مارك مازيتي حاصل على جائزة «بوليتزر» للصحافة، ويعمل مع صحيفة «نيويورك تايمز»، مغطيا أخبار الأمن القومي، منذ عام 2006. قبل ذلك، وبعد أن حصل، في عام 1998، على درجة الماجستير من جامعة أكسفورد، عمل في مجلة «إيكونومست»، وفي مجلة «يو إس نيوز»، ثم في صحيفة «لوس أنجليس تايمز».
في أواخر عام 2007 كشف خبر تدمير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) عن أشرطة الفيديو التي تصور تعذيب معتقلي منظمة القاعدة، وغيرهم من الإرهابيين.
وأخيرا، نشر أول كتاب له: «واي أوف ذا نايف» (وسيلة السكين: سي آي إيه، جيش سري، وحرب في نهايات الأرض. دار نشر بنغوين). والكتاب، كما وصفه هو، عن «تحول وكالة الاستخبارات المركزية، وفرقة (سبيشيال فورسيز) (العمليات الخاصة) إلى آلات لصيد الناس، وقتلهم، وذلك في الأماكن المظلمة في العالم. هذه هي الطريقة الأميركية الجديدة للحرب». وهنا مقابلة معه عن ظروف تأليف الكتاب:
* لماذا العنوان: «وسيلة السكين»؟
- مرة قال جون برينان، مستشار الأمن الوطني للرئيس أوباما، الذي أصبح، فيما بعد، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، إن الولايات المتحدة بدلا من استعمال «المطرقة» في حربها ضد الإرهاب، قادرة على الاعتماد على «المشرط». قصد بذلك أن هذا النوع الجديد من الحرب، بدلا من الحروب التي تكلف الكثير من أرواح الأميركيين والمال، صار مثل جراحة من دون مضاعفات، جراحة سهلة وسريعة.
لكن، واقعيا، هذه الحرب الجديدة التي تقودها «سي آي إيه» هي مثل عملية جراحية بالسكين، مثل «وسيلة السكين». ثم إنها خلقت لنا مزيدا من الأعداء، وقللت أصدقاءنا. وتركت في المنطقة مزيدا من عدم الاستقرار في المستقبل.
للمرة الأولى في تاريخنا، وفي تاريخ الحروب، يمكن قتل الأعداء وهم على مسافة آلاف الأميال. الآن، يقدر الرئيس الأميركي، بدلا من إعلان حرب على بلد ما، أن يجتمع مع مستشاريه داخل البيت الأبيض، وينظر إلى قائمة بالأسماء، ويشير إلى اسم ليقتل صاحبه في باكستان، أو أفغانستان، أو اليمن، أو بلد آخر بعيد.
في الحقيقة، ليست هذه «وسيلة السكين» فقط.. إنها «وسيلة السكين بعيد المدى».
* كيف بدأت كل هذه الأشياء؟
- مباشرة بعد هجمات 11-9، جاء إلى واشنطن السير ريتشارد ديرلاف، مدير الاستخبارات البريطانية (إم 16)، ليعبر عن تضامنه مع «سي آي إيه». وأيضا، أعطاها جميع ملفاته عن منظمة القاعدة.
أنت قد تعرف أن البريطانيين لم يكونوا فقط رواد التجسس الحديث في العالم، ولكنهم كانوا ماهرين أيضا في جمع وحفظ أسرار حكومات الشرق الأوسط. عندما دخلنا نحن الحرب العالمية الثانية، كان البريطانيون هم أساتذتنا في فن التجسس، خاصة لأن طريقة تجسسنا كانت مختلفة عن الطريقة البريطانية. لست أنا، ولكن ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني في ذلك الوقت، هو الذي قال: «يطالب المزاج الأميركي بنتائج سريعة ومذهلة، بينما تركز السياسة البريطانية على المدى الطويل». وقال تشرشل أيضا إن الجنود الأميركيين يعتمدون كثيرا على نسف مستودعات الأسلحة، وقطع خطوط التليفون، ووضع ألغام على طرق الإمدادات، وممارسة لعبة «كاوبوي وهنود حمر»، بل إن تشرشل حذر من أن طريقتنا في الحرب يمكن أن تسبب متاعب للحلفاء.
لكن كانت تلك الحرب العالمية الثانية. أما الآن فهذه هي الحرب العالمية ضد الإرهاب، التي برهنا فيها للبريطانيين، ولبقية العالم، على أن طريقتنا في التعامل مع عدونا لا تختلف عنهم فقط، ولكن أيضا، مذهلة. وقالت لي مصادر في «سي آي إيه» إن أحد المسؤولين البريطانيين هتف، بعد مشاهدة شريط فيديو لطائرة من دون طيار تقتل الأعداء في أفغانستان، قائلا: «هذه تقريبا مثل رياضة، أليست كذلك؟».
* في الماضي، كان محظورا على «سي آي إيه» قتل الأجانب بعد فضيحة «ووترغيت»، وبعد كشف عمليات قتل سابقة، وبعد كشف محاولات لقتل زعماء أجانب، مثل الرئيس الكوبي فيدل كاسترو. متى تغير ذلك؟
- حتى قبل هجمات 11-9 عام 2001، وقبل الأمر السري الذي أصدره الرئيس السابق جورج بوش الابن لمدير «سي آي إيه» بالعودة إلى القتل، كانت «سي آي إيه» أعدت ملفات فيها معلومات وصور وفيديوهات عن أشخاص يمكنها أن تقتلهم.
لهذا، خلال الأسابيع القليلة بعد الهجمات، عقد اجتماع في مكتب نائب الرئيس ديك تشيني، وحضره مسؤولون كبار في «سي آي إيه»، وقدموا له صورا وأشرطة فيديو لشخصيات يمكنهم قتلها، إذا صدرت لهم أوامر. من بين هذه الشخصيات، اثنان: مأمون الدركزنلي، سوري يعتقد أنه شارك في خطط هجمات 11-9 وكان يعيش في ألمانيا. والدكتور عبد القدير خان، رائد القنبلة النووية الباكستانية، وكان يعتقد أنه سرب أسرارا نووية إلى إيران، وليبيا.
كان هدف ذلك الاجتماع مع تشيني واضحا: «إذا كنا نقدر على أن نقترب من هؤلاء الناس، ونصورهم، فلا بد أننا نقدر على قتلهم بمجرد أن تقول: أوكي». وقال تشيني: «أوكي».
وخلال أشهر قليلة، نقل مئات الجواسيس إلى قسم مكافحة الإرهاب في رئاسة «سي آي إيه». وبنيت مكاتب خشبية على عجل. ولتسهيل التنقل من مكتب إلى آخر، وسط غابة من المكاتب، وضعت أسماء شوارع، منها: «شارع أسامة» و«طريق الظواهري». ووضعت لافتة عملاقة مكتوب عليها: «اليوم هو 12-9-2001». ويشير ذلك إلى أن الإرهابيين يقدرون على الهجوم على أميركا في أي يوم من الأيام التالية. ولهذا، يجب قتلهم قبل أن يقتلونا.
* الآن، بعد عشر سنوات، وفي عهد أوباما، وزمن طائرات «درون» (من دون طيار).. هل تفاقم الأمر؟
- إذا كان بوش هو الذي بدأ القتل، فإن أوباما تابعه ثم زاده، لكنه حرص على أن يكون سرا. هذه النقطة الأخيرة هي الأهم. وهي موضوع كتابي.
لكن المفارقة هي أن عمليات «درون» لم تكن سرية. كيف يمكن أن تكون سرية؟ لأنها بعيدة عنا؟ في عصر الإنترنت؟
في العام الماضي، داخل غرفة في المحكمة الفيدرالية في واشنطن، كان فريق من ثلاثة قضاة ينظر في قضية رفعها اتحاد الحريات المدنية الأميركي (إيه إل سي يو)، طالب فيها بإنهاء سرية عمليات القتل المستهدف. وانتقد القاضي ميريك غارلاند محامي «سي آي إيه» لأنه رفض حتى الاعتراف بوجود طائرات «درون»، بينما كان أوباما نفسه تحدث عن الموضوع (تفاخر به خلال الحملة الانتخابية عام 2012).
وقال القاضي لمحامي «سي آي إيه»: «تطلب منا أن نقول بأن الإمبراطور يرتدي ملابس بينما يعترف الإمبراطور نفسه بأنه عار».
* انتقد بعض الناس كتابك بسبب العنوان، والأهم من ذلك، بسبب محتواه. وقالت المجلة الأسبوعية المحافظة «ويكلي ستاندرد» إن قتل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة وعدو أميركا رقم واحد، حدث بالأساليب نفسها التي انتقدتها في كتابك؟
- نعم، نجح هذا النوع الجديد من الحرب نجاحات كثيرة، بما في ذلك قتل بن لادن، ولكنه سهل علينا إعلان الحرب على القاصي والداني. وسهل علينا قتل أعدائنا، وجعل قتل عدو أسهل وأسرع من التفاوض معه.
هذا هو موضوع كتابي. لا يركز كتابي على ما ينبغي، أو ما لا ينبغي، بقدر ما يركز على جمع المعلومات لما يحدث. كيف نقدر على أن نحكم في موضوع من دون أن نعرف معلومات عنه؟ لهذا، قررت أنا، المراسل الصحافي، أن أكتب كتابا عن ما حدث، حسبما أعرف.
طبعا، الشعب الأميركي هو الحكم النهائي. لكن، كيف يحكم إذا لم يعرف؟ وشجعني على كتابة هذا الكتاب قرار الحكومة أن يكون هذا النوع من الحرب سرا، وبالتالي، أن لا يقدر الشعب الأميركي على أن يعرف ما يحدث، ناهيك عن أن يحكم عليه.
* لسنوات كثيرة، كنت تغطى نشاطات «سي آي إيه»، بما في ذلك طائرات «درون»، وغيرها من النشاطات السرية جدا. كيف تتأكد من مصادرك؟ وما درجة مصداقية كتابك؟ ومصداقيتك؟
- ليس سهلا تغطية حرب مستمرة، ناهيك عن أنها سرية. لكن، ظللت أعتمد على مئات من المصادر، في الولايات المتحدة وفي الخارج. أولا، أطلب من هؤلاء أن يسمحوا لي بنشر أسمائهم. إذا وافقوا، أنشرها. وإلا تشكل المعلومات أرضية لي (من دون ذكر المصدر). أنا أعرف جيدا أن هذه ليست الطريقة المثلى. لكن، على الأقل، أستطيع نشر المعلومات من أولئك الذين يعرفونها أكثر من غيرهم. وعلى أي حال، هذا جزء من مخاطر العمل.
* انتقدتك مجلة «ويكلي ستاندرد» على ما ذكرته من تعاون «سي آي إيه» مع أجهزة استخبارات أجنبية. وقالت المجلة إن هذا التعاون لم يؤثر على مبادئ وعمليات «سي آي إيه» بالصورة التي قدمتها في كتابك؟
- كتبت أنا عن اعتماد «سي آي إيه»، المفاجئ والكبير، على هذه الاستخبارات الأجنبية مباشرة بعد هجمات 11-9، وكتبت عن مشاركة «سي آي إيه» في بعض نشاطات استخبارات حكومات استبدادية. وقلت إن هذا فتح الباب أمام تأثرها بأجندة تلك الاستخبارات، وتلك الحكومات.
نقطة أخرى: عندما حدث الربيع العربي، لم تكن «سي آي إيه» تعرف أشياء كثيرة عن قوات المعارضة في تلك الدول، وذلك بسبب تحالفاتها السابقة مع استخبارات الأنظمة القديمة. رأيي هو أن مثل هذا التعاون ربما يساعد «سي آي إيه» في المدى القصير. لكن، في المدى الطويل، ستعرف «سي آي إيه»، وستعرف حكومتنا النتائج السلبية لهذا التعاون، خاصة الصورة السلبية لنا في العالم.
* قالت صحيفة «واشنطن تايمز» تعليقا على كتابك إنه مهما كانت أخطاء عمليات طائرات «درون»، فقد قل عدد الجنود الأميركيين الذين يقتلون في الحرب ضد الإرهاب؟
- نعم، هناك جانب إيجابي لعمليات «درون». وكما نعرف كلنا، لم تعد منظمة القاعدة قوية كما عرفناها في هجمات 11-9، قتل كثير من قادتها بطائرات «درون»، وبوسائل أخرى.
لكن، حجتي الرئيسية هي التأثير الطويل الأجل لهذه الحرب السرية، إذ يزيد عدد المتطرفين، ويزيد عدد أعدائنا، خاصة في الدول الإسلامية، حيث الجزء الكبير من الحرب ضد الإرهاب.
كيف سيتطور هذا الوضع في المستقبل؟ الوقت مبكر جدا لمعرفة الإجابة، لكن يبقى السؤال: هل نحن نخلق مزيدا من الإرهابيين كلما نقتل الإرهابيين؟
* مرة، أيضا انتقدتك صحيفة «هافينغتون بوست»، وانتقدت زميلك في صحيفة «نيويورك تايمز» ديفيد سانغر، وقالت إنكما تعتمدان كثيرا على مصادر مجهولة، مدنية وعسكرية (سانغر فائز بجائزة بوليتزر للصحافة، ومؤلف كتابين: «كونفرنت آند كونسيل» (واجه وأخفِ: حروب أوباما السرية، والاستخدام المفاجئ للقوة الأميركية). وكتاب «إنهريتانس» (الورثة: العالم الذي يواجهه أوباما، وتحديات القوة الأميركية).
- أنا متأكد من أن سانغر يستطيع الدفاع عن نفسه. بالنسبة لي، قلت إنني أتمنى لو أن كل المصادر التي أعتمد عليها توافق على نشر أسمائها. يوافق بعضها، ولا يوافق الآخرون. وفي كتابي، توجد أسماء كثير من المسؤولين الذين حضروا اجتماعات هامة، ثم تحدثوا معي عنها، ووافقوا على نشر أسمائهم.
وتوجد نقطة أكثر أهمية: الذين انتقدوني وأشرت إليهم تحدثوا عن مواضيع جانبية، مثل: مصادر، وأخطاء، وانتصارات. ونسوا الصورة الكبيرة.
ليس كتابي قائمة بأخطاء «سي آي إيه»، أو قائمة انتصاراتها. كتابي عن ظاهرة خطيرة، هي: تحول «سي آي إيه» إلى وكالة قتل؟
نعم، فشلت «سي آي إيه» في التنبؤ بربيع العرب، وبسقوط حائط برلين. لكن، ليس هذا هو اهتمامي الأول. اهتمامي الأول هو أن «سي آي إيه» صارت مثل البنتاغون (تقتل أكثر)، وصار البنتاغون مثل «سي آي إيه» (يجمع المعلومات أكثر).
عدم وضوح الخطوط والتخصصات هو الذي أركز عليه. وهذا النوع الجديد من الحروب، خارج مناطق الحرب، هو الذي يهمني.
منذ أن أعطى الرئيس السابق جورج بوش الابن «سي آي إيه» سلطات واسعة، بعد هجمات 11-9 صارت آلة لقتل الناس، ولصيد الناس، حول العالم.
لهذا أقول: مهما كانت الحجج، في هذا الجانب، أو ذاك، عن هذه التفاصيل، أو تلك، تبقى الحقيقة: هذه ليست «سي آي إيه» الأصلية.
* لكن، يبدو أن الشعب الأميركي والكونغرس غير قلقين. في الشهر الماضي، وللمرة الأولى، ومع دعم عضو واحد فقط في الكونغرس، هو ألان غريسون (ديمقراطي من ولاية فلوريدا)، ظهر باكستانيون من الذين استهدفتهم طائرات «درون» خلال جلسة استماع في الكونغرس. وظهرت «نبيلة»، الفتاة التي قتلت «درون» بعض أفراد عائلتها.
- نعم، حضرت أنا جلسة الاستماع تلك. وكانت أول مرة أسمع فيها القصص التي قصها الشهود. كانت مناسبة نادرة، ورائعة.
ولأني أومن بأن الخطوة الأولى هي تسليط الأضواء على هذه الحرب السرية، يتبادر سؤالان إلى ذهني: هل ستؤدي جلسة نبيلة إلى الشفافية؟ هل سيحصل مزيد من الانفتاح؟ لكن الاستراتيجية العامة في الكونغرس، وطبعا داخل إدارة أوباما، هي الصمت. ويظل الانفتاح نادرا جدا من جانب الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء. الاستراتيجية هي تأييد، ليس فقط عمليات طائرات «دورن» والقتل المستهدف، ولكن، أيضا، ستار السرية الذي يحيط بها.
* أليس هناك تناقض بين إهمال نبيلة (الفتاة الباكستانية التي كادت «سي آي إيه» تقتلها) وبين الضجة الضخمة حول «ملالا» (الفتاة الباكستانية التي كادت طالبان تقتلها)؟
- سمعت أن ملالا عندما قابلها الرئيس أوباما في البيت الأبيض، اشتكت من عمليات طائرات «درون». لكن، نعم، يوجد إقبال أكثر على ملالا بسبب التيارات السياسية في الكونغرس، ووسط الشعب الأميركي، كما ذكرت لك.
* لماذا هذا الدعم لعمليات «درون»، وللقتل المستهدف، من جانب كل من السياسيين، والشعب الأميركي؟
- سيبقى السياسيون دائما سياسيين. ستكون عيونهم دائما تتطلع نحو الانتخابات المقبلة، بهدف إعادة انتخابهم.
ويجد الشعب الأميركي نفسه في الوسط، لسبب بسيط وهو أنه لا يعرف ما فيه الكفاية.
ولنكن منصفين له، ليست هناك طريقة معينة يمكن أن يعرف بها تفاصيل مواضيع حكومية، وسياسية، واقتصادية كثيرة، ومعقدة: «درون»، «أوباما كير» (برنامج التأمين الصحي)، «ديفيست» (العجز في الميزانية).
هكذا يعمل نظامنا الديمقراطي: ننتخب السياسيين ليحكموا بما فيه مصلحة الوطن، لكنهم أحيانا يهتمون بمصالحهم الخاصة، ثم نغضب منهم، ثم نعود وننتخبهم.
انظر إلى استطلاعات الرأي الأخيرة حول شعبية أعضاء الكونغرس. إنها في القاع تقريبا.
أما بالنسبة للشعب الأميركي، على الأقل نظريا، فهو يدعم القوانين والسياسات التي تحميه من الأعداء. وعندما يقول له السياسيون إن «درون» تقتل الأعداء من دون أن تعرض جنودنا للخطر، يرد: لم لا؟ وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسي لمعارضة الأميركيين إرسال قوات أميركية إلى سوريا.
ضربات من الجو؟ لا مشكلة. جنود أميركيون على الأرض؟ لا.
هذه هي الحرب من دون مخاطر. يؤمن الناس بكثير من الأشياء وهم لا يعرفون ما فيه الكفاية عن الأسباب والعواقب، عن الصورة الكبيرة.
لهذا، كتبت هذا الكتاب: خطوة صغيرة واحدة نحو الانفتاح، ونحو مزيد من الشفافية، عن هذه الحرب الأكثر سرية في تاريخنا.