مصر: فعاليات تثقيفية ودينية لمواجهة «الهجرة غير المشروعة»

TT

مصر: فعاليات تثقيفية ودينية لمواجهة «الهجرة غير المشروعة»

عبر فعاليات تثقيفية ودينية للمواجهة، تكثف الحكومة المصرية جهودها للتحذير من مخاطر «الهجرة غير المشروعة»، عبر الندوات في المحافظات المصرية المُصدرة للظاهرة، و«خطبة جمعة موحدة بالمساجد». وأكدت مصر وفق تصريحات رسمية سابقة، أنها «استطاعت وفقاً لاستراتيجية شاملة تبنتها، القضاء على الظاهرة (بشكل تام)، بدليل أنه لم يخرج مركب (هجرة غير مشروعة) واحد إلى أوروبا، أو غيرها من مصر، منذ عام 2016».
وأشارت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، إلى «تكاتف الجهود للقضاء على الظاهرة للحفاظ على حياة الشباب»، كاشفة عن أنها «سوف تحضر خطبة الجمعة اليوم، مع وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، بأحد مساجد دمياط في دلتا مصر»، مشيدة أمس بـ«سرعة استجابة وزير الأوقاف، لدعم جهود وزارة الهجرة لمكافحة مخاطر (الهجرة غير المشروعة)، والتي تُوجت بتوقيع بروتوكول تعاون بين الوزارتين».
وأضافت الوزيرة المصرية أن «التعاون ممتد بإشراك الوعاظ في دورات تدريبية لتدريبهم على طرق التوعية بمخاطر (الهجرة غير المشروعة) وسبل الهجرة الآمنة، بالإضافة إلى مشاركة الواعظات مع الراهبات في دورات المجلس القومي للمرأة، ضمن حملة (طرق الأبواب)، التي تستهدف توعية الأسر في المنازل، وخاصة الأمهات، بأهداف الحملة».
وحملة «طرق الأبواب» في المحافظات المصرية، تهدف إلى «التوعية بمخاطر (الهجرة غير المشروعة) والتعريف بالبدائل الإيجابية الآمنة، وبمشروعات ريادة الأعمال والفرص المتاحة بالمشروعات القومية، وأهمية التأهيل المهني وكيفية الالتحاق به، ويأتي تنفيذها بالتزامن مع مبادرة (مراكب النجاة)»، بحسب «الهجرة المصرية». وسبق أن كلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نهاية عام 2019 وزارة «الهجرة المصرية»، بالتنسيق مع الجهات المعنية، لإطلاق مبادرة «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة» على الشواطئ المصدرة للهجرة. ووفق وزيرة الهجرة، فإن «(مراكب النجاة) هدفها الأساسي، حماية المواطن والشاب المصري من خطر (الهجرة غير المشروعة)، ولها رسائل عديدة، بأن الإنسان المصري على رأس أولويات الدولة المصرية، والحفاظ على حياته وكرامته، هدف تعمل عليه الحكومة، تنفيذاً لتكليفات الرئيس السيسي».
في غضون ذلك، توحد «الأوقاف المصرية» خطبة الجمعة في المساجد اليوم، حول «الهجرة غير المشروعة والحفاظ على الأنفس». ووفق وزير الأوقاف فإن «(الهجرة غير المشروعة) تعد هجرة غير قانونية؛ لأن حرمة الدول كحرمة البيوت وأشد، ولا يجوز للشخص أن يدخل أي دولة دون إذن سلطتها القانونية». وشددت «الأوقاف»، وهي المسؤولة عن المساجد بمصر، على الأئمة ومديري المديريات في ربوع البلاد بـ«الالتزام بموضوع الخطبة، سواء أكان نصاً أم مضموناً على أقل تقدير؛ وألا يزيد زمن أداء الخطبة على 10 دقائق، مراعاة لظروف أزمة فيروس (كورونا المستجد)». وبحسب «الأوقاف المصرية» سوف «يتم ترجمة الخطبة الموحدة إلى 18 لغة أجنبية مختلفة، إضافة إلى نشرها مسموعة باللغة العربية، ومرئية بلغة الإشارة، على موقع الوزارة الإلكتروني، خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة».



تفشي الأوبئة في مناطق سيطرة الحوثيين

عاملون صحيون يمنيون يقومون بحملات تطعيم (الأمم المتحدة)
عاملون صحيون يمنيون يقومون بحملات تطعيم (الأمم المتحدة)
TT

تفشي الأوبئة في مناطق سيطرة الحوثيين

عاملون صحيون يمنيون يقومون بحملات تطعيم (الأمم المتحدة)
عاملون صحيون يمنيون يقومون بحملات تطعيم (الأمم المتحدة)

أفادت مصادر عاملة في القطاع الصحي الخاضع لجماعة الحوثيين في اليمن، بتفشي موجة جديدة من الأوبئة؛ في مقدمها «البلهارسيا» و«العمى النهري» وسط حالة من الإهمال وغياب المكافحة وتدهور القطاع الصحي.

وكشفت المصادر عن ظهور بلاغات وتقارير تفيد بتسجيل نحو 30 ألف إصابة جديدة بمرض «البلهارسيا» و18 ألف إصابة بـ«العمى النهري» خلال العشرة الأسابيع الماضية، في 6 مدن خاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، هي: ريف صنعاء، وإب، والمحويت، وريمة، والحديدة، وتعز.

وصرَّحت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، بتعرض حالات عدة للوفاة جراء الإصابة بتلك الأمراض، نتيجة عدم تلقيها الرعاية الطبية اللازمة بفعل تدهور القطاع الصحي، وتوقف حملات مكافحة الأمراض المعدية في أغلب مناطق قبضة الحوثيين.

وحذَّر عاملون صحيون من كارثة صحية يواجهها السكان في المناطق التي تحت سيطرة الانقلابيين، في ظل استمرار منع الجماعة اللقاحات وحملات المكافحة، بالإضافة إلى الفساد والنهب المنظم في معظم المرافق الصحية.

مرضى يتجمعون في مكان ضيق داخل مستشفى بمدينة الحديدة (رويترز)

ومن بين الأسباب التي أدت إلى تفشي «البلهارسيا» -وفق المصادر- هو عدم حصول السكان في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية على مياه شُرب آمنة، بفعل ما خلَّفه الانقلاب والحرب من تدهور في الأوضاع وانعدام الخدمات.

ويُعد «البلهارسيا» من الأمراض المدارية ذات الخطورة العالية، ويأتي في المرتبة الثانية بعد «الملاريا».

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنه لو تُرك الشخص المصاب بـ«البلهارسيا» دون علاج فيمكن لذلك الداء إلحاق أضرار بالغة في كبد وأمعاء ومثانة وطحال ورئتي المصاب. كما أن القضاء على «البلهارسيا» يتطلب إعطاء الأدوية على نطاق واسع؛ حيث يعالَج السكان المستهدفين مرة واحدة في السنة.

ضعف الرعاية

وأكدت المصادر الطبية في مناطق ريف صنعاء والمحويت وإب، لـ«الشرق الأوسط»، أن مرضَي «العمى النهري» و«البلهارسيا» انتشرا في الأسابيع الأخيرة بشكل واسع، بعدة مناطق وقرى تابعة لهذه المحافظات.

وذكرت المصادر أن مشافي ومرافق صحية في عواصم هذه المحافظات تشهد إقبالاً من حالات مصابة بتلك الأمراض؛ خصوصاً من أوساط الأطفال والشبان، وسط غياب أي دور للسلطات الصحية للجماعة الحوثية.

الدعاية الحوثية ضد اللقاحات أدت إلى تفشي الأوبئة في اليمن (إعلام حوثي)

واشتكى سكان في مديريات بني مطر وسنحان وبني سعد والعدين والمخادر لـ«الشرق الأوسط»، من تفشي «العمى النهري» و«البلهارسيا» وإسهالات مائية وحميات أخرى غير معلومة أسبابها، وسط انعدام الخدمات الصحية بمعظم المرافق الصحية التي يسيطر عليها الانقلابيون.

وذكر السكان أنهم أصبحوا غير قادرين على الحصول على أدنى مقومات الرعاية الطبية، في ظل إحكام الجماعة الحوثية كامل قبضتها على القطاع الصحي، وانتهاجها الفساد والتدمير في ذلك القطاع الحيوي.

ويُطلق على مرض «العمى النهري» داء «كلابية الذنب» أو «الحبة السوداء»، وهو مرض طفيلي يصيب الجلد والعين بشكل أساسي، ويُسبب حكة شديدة في المناطق المصابة، وقد تصل مضاعفاته لفقدان البصر.

ووفقاً للشبكة الشرق أوسطية «إمفنت»، يُعد اليمن البلد الوحيد الموبوء بداء «كلابية الذنب» في آسيا؛ حيث ينتقل المرض عن طريق لدغات الذبابة السوداء الحاملة للعدوى، والتي تتكاثر في المجاري المائية والأنهار سريعة التدفق.

وكانت الشبكة المعنية بالصحة المجتمعية ومكافحة الوبائيات، قد قدَّرت عدد اليمنيين المعرضين للإصابة بهذا المرض في العام قبل الماضي بنحو 1.3 مليون شخص، موزعين على 8 محافظات، هي: صنعاء، والمحويت، وإب، وذمار، وحجة، والحديدة، وريمة، وتعز.