ثغرة خطيرة في متصفحات «آبل» المحمولة

موجودة أيضاً في «آي ميسج» للدردشة وتؤدي إلى احتمال سرقة البيانات

تتسبب الثغرة بمتصفح «سافاري» بتحميل برامج ضارة
تتسبب الثغرة بمتصفح «سافاري» بتحميل برامج ضارة
TT

ثغرة خطيرة في متصفحات «آبل» المحمولة

تتسبب الثغرة بمتصفح «سافاري» بتحميل برامج ضارة
تتسبب الثغرة بمتصفح «سافاري» بتحميل برامج ضارة

توجد ثغرة أمنية تستطيع خداع شريط العناوين في كثير من متصفحات الإنترنت عبر الهواتف الجوالة، ومنها متصفح «سافاري» من «آبل»، بالإضافة إلى متصفحات «UCWeb» و«Open Touch» و«Yandex» و«Bolt» و«RITS»، وغيرها، وذلك لفتح الأبواب الرقمية أمام هجمات التصيد الاحتيالي والبرمجيات الضارة.

نص خبيث
سبب المشكلة هو استخدام نص «جافا سكريبت» خبيث يمكن تنفيذه من موقع إلكتروني، وذلك بهدف إجبار المتصفح على تحديث شريط العناوين خلال عملية تحميل الصفحة إلى عنوان آخر من اختيار المهاجم. وتحدث هذه الثغرة الأمنية بسبب احتفاظ متصفح «سافاري» بشريط عنوان المواقع عند الطلب عبر منفذ عشوائي، ومعاودة تفعيل وظيفة الفاصل الزمني المحدد تحميل عنوان «bing.com:8080» كل 2 ملي ثانية، ليتعذر على المستخدم التعرف على إعادة التوجيه من عنوان الموقع الأصلي إلى العنوان الخبيث.
ويمكن للمهاجم بناء صفحة إنترنت ضارة وحث الآخرين على فتح الرابط من رسالة بالبريد الإلكتروني أو رسالة نصية مخادعة، مثلاً، الأمر الذي يؤدي إلى تحميل جهاز المستخدم برامج ضارة دون علمه، أو المخاطرة بسرقة بياناته وهويته الرقمية. كما يمكن إساءة استخدام هذه الميزة لنشر الأخبار الكاذبة.
وعند تصفح صفحات الويب، مثل المقالات الإخبارية في متصفح الويب «سفاري» عبر جهاز «آيفون» أو «آي باد»، يمكن للمستخدمين اختيار مشاركة نص جزئي مقتطف من الصفحة بدلاً من الصفحة بأكملها. ومع ذلك، يمكن أن يأتي النص المقتطف أيضاً من حقل إدخال نصي يمكن للمستخدم التحكم به وتحريره. ولدى مشاركة المحتوى المقتطف من الصفحة مع مستخدمي «آيفون» آخرين عبر برنامج التراسل «آي ميسج (iMessage)» الخاص بأجهزة «آبل»، فإن معاينة الرابط التي جرى إنشاؤها تحتوي على قيمة هذا النص المشترك نفسه بدلاً من العنوان الأصلي لصفحة الإنترنت. وبمعنى آخر، يمكن كتابة نصوص عشوائية في حقل شريط البحث لمواقع الإنترنت الإخبارية، ثم مشاركة هذه القيمة النصية عبر برنامج التراسل «آي ميسج». وتؤدي معاينة الرابط التي جرى إنشاؤها عبر برنامج التراسل «آي ميسج» إلى إعطاء الانطباع بشكل خاطئ، كما لو كان النص الذي أنشأه المستخدم هو العنوان الفعلي للصفحة. ولا يوجد حالياً ما يمنع المستخدم من كتابة عنوان مضلل أو نص مضلل آخر في حقل ما، وجعله جزءاً من معاينة الصفحة.

أجهزة «آبل»
ويمكن ملاحظة هذا السلوك على وجه التحديد عندما يجري استخدام أجهزة «آبل» بوضعها الأفقي، ولدى مشاركة الروابط عبر برنامج التراسل «آي ميسج» بين مستخدمي «آيفون» وليس «آندرويد». وبناء على ذلك، فإن مشاركة المحتوى من «آيفون» إلى «آندرويد» لن تؤدي إلى هذا السلوك الخبيث، أي إن هذه الثغرة تصيب الأجهزة المحمولة التي تستخدم متصفح «سافاري»، مثل «آيفون» و«آيباد»، وغيرهما. هذه الثغرة موجودة أيضاً في متصفح «سافاري» على نظام التشغيل «ماك أو إس»، خصوصاً لمن لم يقم بتحديثه مؤخراً.
ويجب على جميع مستخدمي «iMessage» توخّي الحذر، حيث يمكن استخدام الخلل وسيلة لإقناع المستثمرين الماليين بشراء أو بيع الأسهم بناء على عناوين كاذبة. وجرى الإعلان عن هذه المشكلة في وقت مبكر من عام 2019، إلا إن «آبل» تستمر بشحن الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «آي أو إس» والتي لم يتم سد هذه الثغرة فيها.
يذكر أن متصفح «سافاري» كان قد احتوى على ثغرة أمنية مشابهة في عام 2018 تسببت في احتفاظ المتصفح بشريط العناوين وتحميل المحتوى من الصفحة المخادعة من خلال تأخير التوقيت الناجم عن نصوص «جافا سكريبت».
ومع التطور المستمر في هجمات التصيد، فإن استغلال الثغرات التي تستند إلى المتصفح (مثل انتحال شريط العنوان) قد يؤدي إلى تفاقم نجاح هجمات التصيد. ومن السهل إقناع الضحية بسرقة بياناته أو توزيع البرامج الضارة عندما يشير شريط العنوان إلى صفحة إنترنت موثوق بها ولا يعطي أي مؤشرات للتزوير، وبالنظر إلى أن الثغرة الأمنية تستغل ميزة معينة في المتصفح، فيمكنها تجنب كثير من برامج مكافحة الفيروسات التي لن تلتفت إلى تصرف متصفح رسمي.



هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
TT

هل وصل الذكاء الاصطناعي إلى حدوده القصوى؟

لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)
لوغو تطبيق «شات جي بي تي» (رويترز)

هل وصلت نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى طريق مسدود؟ منذ إطلاق «تشات جي بي تي» قبل عامين، بعث التقدم الهائل في التكنولوجيا آمالاً في ظهور آلات ذات ذكاء قريب من الإنسان... لكن الشكوك في هذا المجال تتراكم.

وتعد الشركات الرائدة في القطاع بتحقيق مكاسب كبيرة وسريعة على صعيد الأداء، لدرجة أن «الذكاء الاصطناعي العام»، وفق تعبير رئيس «أوبن إيه آي» سام ألتمان، يُتوقع أن يظهر قريباً.

وتبني الشركات قناعتها هذه على مبادئ التوسع، إذ ترى أنه سيكون كافياً تغذية النماذج عبر زيادة كميات البيانات وقدرة الحوسبة الحاسوبية لكي تزداد قوتها، وقد نجحت هذه الاستراتيجية حتى الآن بشكل جيد لدرجة أن الكثيرين في القطاع يخشون أن يحصل الأمر بسرعة زائدة وتجد البشرية نفسها عاجزة عن مجاراة التطور.

وأنفقت مايكروسوفت (المستثمر الرئيسي في «أوبن إيه آي»)، و«غوغل»، و«أمازون»، و«ميتا» وغيرها من الشركات مليارات الدولارات وأطلقت أدوات تُنتج بسهولة نصوصاً وصوراً ومقاطع فيديو عالية الجودة، وباتت هذه التكنولوجيا الشغل الشاغل للملايين.

وتعمل «إكس إيه آي»، شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لإيلون ماسك، على جمع 6 مليارات دولار، بحسب «سي إن بي سي»، لشراء مائة ألف شريحة من تصنيع «نفيديا»، المكونات الإلكترونية المتطورة المستخدمة في تشغيل النماذج الكبيرة.

وأنجزت «أوبن إيه آي» عملية جمع أموال كبيرة بقيمة 6.6 مليار دولار في أوائل أكتوبر (تشرين الأول)، قُدّرت قيمتها بـ157 مليار دولار.

وقال الخبير في القطاع غاري ماركوس «تعتمد التقييمات المرتفعة إلى حد كبير على فكرة أن النماذج اللغوية ستصبح من خلال التوسع المستمر، ذكاء اصطناعياً عاماً». وأضاف «كما قلت دائماً، إنه مجرد خيال».

- حدود

وذكرت الصحافة الأميركية مؤخراً أن النماذج الجديدة قيد التطوير تبدو وكأنها وصلت إلى حدودها القصوى، ولا سيما في «غوغل»، و«أنثروبيك» (كلود)، و«أوبن إيه آي».

وقال بن هورويتز، المؤسس المشارك لـ«a16z»، وهي شركة رأسمال استثماري مساهمة في «أوبن إيه آي» ومستثمرة في شركات منافسة بينها «ميسترال»: «إننا نزيد (قوة الحوسبة) بالمعدل نفسه، لكننا لا نحصل على تحسينات ذكية منها».

أما «أورايون»، أحدث إضافة لـ«أوبن إيه آي» والذي لم يتم الإعلان عنه بعد، فيتفوق على سابقيه لكن الزيادة في الجودة كانت أقل بكثير مقارنة بالقفزة بين «جي بي تي 3» و«جي بي تي 4»، آخر نموذجين رئيسيين للشركة، وفق مصادر أوردتها «ذي إنفورميشن».

ويعتقد خبراء كثر أجرت «وكالة الصحافة الفرنسية» مقابلات معهم أن قوانين الحجم وصلت إلى حدودها القصوى، وفي هذا الصدد، يؤكد سكوت ستيفنسون، رئيس «سبيلبوك»، وهي شركة متخصصة في الذكاء الاصطناعي القانوني التوليدي، أن «بعض المختبرات ركزت كثيراً على إضافة المزيد من النصوص، معتقدة أن الآلة ستصبح أكثر ذكاءً».

وبفضل التدريب القائم على كميات كبيرة من البيانات المجمعة عبر الإنترنت، باتت النماذج قادرة على التنبؤ، بطريقة مقنعة للغاية، بتسلسل الكلمات أو ترتيبات وحدات البكسل. لكن الشركات بدأت تفتقر إلى المواد الجديدة اللازمة لتشغيلها.

والأمر لا يتعلق فقط بالمعارف: فمن أجل التقدم، سيكون من الضروري قبل كل شيء أن تتمكن الآلات بطريقة أو بأخرى من فهم معنى جملها أو صورها.

- «تحسينات جذرية»

لكنّ المديرين في القطاع ينفون أي تباطؤ في الذكاء الاصطناعي. ويقول داريو أمودي، رئيس شركة «أنثروبيك»، في البودكاست الخاص بعالم الكمبيوتر ليكس فريدمان «إذا نظرنا إلى وتيرة تعاظم القدرات، يمكننا أن نعتقد أننا سنصل (إلى الذكاء الاصطناعي العام) بحلول عام 2026 أو 2027».

وكتب سام ألتمان الخميس على منصة «إكس»: «ليس هناك طريق مسدود». ومع ذلك، أخّرت «أوبن إيه آي» إصدار النظام الذي سيخلف «جي بي تي - 4».

وفي سبتمبر (أيلول)، غيّرت الشركة الناشئة الرائدة في سيليكون فالي استراتيجيتها من خلال تقديم o1، وهو نموذج من المفترض أن يجيب على أسئلة أكثر تعقيداً، خصوصاً في مسائل الرياضيات، وذلك بفضل تدريب يعتمد بشكل أقل على تراكم البيانات مرتكزاً بدرجة أكبر على تعزيز القدرة على التفكير.

وبحسب سكوت ستيفنسون، فإن «o1 يمضي وقتاً أطول في التفكير بدلاً من التفاعل»، ما يؤدي إلى «تحسينات جذرية».

ويشبّه ستيفنسون تطوّر التكنولوجيا باكتشاف النار: فبدلاً من إضافة الوقود في شكل بيانات وقدرة حاسوبية، حان الوقت لتطوير ما يعادل الفانوس أو المحرك البخاري. وسيتمكن البشر من تفويض المهام عبر الإنترنت لهذه الأدوات في الذكاء الاصطناعي.