فلسطين تطالب الأمم المتحدة بوقف أطول محاكمة للأسير الحلبي

محتجون فلسطينيون خلال اشتباكات مع قوات إسرائيلية في كفر مالك بالضفة أمس (أ.ف.ب)
محتجون فلسطينيون خلال اشتباكات مع قوات إسرائيلية في كفر مالك بالضفة أمس (أ.ف.ب)
TT
20

فلسطين تطالب الأمم المتحدة بوقف أطول محاكمة للأسير الحلبي

محتجون فلسطينيون خلال اشتباكات مع قوات إسرائيلية في كفر مالك بالضفة أمس (أ.ف.ب)
محتجون فلسطينيون خلال اشتباكات مع قوات إسرائيلية في كفر مالك بالضفة أمس (أ.ف.ب)

في ظل سلسلة اعتداءات وإصابات ميدانية في شتى أنحاء الضفة الغربية، توجه المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، الوزير رياض منصور، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (سانت فنسنت والغرينادين)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً بوقف المحاكمة الصورية للاحتلال بحق الأسير الفلسطيني المهندس محمد الحلبي، وإطلاق سراحه لأن الأدلة على ذنبه معدومة.
وقد أرفق منصور مع رسالته، نص الرسالة الحزينة والنداء العاجل الذي وجّهه والد الأسير محمد، الدكتور خليل الحلبي، بشأن محنة ابنه، وقال فيها إن الاحتلال الإسرائيلي، يأسر ابنه منذ يونيو (حزيران) 2016 دون أي دليل على التهم الموجهة إليه، إلى جانب تعرضه للاستجواب القسري والتعذيب بهدف الضغط عليه للحصول على اعتراف بجريمة لم يرتكبها.
وقد أُجريت له حتى الآن 124 جلسة محاكمة. وأشار منصور إلى أن محمد كان قد شارك منذ فترة طويلة في العمل الإنساني لدعم شعبه، وحصل على جائزة بطل الأمم المتحدة الإنساني في عام 2014 تقديراً، من بين أمور أخرى، لعمله الدؤوب مع الأطفال الفلسطينيين في غزة الذين أُصيبوا بالسرطان، منوهاً إلى أنه معروف على نطاق واسع لجهوده الإنسانية. وناشد منصور المجتمع الدولي، العمل وبشكل عاجل، لأي مناصرة وأي خطوات عملية يمكن أن تساعد في معالجة محنة محمد وتسهل إطلاق سراحه من السجن الإسرائيلي. كما أعاد تأكيد الدعوة الدائمة من القيادة الفلسطينية للإفراج عن جميع الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، بمن في ذلك المحتجزون الإداريون، ودعا لإيلاء اهتمام عاجل، على وجه الخصوص، للسجناء الأكثر ضعفاً، بمن فيهم الأطفال والمرضى وكبار السن خصوصاً في هذا الوقت من الجائحة العالمية، وحث المجتمع الدولي على التعبئة والحشد في هذا الصدد.
كانت مدن الضفة الغربية، وعلى الرغم من البرد القارس والشتاء الشديد، قد شهدت عدة مظاهرات ومسيرات ضد ممارسات الاحتلال خصوصا في مجال الاستيطان والتهويد والقمع والاعتقالات.
وأصيب أربعة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، أحدهم في رأسه، أمس (الجمعة)، خلال قمع جيش الاحتلال، مسيرة كفر قدوم الأسبوعية المناهضة للاستيطان، والمطالبة بفتح شارع القرية المغلق منذ أكثر من 17 عاماً.
وأفاد منسق المقاومة الشعبية في كفر قدوم مراد شتيوي، بأن الجيش أطلق الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب المواطنين، ما أدى لإصابة 4 منهم بالرصاص، بينهم شاب (18 عاماً) أُصيب بعيار معدني في رأسه، أفقده الوعي ونُقل على أثر ذلك إلى المستشفى، حيث وُصفت حالته بالخطيرة. وأشار شتيوي إلى أن عشرات المواطنين أُصيبوا بالاختناق نتيجة قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقها جنود الاحتلال في أثناء قمعهم المسيرة.
وأصيب سبعة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال مسيرة بيت دجن الأسبوعية شرقي نابلس. وأفاد شهود عيان بأن قوات الاحتلال قمعت المشاركين في المسيرة الأسبوعية التي انطلقت نحو الأراضي المهددة بالاستيلاء في القرية، ما أدى لإصابة 7 مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق.
يشار إلى أن جيش الاحتلال كان قد اقتحم القرية فجر اليوم، واعتقل أربعة مواطنين، بينهم شقيقان.
وأُصيب 3 مواطنين برصاص الاحتلال المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع الاحتلال لمسيرتين سلميتين في منطقة عين سامية بقرية كفر مالك، والمدخل الشرقي لقرية المغير شرقي رام الله. وأفاد شهود عيان بأن عشرات المواطنين تجمعوا وسط قرية كفر مالك، وتوجهوا إلى أراضي عين سامية المهدَّدة بالاستيلاء عليها لإقامة بؤرة استيطانية، إلا أن جيش الاحتلال منعهم من الوصول إلى المنطقة، ما أدى لاندلاع مواجهات أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز والصوت، وأُصيب شاب بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في القدم، وعشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع.
من جهة أخرى، أقدم مستوطنون، أمس (الجمعة)، على تقطيع أشجار وتدمير غرفة زراعية في بلدة ترمسعيا، شمال شرقي رام الله. وأفاد شهود عيان بأن المستوطنين قطعوا نحو 400 شجرة عنب، ودمروا شبكة للري الزراعي في منطقة السهل بالبلدة. وهؤلاء المستوطنون هم الذين أقاموا قبل أيام بؤرة استيطانية ونصبوا فيها بيوتاً متنقلة قبالة سهول بلدة ترمسعيا، التي تقع بمحاذاة مستوطنة «عادي عاد».
وشنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس (الجمعة)، حملة اعتقالات طالت 10 مواطنين على الأقل من مناطق متفرقة في الضفة، بينهم شقيقان.



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.