اعتقال ليبيين ونيجيريين واحتجاز أسلحة على الحدود الجنوبية الجزائرية

الجزائر تشتكي من تهريب الوقود وتسرَب الاسلحة عبر حدودها

اعتقال ليبيين ونيجيريين واحتجاز أسلحة  على الحدود الجنوبية الجزائرية
TT

اعتقال ليبيين ونيجيريين واحتجاز أسلحة على الحدود الجنوبية الجزائرية

اعتقال ليبيين ونيجيريين واحتجاز أسلحة  على الحدود الجنوبية الجزائرية

أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية أمس عن اعتقال 5 ليبيين بجنوب شرق الجزائر، وتحديدا بمنطقة كولنداي الحدودية. وجرى في نفس العملية حجز 3 عربات. وينتشر الجيش الجزائري بكثافة على طول الحدود المشتركة مع ليبيا، بسبب المخاطر الأمنية التي تعرفها المنطقة.
وذكرت وزارة الدفاع بموقعها الالكتروني أمس أن اعتقال الليبيين جرى أول من أمس (الأحد) «ويندرج في إطار تأمين الحدود ومحاربة التهريب والجريمة المنظمة». وأشارت إلى «حجز نظارة ميدان وخمسة هواتف نقالة و200 لتر من الوقود». ولم تقدم وزارة الدفاع تفاصيل وافية عن القضية، لكن يرجح بأن الأمر يتعلق بمهربي وقود يشترونه من المدن الصحراوية الجزائرية، ليبيعونه في السوق السوداء بليبيا. وتسعى الجزائر منذ يونيو(حزيران) الماضي، إلى جمع أطراف الأزمة الليبية فوق أرضها لإيجاد حل للحرب التي تدور رحاها في البلاد منذ 2011. غير أنها فشلت في المسعى بسبب تحفظ بعض الأطراف،على دعوة رموز من النظام السابق للمشاركة في الحوار.
وتعرف مناطق الحدود مع المغرب وتونس تفشي ظاهرة تهريب الوقود، إذ تشتكي الحكومة الجزائرية من «نزيف» في وقودها. ويسمى مهرَبو الوقود بالمناطق الحدودية «الحلابة»، وقد اجتهدت السلطات ، في السنوات الأخيرة، لوضع الخطط لمحاربتهم، لكن من دون جدوى.
وأضافت وزارة الدفاع»في إطار تأمين الحدود ومحاربة التهريب والجريمة المنظمة، ومواصلة لعمليات التفتيش على مستوى بعض الأحياء السكنية بمنطقة الدبداب (نقطة حدودية مشتركة مع ليبيا)،جرى يوم 10 يناير (كانون الثاني) الجاري حجز مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة. وتمكنت مفرزة من قوات الجيش بالقطاع العملياتي شمالي شرق عين أمناس (ألف كلم جنوب شرق العاصمة) في نفس اليوم من حجز مسدسين رشاشين من نوع كلاشنيكوف،مع أربعة مخازن وبندقية رشاشة وبندقية قناصة و بندقية مضخية، وقنبلتين يدويتين، وذخيرة حربية كميتها 1667 طلقة، ونظارة ميدان،وهاتفين للاتصال عبر الأقمار الصناعية وسيارة رباعية الدفع».
ولم تذكر وزارة الدفاع هوية الاشخاص أصحاب هذه الترسانة الحربية،ولا البلد الذي أدخلت منه.ويعتقد بأن مصدرها شمالي الذي يعرف اضطرابات أمنية خطيرة،منذ سنوات بسبب سيطرة جماعات إسلامية مسلحة على أجزاء منه. وترعى الجزائر،منذ سنتين مفاوضات سلام بين طرفي الصراع في مالي (الحكومة المركزية والتنظيمات المعارضة في الشمال)،اللذان يفترض أن يلتقيا خلال الشهر الحالي بالجزائر، لتوقيع اتفاق السلام.
وأفادت وزارة الدفاع أيضا بأن أفراد الدرك اعتقلوا 3 نجيريين بعين قزام، الجمعة الماضية «أثناء قيامهم بدورية قرب الحدود). وتمكنوا حسبها، في نفس اليوم، من حجز عربة رباعية الدفع وست ألواح شمسية، ومبلغا ماليا كبيرا بالدينار الجزائري بمدينة تمنراست (1900 كلم جنوب العاصمة).



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.