الصين تقود الطلب العالمي على النفط

قادت صناعة التكرير في الصين الطلب العالمي على النفط خلال فترة الجائحة منذ بداية العام الحالي (رويترز)
قادت صناعة التكرير في الصين الطلب العالمي على النفط خلال فترة الجائحة منذ بداية العام الحالي (رويترز)
TT

الصين تقود الطلب العالمي على النفط

قادت صناعة التكرير في الصين الطلب العالمي على النفط خلال فترة الجائحة منذ بداية العام الحالي (رويترز)
قادت صناعة التكرير في الصين الطلب العالمي على النفط خلال فترة الجائحة منذ بداية العام الحالي (رويترز)

أسهمت الصين، بصناعة التكرير المتصاعدة فيها، في دفع الطلب العالمي على النفط، بعد أن أدى وباء «كوفيد - 19» إلى خفضه، وبدأت تظهر في التحول العالمي لصناعة التكرير، وفقاً لـ«وكالة الطاقة الدولية».
ونقلت «بلومبرغ» عن الوكالة قولها إنه مع تزايد الطلب على البلاستيك والوقود في الصين وبقية آسيا، حيث تنتعش الاقتصادات بسرعة من الوباء، تم توسيع طاقة التكرير في الصين. وقالت إن مصافي التكرير الصينية أصبحت قوة متنامية في الأسواق الدولية للغازولين والديزل من بين أنواع الوقود الأخرى.
وتوقعت الوكالة أنه في العام المقبل، من المرجح أن تتجاوز الصين الولايات المتحدة التي كانت في صدارة قطاع التكرير، منذ بداية عصر النفط في منتصف القرن الـ19. واشترى قطاع تخزين النفط التجاري في الصين مخزوناً كبيراً في عام 2020. وحقق أرباحاً كبيرة للمشغلين والتجار والمصافي في جميع أنحاء العالم.
ومن جهة أخرى، كثفت الصين واردات النفط الخام والبروبان والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة منذ يوليو (تموز)، لكن إجمالي مشتريات منتجات الطاقة حتى أكتوبر (تشرين الأول) لا تزال أقل بكثير من الأهداف المحددة لعام 2020 المدرجة في اتفاق المرحلة 1 التجاري مع واشنطن.
ووفقا لحسابات رويترز التي استندت إلى بيانات جمارك صينية، فإنه على مدى الشهور العشرة الأولى من 2020، بلغت قيمة مشتريات الصين من النفط الخام والغاز الطبيعي المسال والبروبان والبيوتان من الولايات المتحدة 6.61 مليار دولار، أي نحو 26 في المائة فحسب من هدفها البالغ 25.3 مليار دولار.
ورغم أنه من المستبعد تحقيق الحجم المستهدف بحلول نهاية العام، فإن مسؤولين تجاريين صينيين وأميركيين أكدوا التزامهم بالاتفاق في أغسطس (آب)، وزادت واردات الصين من منتجات الطاقة الأميركية بشدة في النصف الثاني من العام. وتمثل قيمة المشتريات حتى أكتوبر قفزة بخمسة أمثال عن المستوى المسجل حتى نهاية يونيو (حزيران)، وسجل 1.29 مليار دولار. وكان رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانغ قال الثلاثاء إنه يتوقع أن يعود النشاط الاقتصادي في الصين إلى نطاق معقول العام المقبل، بعد تداعيات جائحة «كورونا» على نمو الناتج المحلي الإجمالي في 2020. وأبلغ لي مؤتمراً صحافياً مع قادة ست منظمات اقتصادية ومالية دولية رئيسية، من بينها «البنك الدولي» و«صندوق النقد الدولي»، أن «اقتصاد الصين هذا العام يمكنه تحقيق نمو إيجابي، ونتوقع العام المقبل أن يكون بوسع العمليات (الاقتصادية) العودة إلى نطاق معقول».
ونما اقتصاد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، 0.7 في المائة في الأشهر التسعة الأولى من 2020 مقارنة به قبل عام، في حين زاد الناتج الإجمالي للربع الثالث من السنة 4.9 في المائة على أساس سنوي. وأضاف لي: «سنواصل زيادة الانفتاح، ومن المؤكد ألا نستهدف فائضا تجارياً»، مشدداً على أن الصين ستولي الاهتمام ذاته بكل من الواردات والصادرات وأنها تريد تحقيق توازن تجاري. وتابع أن بكين ستسمح للاستهلاك بالاضطلاع بدور «توجيهي»، وللاستثمار بدور «فعال».
وكشفت الصين عن استراتيجية هذا العام للحد من اعتمادها على الأسواق الخارجية من أجل النمو في المدى الطويل، في تحول أطلقه شقاق آخذ في الاتساع مع الولايات المتحدة.
وقالت بكين إنها ستعتمد في المقام الأول على دورة الإنتاج والتوزيع والاستهلاك المحلي، مدعومة بالابتكار وتحديث اقتصادها.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.