تركيا تعزز قواتها في إدلب وارتفاع عدد القتلى الموالين لها بالرقة

TT

تركيا تعزز قواتها في إدلب وارتفاع عدد القتلى الموالين لها بالرقة

ارتفعت حصيلة القتلى في صفوف الفصائل السورية المسلحة الموالية لتركيا في كمين نصبته «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)» في عين عيسى شمال الرقة، إلى 31 قتيلاً نتيجة انفجار ألغام بعد عملية تسلل لهم إلى قرية معلق، بينما تظاهر أهالي عين عيسى محتجين على صمت القوات الروسية إزاء الاستهدافات التركية المتصاعدة في المنطقة.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المنطقة شهدت هدوءاً حذراً أمس (الأربعاء). وكان عناصر «قسد» نصبوا، الثلاثاء، كميناً لفصائل موالية لتركيا عبر زرع ألغام والانسحاب من قرية معلق، لتوقع أكبر حصيلة خسائر بشرية في صفوف مقاتلي هذه الفصائل في عملية واحدة، منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على تل أبيض وريفها في عملية «نبع السلام» العسكرية في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
وتمكنت الفصائل من سحب 6 من جثث قتلاها، بينما سُلم باقي الجثث؛ وبينها جثة «أمير» سابق في تنظيم «داعش» الإرهابي كان يعمل في قطاع تل أبيض شمال الرقة، إلى القوات التركية بإشراف القوات الروسية وبحضور عناصر من «قسد»، بحسب «المرصد».
ونظم أهالي عين عيسى، أمس، مظاهرة للتنديد بالصمت الروسي إزاء الاستهدافات التركية المتصاعدة بالمنطقة، من قصف صاروخي مكثف وهجمات للفصائل الموالية لها.
في الوقت ذاته، اندلعت، ليل الثلاثاء - الأربعاء، اشتباكات عنيفة في أوساط الفصائل الموالية لتركيا في قريتي ريحانية وقاسمية شمال غربي تل تمر الواقعة ضمن ما تسمى «منطقة نبع السلام» في ريف الحسكة، بسبب خلافات بينهم على تقاسم المسروقات من منازل المواطنين والاستيلاء على أراضٍ زراعية في المنطقة.
وبحسب «المرصد السوري»، أحرقت عناصر من الفصائل الموالية لتركيا منازل عدة في قرية باب الفرج التي تسيطر عليها «فرقة المعتصم» في قرية أبو راسين بريف الحسكة، بعد سرقة محتوياتها والكابلات الكهربائية منها.
كما نهبت عناصر الفصائل مقتنيات كنيسة «مار توما» للسريان الأرثوذكس في حي الكنائس برأس العين في ريف الحسكة؛ ومن بينها مقتنيات معدنية ونحاسية وأجهزة كهربائية، حسبما أفاد الأهالي، لكن الفصائل اتهمت بعض المواطنين بنهب تلك الممتلكات.
في سياق متصل، قالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، إن عناصر قواتها الخاصة تمكنت من «تحييد» 17 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية؛ أكبر مكونات «قسد»، أثناء محاولتهم التسلل لمنطقة «نبع السلام» شمال سوريا، لتنفيذ هجوم في المنطقة، بهدف زعزعة أجواء الأمن والاستقرار.
إلى ذلك، واصل الجيش التركي الدفع بتعزيزات عسكرية إلى نقاط المراقبة التابعة له في إدلب؛ حيث دخلت تعزيزات جديدة في رتل مكون من 30 شاحنة تحمل معدات عسكرية ولوجيستية، عبر معبر كفرلوسين الحدودي مع لواء إسكندرون شمال إدلب، واتجهت نحو النقاط التركية في غرب وجنوب المحافظة الواقعة في شمال غربي سوريا.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.