إيران تتهم إسرائيل باغتيال فخري زاده وتتعهد بـ«الثأر في الوقت المناسب»

روحاني اعتبر مقتل العالم النووي «خسارة فادحة»

الرئيس الإيراني حسن روحاني (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني حسن روحاني (إ.ب.أ)
TT
20

إيران تتهم إسرائيل باغتيال فخري زاده وتتعهد بـ«الثأر في الوقت المناسب»

الرئيس الإيراني حسن روحاني (إ.ب.أ)
الرئيس الإيراني حسن روحاني (إ.ب.أ)

اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم السبت، إسرائيل باغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، والتصرف كـ«عميلة» لـ«الاستكبار العالمي»، وهي عبارة عادة ما تستخدم للدلالة إلى الولايات المتحدة.
وقال روحاني في بيان نشر الموقع الإلكتروني للرئاسة ترجمته إلى العربية «مرة أخرى، تلطخت أيدي الاستكبار العالمي وعميله الكيان الصهيوني بدم أحد من أولاد» إيران، واصفاً إياه بـ«الرشيد والكبير».
واعتبر الرئيس الإيراني مقتل فخري زاده بمثابة «خسارة فادحة»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي كلمة بثها التلفزيون، اليوم السبت، أكد روحاني أن إيران ستثأر لمقتل فخري زاده «في الوقت المناسب».
وكانت وزارة الدفاع الإيرانية أعلنت (الجمعة) وفاة فخري زاده متأثراً بجروحه بعيد استهدافه من قبل «عناصر إرهابية». وأوضحت أنه أصيب «بجروح خطرة» بعد استهداف سيارته من مهاجمين اشتبكوا بالرصاص مع مرافقيه، وتوفي في المستشفى رغم محاولات إنعاشه.

ووقعت العملية في مدينة أبسرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.
وبعيد تأكيد وفاة فخري زاده، وجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عبر «تويتر»، أصابع الاتهام إلى إسرائيل، متحدثاً عن «مؤشرات جدية» لدور لها في الاغتيال.
ويعد فخري زاده من أبرز العلماء الإيرانيين في مجاله، وكان يشغل منصب رئيس إدارة منظمة الأبحاث والإبداع في وزارة الدفاع.
وأدرجت وزارة الخارجية الأميركية اسمه على لائحة العقوبات العام 2008 على خلفية «نشاطات وعمليات ساهمت في تطوير برنامج إيران النووي»، واتهمته إسرائيل سابقاً بالوقوف خلف البرنامج النووي «العسكري» الذي تنفي إيران وجوده.
ورأى روحاني أن «هذا الحادث الإرهابي الشنيع ناتج عن عجز ألد الأعداء للشعب الإيراني أمام الحراك العلمي وقدرات هذا الشعب الكبير وهزائمهم المتكررة في المنطقة والمجالات السياسية الأخرى عالمياً».
وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن وصف فخري زاده بأنه «أب البرنامج النووي العسكري الإيراني». ورفض متحدث باسمه (الجمعة) التعليق على الاغتيال.
لكن صحيفة «نيويورك تايمز» نقلت عن مسؤول أميركي ومسؤولين استخباريين أن إسرائيل «تقف خلف الهجوم على العالم».
وأتى الاغتيال قبل نحو شهرين من تسلم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه، وهو الذي وعد بـ«تغيير مسار» سلفه المنتهية ولايته دونالد ترمب مع إيران. واعتمد الأخير سياسة «ضغوط قصوى» حيال طهران، شملت خصوصاً الانسحاب الأحادي الجانب العام 2018 من الاتفاق حول برنامجها النووي، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها.



البيت الأبيض: المحادثات مع إيران «خطوة للأمام»

موكب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بمقر المحادثات في مسقط أمس (رويترز)
موكب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بمقر المحادثات في مسقط أمس (رويترز)
TT
20

البيت الأبيض: المحادثات مع إيران «خطوة للأمام»

موكب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بمقر المحادثات في مسقط أمس (رويترز)
موكب المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بمقر المحادثات في مسقط أمس (رويترز)

وصف البيت الأبيض المحادثات التي جرت مع إيران، السبت، في سلطنة عمان، بأنها «خطوة للأمام»، مؤكداً أن المناقشات التي شملت المبعوث الإقليمي للرئيس دونالد ترمب كانت «إيجابية وبناءة إلى حد كبير».

وأضاف البيت الأبيض، في بيان: «أكد المبعوث الخاص ويتكوف لعرقجي أنه تلقى تعليمات من الرئيس ترمب لحل الخلافات بين البلدين عبر الحوار والدبلوماسية إن أمكن». وتابع البيان: «هذه القضايا معقدة للغاية. التواصل المباشر الذي أجراه المبعوث الخاص ويتكوف اليوم هو خطوة إلى الأمام نحو تحقيق نتيجة تعود بالنفع على الطرفين».

وهذه جولة المفاوضات الأولى منذ عودة الرئيس دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وبحسب الإعلام الرسمي، تبادل ويتكوف وعراقجي حديثاً مقتضباً، في أول تواصل مباشر بين البلدين منذ إدارة أوباما.

ويبدو أن الإعلان الإيراني عن إجراء حوار مباشر، ولو كان قصيراً، يعكس نظرة «إيجابية» لمسار المحادثات، حتى في نظر وسائل الإعلام الإيرانية الخاضعة تقليدياً للتيار المتشدد.

ووفقاً لما أوردته الجهتان، فإن الجولة المقبلة من المحادثات ستُعقد يوم السبت الموافق 19 أبريل.

بدأت الجولة الأولى قرابة الساعة 3:30 عصراً بتوقيت عمان، واستمرت لأكثر من ساعتين في موقع بضواحي العاصمة مسقط، وانتهت نحو الساعة 5:50 مساءً.

ثم عاد موكب يُعتقد أنه يضم ويتكوف إلى وسط المدينة، حيث اختفى وسط الزحام بالقرب من الحي الذي تقع فيه السفارة الأميركية، حسبما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس».

لقاء مباشر ورسائل غير مباشرة

وتتخذ هذه المحادثات أهمية قصوى نظراً للعلاقات المتوترة بين البلدين، التي تمتد لأكثر من أربعة عقود. وقد هدّد الرئيس ترمب مراراً بشن ضربات جوية على منشآت إيران النووية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

من جانبها، تلمّح طهران بشكل متزايد إلى احتمال تطوير سلاح نووي، في ظل ارتفاع نسبة تخصيب اليورانيوم لديها إلى مستويات تقترب من درجة الاستخدام العسكري.

ووصف عراقجي الاجتماع بأنه «بنّاء»، وأشار إلى أنه تخلله تبادل لأربع جولات من الرسائل خلال الجزء غير المباشر من المحادثات.

وقال: «لا نحن ولا الطرف الآخر مهتمون بمفاوضات عبثية أو ما يُعرف بـ(محادثات من أجل المحادثات)، أو إضاعة الوقت في مفاوضات مرهقة ومطولة. لقد أعلن الجانبان، بمن فيهم الأميركيون، أن هدفهما هو التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن، غير أن ذلك لن يكون سهلاً قطعاً».

وقد لبّى الحديث المباشر بين ويتكوف وعراقجي مطلباً أميركياً، إذ وصف كل من ترمب وويتكوف المحادثات بأنها «مباشرة».

وقال ويتكوف في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال» قبيل سفره: «نقطة انطلاقنا هي تفكيك برنامجكم النووي. هذا هو موقفنا اليوم. لكن ذلك لا يمنع أن نجد سبلاً أخرى لتحقيق تسوية بين البلدين». وأضاف: «الخط الأحمر بالنسبة لنا هو منع إيران من تحويل قدراتها النووية إلى سلاح».

أما عراقجي، فحاول التخفيف من أهمية اللقاء المباشر، واصفاً إياه بأنه «حديث أولي قصير، تخلله تبادل للتحيات والمجاملات»، فيما يبدو أنه محاولة لعدم استفزاز التيار المتشدد داخل إيران.

من جهته، صرّح وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، الذي كان يتنقل بين الطرفين، بأن الجانبين يتشاركان «هدفاً مشتركاً يتمثل في التوصل إلى اتفاق عادل وملزم».

وكتب عبر «إكس»: «أشكر زميليَّ على هذا اللقاء الذي جرى في أجواء ودية مهّدت لتقريب وجهات النظر، بما يخدم تحقيق السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي. سنواصل جهودنا وسنعمل معاً لتحقيق هذا الهدف».

جوهر الخلاف

رغم أن الولايات المتحدة قد تعرض تخفيف العقوبات على الاقتصاد الإيراني المنهك، فإن حجم التنازلات التي يمكن أن تقدمها إيران لا يزال غير واضح. بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، سُمح لطهران بالاحتفاظ فقط بمخزون صغير من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.67 في المائة. أما الآن، فهي تمتلك كميات تكفي لصنع عدة رؤوس نووية، وبعضها مخصب حتى نسبة 60 في المائة، وهي خطوة تقنية واحدة عن مستوى التخصيب المطلوب لصناعة الأسلحة النووية.

واستناداً إلى جولات المفاوضات التي أعقبت انسحاب ترمب الأحادي من الاتفاق في عام 2018، فمن المرجح أن تُصر طهران على حقها في تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20 في المائة على الأقل.

غير أن التخلّي الكامل عن برنامجها النووي لا يبدو مطروحاً من الجانب الإيراني. وهذا ما يجعل مقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بما يُعرف بـ«الحل الليبي»، أي تفكيك كامل للمنشآت النووية تحت إشراف وتنفيذ أميركي، غير قابل للتطبيق.

وقد أشار الإيرانيون، بمن فيهم المرشد علي خامنئي، إلى مصير الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، الذي قُتل بسلاحه على يد معارضيه أثناء انتفاضة 2011، باعتباره تحذيراً مما قد يحدث حين تُسلّم ملفاتك إلى الغرب وتثق في الوعود الأميركية.