الاحتلال يهدم منازل في الضفة

مقتل فلسطيني اتهم بمحاولة دهس جنود إسرائيليين

عناصر من الشرطة الإسرائيلية يفحصون سيارة الفلسطيني الذي قُتل بعد محاولة دهس مزعومة (أ.ب)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية يفحصون سيارة الفلسطيني الذي قُتل بعد محاولة دهس مزعومة (أ.ب)
TT

الاحتلال يهدم منازل في الضفة

عناصر من الشرطة الإسرائيلية يفحصون سيارة الفلسطيني الذي قُتل بعد محاولة دهس مزعومة (أ.ب)
عناصر من الشرطة الإسرائيلية يفحصون سيارة الفلسطيني الذي قُتل بعد محاولة دهس مزعومة (أ.ب)

صعّدت إسرائيل من عملية هدم منازل في مناطق «ج» في الضفة الغربية، وهدمت منازل عدة في الأغوار ومناطق قريبة من الخليل، فيما أخطرت بهدم أخرى.
وهدمت الجرافات الإسرائيلية منزلين وبركسات في منطقة فصايل بالأغوار شمال مدينة أريحا، فيما هدمت 5 مساكن شرق يطا في الخليل جنوب الضفة الغربية.
وقال محافظ أريحا والأغوار جهاد أبو العسل إن ما تقوم به سلطات الاحتلال «محاولة لتغيير الواقع وفرض حقائق جديدة على الأرض، من خلال التهجير القسري، والتجريف، والهدم الممنهج»، مطالباً الجهات الدولية والمنظمات الحقوقية بإلزام إسرائيل بالتوقف عن ذلك واحترام القوانين الدولية.
ويدور نزاع شديد بين فلسطين وإسرائيل في الأغوار التي ترفض إسرائيل الانسحاب منها حتى في ظل توقيع اتفاق سلام نهائي، ويقول الفلسطينيون إنها بوابة دولتهم ولن يقبلوا بوجود جندي إسرائيلي واحد فيها.
لكن الهدم لا يتركز في الأغوار وحدها هذه الفترة. وأكد منسق «لجان الحماية والصمود» في يطا فؤاد العمور أن قوات الاحتلال هدمت كثيراً من المنازل في البلدة القريبة من الخليل.
وطال الهدم منزلاً تبلغ مساحته 65 متراً مربعاً في منطقة الركيز، ومنزلاً تبلغ مساحة 35 متراً مربعاً في منطقة التواني شرق يطا، بحجة البناء من دون ترخيص. كما هدمت وحدة صحية في منطقة صارورة، ومسكنين من الطوب والصفيح في منطقة خلة الضبع بمسافر يطا، وغرفة سكنية في تجمع «مغاير العبيد» شرق يطا.
ولاحقاً دمرت جرافات الاحتلال شبكة المياه الرابطة، في تجمع «صفي» شرق البلدة، والتي أخطرت بإزالتها قبل أسبوع. ومحاولة طرد السكان من مسافر يطا هي محاولة قديمة. وهذا الشهر فقط سلمت سلطات الاحتلال 16 إخطاراً بهدم مساكن ومنازل في مسافر يطا بحجة عدم وجود تراخيص، وتم تنفيذ 11 أمر هدم حتى أمس.
وتقول إسرائيل إن السكان هناك يقيمون بشكل غير قانوني فوق أراضي تستخدم للتدريب العسكري أو أراضي دولة، لكن السكان يقولون إنهم موجودون هناك قبل وصول إسرائيل.
وتضم مسافر يطا خرباً عدة، منها أم الخير، واللتواني، وأم الصفا، وسوسيا، وأم النير، والمفقرة، تتربع على مساحة 40 ألف دونم من الأرض، ويبلغ عدد سكانها 140 ألفاً يعتاشون من تربية المواشي، ويعتمدون على الأراضي الزراعية والرعي في رزقهم. وأخطر الجيش الإسرائيلي بهدم دفيئة زراعية شرق مدينة قلقيلية.
وجميع هذه المناطق هي مناطق «ج» تابعة بحسب اتفاق أوسلو إلى السيطرة الأمنية والمدنية الإسرائيلية، وهي مناطق محل خلاف سياسي كبير، إذ تقول السلطة إنها الامتداد الطبيعي لمدن وقرى الضفة الغربية في حدود 1967. لكن إسرائيل ترفض إعطاء السلطة أي صلاحيات هناك. وتشكل هذه المناطق ثلثي مساحة الضفة الغربية.
وفي تطور آخر، قتل جنود الاحتلال بالرصاص فلسطينياً، داخل مركبته، بدعوى محاولته تنفيذ عملية دهس، قرب حاجز الزعيم شرق القدس المحتلة. وقالت مصادر عبرية، إن جنود حرس الحدود أطلقوا النار على السيارة التي قادها سائقها باتجاه الجنود، ما أدى إلى إصابة السائق بجروح خطيرة. وأضافت المصادر أن الفلسطيني أصيب في منطقة البطن قبل أن يتوفى متأثراً بجروحه.



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.