأشار إلى أن المنظمة ستعمل على إقناع الأعضاء الآخرين في تحالف أوبك بلس خلال اجتماعهم الذي كان مقرراً له أمس الثلاثاء لدعم سياسة تمديد التخفيضات.
لكن الأسواق فوجئت بتأجيل الاجتماع إلى الخميس، لإعطاء فرصة للتوصل إلى حل بين الأعضاء، وتراجعت الأسعار الفورية بأكثر من 1 في المائة ثم ارتفعت 0.9 في المائة من جديد وعادت للهبوط مرة أخرى بنسبة 2 في المائة.
وعكست جلسة أمس الثلاثاء، حال المتعاملين في أسواق النفط، إذ أعطى تأجيل اجتماع أوبك بلس مجالاً كبيراً للتوقعات المتشائمة تارة والمتفائلة تارة أخرى.
بيد أن عدم التوصل لاتفاق، من شأنه أن يزيد معروض النفط العالمي في وقت ينخفض فيه الطلب على النفط، نتيجة الإجراءات الاحترازية لكورونا، وهو ما قد ينعكس على الأسعار الفورية بالهبوط بنسبة 10 في المائة.
وكان من المنتظر أن تخفف أوبك بلس تخفيضات الإنتاج القائمة بمقدار مليوني برميل يومياً اعتباراً من يناير (كانون الثاني) المقبل، لكن مع استمرار الضغوط وسط جائحة كورونا تدرس مجموعة أوبك بلس تمديد التخفيضات الحالية التي تبلغ 7.7 مليون برميل يومياً، وتعادل نحو 7 في المائة من الطلب العالمي، إلى الأشهر الأولى من 2021 وهو موقف تدعمه السعودية أكبر منتجي أوبك.
ورغم التفاؤل الذي يسود الأسواق وبالتالي أعضاء أوبك، بشأن الإعلان عن عدة لقاحات لكورونا، التي من المتوقع بدء توزيعها خلال أسابيع، غير أن المدة التي يحتاجها العالم للتلقيح وطرق التوزيع لا بد أخذها في الاعتبار.
غير أن عطار عاد وقال أمس إنه متفائل حيال التوصل إلى توافق على تمديد اتفاق للإنتاج، مضيفاً أن مواصلة المشاورات تظهر الرغبة في التوصل لاتفاق. وقال إنه جرى الاتفاق على مواصلة المشاورات مع الدول غير الأعضاء في أوبك بشأن توافق يراعي الطلب على النفط والسوق. وتطالب الإمارات بامتثال كامل من الأعضاء غير الملتزمين بنسب التخفيضات المقررة، وهو شرط طالما نادى به وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان.
ومن ضمن الدول الـ10 الأعضاء في أوبك المشارِكة في اتفاقية الإنتاج، هناك 4 دول فقط التزمت بالحصص الإنتاجية، وليس عليها أي تعويض للإنتاج، وهي: السعودية والإمارات والجزائر والكويت.
أمّا الدول الأخرى، فقد تجاوزت حصصها الإنتاجية، حيث تشير البيانات إلى أن أكثر الدول تجاوزاً، بين شهري مايو (أيار) وأكتوبر (تشرين الأول)، هي الغابون والعراق ونيجيريا.
أمّا بالنسبة لدول خارج أوبك، وعددها 9 بعد استثناء المكسيك، فهناك 3 فقط التزمت بحصصها الإنتاجية، وليس عليها أي تعويض، وهي: البحرين وماليزيا وعمان. وأكثر الدول تجاوزاً لحصصها الإنتاجية، في الفترات الماضية، هي روسيا وجنوب السودان وقازاخستان.
وروسيا التي لم تلتزم بحصتها، ترددت أنباء أمس عن مطالبتها بزيادة الإنتاج 500 ألف برميل يومياً بدءا من يناير المقبل، وهو عكس ما اتفق عليه أعضاء أوبك.
وهو ما استدعى بيان من الكرملين أمس قال فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعتزم الاجتماع مع شركات النفط الروسية الكبرى قبل اجتماع أوبك بلس الحاسم يوم الخميس.
تأتي اجتماعات أوبك وأوبك بلس لمناقشة مستقبل اتفاق تخفيض إنتاج النفط في 2021، وسط تراجع الطلب على النفط جراء الإجراءات الاحترازية الخاصة بجائحة كورونا حول العالم.
ووفق المعطيات الحالية في أسواق النفط، فإنه يتوقع أن يظل الطلب على النفط ضعيفاً على الأرجح خلال الربع الأول من عام 2021، فضلاً عن الزيادة المتوقعة لنفط ليبيا، وهو ما يدعم قرار أوبك بمد التخفيضات 3 أشهر أخرى.
وهناك مخاطر ستتعرض لها دول أعضاء في أوبك بلس، حال عدم التوصل لاتفاق، وهو ما تطرق إليه الرئيس الحالي لأوبك، بقوله: «إن لم تواصل دول أوبك الجهود نفسها التي باشرتها منذ سبعة أشهر، فإن ذلك يمكن أن يشكل خطراً على سوق النفط... في حالة اعتماد خيار التمديد يمكن لأوبك وحلفائها عقد اجتماع طارئ في مارس (آذار) المقبل من أجل تطبيق السقف المتفق عليه في اتفاق خفض الإنتاج أي 5.8 مليون برميل يوميا».


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.