مزاد وسهرة رومانسية ونزهة فوق سطح «اللوفر» لصالح المحرومين منه

ادفع 30 ألف يورو وتفرج على «الموناليزا» خارج إطارها

TT

مزاد وسهرة رومانسية ونزهة فوق سطح «اللوفر» لصالح المحرومين منه

كعادته في استنفار الجمهور لتوسيع صالاته أو ترميم مقتنياته، أعلن «اللوفر» في باريس عن سلسلة من النشاطات لدعم مبادرة تعزز الجانب التربوي والتضامني للمتحف البالغ من العمر 227 عاماً. والمشروع الذي بدأ التفكير فيه منذ سنتين يقوم على تخصيص فضاء مساحته 1150 متراً مربعاً، يتضمن ورشات للتذوق الفني لمجموعات من المواطنين الذين لا تتاح لهم فرصة مشاهدة الأعمال والروائع الأثرية.
ومن ضمن النشاطات فعالية بعنوان: «زايد من أجل اللوفر». وكما يشير اسمها، فإنها مزاد علني يجري منتصف الشهر المقبل، بالتعاون مع داري «دروو» للمزادات في باريس و«كريستيز»، عبر الفضاء الإلكتروني. ويتضمن المزاد مجموعة من الأعمال التي تبرع بها فنانون معروفون، ومنها لوحة للرسام بيير سولاج تعود لسنة 1962، ويتراوح تقدير ثمنها بين 800 ألف ومليون ومائتي ألف يورو. وبلغ سولاج، الملقب بعاشق اللون الأسود، المائة من العمر هذا العام، وهو يعد عميد الفنانين الأحياء في فرنسا.
وبالإضافة إلى لوحة سولاج، تعرض في المزاد أعمال لنحات الصلصال البلجيكي جوهان غريتن، والمصورة الألمانية كانديدا هوفر، والرسامة إيفا جوسبان ابنة رئيس وزراء فرنسا الأسبق ليونيل جوسبان، والنحات الفرنسي جان ميشيل أوتونييل، ومواطنه اكزافييه فيلان. كما قدم المصمم الأميركي فيرجيل أبلوه قطعة من تصاميمه للمزاد.
ويعول القائمون على المتحف على شبكة واسعة من المحسنين داخل فرنسا وخارجها، ممن اعتادوا تقديم منح مالية سخية تضمن تجديد هذا الصرح التاريخي العالمي، وكذلك على حلقات ما يسمى «أصدقاء اللوفر»، وهي جمعيات تضم مواطنين عاديين من مختلف الأعمار والاهتمامات، يمكنهم تخصيص تبرع بسيط من مصروفهم بشكل دوري، لكنه يصل في مجموعه إلى مبلغ كبير. لكن التبرعات هذه المرة لن تكون للترميم أو لاقتناء تحفة أثرية، بل لهدف اجتماعي وتربوي يقوم على فتح المتحف لمجاميع من طلبة الضواحي، ولاستقبال أفراد عائلات متواضعة الحال، ولأشخاص يعانون من مشكلات صحية، وممن لم يفكروا بأن يجتازوا عتبة مؤسسة ثقافية كبرى من قبل.
وإلى جانب المزاد، فهناك أفكار مثيرة لجمع التبرعات بشكل غير مسبوق، منها حضور عملية الفحص السنوية للوحة «موناليزا» التي تجري بإخراجها من الواجهة والإطار. ويمكن لعدد من المحظوظين أن يشهدوا تلك اللحظات الفريدة مقابل مبلغ يتراوح بين 10 آلاف و30 ألف يورو، حسب موقع الفرجة والقرب من اللوحة الأشهر في العالم. وكذلك فرصة القيام بنزهة على سطوح المتحف برفقة «جي آر»، وهو ليس بطل مسلسل «دالاس» الأميركي الراقد تحت التراب، بل فنان فرنسي شاب اشتهر بأعماله المعتمدة على لصق تشكيلات من اللقطات الفوتوغرافية. ويتراوح «سعر» الجولة مع «جي آر»، والإطلالة على نهر «السين» من فوق السطوح، بين 6 آلاف و12 ألف يورو، حسب المدة الزمنية.
ومن الفرص المقترحة لـ«البيع» أيضاً تمضية سهرة رومانسية فوق قوس «الكاروسيل» الجميل داخل «اللوفر»، وتذوق أطباق خفيفة من إعداد طباخ فندق «موريس»، أو حضور عرض موسيقي في الصالة التاريخية لاحتفالات ملوك فرنسا، أو رحلات لزيارة فرعي «اللوفر» في مدينة لانس (شرق فرنسا) وأبوظبي في الإمارات.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال رئيس «اللوفر»، جان لوك مارتينيز: «إن جمهور أصدقائنا لا يقدر بثمن». وهو يتوقع أن تتيح هذه العملية جمع مبلغ يقارب المليون يورو، يضاف إلى الميزانية السنوية الكلية للمتحف البالغة 230 مليوناً. وهو مبلغ لا علاقة له بالدعم المتوقع من الدولة للمؤسسات الثقافية لإعانتها على تجاوز ما خسرته من مداخيل خلال أزمة «كورونا». وحرص مارتينيز على تأكيد استحالة تخلي المتحف عن أي من مقتنياته. أما نفقات المزاد، وما يرافقه من فعاليات، فهي تأتي من مشاركة مؤسسات تجارية باريسية معروفة، مثل دار أزياء «ديور» و«فويتون» و«أوف وايت» للأحذية الرياضية وفندقي «موريس» و«ريتز» وصانع الساعات «فاشرون كونستانتين».



وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
TT

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

شهد العالم، خلال الأسبوعين الماضيين، تحطم طائرتين؛ إحداهما تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والأخرى تابعة لشركة «جيجو إير»، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في كوريا الجنوبية.

وقُتل في الحادث الأول 38 شخصاً، ونجا 29 راكباً، في حين قُتل جميع ركاب طائرة «جيجو إير»، باستثناء اثنين.

وبعد هذين الحادثين، انتشرت التقارير المتعلقة بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

فقد أكد كثيرون صحة المعتقد القديم بأن الجلوس في مؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة، مشيرين إلى أن حطام طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية وطائرة «جيجو إير» يؤكد هذا.

فقد كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعاً في مؤخرة الطائرة، التي انقسمت إلى نصفين، تاركة النصف الخلفي سليماً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كانت المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما القابلين للطي في ذيل الطائرة، هما الناجيتين الوحيدتين من حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية.

فهل هذا المعتقد صحيح بالفعل؟

في عام 2015، كتب مراسلو مجلة «تايم» أنهم قاموا بفحص سجلات جميع حوادث تحطم الطائرات في الولايات المتحدة، سواء من حيث الوفيات أم الناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا، في تحليل تلوي، أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32 في المائة بشكل عام، مقارنة بـ38 في المائة في الثلث الأمامي، و39 في المائة في الثلث الأوسط.

كما أشاروا إلى أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت هي الأفضل، بمعدل وفيات 28 في المائة. وكانت المقاعد «الأسوأ» هي تلك الواقعة على الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، بمعدل وفيات 44 ف المائة.

إلا أنه، وفقاً لخبراء سلامة الطيران فهذا الأمر ليس مضموناً في العموم.

ويقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لا توجد أي بيانات تُظهر ارتباطاً بين مكان الجلوس على متن الطائرة والقدرة على البقاء على قيد الحياة. كل حادث يختلف عن الآخر».

من جهته، يقول تشنغ لونغ وو، الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: «إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريباً في مكان الجلوس».

أما إد غاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات إخلاء حوادث تحطم الطائرات، فقد حذر من أنه «لا يوجد مقعد سحري أكثر أماناً من غيره».

ويضيف: «يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تتعرض له. في بعض الأحيان يكون المقعد الأمامي أفضل، وأحياناً أخرى يكون الخلفي آمن كثيراً».

ويرى مختصون أن للمسافر دوراً في تعزيز فرص نجاته من الحوادث عبر عدة طرق، من بينها الإنصات جيداً إلى تعليمات السلامة، وقراءة كتيب تعليمات الأمان المتوفر بجيب المقعد أمامك، ودراسة مخارج الطوارئ جيداً، وتحديد الأقرب إليك، وتجنب شركات طيران ذات سجل السلامة غير الجيد.