بغداد تتحدث عن تزايد نشاط {داعش}

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ف.ب)
TT

بغداد تتحدث عن تزايد نشاط {داعش}

وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ف.ب)
وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين (أ.ف.ب)

رغم إعلان جهاز مكافحة الإرهاب في العراق أن العمليات الأخيرة التي قام بها ضد تنظيم «داعش» أدت إلى شل حركته فإن وزيري الخارجية فؤاد حسين والدفاع جمعة عناد، حذرا من تزايد مخاطر التنظيم.
وكان التنظيم نفذ عدة عمليات كان آخرها عملية «المسحك» في محافظة صلاح الدين التي راح ضحيتها نحو 10 أشخاص من بينهم ضابط برتبة عقيد، فضلا عن عملية الرضوانية قبل أقل من شهر بالقرب من العاصمة بغداد والتي خلفت 7 قتلى وثلاثة جرحى من الجيش وقوات الصحوة.
وقال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال زيارته موسكو أمس الخميس إن «التنظيم الإرهابي موجود وأصبح أكثر نشاطا لسوء الحظ»، مبينا أن «أنشطته زادت عما كانت عليه قبل أشهر قليلة». وأوضح حسين أن لدى الحكومة العراقية «معلومات تفيد بأن التنظيم موجود في مناطق معينة من محافظات الأنبار وكركوك وديالى وفي بعض مناطق نينوى». ولفت إلى أن «القوات العراقية تعتقل عناصر من التنظيم من جنسيات مختلفة»، مؤكدا وجود «حوار مع دول أوروبا الغربية حول الدواعش من جنسيات تلك الدول».
وكان وزير الدفاع العراقي جمعة عناد أعلن الأسبوع الماضي أن «الدواعش» في بغداد وشمال محافظة بابل وهي منطقة جرف الصخر يبلغ عددهم نحو 2000 عنصر وهو عدد كبير وصفته لجنة الأمن والدفاع البرلمانية بأنه «أمر خطير».
وقال كريم عليوي عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب العراقي إن «تصريح وزير الدفاع بحاجة إلى وقفة ومتابعة من قبل الأجهزة الأمنية والاستخبارية». وأضاف أن «اللجنة لديها علم بوجود أعداد من الدواعش على شكل مجموعات وأفراد في خلايا نائمة في بغداد وشمال محافظة بابل وتحديدا في منطقة جرف النصر، إلا أنها لا تملك العدد الحقيقي».
وأشار عليوي إلى أن «اللجنة سوف تحمل هذا التصريح على محمل الجد وستطالب الجهات الأمنية والاستخبارية بتفعيل جهدها الأمني والاستخباري لمعالجة هذه الأعداد وأن يكون لها موقف جدي من هذه المعلومات».
إلى ذلك، أكد جهاز مكافحة الإرهاب أن عملياته الأخيرة أدت إلى إضعاف قدرات التنظيم. وقال الناطق باسم الجهاز صباح النعمان في تصريح صحافي إن «العمليات الأخيرة لجهاز مكافحة الإرهاب شلت حركة عصابات (داعش) الإرهابية، وانتقالها من منطقة إلى أخرى». وأضاف أن «التنسيق الاستخباري ما زال مستمرا، بين جهاز مكافحة الإرهاب واستخبارات الأجهزة الأمنية الأخرى، إضافة إلى تبادل المعلومات الاستخبارية والتنسيق مع التحالف الدولي». وأشار إلى أن «عصابات (داعش) الإرهابية الآن تفتقر إلى الحواضن، فضلا عن افتقارها القواعد التي من خلالها تؤسس للتخطيط، وتنفيذ عملياتها الإرهابية». وأوضح أن «المرحلة الحالية في عمل جهاز مكافحة الإرهاب، تميزت بالجهد الاستخباري المكثف، وفق أحدث التقنيات الفنية والبشرية، في ملاحقة فلول (داعش) الإرهابية، خاصة المستوى القيادي لهذه العصابات».
ولفت النعمان إلى أن «تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية، لعب دورا حقيقيا بتزويد جهاز مكافحة الإرهاب، بمعلومات عن الإرهابيين وأماكن وجودهم».
من جهتها، أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية العراقية، الخميس، إلقاء القبض على أربعة إرهابيين في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك. وقالت الوكالة في بيان إنه «استنادا لمعلومات استخباراتية من قبل المصادر تمكنت مفارز وكالة الاستخبارات المتمثلة ب‍مديرية استخبارات الشرطة الاتحادية من إلقاء القبض على 4 إرهابيين في مناطق متفرقة من قضاء الحويجة ضمن محافظة كركوك مطلوبين وفق أحكام المادة (4 إرهاب) لانتمائهم لعصابات (داعش) الإرهابية». وأضافت أن المعتقلين «عملوا ضمن ما يسمى قاطع الحويجة ب‍داعش الإرهابي واشتركوا بعدة عمليات إرهابية ضد القوات الأمنية والمواطنين قبل عمليات التحرير».
وكانت القوات العراقية شنت في الآونة الأخيرة عمليات كر وفر مع تنظيم «داعش» في مناطق مختلفة في محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين والأنبار فيما عززت الحدود مع سوريا بنحو لواءين من الشرطة الاتحادية للحد من تسلل «الدواعش» عبر الحدود، فضلا عن عمليات التهريب.


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.